مشاهدة النسخة كاملة : مناهضي الحرب والعولمة ورقة تعريفية من اسلام اون لاين



المراكشي
23-11-2004, 13:11
http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2004/11/article12.shtml



قبيلة مناهضي الحرب والعولمة.. تصنيفا وتعريفا
د. مجدي سعيد**
22/11/2004



خلال السنوات الخمس الماضية -وهي فترة عملنا في موقع "إسلام أون لاين.نت"- تابعنا ميلاد حركة إنسانية عالمية بدأت بشكل أساسي في ديسمبر من عام 1999 في شكل حركات مناهضة للعولمة بنزول 50 ألفا إلى شوارع سياتل احتجاجا على اجتماع منظمة التجارة العالمية إحدى الأدوات الهامة للعولمة الإمبراطورية في جانبها الاقتصادي، وقد بدا اهتمامنا ذلك في شكل مقالات متناثرة يكتبها أحدنا بين الحين والآخر.

عسكرة الإمبراطورية والبعد الجديد في المناهضة

وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، تعزز لدينا حس متابعة تلك الحركات مع تبلور مشروع الإمبراطورية الأمريكية القائم على فكرة الحرب الاستباقية وصراع الحضارات وفرض الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والثقافية على العالم، وهو المشروع الذي بدا واضحا لنا على الأقل بشكل لا لبس فيه من خلال الحملة الأمريكية على أفغانستان ثم العراق، وإذا كانت شعوب العالم قد انطلت عليها -إلى حد كبير- الخدعة الأمريكية في حملتها على أفغانستان بدعواها أنها في حالة دفاع عن النفس وهي الخدعة التي عزز منها قماءة نموذج طالبان، بالرغم من أن بعض شوارع العالم شهدت ولادة تحالف شعبي غربي ضد الحرب -فإن تلك الخدعة لم تنطل مرة أخرى في خطوتها التالية تجاه العراق، ومن ثم لاحظنا بشكل لافت اتساع وتزايد نشاط حركة إنسانية عالمية ضد الحرب الأمريكية على العراق حتى جاء يوم الخامس عشر من فبراير 2003 ليتوج ميلاد أكبر حركة شعبية إنسانية بنزول 10 ملايين إلى شوارع العالم ليقولوا "لا للحرب"، واستمر نشاط تلك الحركة بعد 15 فبراير، ليتزامن مع تتويج حركة التضامن الدولية مع شعب فلسطين لنشاطها بتقديمها للناشطة الأمريكية راتشيل كوري كأول شهيدة للحركة كتبت بدمائها وثيقة شهادتها للحق والعدل، وضد الظلم والعدوان، وكأنها أبت إلا أن توقع بالأحرف الأولى على نشوء "حلف فضول معاصر"، وأن تؤكد ارتباط القضيتين معا: ارتباط المشروع الإمبراطوري الأمريكي بالمشروع الصهيوني، وهو الأمر الذي عمق لدينا الوعي بتلك "الحركة الإنسانية العالمية" أكثر وأكثر.

ماذا يناهضون؟

وقبل أن نستعرض تفاصيل التصنيف والتعريف، دعونا نحاول أن نجيب على سؤال مهم: ماذا يناهض هؤلاء؟ وللإجابة نقول: إنهم إنما يناهضون "مظاهر وآثارا سلبية للعولمة"، وتلك المظاهر التي يناهضونها ليست لعولمة واحدة ولا اثنتين.. بل ثلاث (مع الاعتذار للإعلان التليفزيوني):

* أولا: عولمة السلاح والعسكرة، عولمة القوة المادية الجبرية، عولمة القتل والتدمير، عولمة إبادة الشعوب، وعولمة إكراهها وتكميم أفواهها.

* ثانيا: عولمة المال والاقتصاد، عولمة المنع والمنح، عولمة القلة المدللة والمتربحة، في مقابل عولمة الإفقار ونشر البطالة والتهميش للأكثرية المغلوب على أمرها.

* ثالثا: عولمة الإعلام التي تخدم مصالح العولمتين السابقتين، عولمة المخايلة وسحر الأعين وخداع العقول، عولمة إخفاء الحقائق أو تشويهها، عولمة "القوة السلسة".. الناعمة، التي تدغدغ المشاعر والشهوات.

وغاب عن المناهضة بعد رابع للعولمة:

* عولمة الجريمة المنظمة، أو عولمة "الأبواب الخلفية"، عولمة عصابات المال والسلاح، وتجارة المخدرات والرقيق الأبيض.

عم وكيف يبحثون؟

تبحث تلك الحركات جميعا، عن "عالم مختلف" يكون "أفضل" حالا من العالم الذي يعيشونه، عالم يسوده "السلام والعدل".

تؤمن تلك الحركات جميعا بكلمة السر "فعل الناس بالناس ومن أجل الناس"، سواء أكان الفعل على المستوى المحلي أم العالمي، وسواء كان فعل الضد (المناهضة) أم فعل البناء، وسواء كان الفعل له نتائج قريبة أم متوسطة أم بعيدة فلا أمل إلا في العمل وطالما هناك ثمة عمل.. فهناك ثمة أمل، وقد رأى الجميع أن تضافر كل أشكال الفعل تلك وتآزرها من شأنه أن يحقق لهم ما يصبون إليه؛ لذلك يتجمعون وينسقون ويتبادلون الخبرة والدعم المعنوي والمادي، ويسعون لتحقيق مصالح المجموع، كما يسعون للتساند لتتحقق مصالح الجميع.

وإذا كانت للعولمة أربعة وجوه يئن منها الناس فإن له وجها خامسا كان هو الثغرة التي نفذوا منها إلى عولمة الحركات الاجتماعية المناهضة للحرب والعولمة.. ألا وهو "عولمة الاتصالات" أو عولمة الفضاء التخيلي عبر الشبكة العنكبوتية، سواء بوجهها الإعلامي "البديل" أو بوجهها الاتصالاتي "الحاشد".

وماذا يفعلون؟

وإذا كانت تلك الحركات بتجمعها هذا قد بنت وجها سادسا للعولمة هو عولمة الحركات الاجتماعية، فإنها في تفاعلها خلال تلك التجمعات إنما تتباحث حول أمرين نجردهما فيما يلي:

- منظومة عالمية جديدة للأفكار والقيم والنظم القائمة عليها، منظومة بديلة للمنظومة الموجودة حاليا، والتي دفعت البشرية إلى الدرك الذي تئن منه، وهنا يأتي الدور الغائب للإسلام والمسلمين في مساعدة الإنسانية على إيجاد صياغة جديدة للعالم، لنظمه ومؤسساته، صياغة قائمة على القيم والأخلاق التي تحرر الناس من أسر أنفسهم ورغباتهم ورهباتهم أولا قبل أن تحررهم من أسر غيرهم، صياغة تضمن للناس أن يعيشوا في سلام وعدل.

- التخطيط المشترك والتنسيق والدعم المتبادل للأفعال على المستوى العالمي بالقدر الذي يصل بالحركة إلى تحقيق نجاحات في نضالها ضد الأوضاع القائمة.

ولعل أحوج ما يحتاجه الناس في حركتهم وفعلهم المقاوم والمناهض هذا على اتساع مداه وطول أمده هو "الأمل"، وكما عبرت إحدى المشاركات في مؤتمر بيروت اقتباسا من شعر "محمود درويش".. نحن مرضى بالأمل، وأرجو أن نظل كذلك دائما.. "مرضى بالأمل".

قبيلة المناهضين في بيروت

وإذا كنا قد حاولنا من خلال "ساحة مناهضة الحملة الأمريكية" أن نقدم "خريطة لمعرفة حركة المناهضة" عن بعد وفي شكل مقالات وتقارير متفرقة تشبه قطع "البازل"، فإننا فضلنا أن نقدم عينة تمثيلية للخريطة مجمعة من قريب من خلال مطالعتنا لأوراق ومواقع أعضاء القبيلة المشاركين في مؤتمر بيروت الذي جمع شريحة -غير حصرية- للطيف المتنوع لحركات مناهضة الحرب والعولمة في العالم في الفترة ما بين 17 إلى 19 سبتمبر 2004، عينة تعين الراغبين في القرب والانخراط على أن يتبين طريقه في دروب ومسالك الحركة.

خريطتنا التي نقدمها تتكون من ثلاث طبقات شفافة:

* الطبقة الأولى والأوسع هي للعشيرة الدولية (غير العربية) والتي تمثل الجسم الأصلي للحركة باعتبار التاريخ القريب لنشأتها (1999).

* الطبقة التالية هي للعشيرة العربية.

* أما الطبقة الثالثة فهي للعشيرة الإسلامية وهي متداخلة في النسيج الدولي والعربي.

قراءة رقمية في مؤتمر بيروت

إذا اعتبرنا ممثلي الحركات المناهضة للحرب والعولمة التي حضرت إلى بيروت عينة كاشفة لمجمل الجسم الكبير والمتشعب للحركة، فإننا نود قبل أن نخوض في تفاصيل القراءة التصنيفية والتعريفية أن نقدم نظرة عامة على الأرقام الخاصة بالمؤتمر في إطار مقارنة ما بين العشيرة العربية وغير العربية بشكل رئيسي.

إجماليات: حضر المؤتمر 228 (أو 230 على اختلاف بين النسخة الورقية والإليكترونية لقائمة الحضور، والتي يقع الاختلاف فيها بشكل أساسي في الحضور العراقي هل هو 22 أم 24) ممثلا لـ 169 حركة ومنظمة تتوزع على 43 دولة و6 قارات.

مقارنات عامة: يمكننا أن نقارن بشكل عام بين الحضور العربي والدولي من خلال الجدول التالي:

عدد المنظمات ونسبها
عدد الدول ونسبها
عدد الممثلين ونسبتهم
البند

82 / 48.5 %
34 / 79 %
101 / 44 %
الحضور الدولي

87 / 51.5 %
9 / 21 %
127 / 56 %
الحضور العربي


وبنظرة سريعة على تلك الأرقام يمكننا أن نلحظ الاختلال بين نسب حضور الأفراد وبين نسب تمثيل الدول والمنظمات التي يمثلونها.

عربيا: فعلى الرغم من الحضور العربي الكثيف عددا (كأفراد) مقارنا بالحضور الدولي، فإننا نلاحظ الانخفاض الشديد في نسبة تمثيل "الدول" العربية، وانخفاضا إلى حد ما في نسبة تمثيل المنظمات (وإن كان ليس شديدا كما هو حادث في تمثيل المنظمات والحركات، إلا أن تمثيل تلك الحركات لنا عليه قراءة "كيفية" نقدية ندرجها في قراءتنا التصنيفية للعشيرة العربية) وهذه الانخفاضات تثير علامات استفهام حول أسبابها على الرغم من أن المؤتمر منعقد في بيروت في قلب العالم العربي ويناقش بشكل أساسي فعاليات مناصرة قضيتين عربيتين رئيسيتين هما قضية فلسطين والعراق، وربما يرجع ذلك إلى أحد أو عدد أو كل تلك الأسباب:

* عدم الإعلام الكافي والمبكر عن المؤتمر.

* عدم الاقتناع (أو الوعي) بأهمية وجدوى تلك الحركة الإنسانية العالمية.

* انخفاض مستوى الوعي والحرية السياسيين في العالم العربي

عالميا: أما على المستوى العالمي فإننا نلاحظ على العكس من ذلك ارتفاعا شديدا في تمثيل الدول والمنظمات بين الوافدين من العشيرة الدولية، على الرغم من انخفاض عدد الأفراد الممثلين مقارنة بالعشيرة العربية، وهو ما يعطي "قرينة" على الحضور النوعي لغير العربي-على الأقل من الناحية الرقمية-.

وعلينا أن ندرك في نهاية تلك المقدمة أن حركة مناهضة الحرب والعولمة في أصلها هي حركة غير عربية، وغير إسلامية، ومن ثم فإن المشاركة العربية والإسلامية وافدة عليها، وعلى الرغم من صغر عمر الحركة الذي لا يجاوز السنوات الخمس (بالرغم من وجود جذور تاريخية للحركة أسبق من ذلك) فإنها تجتذب قطاعات متزايدة من البشر في أركان الدنيا الأربعة، وأن عمر المشاركات العربية أو الإسلامية بالتالي أقصر من عمر المشاركات الدولية، وعلى الرغم من أن القسم الأكبر من القضايا السياسية التي تقف في صفها تلك الحركات قضايا عربية وإسلامية فإن المشاركة العربية والإسلامية ما زالت أقل من المستوى لعدة أسباب نذكرها في موضعها.

المراكشي
23-11-2004, 13:20
التصنيف والتعريف.. مرحلة الإقلاع

أولا: العشيرة الدولية.. الكتلة الأكثر فاعلية

قلنا إنه على الرغم من أن العشيرة الدولية لم تكن تمثل أكثر من 44% من الحضور في مؤتمر بيروت، فإنها كانت الأكثر فاعلية، سواء حضورا على طاولة الأوراق التعريفية، أو مشاركة في المناقشات، ومن خلال تفحص تلك الأوراق، وتفحص مواقع الحركات التي مثلها المشاركون من غير العرب، يمكننا أن نصنف تلك الحركات بطريقتين:

- الأولى: بحسب منطلقات الحركة للعمل

- الثانية: بحسب نوعية نشاط الحركة

وبحسب التصنيف الأول، يمكننا أن نجد طيفا من:

* حركات السلام ومناهضة الحرب

* مناهضي العولمة الرأسمالية المتوحشة

ويضمهما معا الأطر الجامعة التي تجمع كل تلك التنويعات في الحركة العالمية في شكل المنتديات الاجتماعية، سواء العالمي منها أو الإقليمية.

* المنتديات الاجتماعية.. عولمة إنسانية للتضامن

أما بحسب التصنيف الثاني فيمكننا أن نضع التصنيفات التالية:

* الاحتشاد والتظاهر في الشارع: وهو النشاط الذي تشترك فيه كل الحركات بلا استثناء تقريبا.

* أصحاب النشاط النوعي المباشر

ثانيا: العشيرة العربية.. بين القديم والمعاصر

أما المشاركة العربية فكانت تبلغ 56% من حجم المشاركة، إلا أن هذا الحجم الكبير للمشاركة يمكن تفسيره بسببين:

* الأول أن القضيتين الرئيسيتين في المؤتمر كانتا قضية فلسطين والعراق (مثل الوفدين الفلسطيني والعراقي معا 37% من حجم الحضور العربي).

* الثاني أن البلد العربي "لبنان" كان هو البلد المضيف (مثل الحضور اللبناني في المؤتمر ما يقرب من 35% من حجم الحضور العربي).

وبنظرة على الجدول التالي، يمكننا أن ندرك حجم الحضور الضئيل من باقي الدول العربية (6 دول أخرى) والذي يمثل في مجمله حوالي 28% فقط من حجم الحضور العربي، وما يقرب من 16% فقط من حجم الحضور العام في المؤتمر، وذلك بالرغم من انعقاد المؤتمر في قلب العالم العربي.

الجزائر
المغرب
تونس
سوريا
الأردن
مصر
العراق
فلسطين
لبنان
الدولة

2
2
4
4
10
14
22
25
44
الحضور


المناهضون العرب في مؤتمر بيروت يمكن تقسيمهم إلى:

* البنى السياسية القديمة

* المنظمات والحركات العربية المعاصرة

ثالثا: العشيرة الإسلامية.. جسد ناشئ للمناهضة

وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد شبه الأمة الإسلامية بالجسد الواحد، فإننا نستعير هذا التشبيه النبوي لنصنف على أساسه المشاركين الإسلاميين في مؤتمر بيروت تصنيفا تشريحيا. وعلى الرغم من أن المشاركة الإسلامية في المؤتمر كانت "لافتة" مقارنة بحجم مشاركاتها السابقة في مثل تلك التجمعات، فإنها تعد في المجمل مشاركة ضعيفة لا تتجاوز 7% من حجم الحضور في المؤتمر (16 شخصا فقط)، وتفصيل التصنيف كالتالي:

* الوجه ونعني به مسلمي الغرب: لأنهم هم الوجه والواجهة للأمة الإسلامية، أو هم المرآة التي يرانا فيها العالم، وهو الوجه الذي كان باهتا في مؤتمر بيروت (حوالي 6% من حجم الحضور الإسلامي).

* القلب ونعني بهم مسلمي الأمة العربية: وهو ساحة المواجهة والمعركة الدائرة مع أوجه العولمة الثلاث، العسكرية والاقتصادية والإعلامية، والحضور الإسلامي من بلاد القلب بدا "جنينيا" وإن كان مبشرا (81 % من حجم الحضور الإسلامي).

* الأطراف ونعني بهم مسلمي آسيا وأفريقيا: وهم حواس الأمة وقدرتها على الحركة، وقد كان حضورهم أيضا حضورا "رمزيا" (13 % من حجم الحضور الإسلامي).

hassan_1677
29-11-2004, 23:59
المشروع الوحيد الذي يارض مشروع العولمة هو المشروع المجتمعي لجماعة العدل والاحسان.وهذا بشهادة الاتحاد الاوروبي

أشرف
02-12-2004, 11:14
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى