مشاهدة النسخة كاملة : روبرت فيسك : أسرار واشنطن أصبحت في مأمن بعد اعدام صدام حسين



المراكشي
01-01-2007, 05:29
وبرت فيسك : أسرار واشنطن أصبحت في مأمن بعد اعدام صدام حسين

لندن : اعتبر الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك أن أسرار واشنطن أصبحت في مأمن في ذات اللحظة التي نفذ فيها حكم الاعدام في الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين صباح أمس السبت.

وقال فيسك في مقال له نشرته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية على موقعها على الانترنت الأحد ان الدعم العسكري "المخز والمهين والسري" الذي ظلت الولايات المتحدة وبريطانيا تمنحاه لصدام على مدار أكثر من عشر سنوات يمثل احدى القصص الفظيعة التي لا يريد قادة الدولتين ان يتذكرها العالم ..أما الآن، فقد مات صدام الذي كان يعرف حقيقة أبعاد الدعم الغربي الذي قدم له واستغله فى ارتكاب بعض من أسوأ الأعمال الوحشية التى شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وأشار فيسك الى أن الرئيس العراقى المخلوع الذي تلقى شخصيا مساعدات من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي آي ايه) لتدمير الحزب الشيوعي فى بلاده رحل عن الدنيا مشيرا الى انه بعد تولي صدام حسين للسلطة في العراق اعطت المخابرات الامريكية لأتباعه عناوين منازل الشيوعيين في بغداد ومدن أخرى في محاولة لتدمير نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق في العراق حيث زار رجال مخابرات صدام كل منزل واعتقلوا سكانه وأفراد عائلاتهم بل انهم ذبحوا الكثيرين منهم .

واوضح فيسك في مقاله أن ثمة أدلة متزايدة تتوافر في انحاء مختلفة من العالم وتنم عن ان صدام كان قد عقد سلسلة من الاجتماعات مع مسئولين امريكيين بارزين قبيل هجومه العسكرى على ايران فى عام 1980 حيث تصور صدام والادارة الامريكية على حد سواء ان الجمهورية الاسلامية فى ايران ستنهار اذا تم ارسال الجيوش العراقية الى هناك كما صدرت تعليمات لوزارة الدفاع الامريكية بنتاجون بمساعدة آلة الحرب العراقية من خلال توفير معلومات بشأن نظام الحرب الايراني.

وأوضح الكاتب الصحفى البريطانى المعروف انه كان قد التقى فى عام 1987 فى منطقة تقع بالقرب من مدينة كولونيا الالمانية مع تاجر السلاح الالماني الذي استهل اول اتصالات مباشرة بين واشنطن وبغداد وذلك بناء على طلب من الولايات المتحدة.

وقال ان السجلات الرسمية الايرانية الخاصة بهذه الحرب التي ظلت مستعرة لمدة ثمانية اعوام تفيد ان صدام حسين استخدم الاسلحة الكيميائية للمرة الاولى في الثالث عشر من يناير عام 1981 مشيرا الى الانتصار الذي حققه جيش العراق في ذلك الوقت شرق البصرة واسفر عن مقتل المئات حيث اكد الايرانيون وقتئذ ان الولايات المتحدة هي التي اعطت صدام هذا المزيج البشع من المواد الكيميائية الذى استخدمه ضد الايرانيين غير ان واشنطن نفت ذلك.

ولكن فيسك أوضح ان الايرانيين كانوا محقين .. وقال ان المفاوضات المطولة التي ادت الى تواطؤ الولايات المتحدة في هذا العمل الوحشي ظلت سرية حيث كان وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد واحدا من اهم رجال الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان واحد الضالعين فى الترتيب لهذا الامر.

وأشار فيسك الى ان البنتاجون كان لديه علم ايضا باستخدام العراق بصورة واسعة النطاق للاسلحة الكيميائية ففي عام 1988 على سبيل المثال اعطى صدام اذنا شخصيا لليفتينانت كولونيل ريك فرانكونا بزيارة شبه جزيرة الفاو بعد ان استولى العراقيون على هذه المنطقة حيث كان فرانكونا ضابطا في المخابرات العسكرية الامريكية واحد الضباط الامريكيين ال60 الذين كانوا يزودون اعضاء من رئاسة الاركان العراقية سرا بمعلومات مفصلة حول انتشار الجيش الايراني والتخطيط التكتيكي وتقديرات حجم الخسائر التي يسببها القصف بالقنابل.

ومضى فيسك يقول في مقاله بصحيفة الاندبندنت ، ان فرانكونا أبلغ واشنطن لدى عودته من شبه جزيرة الفاو ان العراقيين استخدموا اسلحة كيميائية من اجل تحقيق انتصارهم كما قال الكولونيل والتر لانج كبير ضباط المخابرات العسكرية الامريكية في ذلك الوقت فى وقت لاحق ان استخدام العراقيين للغاز في ساحة الحرب "لم تكن مسألة تستدعي قلقا استراتيجيا بالغا".

وأوضح فيسك أن صدام كان يعرف ايضا اسرار الهجوم الصاروخي الذي شنته طائرة عراقية عام 1987 على الفرقاطة الامريكية "يو اس اس ستارك" مما اسفر عن مقتل اكثر من سدس افراد طاقمها وشارفت فيه هذه الفرقاطة على الغرق مشيرا الى ان الولايات المتحدة قبلت عذر صدام وقتئذ بأنه كان يعتقد ان الفرقاطة الامريكية سفينة ايرانية ، كما انها سمحت له بأن يرفض طلب واشنطن بالتحقيق مع الطيار العراقي الذى نفذ ذلك الهجوم.

واختتم روبرت فيسك مقاله بالقول ان الحقيقة الكاملة قد ماتت الان مع صدام حسين حيث تنفس الكثيرون في واشنطن ولندن الصعداء عندما تم اخماد صوت هذا الرجل الى الابد.

تاريخ التحديث : 1/1/2007 2:41:24


من موقع المحيط الإخباري