مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تعرف عن عاشوراء ؟



نصر الله
21-01-2007, 11:50
ماذا تعرف عن عاشوراء ؟


1- عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم أول شهور السنة الهجرية .

2- يستحب فيه الصيام لأمر النبي صلى الله عليه وسلم : (صِيَامُ يَوْمِ عَاشوراءَ إنِّي أحْتَسِبُ على الله أنْ يُكَفِّرِ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ ) (رواه مسلم والترمذي) ، وعن أبي هُرَيْرَةَ ، قال: قالَ رسولُ الله : ( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ الله المُحَرَّمُ ) (رواه مسلم وأحمد وغيرهم) . وذلك لأنه نجى الله نبيه موسى من الغرق وأغرق فرعون وجنوده .

3- صام موسى عليه السلام يومَ العاشر من محرم شكراً لله على نعمته وفضله عليه بنجاته وقومه وإغراق فرعونَ وقومه ، وأصبحت بعد ذلك سنة متبعة .

4- وتلقته الجاهلية من أهل الكتاب، فكانت قريشٌ تصومه في جاهليتها ، وكان النبي يصومه معهم بمكة . ولا يأمر الناس بصومه.

5- فلما قدم الرسول المدينةَ مهاجراً، واليهود إذ ذاك بها ، فوجدهم يصومون اليوم العاشر، وأمر الناس بصيامه، حتى أمر من أكل في ذلك اليوم أن يمـسك بقية ذلك اليوم. وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة؛ لأنه قدم المدينة في ربيع الأول.(وكان الصيام واجباً) ، (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ. فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَاماً، يَوْمَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ « مَا هَـ?ذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هـ?ذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ. أَنْجَى? اللّهُ فِيهِ مُوسَى? وَقَوْمَهُ. وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ. فَصَامَهُ مُوسَى? شُكْراً. فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ :
( فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى? بِمُوسَى مِنْكُمْ» فَصَامَهُ رَسُولُ اللّهِ . وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ). (متفق عليه) .
أجل، إن محمداً وأمته أولى بموسى وأولى بكل الأنبياء؛ لأنهم آمنوا بالأنبياء، وصدَّقوا رسالاتهم .

6- لمـا فرض رمضان في السنة الثانية نُسِخَ وجوب صوم عاشوراء، وصار مستحباً، فلم يقع الأمر بصيامه إلا سنة واحدة ، قالت عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: ( كان يوم عاشوراءَ تصومُه قُريشٌ في الجاهلية. وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصومُه في الجاهليةِ، فلما قَدِمَ المدينةَ صامَهُ وأمَرَ بصِيامهِ، فلما فُرِضَ رمضانُ تَرَكَ يومَ عاشُوراءَ، فَمنْ شاءَ صامَهُ ومَن شاءَ ترَكه) (متفق عليه) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( صوم يوم عرفة يكفِّر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفِّر سنة ماضية) (رواه أحمد)

7- الأمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء :
( وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرُ بِهِ ) (متفق عليه) ، حتى أُمر بمخالفتهم، ونُهي عن موافقتهم، فعزم على أن لا يصوم عاشوراء مفرداً، فكانت مخالفته لهم في ترك إفراد عاشوراء بالصوم.
وكان من الصحابة والعلماء من لا يصومه ، ولا يستحب صومه ، بل يكره إفراده بالصوم ، كما نقل ذلك عن طائفة من العلماء ، ومن العلماء من يستحب صومه .
والصحيح أنه يستحب لمن صامه ، أن يصوم معه التاسع ؛ لأن هذا آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله :
( لئِنْ عِشتُ إلـى قَابِلٍ لأصُومَنَّ التَّاسع أي : عاشوراء) . فهذا الذي سنَّهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعلى صحة هذا الحديث فإن من لم يصم الـتـاسـع فإنه يصوم الحادي عشر؛ لتتحقق له مخالفة اليهود في عدم إفراد عاشوراء بالصوم.
قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله : ( فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام ، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر ) المغني (3/174) .
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صوموا يوم عاشوراء ، وخالفوا فيه وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً ) (رواه أحمد وابن خزيمة وعبدالرزاق في مسنده) .
أما رواية: (صُومُوا يومَ عَاشوراءَ، وخَالِفُوا فيهِ اليهودَ، صُومُوا يَوْماً قَبْلَهُ أو يَوْماً بَعْدَهُ ) فهي ضعيفة (رواه أحمد والبزار)
فإنه قال بمشروعية صيام الحادي عشر لمن لـم يصم التاسع، لتحصل له مخالفة اليهود .

8- لم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئاً من هذه الأمور من البدع المحدثة في أيامنا هذه ، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح ، ولكنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، وجد اليهود تصوم عاشوراء ، فقال : (ما هذا ؟).فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى -عليه السلام- من الغرق فنحن نصومه . فقال : (نحن أحق بموسى منكم). فصامه وأمر بصيامه . كانت قريش أيضاً تعظمه في الجاهلية ولكنهم لم يفعلوا كما فعلوا الروافض والنواصب من البدع ما أنزل الله بها من سلطان .



بعض الفوائد والوقفات لعاشوراء :
1- في هذا اليوم يوم العاشر من محرم (ويسمى بعاشوراء) تاب الله على نبيه ادم عليه السلام، وكان ادم عليه السلام قد نهاه الله عن أن يأكل من الشجرة فأكل منها فعصى ادم ربه ولكنها ليست كفرًا وليست بمرتبة الزنا ولا بمرتبة شرب الخمر ثم تاب إلى الله تبارك وتعالى .

2- وفيه نجى الله سفينة نوح من الغرق .

3- وفي ذلك اليوم أيضًا نجَّى الله فيه نبيه موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمؤمنين معه ، وأغـــرق فيه فرعون وحزبه .

4- وفي اليوم العاشر من المحرم قتل سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في يوم الجمعة سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق ، وله من العمر ثمان وخمسون سنة ، (البداية والنهاية 11/569 )
وكان هذا من المصائب العظيمة على الأمة قال ابن تيمية رحمه الله : وكان قتله - رضي الله عنه - من المصائب العظيمة؛ فإن قتل الحسين , وقتل عثمان قبله كانا من أعظم أسباب الفتن في هذه الأمة وقتلتهما من شرار الخلق عند الله .( مجموع الفتاوى 3 /411 )

5- يوم عاشوراء حدث تأريخي في حياة البشرية ، ونقطة تحول في حرب الإيمان مع الكفر، ولذلك كانت حتى الأمة الجاهلية تصومه، كما قالت عائشة _رضي الله عنها_: ( أَنَّ قُرَيْشاً كَانَتْ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ) (متفق عليه) . بل حتى الأمة الكتابية كانت تصوم هذا اليوم، وتتخذه عيداً كما ثبت في الصحيحين .

6- صيام يوم عاشوراء يدل أن هذه الأمة أولى بأنبياء الأمم السابقة من قومهم الذين كذبوهم ، ويدل لذلك رواية الصحيحين ( أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوا) وهذا من مميزات الأمة المحمدية عند الله، ولذلك يكونون شهداء على تبليغ الأنبياء دينهم يوم القيامة .

7- يوم عاشوراء تأكيد على وجوب مخالفة هدي المشركين حتى في العبادة ويدل لهذه المخالفة ما يلي:
أ- لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ( كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْماً تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ، وَتَتَّخِذُهُ عِيداً. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : صُومُوهُ أَنْتُمْ ) (رواه مسلم )
ب- أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصام يوم قبله أو يوم بعده ) رواه أحمد في المسند وفيه مقال.

8- صيام يوم عاشوراء دليل على يسر الشريعة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (مَن شاءَ أن يَصُومَهُ فلْيَصُمه، ومَن شاءَ أن يترُكَهُ فلْيَتْرُكْه) (متفق عليه) .

9- من تأمل الأحاديث تبين له أنه لا ينكر على من تركه ، فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما_ يترك صيامه إلا إن وافق عادته في الصيام ) (رواه البخاري) . ومع ذلك لم ينكر عليه بقية الصحابة _رضي الله عنهم - .

10- صيام يوم عاشوراء تربية للناس على فتح باب المسابقة والتنافس في الخيرات، فقد دل النبي _صلى الله عليه وسلم - على فضل عاشوراء ثم ترك الأمر راجع إلى اختيار الشخص حتى يتبين المسابق للخيرات مع غيره .

11- كان الصحابة رضي الله عنهم يربون صبيانهم على صيامه كما في حديث الربيع بنت معوذ _رضي الله عنها_ قالت : ( فكنّا نَصومهُ بَعدُ ونصَوِّمُ صِبيانَنا) (متفق عليه) . وهو دليل على أنه ينبغي إظهار بعض شعائر الدين في المجتمع حتى عند غير المكلفين حتى يتربى لديهم الانتماء لهذا الدين وأهله .

12- أن نشهد أن كل من كان من أمته (أي أمة موسى) ولم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام منه براء .

hasnaa
21-01-2007, 17:18
جزاك الله خيرا

نصر الله
21-01-2007, 21:12
بارك الله فيكم أختي الكريمة
نفع الله بكم الأمة