مشاهدة النسخة كاملة : ...الرحمة المهداة



sami_2007
29-12-2006, 23:41
الرحمة المهداة

أحب الخلق إلى الله تعالى

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحب الخلق إلى الله تعالى على الإطلاق، إذ ليس هناك مخلوق آخر من بداية الزمان إلى نهايته أحب إلى الله عز وجل من سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
لنستمع لشهادة أبينا آدم عليه السلام الواردة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله : يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال : لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت فيَ من روحك رفعتُ رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فعلمتُ أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك.
فقال الله تعالى : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه قد غفرت لك. ولولا محمد ما خلقتك". رواه الحاكم والبيهقي رحمهما الله.
"ولولا محمد ما خلقتك". أي فضل وأي شرف هذا ؟ مقام ليس يعلوه مقام، فكل مخلوق في الدنيا وكل موجود إنما وُجد من أجل حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.

روى الترمذي رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جلس أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون، قال بعضهم : إن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وقال آخر : موسى كلمه الله تكليما، وقال آخر : فعيسى كلمة الله وروحه، وقال آخر : آدم اصطفاه الله.
فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : "قد سمعت كلامكم وعجبكم، إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك، وموسى نجي الله وهو كذلك، وعيسى روح الله وهو كذلك، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك.
ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر". اللهم صلي على سيد ولد آدم وسلم تسليما كثيرا.



الرحمة المهداة

روى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنما أنا رحمة مهداة". هو رحمة من الله عز وجل أهداها لنا في هذه الدنيا فكانت أجمل وأعظم هدية من الكريم المنان سبحانه أن جعله نبينا وجعلنا من أمته.
لا يسع المقام للحديث عن دلائل وصور رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم : رحمته بوالديه وعشيرته، ورحمته بأزواجه وذريته، ورحمته بخدمه وجيرانه، ورحمته بأصحابه وصحابياته، ورحمته بالعصاة والمنافقين، ورحمته بالكفار والمشركين، ورحمته بكل المخلوقات من الحيوانات والنباتات والجمادات، ورحمته بسائر أمته سابقها ولاحقها.

ومن أبلغ ما جاء في وصف حرص نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم على أمته ورحمته بها ما رواه مسلم رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم "ربّ إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم" إبراهيم الآية36، وقوله "إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" المائدة الآية 118 فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي، وبكى. فقال الله عز وجل : يا جبريل، اذهب إلى محمد -وربك أعلم- فاسأله ما يبكيه، فأتاه جبريل فسأله فأخبره بما قال -وهو أعلم- فقال الله تعالى : يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل له : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.

في ظل هذه الرحمة وهذا الحرص على خلاص الأمة، أين أنا من حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم؟ ما منزلته من قلبي ؟ وإن طلبت محبته - وما المحبة إلا طاعة واتباع- فما برهان حبي له ؟ ما مقدار دعائي وصلاتي عليه وهو في روضته غض طري يرد على كل من يصلي ويسلم عليه ؟ أين أنا من سنته العطرة في عبادتي وسلوكي وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي رحمه الله : " من أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة" ؟

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبك محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته صلاة تدوم بدوامك وتبقى ببقائك وشفعه فينا يوم لقائك. آمين والحمد لله رب العالمين.

اخوكم سامى يتمنى لكم عيدا مباركا سعيدا

sami_2007
30-12-2006, 12:28
http://www.u11p.com/folder1/U11P_P6hBvG4Qp.jpg