عبد الله القائم
04-03-2005, 11:02
:) حاجة الحركة الإسلامية الى إطالة اللبث في المساجد
الكــاتب: المصطفى مسالي
تتنكب الحركة الإسلامية الطريق عندما تظن أن المنطلق غير المسجد
(1)
المسجد عنوان الرجعة والتوبة بعد التوبة .
تتنكب الحركة الإسلامية الطريق عندما تظن أن المنطلق غير المسجد .
من جانب المحراب ، ومن على حصيرة المسجد يبدأ السير القاصد لحركة الإسلام نحو ساحات الفعل وميادين الجهاد ، وإلا كان وجودها استعراضا وما يغني الاستعراض والقلوب غافلة والمنطلق مخروم .
في البدء كان المسجد ومن المسجد وإليه .
(2)
يتهارش السياسيون ويتعالى لغط الساحة وهذيان العالم وهوسه ، وتكثر التكهنات والتخرصات : علاقات بين العباد غافلة عن رب العباد .
موعدنا المسجد يا من تريد التوبة والرجعة والإقبال على الله عز وجل ، موعدنا المسجد يا من تريد تجديد الخلافة من جديد ، موعدنا المسجد يا من تريد تجديد اللقاء التاريخي النوراني المقدس : لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحابته الكرام ، وإلا فخبرني بربك كيف يصل بالنبع من هو مقطوع ؟
ماذا يفيد أن تتسكع الحركة الإسلامية في دروب الغفلة عن الله ، وتعرض عن بركات الرباط : انتظار الصلاة بعد الصلاة ، وتظن أنها قادرة على الفعل ، قادرة على التغيير، هيهات هيهات فمن لم تحلق به روحه إذ هو على حصيرة المسجد البالية فلن يطير به بساط السندباد كما يقول محمد أحمد الراشد حفظه الله .
من فناء الكعبة والمسجد الحرام انطلقت مسيرة عظيمة ابتدأت بصحبة مباركة وثنت بجماعة مجاهدة أقامت دولة على مرأى ومسمع من ملإ القرشيين المتربصين .
المنطلق صحبة وجماعة في فناء الكعبة والمسجد الحرام .
(3)
الإسلام الفكري والتوبة الفكرية شتات وسطحية وضياع في ميادين الجدل تواترت ضحاياه وكثرت نكباته .
صف إسلامي يريد التغيير ، جدل وسفسطة ونقد ذاتي مزعوم ، ما هكذا تورد الإبل ، ويرد الأفراد على حوض الحركة الإسلامية الفياض .
التوبة الفكرية العقلية انحصار واندثار، وإلا فالمعول عليه اقتباس القلوب من القلوب .
من بوابة المسجد ينبغي أن ندلف ، ومن صحبة أهله ينبغي أن نقتبس .
حركة إسلامية يراد لها أن تستقيم لا بد أن تدلف من محراب الاستقامة أول ما تدلف .
(4)
منطلق التوبة : الصحبة ، صحبة أهل المسجد أساسا .
يقول الإمام عبد القادر الجيلاني قدس الله سره :" التوبة قلب دولة " قلب دولة الغفلة التسيب يبدأ أساسا من صحبة أهل المسجد الذاكرين .
يقول الكاتب الألمعي مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في سفره التحفة "وحي القلم" : " فالمسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به الاجتماع .
هو فكر واحد لكل الرؤوس . ومن ثم فهو حل واحد لكل المشاكل وكما يشق النهر فتقف الأرض عند شاطئيه لا تتقدم ، يقام المسجد فتقف الأرض بمعانيها الترابية خلف جدرانه لا تدخله ... فما المسجد بناء ولا مكانا كغيره من البناء والمكان ، بل هو تصحيح للعالم الذي يموج من حوله ويطرب ، فإن في الحياة أسباب الزيغ والباطل والمنافسة والعداوة والكيد ونحوها ، وهذه كلها يمحوها المسجد ، إذ يجمع الناس مرارا في كل يوم على سلامة الصدر ، وبراءة القلب وروحانية النفس ، ولا تدخله إنسانية الإنسان إلا طاهرة منزهة مسبغة على حدود جسمها من أعلاه وأسفله شعار الطهر الذي يسمى الوضوء ، كأنما يغسل الإنسان آثار الدنيا عن أعضائه قبل دخول المسجد ".
روح المسجد وفيضه مما يطرد الله به الزور ، ويكشف به كيد الطحالب السياسية المستور .
(5)
يقول الإمام عبد القادر الجيلاني قدس الله سره :" إذا خرج الزور دخل النور ".
بماذا سيخرج الزور المعشش في القلوب ، المنتشر في الساحات السياسية والمحافل الدولية ؟
كذب وهراء وسفسطة وازدراء ، عما قريب ينكشف الزيف ، ويدخل النور الجحور المظلمة مؤذنا بفجر جديد .
وأنت يا أيتها الحركة الإسلامية :
رب نفس تلفها ظلمات وهي في عالم كثير الضياء
مصاب الأمة عظيم ، ولوثة الغفلة ، والتسطيح والعنف الأعمى الأهوج مزالق تمد رجليها في طريق الراكضين إليه ، وهل طريقنا إلا ركض إليه ومسارعة إليه سبحانه وتعالى .
المنطلق الله ، الهدف الله ، الغاية الله .
(6)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن للمساجد أوتادا، الملائكة جلساؤهم إن غابوا افتقدوهم وإن مرضوا عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم، جليس المسجد على ثلاث خصال :" أخ مستفاد أو كلمة حكمة أو رحمة منتظرة " رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما .
على الأوتاد نبني ثم ننطلق ، وإلا فخيمة الحركة الإسلامية ستعصف بها الرياح : رياح الغفلة، رياح الإسلام الفكري الطاحونية، رياح التسطيح والسطحية المقيتة .
كيف يطيب لابن الحركة الإسلامية أن يطيل العنق في المجالس، وهو لم ينل بعد من بركات الرباط، وتهجد الثلث الأخير من الليل، وقراءة القرآن وزيارة القبور، وحلق الذكر ؟ .
المقدمات التربوية أساس لكل تغيير .
(7)
مسجدي هو ابن الحركة الإسلامية ، يسبق الأذان إلى المسجد ، يحث الخطى إليه ، يدخل الأوقات الإلاهية بأدب ، لا تفوته البلاليتان ، يتغير لونه لحظة الأذان ، وكأني أراه في مسجده تارة متبتلا وأخرى باكيا ، وطورا ممرغا جبهته من على حصيرته ، ينتظر الصلاة بعد الصلاة ، يرابط ما بين العشائين ، وكذلك دأب الصالحين: شغل ما بين العشائين بالذكر والأنس بالله عز وجل مقبلين عليه بقلوبهم وأرواحهم .
مسجدي هو ابن الحركة الإسلامية ، عرفته سواريه ، وبكته لياليه ، وسكنت إليه جوانبه، وانطوى فيه عالمه . آه ياسيدي كم هو جميل فضاء المسجد ، وروحانية أهل المسجد .
مسجدي هو ابن الحركة الإسلامية ، يحذر الانكفاء والانزواء ، ينطلق إلى ساحات العمل والمدافعة والمثافنة السياسية وقلبه مشدود إلى السماء ، وإلا فكيف بالأرضي المقطوع أن يعيد الفتل والبناء من جديد ؟
يا أيتها الحركة الإسلامية وأنت في بحر القرن الموصول بقرن الخلافة ، ما اسمك وما عنوانك في ميادين الإقبال والتوبة بعد التوبة ؟
الكــاتب: المصطفى مسالي
تتنكب الحركة الإسلامية الطريق عندما تظن أن المنطلق غير المسجد
(1)
المسجد عنوان الرجعة والتوبة بعد التوبة .
تتنكب الحركة الإسلامية الطريق عندما تظن أن المنطلق غير المسجد .
من جانب المحراب ، ومن على حصيرة المسجد يبدأ السير القاصد لحركة الإسلام نحو ساحات الفعل وميادين الجهاد ، وإلا كان وجودها استعراضا وما يغني الاستعراض والقلوب غافلة والمنطلق مخروم .
في البدء كان المسجد ومن المسجد وإليه .
(2)
يتهارش السياسيون ويتعالى لغط الساحة وهذيان العالم وهوسه ، وتكثر التكهنات والتخرصات : علاقات بين العباد غافلة عن رب العباد .
موعدنا المسجد يا من تريد التوبة والرجعة والإقبال على الله عز وجل ، موعدنا المسجد يا من تريد تجديد الخلافة من جديد ، موعدنا المسجد يا من تريد تجديد اللقاء التاريخي النوراني المقدس : لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحابته الكرام ، وإلا فخبرني بربك كيف يصل بالنبع من هو مقطوع ؟
ماذا يفيد أن تتسكع الحركة الإسلامية في دروب الغفلة عن الله ، وتعرض عن بركات الرباط : انتظار الصلاة بعد الصلاة ، وتظن أنها قادرة على الفعل ، قادرة على التغيير، هيهات هيهات فمن لم تحلق به روحه إذ هو على حصيرة المسجد البالية فلن يطير به بساط السندباد كما يقول محمد أحمد الراشد حفظه الله .
من فناء الكعبة والمسجد الحرام انطلقت مسيرة عظيمة ابتدأت بصحبة مباركة وثنت بجماعة مجاهدة أقامت دولة على مرأى ومسمع من ملإ القرشيين المتربصين .
المنطلق صحبة وجماعة في فناء الكعبة والمسجد الحرام .
(3)
الإسلام الفكري والتوبة الفكرية شتات وسطحية وضياع في ميادين الجدل تواترت ضحاياه وكثرت نكباته .
صف إسلامي يريد التغيير ، جدل وسفسطة ونقد ذاتي مزعوم ، ما هكذا تورد الإبل ، ويرد الأفراد على حوض الحركة الإسلامية الفياض .
التوبة الفكرية العقلية انحصار واندثار، وإلا فالمعول عليه اقتباس القلوب من القلوب .
من بوابة المسجد ينبغي أن ندلف ، ومن صحبة أهله ينبغي أن نقتبس .
حركة إسلامية يراد لها أن تستقيم لا بد أن تدلف من محراب الاستقامة أول ما تدلف .
(4)
منطلق التوبة : الصحبة ، صحبة أهل المسجد أساسا .
يقول الإمام عبد القادر الجيلاني قدس الله سره :" التوبة قلب دولة " قلب دولة الغفلة التسيب يبدأ أساسا من صحبة أهل المسجد الذاكرين .
يقول الكاتب الألمعي مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في سفره التحفة "وحي القلم" : " فالمسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به الاجتماع .
هو فكر واحد لكل الرؤوس . ومن ثم فهو حل واحد لكل المشاكل وكما يشق النهر فتقف الأرض عند شاطئيه لا تتقدم ، يقام المسجد فتقف الأرض بمعانيها الترابية خلف جدرانه لا تدخله ... فما المسجد بناء ولا مكانا كغيره من البناء والمكان ، بل هو تصحيح للعالم الذي يموج من حوله ويطرب ، فإن في الحياة أسباب الزيغ والباطل والمنافسة والعداوة والكيد ونحوها ، وهذه كلها يمحوها المسجد ، إذ يجمع الناس مرارا في كل يوم على سلامة الصدر ، وبراءة القلب وروحانية النفس ، ولا تدخله إنسانية الإنسان إلا طاهرة منزهة مسبغة على حدود جسمها من أعلاه وأسفله شعار الطهر الذي يسمى الوضوء ، كأنما يغسل الإنسان آثار الدنيا عن أعضائه قبل دخول المسجد ".
روح المسجد وفيضه مما يطرد الله به الزور ، ويكشف به كيد الطحالب السياسية المستور .
(5)
يقول الإمام عبد القادر الجيلاني قدس الله سره :" إذا خرج الزور دخل النور ".
بماذا سيخرج الزور المعشش في القلوب ، المنتشر في الساحات السياسية والمحافل الدولية ؟
كذب وهراء وسفسطة وازدراء ، عما قريب ينكشف الزيف ، ويدخل النور الجحور المظلمة مؤذنا بفجر جديد .
وأنت يا أيتها الحركة الإسلامية :
رب نفس تلفها ظلمات وهي في عالم كثير الضياء
مصاب الأمة عظيم ، ولوثة الغفلة ، والتسطيح والعنف الأعمى الأهوج مزالق تمد رجليها في طريق الراكضين إليه ، وهل طريقنا إلا ركض إليه ومسارعة إليه سبحانه وتعالى .
المنطلق الله ، الهدف الله ، الغاية الله .
(6)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن للمساجد أوتادا، الملائكة جلساؤهم إن غابوا افتقدوهم وإن مرضوا عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم، جليس المسجد على ثلاث خصال :" أخ مستفاد أو كلمة حكمة أو رحمة منتظرة " رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما .
على الأوتاد نبني ثم ننطلق ، وإلا فخيمة الحركة الإسلامية ستعصف بها الرياح : رياح الغفلة، رياح الإسلام الفكري الطاحونية، رياح التسطيح والسطحية المقيتة .
كيف يطيب لابن الحركة الإسلامية أن يطيل العنق في المجالس، وهو لم ينل بعد من بركات الرباط، وتهجد الثلث الأخير من الليل، وقراءة القرآن وزيارة القبور، وحلق الذكر ؟ .
المقدمات التربوية أساس لكل تغيير .
(7)
مسجدي هو ابن الحركة الإسلامية ، يسبق الأذان إلى المسجد ، يحث الخطى إليه ، يدخل الأوقات الإلاهية بأدب ، لا تفوته البلاليتان ، يتغير لونه لحظة الأذان ، وكأني أراه في مسجده تارة متبتلا وأخرى باكيا ، وطورا ممرغا جبهته من على حصيرته ، ينتظر الصلاة بعد الصلاة ، يرابط ما بين العشائين ، وكذلك دأب الصالحين: شغل ما بين العشائين بالذكر والأنس بالله عز وجل مقبلين عليه بقلوبهم وأرواحهم .
مسجدي هو ابن الحركة الإسلامية ، عرفته سواريه ، وبكته لياليه ، وسكنت إليه جوانبه، وانطوى فيه عالمه . آه ياسيدي كم هو جميل فضاء المسجد ، وروحانية أهل المسجد .
مسجدي هو ابن الحركة الإسلامية ، يحذر الانكفاء والانزواء ، ينطلق إلى ساحات العمل والمدافعة والمثافنة السياسية وقلبه مشدود إلى السماء ، وإلا فكيف بالأرضي المقطوع أن يعيد الفتل والبناء من جديد ؟
يا أيتها الحركة الإسلامية وأنت في بحر القرن الموصول بقرن الخلافة ، ما اسمك وما عنوانك في ميادين الإقبال والتوبة بعد التوبة ؟