مشاهدة النسخة كاملة : ...فقه الاخوة فى الله عز وجل



sami_2007
26-01-2007, 14:26
نعيش في هذه الأيام تحديات شتَّى لعل أبرزها سيادة المادة في العلاقات الإنسانية، الأمر الذي يتطلب أن نجدد معه "فقه الأخوة في الله" لنعرفه، ونعمل به على مستوياتِ العمل كلها، باعتباره الوقود الدافع لسفينة العمل الإسلامي، والروح التي لن نستطيع الصمودَ بغيرها أمام تحدياتِ العصر الراهنة.

أعني بـ"فقه الأخوة في الله" كيف يتعامل بعضنا مع بعض، وكيف يفهم بعضنا بعضًا، وكيف يعذر بعضنا بعضًا، وكيف يحب بعضنا بعضًا، بل وكيف يختلف بعضنا مع بعض، تحت مظلةِ الحبِّ في الله؟

إنَّ العمل الإسلامي في حاجةٍ ماسةٍ لهذا الفقه حتى تتوثق أواصر الوحدة بين أفراد الصف الواحد، وحتى لا تضيع جهودنا جميعًا، فالأخوة ليست شعارًا يُرفع ولا كلمات تُردد، ولكنها، عملٌ وفعلٌ وتطبيق، إنها نظام حياة، وتعاون، وتكامل، وتكافل، إنها المرآة التي يرى كل منا فيها نفسه بصراحة، وشفافية ووضوح، إنها اليد التي تغسل الأخرى، إنها التواد، والتعاطف، والتراحم، إنها الجسد الواحد والبنيان المرصوص.

فإذا وصلنا إلى هذا المستوى نكون قد وضعنا أقدامنا على أول طريقِ النصر المأمول، ولنا في المصطفى (صلى الله عليه وسلم) القدوة حين بدأ بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كخطوةٍ أساسيةٍ وأولية بعد ترسيخ العقيدة والإيمان في النفوس.

وللعمل على تحقيق هذا الهدف لنا وقفات مع أهمية الأخوة ومنزلتها ووسائل تنميتها وحمايتها، ثم أثرها على الفرد والمجتمع.

أهمية الأخوة

الأخوة نعمة منَّ الله على عباده المؤمنين لأنها رابطة يتعذر أن نجد أقوى منها في واقعنا المعاصر، فلا مصلحةَ ولا نفع ماديًّا من ورائها إنما هي لله فقط فهي أخوة بين القلوب والأرواح برباط وثيق لا يمكن فصمه هو رباط العقيدة.

قال تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)﴾ (الأنفال).

يقول الأستاذ سيد قطب- يرحمه الله-: "ولقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها إلا الله والتي لا تصنعها إلا هذه العقيدة، فاستحالت هذه القلوب النافرة، وهذه الطباع الشموس، إلى هذه الكتلة المتراصة المتآخية، الذلول بعضها مع بعض، المحب بعضها لبعض، المتآلف بعضها مع بعض، بهذا المستوى الذي لم يعرفه التاريخ، والذي تتمثل فيه حياة الجنة وسمتها البارزة- أو يمهد لحياة الجنة سمتها البارزة.. ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)﴾ (الحجر).

إنَّ هذه العقيدةَ عجيبة فعلاً إنها حين تُخالط القلوب تلين قاسيها، وترقق حواشيها، وتندي جفافها، وتربط بينها برباطٍ وثيقٍ عميق، فإذا نظرة العين،، ونطق الجارحة، وخفقة القلب، ترانيم من التعارف والتعاطف، والولاء والتناصر، والسماحة والهوادة لا يعرف سرها إلا من ألف بين هذه القلوب، ولا تعرف مذاقها إلا هذه القلوبُ.

ولقد مَنَّ الله على عباده- وهو يدعوهم للوحدة وعدم الفرقة- بهذه النعمة الكبرى-: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ (آل عمران).

هذه الأخوة المعتصمة بحبل الله نعمة يمتن الله به على الجماعة المسلمة الأولى، وهي نعمة يهبها الله لمَن يحبهم من عباده دائمًا.

وما كان إلا الإسلام وحده يجمع هذه القلوب المتنافرة، وما كان إلا حبل الله الذي يعتصم به الجميع فيصيحون بنعمة الله إخوانًا، تصغر إلى جانبها الأحقاد التاريخية، والثارات القبلية، والأطماع الشخصية، والرايات العنصرية، ويتجمع الصف تحت لواء الله الكبير المتعال.

لقد آخي النبي- صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار في أوائل أعماله بالمدينة، ولقد كان لذلك أهميته، ومنزلته لإعداد ذلك الجيل الفريد، وتكوين دولة الإسلام الأولى من خلال توحيد الصف على هدفٍ أسمى من كلِّ الأهداف المادية التي سرعان ما تزول في أول مواجهة، وذلك بتوجيههم إلى رابطة التوحيد وإشعارهم بأهميتها، لقد حمت هذه الأخوة الجبهة الداخلية للدولة الناشئة وجعلتها تقف في وجه شتى أنو

يقول الإمام الشهيد حسن البنا- يرحمه الله-: "وأريد بالأخوة أن ترتبط القلوب والأرواح برباط العقيدة، والعقيدة أوثق الروابط وأغلاها، الأخوة: أخوة الإيمان، والتفرق أخو الكفر، وأول القوة قوة الوحدة، ولا وحدةَ بغير حب، وأقل الحب سلامة الصدر، وأعلاه مرتبة الإيثار: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (

والأخ الصادق يرى إخوانه أولى بنفسه لأنه إن لم يكن بهم فلن يكون بغيرهم، وهم إن لم يكونوا به كانوا بغيره، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، و"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ (التوبة: من الآية 71
غير متصل
اخوكم سامى احبكم فى الله

anass
26-01-2007, 16:48
سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله منهم رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه

عاشق المصطفى
28-01-2007, 17:41
جزاك الله خيرا إنشاء الله نكون مؤمنيين حقا حقا

وننال صحبة رسول الله في الجنة صلى الله عليه وسلم

أميييييييين

sami_2007
31-01-2007, 16:46
wantom mi ahli aljazaa

abdelkader
03-03-2007, 11:28
جزاك الله كل خير اخي على هذا العمل الجبار والله الموفق

faissal
03-03-2007, 15:15
بارك الله بك أخي الكريم

جزاك الله عنا كل خير

مشكور على هذا الموضوع المتميز sami_2007