مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من معتقلي العدل والإحسان إلى الملتقى الطلابي



anass
08-03-2005, 20:11
إخواننا الطلبة والطالبات: مشعل التغيير وطليعة الجهاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الأحد سادس مارس 2005 طبتم معاشر الإخوة والأخوات وطاب ملتقاكم الطلابي، وإنه لشرف عظيم أن نلتقي مع جيلكم الفتي الذي تغمر قلبه سعادة الإيمان، لنستعيد، بعد أكثر من ثلاثة عشر سنة من السَّجن التعسفي، ذكريات عهد مضى أنتم غرسه وثمرته الطيبة. وكم تتوقد هممنا وتشحذ عزائمنا وتنشرح قلوبنا ونحن نراكم تنقذون الجسم الطلابي من بوار حاله، وتجبرون خطى فعله المنكسرة بطهر إيمانكم ونصاعة فكركم المتيقظ المستشرف لغد الإسلام الزاهر.
نهنئكم بادئ ذي بدء على صبركم وجَلدكم وجدكم في تحصيل العلم والعمل والجهاد وسط هذه الفتنة العارمة التي ابتليت بها الحركة الطلابية خاصة والأمة الإسلامية عامة. كما نهنئكم على هذه السُنة الحميدة التي سنها فصيلكم الصامد العدل والإحسان والتي دعا من خلالها إلى اجتماع الإرادات الصادقة والتقاء الطاقات الواعدة التي على عاتقها تناط مسؤولية تحرير رقبة الحركة الطلابية من قبضة الهوان والإذلال والتهميش وسيف القمع والإرهاب المصلت عليها منذ أمد بعيد.
ملتقاكم الطلابي هذا يعقد في ظل أجواء ملبدة كالحة بالظلم والإرهاب إن على الصعيد الدولي أو الوطني. فالإرهاب الدولي الذي يشنه الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا قد بلغ مداه وأوجه وأحكم سيطرته وشدد خناقه على رقاب شعوب أمتنا وسائر الأمم المقهورة الأخرى.
فالقضية الفلسطينية لا زالت لم تعرف طريقها إلى الحل، تسير من سيئ إلى أسوأ، والقدس سليبة والأقصى أسير، والاحتلال الصهيوني الغاشم بأرضنا قد استـنسر وصارت له صولة وجولة، بعدما تجندت الإدارة الأمريكية لتحدي إرادة المنتظم الدولي قاطبة من أجل دعم وإرضاء حليفها الصهيوني المدلل.
أما العراق فإن شعبه المسلم قد غرق في دمائه وبؤسه من جراء الاحتلال الأمريكي البريطاني الظالم بعد أن طرد صدام ـ رمز الاستبداد القومي ـ من النافذة ليلج هو من الباب الواسع: باب الحرية والديمقراطية الممتطية صهوة المدرعات المحلقة على متن طائرات ف.16.
وفي غمرة انتشاء أمريكا بنصرها على النظام البعثي انفتحت شهيتها على العالم الإسلامي مستغلة هشاشة الأنظمة وضعف موقفها لتفرض على هؤلاء الحكام إعادة تأثيث البيت الداخلي وإصلاح أنظمتهم بتبني ديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان على شاكلتها في إطار مشروع "الشرق الأوسط الكبير" جنبا إلى جنب مع العدو الصهيوني، وكأن أمريكا تتألم حقا لغياب الديمقراطية في هذه الأنظمة أو أن شعاراتها البراقة المزيفة قد تسحر أعيننا عن حقيقة مطامعها في خيرات بلداننا وتلميع صورتها الملطخة وتاريخها الأسود أمام شعوب أمتنا. إنه "برق لو كان معه مطر"!
وفي رحى هذا الإرهاب الدولي تعيش أمتنا إرهابا مضاعفا على يد حكامنا، حيث لا كرامة ولا عزة ولا حقوق ولا حريات، حتى بلغ السيل الزبى وصارت الأمة أتيه من قوم موسى في صحراء سيناء. إرهاب الدولة شرب من كأسه شعبنا حتى الثمالة زهاء خمسة عقود من الزمن، زعم المخزن أن ذلك "عهدا قديما" قد مضى وولى فأحدث لتصفية تركته هيأة زعمت لنفسها إنصاف المظلوم وتاقت زورا إلى المصالحة مع الجلاد الظالم، لكن ما لبثت أن انكشفت عورتها وبدت سوءة حقيقتها حينما أقصت ملفات عديدة لا تخفى على العيان؛ في مقدمتها الجراحات المثخنة في جسم العدل والإحسان. جراحات هي من صلب العهد الذي نعت بالقديم والذي أصر على تكريم رجالاته والتستر على جرائمهم، كما استثنت "العهد الجديد" من مشروعها وبرأته من كل "خرق جسيم". هيأة "الإنصاف والمصالحة" مسحوق من مساحيق تجميل "العهد الجديد" ووسيلة من وسائله الماكرة لمص غضب الشعب الذي يرزح تحت نير الظلم والقهر. وهل يصلح العطار ما أفسده المخزن؟
في غياب مقاربة شاملة لإنصاف الشعب وتمتيعه بكافة حقوقه، وفي مقدمتها الحق في دستور يعبر عن إرادة الأمة لا إرادة المانح، وحقه في اختيار من يحكمه ويمثله اختيارا حرا نزيها خاليا من شوائب التزوير والإقصاء، تذهب كل محاولة للإنصاف أو المصالحة أدراج الرياح وتبقى مجرد سراب "يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا".
أيتها الجماهير الطلابية:
إن تاريخ الحركة الطلابية حافل بالقمع ومحاولات التدجين التي لم يتوان المخزن في تسعير نارها بتمييع العمل الطلابي وإفراغه من دوره التربوي والإشعاعي وإغراقه في أوحال الصراعات الهامشية المفتعلة، سواء بتفريخ إطارات نقابية متعددة هشة وصورية الهدف منها نزع المصداقية عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب: الإطار العتيد وعن قيادته الإسلامية الصادقة التي أبلت في ترشيد عمل الحركة الطلابية بلاء حسنا.
إن أسلوبنا في النهوض بالحركة الطلابية متى كان على غير هدي النبوة الرحيم الرفيق أثمر ضلالا لا رشادا، وعنفا لا رحمة، تسمع له جعجعة ولا ترى طِحنا. إنما تميزنا عن غيرنا بتميز أسلوبنا في الإصلاح والتغيير عن أسلوبهم، من رفق ورحمة وتودد وتهمم بمشاكل الطلبة وهمومهم عن كثب وصحبة لهم عن قرب، بدل العنف والحقد والانتهازية.
وليكن إطارنا هذا إطارا لتجمع الإرادات الصادقة والغيورة على الحركة الطلابية وعلى أمتنا وديننا، ولممارسة نقابية جديدة راشدة على أسس الوضوح والمسؤولية وإشاعة روح الحوار والتواصل والانفتاح على كل الآفاق. ولتكن مثل هذه الملتقيات المباركة فرصة لرص صفوف الطلبة وكافة فعاليات الجسم الطلابي المشفقة على حاله والغيورة على مستقبله، ومناسبة لتأكيد هويتنا الإسلامية بمساندة قضايا الأمة والتضامن معها بكل الأشكال المتاحة والوقوف ضد كل أساليب الاستلاب والاختراق والطغيان، وإبراز هويتنا التحررية الإنسانية بدعم حركات التحرر الدولية ونصرة المستضعفين في الأرض.
ولا يسعنا في مقامنا هذا إلا أن نشكر ونثمن مساندة الجماهير الطلابية لقضيتنا العادلة التي ما زالت تقيم الحجة والدليل على استمرار قمع الحركة الطلابية وتهميش دورها في المجتمع.
أحبابنا طلاب العلم والمعرفة:
لنتسلح بالإيمان فهو زادنا، ولتكن ثقتنا بالله وبما عند الله أوثق مما بأيدينا فهي رأس مالنا، ولا تنسينا الأحداث عن المحدِث ولا الخلق عن الخالق ولا العلم عن العمل ولا نبل الغاية عن نبل الوسيلة وشرفها.
والصبرَ الصبرَ فـ"إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا"
والثباتَ الثباثَ فـ"إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"
وفقكم الله في ملتقاكم وسدد خطاكم ورفعكم عنده سبحانه الدرجات العلى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوانكم معتقلو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الاثنا عشر
بسجن بوركايز بفاس

تاريخ النشر : 08/03/2005

amal
08-03-2005, 21:37
اللهم فك اسرمعتقلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الاثنا عشر
بسجن بوركايز بفاس
يارب .لا تنسوهم في دعاء الرابطة فهم وجهة الجماعة المباركة

أشرف
08-03-2005, 23:18
آمين أختي الفاضلة

جزاك الله أخي أنس على نقلك هذه الرسالة وجعلها في ميزان حساناتك

anass
16-03-2005, 12:49
جزاكم الله إخوتي على الإهتمام

hassan_1677
16-03-2005, 22:32
اخواننا في السجون عهد الله لن نخون