مشاهدة النسخة كاملة : دعوة من القلب مع كتاب الله



hasnaa
03-01-2007, 15:26
بسم الله الرحمان الرحيم

ونحن نستشعر روحانيات هذا الشهر الكريم, وتداعب أسماعنا آيات الذكر الحكيم, تصدع قلوبنا بالدعاء فقد تجدد فيها الأمل, وتُجدد نفوسنا الولاء فقد اشتاقت لصالح العمل .

الإيمان طريق السعادة, والفجور أو النفاق وسيلة الشقاوة, والقرآن الكريم منبع هذا الدين, منه تفرعت فنونه, وأخذت علومه, من فقه وتوحيد, وأصول وأخلاق, ووعظ وقصص, وبمقدار اتصال القلب به, وتفكير العقل فيه تكون درجة الإنسان في الهدى والعلم, ويكفي أن تالي القرآن الكريم يتلو كلام رب العالمين الذي مدح كتابه فقال ؛ ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك ) الأنعام 92 وقال ؛ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ‎ الإسراء 9 لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ‎ فصلت 42 .

الانتفاع بالقرآن الكريم وشروطه:

قال ابن قيم الجوزية في (الفوائد ) ص 4 , 5 ؛

إذا أردت الانتفاع بالقرآن الكريم فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألف سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه, فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله - غ - قال تعالى ؛ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ‎ سورة ق؛ 37. قال ابن قتيبة ؛ استمع كلام الله وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولاساه, وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له والنظر فيه وتأوله فإذا حصل الموثر وهو القرآن الكريم, والمحل القابل وهو القلب الحي, ووجد الشرط وهو الإصغاء وانتقى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر, حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر .

فضل تعلم القرآن وتلاوته:

لقد رغبنا رسول الله - غ - في المداومة على تعلم القرآن وتعليمه للناس فقال؛ (خيركم من تعلم القرآن وعلمه )1. وقال - غ - ( ... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة, وحفتهم الملائكة, وذكرهم الله فيمن عنده, من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه )2 . ولم يقتصر فضل القراءة على الذين يحسنون القراءة فقط بل هو يشمل حتى الذين يجدون صعوبة في تلاوته قال - غ - ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذي يقرأ القرآن الكريم ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران )3.

ثواب حفظ القرآن والعمل به:

القرآن الكريم هو قانون شريعتنا الإسلامية, وقاموس لغتنا العربية, وقدوتنا وامامنا في حياتنا, به نهتدي وإليه نحتكم, وبأوامره ونواهيه نقتدي, وعند حدوده نقف, سعادتنا في اتباع نهجه, وشقوتنا في تنكب تعاليمه والبعد عن شرعه ومن الواجب علينا أن نتعهده ونتفقده بالحفظ ومداومة التلاوة, والمدارسة حتى لا يُنسى .

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما قال ؛ قال رسول الله - غ - (يقال لصاحب القرآن اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ) 4. ومن عظمة القرآن الكريم أن ثواب حفظه والعمل به لا يكون لصاحبه فقط بل يتعداه إلى والديه, قال - غ - (من قرأ القرآن الكريم وعمل به ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا)5. ولكن يجب على حافظ القرآن الكريم أن يتعهده بالتلاوة حتى لاينساه لقوله - غ - (تعاهدوا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ) 6 وينبغي أن لا يكون الحفظ من غير فهم, لأن ذلك يعطل التدبر والاتعاظ وبالتالي العمل, فينبغي الاستعانة بأيسر التفاسير التي شرحت آيات القرآن الكريم, فإن ذلك يعين إن شاء الله على حفظه .

من آداب تلاوة القرآن الكريم:

1- أن لا يمس المصحف إلا وهو طاهر .

2- أن يستقبل القبلة .

3- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند بدء التلاوة .

4- أن يرتله ترتيلاً, ويحسن صوته بتلاوته, ولا يقرأه بألحان الغناء الشبيهة بألحان أهل الفسق فالتغني الوارد في الأحاديث المقصود به التغني المستحسن, وهو الذي يقوم على إخراج الحروف من مخارجها, والإتيان بالمد فى موضعه وتحسين القراءة بالصوت الجميل لأن التغني إذا كان يساعد على فهم المعنى والاعتبار وتذوق ألفاظ القرآن فهو مستحب مشروع, وإذا كان لمجرد التطريب فهو خارج عن الحد المشروع.

5- أن لا يتأوله عندما يعرض له شيء من أوامر الدنيا كقوله مثلاً عند حضور الطعام ؛ ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) الحاقة؛ 24 .

6- أن لا يقرأه في الأسواق, ولا في مواطن اللغو ومجمع السفهاء .

7- أن يفتتحه كلما ختمه حتى لا يكون كهيئة المهجور .

8- يستحب عند الانتهاء من القراءة أن يقول صدقت ربنا وبلغ نبيك ونحن على ذلك من الشاهدين
منقول

سهيل
03-01-2007, 15:41
جزاك الله خيرا
الدال على الخير كفاعله

hasnaa
03-01-2007, 18:23
شكرا أخي على المرور

المختار
03-01-2007, 22:06
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة