السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أبحث عن أخت أتمسك بودّهااحمل مصباحي في بياض النهار ..أبحث عن أخت .. بكل ما تحمله الكلمة من معنى نعم همزة وخاءوتاء تعني (أخت)
ف أخت كلمة ذات حروف حلقية يحتاج النطق بها إلى جهد فليس التلفظ بها سهلاً ميسوراً بل يحتاج إلى شيء من المكابدة على قدر مكابدة الإحساس والميل إلى الأخت وهو بحروفه الحلقية يشعر بمدى الكدح إليها فلا غرور فهي العضد الذي يعين على متاعب الطريق وكأنك حين تقولين أخت تستشعرين معناها العاطفي استشعارً عميقاً .
والأخت تطلق على أخت الدم وأخت الدين فعندما تتوجعي ووتأوهي تتلفظي ب أخت كأنك تستدعينها تلفهاً فهي رمز لاستشعار شدة الشوق والحاجة الملحة لأخت الدين والدعوة والطاعة أخت في الله ولله .

أبحث عن أخت تأخذ بيدي وتقول اجلسي بنا نؤمن الساعة وتهمس في أذني أختي .. إني أحبك في الله
وتبتسم ابتسامة في طياتها الحب والصدق وأقول لها أحبك الله الذي أحببتني فيه يا أختي وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً بعدها أحس بنسمات عطر يأخذ الألباب ويسري في العروق ولا تتحمل العين فتذرف الدموع ثم تقول أختي نحن أقوى رابطة على وجه الأرض نحن نقف على منابر من نور إن شاء الله يغبطنا عليها الأنبياء والشهداء ونستظل تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله إن شاء الله. (حديث رواه الترمذي(
أبحث عن أخت .. ترفع التكلف .. وتترك حضيض الدينار والدرهم
ويحسن في ذات الإله إذا رأى *** مضيماً لأهل الحق لا يسأم البلا
وإخوانه الأدنون كل موفق *** بصير بأمر الله يسمو إلى العلا

تذكرني بالأخرة كما قال الحسن البصري .
إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا لإن أهلنا يذكروننا بالدنيا .. وإخواناً يذكروننا بالآخرة

أخٌj اتخذت الإيثار شعاراً
(( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ))الحشر4

أخٌت تقبل عليّ وتسدد خللي وتعفو عن زللي تألف وتؤلف إذا اشتكيت اشتكت وإذا بكيت بكت تحزن لحزني وتفرح لفرحي ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))رواه البخاري
روائح نسيم المحبة تفوح منها كأن الدنيا تتسع لما أراها
روى الأبنادي عن الأثرم أنه قال دخل اليزيدي يوماً على الخليل بن احمد وهو جالس على وسادة فأوسع له فجلس مع اليزيدي على وسادته فقال له اليزيدي أحسبني قد ضيقت عليك فقال الخليل :
ما ضاق مكان على اثنين متحابين والدنيا لا تسع اثنين متباغضين .(نزهة الالباب)

أبحث عن اخت هي مرآة لي إن رأت مني ما لا يعجبها سددّتني وقوّمتني وحاطتني في السر والعلانية بدل التعاتب بالتغافر ولم تسلك طريق التنافر كلما صافحتها قالت لي : رب اغفر لي ولأختي هذه .

خصالها وأفعالها :
أبحث عن أخت .. تكف لسانها إلا بخير .. فلا تذكر إخواتها بعيب ولا تعاتبهم ، ولا تسخر منهم ، ولا تلمزهم تستر عيوبهم ودائماً تدعوهم بأحب الاسماء إليهم وإذا جن المساء عليها رفعت يديها واستحضرت صور من تعرف من إخواتها في ذهنها وتستشعر الصلة الروحية بينها وبين من لم تعرف منهم ثم تدعو لهم بمثل هذا الدعاء : اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك وتعاهدت على نصرة شريعتك فوثق اللهم رابطتها وآدم ودها واهدها سبلها واملأها بنورك الذي لا يخبو واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك وأحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة في سبيلك إنك نعم المولى ونعم النصير .(من مقال لمصطفى عبد الجليل الحباب بتصرف)

أبحث عن أخت .. يداها بالخير مبسوطتان ولسانها رطب بذكر الله ، إن أشارت إليها بنان بسب أو شتم احتسبت وكان منها الصفح والغفران بابها مفتوح ومالها مبذول من يذهب إليها طلبه مجاب قبل أن تبدأ بالسؤال هي اليي قيل فيها : رب أخ لك لم تلده أمك تحسي منها حسن الخلق والرحمة والتواضع وخشوع النظرة وحسن اللقاء والإستماع ورقة الإبتسامة وحب دعوتها وأدب كلمتها وتضحية لإخواتها تشغل تفكيري وتملك جوارحي حتى أني لا أطيق أن أبتعد عنها ساعة من نهار أو ليل فهي كنز غال ..
افتش وأبحث عن أخت هي كالشمعة المضيئة التي تحترق لتنير غيرها بهدوء تام دون أن يحدث ضوضاء حولها وتعيش لإخواتها ودعوتها وتبدوا الحياة طويلة وعميقة والعمر يتضاعف بقدر الإحساس بالأخوة فما اسعد الإنسان الذي تعطف عليه الحياة وتمنحه مثل هذه الأخت التي لم تلدها أمها :

أخي في فؤادي وفي مسمعي *** وفي خاطري أنت والأضلع
أخي في حناياك يجري هواي *** وروحك في الكون تسري معي
أخي إن بسمت فعن مبسمي *** وأن أنت نُحت فمن أدمعي
أخ إن تراءى لعيني الصباح *** تبينت نورك في المطلع
أخي أنا انت فمن منهل *** سقينا الحياة ومن مشرع
اخي أنا أنت فآمالنا *** والآمنا فيض من منبع
أخي نغم أنت يحلو به *** فمي ويهش له مسمعي