مشاهدة النسخة كاملة : أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ



takwa abderrahim
17-01-2007, 12:08
أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ {الواقعة/68}‏

الماء في القرآن الكريم
وردت كلمة ماء في القرآن الكريم ثلاثا وستين مرة‏,‏ وهي لفظة تدل علي المفرد والجمع معا‏,‏ هذا عدا خمس مرات وردت فيها لفظة ماء بمعني النطفة‏.‏ أو ماء التناسل‏.‏وتشير الآيات‏(68‏ ـ‏70)‏ من سورة الواقعة إلي حقيقتين مائيتين مهمتين‏:‏
أولاهما إنزال ماء المطر من المزن‏[‏ جمع مزنة وهي السحابة البيضاء أي المشبعة بقطيرات الماء أو المضيئة أي المليئة بالبرق أو الممطرة‏].‏
وثانيتهما‏:‏ إنزال ماء المطر عذبا زلالا‏,‏ ولو شاء الله تعالي لجعله ملحا أجاجا أي مالحا مرا‏,‏ والعباد لا يشكرون الله علي نعمائه‏...!!‏
والماء هو سر من أسرار الحياة‏,‏ وأصل من أصولها التي لايمكن لها أن توجد بدونه‏,‏ وهكذا قدر الخالق العظيم‏,‏ فجعل الأرض أغني الكواكب المعروفة لنا ثراء بالماء‏,
‏ فأنشأه من عناصره وأخرجه من داخلها‏,‏ ليتكثف ويعود إليها مطرا‏,‏ وبردا‏,‏ وثلجا‏,‏ يفتت صخورها‏,‏ ويشق الفجاج والسبل فيها‏,‏ ويكون تربتها‏,‏ وصخورها الرسوبية‏,‏ ويركز أعدادا من الثروات المعدنية فيها‏,‏ ويجري علي سطحها سيولا جارفة‏,‏ وأنهارا متدفقة‏,‏ وجداول جارية لينتهي به المطاف إلي منخفضات الأرض مكونا البحيرات والبحار والمحيطات‏,‏ كما يتسرب إلي ما دون قشرة الأرض ليكون عددا من الخزانات المائية تحت سطح الأرض‏,‏ أو يرطب كلا من تربتها والأجزاء الدنيا من غلافها الغازي‏,‏ أو يتجمع علي هيئة سمك متفاوت من الجليد علي قطبي الأرض وفوق قمم الجبال الشاهقة‏.‏
وقد اقتضت مشيئة الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ أن يسكن في الأرض كمية محدودة من الماء في محيطاتها‏,‏ وبحارها‏,‏ وبحيراتها‏,‏ وأن يجري هذا الماء في أنهارها وجداولها‏,‏ وأن يختزن بعضه في الطبقات المسامية والمنفذة من قشرتها‏,‏ وفي بعض الصخور المتشققة من صخور تلك القشرة الأرضية‏,‏ ليخرجه علي هيئة العيون والينابيع‏,‏ وأن يحتبس جزءا آخر علي هيئة الجليد فوق القطبين وفي قمم الجبال وهذا كله بالقدر المناسب بغير زيادة ولا نقصان‏,‏ والكافي لمتطلبات الحياة علي الأرض بالضبط‏,‏ وهذا التوازن الحراري المناسب في غلافها الغازي القريب من سطحها‏,‏ وعدم وجود فروق كبيرة بين درجات حرارة كل من الشتاء والصيف بما يلائم مختلف صور الحياة الأرضية‏,‏وهذا القدر الموزون من الماء لا يزيد عن حجم معين‏(1337‏ مليون كيلومتر مكعب‏)‏ فيغطي كل سطح الأرض‏,‏ ولا ينقص عن ذلك فيقصر دون متطلبات الحياة علي سطحها‏.‏
كذلك اقتضت إرادة الخالق‏(‏ تبارك اسمه‏)‏ أن يحرك هذا الماء كله في دورة معجزة كي لا يفسد‏,‏ فتبخر حرارة الشمس منه في كل عام‏380,000‏ كيلومتر مكعب منها‏320,000‏ كم‏3‏ من أسطح البحار والمحيطات‏,60,000‏ كم‏3‏ من الكتل المائية علي اليابسة ومن تنفس وعرق وإخراج كل من الإنسان والحيوان‏,‏ ونتح النباتات‏.‏
وهذا البخار يتصاعد في نطاق التغيرات الجوية المحيط بالأرض والذي جعل له الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ خاصية التبرد بالارتفاع حتي تصل درجة حرارته إلي ستين درجة مئوية تحت الصفر فوق خط الاستواء‏,‏ فيتكثف بخار الماء فيه‏,‏ ويعود للأرض مطرا‏,‏ وهكذا دواليك‏...!!‏
وينزل علي الأرض في كل سنة‏380,000‏ كم‏3‏ من ماء المطر‏,284,000‏ كم‏3‏ علي البحار والمحيطات‏,‏ و‏96,000‏كم‏3‏ علي اليابسة والفارق بين كمية المطر وكمية البخر علي اليابسة يفيض إلي البحار والمحيطات للمحافظة علي منسوب الماء فيها في كل فترة زمنية محددة‏,‏ ونزول المطر من السحب لايزال أمرا غيبيا‏,‏ يصعب تفسيره من الناحية العلمية‏,‏ وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأنه يتم بواسطة عدد من التفاعلات الطبيعية غير المعروفة بالتحديد‏,‏ من بينها حركات الرياح الأرضية‏,‏ وإمكانية إثارتها لقدر من الغبار الدقيق من سطح الأرض‏,‏ والذي يبقي‏(‏ لدقته المتناهية‏)‏ عالقا في نطاق التغيرات المناخية المحيط بالأرض لفترات طويلة‏,‏ ومن بينها الشحنات الكهربية في السحابة الواحدة أو في السحب المتصادمة‏,‏ ومنها اختلاف درجات الحرارة ونسب الرطوبة في تلك السحب المتصادمة‏,‏ ومن بينها أثر الرياح الشمسية علي أجواء الأرض‏,‏ وغير ذلك من التفاعلات‏.‏ وتحتوي السحب علي حوالي‏2%‏ فقط من الماء الموجود في الغلاف الجوي للأرض‏(‏ والذي يقدر بحوالي‏15,000‏ كم‏3)‏ ويوجد علي هيئة قطيرات متناهية الضآلة في أحجامها‏(‏ في حدود المايكرون الواحد في أقطارها‏),‏ وتلتصق هذه القطيرات الدقيقة بالهواء للزوجتها‏,‏ وذلك في السحب غير الممطرة أي السحب العادية التي تحملها الرياح ولا تسقط مطرا علي الأرض إلا إذا تم تلقيحها بامتزاجها بسحابة تختلف عنها في درجة حرارتها‏(‏ إحداهما ساخنة والأخري باردة‏),‏ أو بواسطة عدد من الجسيمات الدقيقة بهباءات الغبار التي تثيرها الرياح من فوق سطح الأرض وتلقح بها السحب فتعين بإذن الله علي إنزال الماء منها‏...!!‏
وعلي ذلك فإن إنزال المطر يبقي ـ في الحقيقة ـ سرا من أسرار الكون لايعلمه‏,‏ ولا يرتبه إلا الله‏,‏
وإن جاهد العلماء في محاولة فهم كيفية إنزال المطر من السحب المحملة بقطيرات الماء‏...‏ ولفهم ذلك لابد أولا من فهم كيفية إنشاء السحب بصفة عامة‏,‏ والسحب الممطرة بصفة خاصة‏,‏ وهي عملية خارجة تماما عن طاقة القدرة الإنسانية مهما تطورت معارف الإنسان وارتقت تقنياته‏.‏

من مقال بقلم الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار

نصر الله
19-01-2007, 11:08
بارك الله فيك أخي الكريم
نفع الله بك الأمة

خادمة الحبيب
19-01-2007, 14:53
بارك الله فيك أخي الفاضل على هذا المجهود جعله الله في ميزان حسناتك و جزاك الله عنا كل خير

hasna
19-01-2007, 16:36
بارك الله فيك

takwa abderrahim
20-01-2007, 11:39
و فيكم بارك الله و سدد خطاكم و حفظكم الله و جعل الجنة مأواكم
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــا رب