مشاهدة النسخة كاملة : الرضاعة الطبيعية مطلب ضروري لصحتك وصحة طفلك



aya
01-02-2007, 12:22
:p


الرضاعة الطبيعية تقي من أمراض كثيرة

تعتبر الرضاعة الطبيعية حقا من حقوق الطفل التي تهملها كثير من الأمهات، رغم فوائدها العظيمة بالنسبة للطفل والأم.

ورغم ما يقوم به الإعلام من حملات توعية من خلال أسابيع الرضاعة العالمية، إلا إننا نرى أن الغرب بدؤوا يتفوقون علينا في هذا الجانب، لدرجة تفكيرهم بوضع بنوك للحليب الطبيعي، ألسنا نحن المسلمين أولى منهم بهذا الاهتمام؟ فالله تعالى يقول {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}، وأين نحن من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كانت فيه النساء من شدة حرصهن على إرضاع أطفالهن يبحثن عن المرضعات في حال لم يستطعن الإرضاع، ونحن اليوم لا نطالب بذلك ولا نطالب أيضا ببنوك للحليب الطبيعي؛ لأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى مشكلة أكبر واختلاط للأنساب، ولكننا نطالب كل أم، قدر المستطاع، إرضاع طفلها، بدلا من التفكير في الرضاعة الصناعية مباشرة دون ما يبرر ذلك؛ فالعمل أو الوظيفة لا تعتبر عائقا، فكم من أمهات عاملات تمكنَّ من التوفيق بين أعمالهن وإرضاع أطفالهن.

فهل أخطأ المخترع هنري نستلة عندما فكر في تركيبات مختلفة من حليب البقر لإيجاد بديل عن حليب الأم للرضع الذين تعجز أمهاتهم عن إرضاعهم بصورة طبيعية عندما رأى المعاناة بعينه؟! أم لم يدر بخلده يوما أن الحليب الصناعي سيكون وسيلة لكل أم تريد التهرب من مسؤوليتها؟

فلماذا نحرم أبناءنا حقا من حقوقهم الطبيعية معرضين صحتهم وصحتنا للأخطار، خاصة وأن الأغلبية لديه علم بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض السكر والجهاز التنفسي والبدانة والحساسية عند الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، وكذلك الحال بالنسبة للأمهات المرضعات حيث تقل مخاطر الإصابة بسرطان الرحم والصدر.

ويبقى الطب الحديث ليؤكد ما توصل إليه من أن ما يحتويه حليب الأم من قيمه غذائية لا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالقيمة الموجودة في الحليب الصناعي.

فلماذا تلجأ الأم إلى الحليب الصناعي؟ هل هو جهل بفوائد الرضاعة الطبيعية أم تهرب من المسؤولية؟!

وماذا عن العمل هل يعتبر عائقا أمام الرضاعة الطبيعية؟

وما الأسباب الصحية الحقيقية التي تمنع الأم من إرضاع طفلها؟ وما صحة ما ذكر من إمكانية الأم المصابة بالإيدز إرضاع طفلها وما خطر العدوى؟

هذا بعض ما دار حوله النقاش في لقاء شيق جمع فيه "آسية" بين الطبيبتين د."فوزية الحريشي" (استشاري مشارك طب الأسرة والمجتمع وحاصلة على البورد العالمي في مشورة الرضاعة الطبيعية). ود."شريفة العنزي" (استشاري مساعد طب الأسرة والمجتمع ـ مستشفى الحرس الوطني).

في البداية أكدت كل من د.فوزية ود.شريفة على أن الأبحاث العلمية تثبت يوما بعد يوم صدارة حليب الأم كغذاء مثالي للرضع، وهذا مما لاشك فيه، ولكن ومع ازدياد التطور الحضاري اليوم نلمس للأسف تدهورا للرضاعة الطبيعية في بلادنا، حيث التوجه إلى إرضاع الطفل صناعيا تصل نسبته إلى 80% مع حليب الأم في الأشهر الأولى وهذا ينذر بخطر كبير على صحة الأجيال والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "المعدة بيت الداء والحمية أصل كل دواء" حيث يؤكد العلماء على أن الإرضاع المطلق من صدر الأم حتى عمر ستة أشهر تقريبا هو الغذاء المثالي لمعظم الأطفال ثم تبدأ التغذية التكميلية بعد الستة أشهر مع استمرار الرضاعة الطبيعية.

* ما هي أسباب لجوء الأمهات إلى الرضاعة الصناعية مع إمكانية الرضاعة الطبيعية؟

وأجابت عن هذا السؤال د.فوزية موضحة أن من أسباب لجوء الأمهات إلى الحليب الصناعي ضعف الاجتهاد في القطاعات الطبية الحكومية والخاصة في تشجيع ومساعدة الأمهات في الرضاعة الطبيعية وتوثيق العلاقات مع شركات الحليب الصناعي، حيث تهب تلك القطاعات الموارد المالية المجانية مقابل الدعاية والإعلان، وتوافق ذلك مع ضعف الدعم الاجتماعي وانحسار دور الأم في الأسرة حيث حلت محلها الخادمة المنزلية، وتعدت مهمتها إلى تربية الأبناء وتحضير الحليب الصناعي وإرضاع الطفل، والمجتمع السعودي أصبح مجتمعا يتميز بالرضاعة الصناعية فأغلب الأمهات يعتقدن أن حليبهن قليل ولا يكفي فيلجأن للحليب الصناعي معتقدات أنه الأفضل، وهذا غير صحيح، والدليل أنه عند دعم مثل هؤلاء الأمهات ورفع ثقتهن بأنفسهن سوف يكفي لإزالة هذا الاعتقاد ولنمو أطفالهن بسلام، إضافة إلى أنهن يدعين أن حبوب منع الحمل تقلل الحليب ثم انقطاعه وهذا مثبت علميا، ولكن الغريب في الأمر أن أغلب الأمهات يبدأن بإرضاع أطفالهن الحليب الصناعي منذ الولادة ولم يتناولن موانع الحمل إلا بعد شهرين، فكيف تكون الموانع سببا في انقطاع الحليب في هذه الحالة؟

* هل يعني ذلك وجود جهل بفوائد الرضاعة الطبيعية؟

في الحقيقة ومن خلال مجال العمل أن معظم السيدات يدركن أن حليب الأم أفضل غذاء، ولكن هناك جهل، فلو طلب منهن تعداد فوائده لم يستطعن ذلك، مما يدل على الحاجة الماسة للتثقيف الصحي، والأشد أن قليلا منهن يعتبرنه خفيفا وغير مفيد! والأخطر جهلهن بمضار الحليب الصناعي، فتجدهن يتعجبن: لماذا يكون ضارا وبالرغم من ذلك متوفر ويباع في الأسواق؟ وبهذه المناسبة نذكر أن هناك دولا تحد من بيعه على الصيدليات فقط والبعض لا يبيعه إلا بوصفه طبية ومعاملته معاملة الدواء؟ فأين دور الزوج الذي يشتري الحليب؟! فغياب دور الزوج في هذه المسألة من أسباب ترك الزوجة لإرضاع طفلها، فلابد من أن يكون هناك مشاورة واتفاق بين الزوجين لما فيه مصلحة الطفل، فالأم غير الملمة بأهمية الحليب الطبيعي يوجهها زوجها وينصحها لما فيه مصلحة الطفل، فانفراد أحد الزوجين بذلك دون أخذ رأي الطرف الآخر لا يكفي. كما أن الطبيب يحترم رغبة الأم ورأيها في إرضاع طفلها، ولكن يجب أن ينصحها ويطلب منها استشارة زوجها ويخبرها بأضرار الحليب الصناعي.

* هل يعتبر العمل عائقا للأم؟ وما هي الطرق التي تستطيع من خلالها الأم العاملة التوفيق بين عملها وبين حقوق طفلها الرضيع؟

أجابت د.شريفة: للأسف أن أغلبية الأمهات العاملات يتركن الرضاعة الطبيعية ويلجأن لاستخدام الحليب الصناعي بنسبة تقارب مئة بالمئة وهذا لا يعني أن العمل يعتبر عائقا، وبصفتي أماً عاملة أقول تستطيع، وعليها الاجتهاد لإرضاع طفلها وطلب المساعدة من إدارة العمل، ومن ذلك الإجازات المدفوعة والاستثنائية، أيضا تستطيع الأم العاملة إحضار طفلها للعمل في حال وجود مكان مناسب كالحضانة، أو تقوم باستخراج الحليب وتخزينه ليعطى للطفل فيما بعد، وكثير من العاملات نجحن باستخدام مثل هذه الطرق.

* هل يعني ذلك تأييدك لكثير من العاملات ومطالبتهن بوجود حضانة في أماكن العمل وبمبالغ رمزية.. ففترات العمل غالبا ما تكون طويلة تصل إلى عشر ساعات، ووجود مثل هذه الحضانات سيمكن جميع الأمهات من إرضاع أطفالهن في فترات الاستراحة والغداء، وهذا فيه تشجيع للرضاعة الطبيعية؟

نعم أؤيد ذلك وأتمنى من المسؤولين الدعم الكبير للأمهات العاملات الراغبات في الإرضاع الطبيعي المطلق، وتصوروا أن وزارة الصحة الإسرائيلية تقدم لأصحاب العمل الذين يسمحون للموظفات بإرضاع أطفالهن في مكان العمل شهادات تقدير رسمية! فأين نحن المسلمين من ذلك؟

ماذا عن الخلط بين الحليب الصناعي والطبيعي.. هل يؤثر ذلك على صحة الطفل علما أن كثيرا من الأمهات يستخدمن هذه الطريقة؟

أجابت د.فوزية: أثبتت الأبحاث العلمية أن صحة الأطفال أفضل على حليب الأم فقط مقارنة بالمزج مع الحليب الصناعي وهو الأقل فائدة، فالحليب الصناعي عبارة عن حليب بقري أجريت عليه تعديلات ليتناسب مع حاجة الرضيع ولكن (القارورة) وهي الوسيلة التي يعطى بها الحليب تتمتع بحلمه تختلف تماما عن حلمة الأم وتختلف طريقة مص الرضيع لها وطريقة مصه للحليب من ثدي الأم، مما يؤدي إلى قلة رغبة الطفل للرضاعة من الأم، لصعوبة ذلك مقارنة بالمص من الرضاعة بشكل قد يؤثر في بعض الحالات، ويؤدي إلى رفض ثدي الأم تماما منذ الولادة نتيجة لما يسمى علميا بالتباس الحلمات.

وهناك نقطة هامة وهي أن الحليب البقري صعب الهضم ويأخذ وقتا للتصريف من المعدة، مما يشعر الطفل بالشبع لمدة أطول ويقلل عدد الرضعات، أما الإرضاع من الثدي فيتكرر لحاجات مختلفة منها الجوع، ومنها رغبة الطفل النفسية للإحساس بالأمان بقرب أمه، مما استدعى بعض الأمهات لتفسير هذا التكرار بأن حليبهن غير كاف، مع أن تكرار الإرضاع له فائدة خاصة في الليل حيث يزداد هرمون الحليب.

* هل هناك أسباب صحية حقيقية تمنع الأم من إرضاع طفلها طبيعيا؟

أجابت د.شريفة: من هذه الأسباب قلة إدرار الحليب عند فئة قليلة من السيدات وكذلك في حالة الأطفال الخدج والرضع الذين يزنون أوزانا قليلة جدا، أيضا الأم المريضة بمثل الأمراض النفسية الشديدة التأثير على الذهن وبعض الأمراض الخلقية كاعتلال بعض المواد التركيبية وهي نادرة جدا، أو أن تكون الأم تتناول أدوية لا تتلاءم مع الإرضاع.

* ما صحة ما ذكر حول تدني نسبة العدوى بالإيدز من الأم المصابة إلى طفلها عن طريق الرضاعة؟

أجابت د.فوزية: بالنسبة لمرض الإيدز والذي ينتشر في كثير من أجزاء العالم فهو ينتقل مع حليب الأم ولكن بنسبة ضئيلة، ونظرا لخطورة هذا المرض فإننا لا نؤيد إرضاع الطفل من الأم المصابة تفاديا للضرر.

* ما هي الفروق سواء من ناحية البنية الجسمية والمناعة ومستويات الذكاء بين من رضع طبيعيا ومن رضع صناعيا؟

أجابت د.شريفة: يتميز حليب الأم بتفوقه بالمواد المناعية ويحمل المواد المضادة الكثيرة والمختلفة لدعم جهاز المناعة غير المكتمل من الولادة ليكتمل ويقويه بعد الولادة ولسنتين كاملتين، ولذلك يتعرض الأطفال الرضع صناعيا إلى الأزمات الوبائية مثل الإسهال، التهاب الأذن واللوزتين وأمراض الحساسية والإكزيما، كما أن حليب الأم يحتوي على مواد دهنية بشرية المصدر تتناسب مع نمو الدماغ لتعطي تطورا كبيرا في النمو العقلي والذهني وبالتالي ارتفاع نسبة الذكاء عند الرضع طبيعيا عنها عند الرضع صناعيا.

ويلاحظ أيضا نمو الأطفال الرضع صناعيا بشكل زائد قليل عنهم في الرضاعة الطبيعية ويزداد الميول لديهم للسمنة في الطفولة المبكرة أو المراهقة، أضف إلى ذلك تأثير الحليب الصناعي على البنكرياس والاستعداد لمرض السكري والربو حيث إن كثيرا من السيدات يردن هذه الزيادة باستخدام الحليب الصناعي فهي تريد (صحة جيدة) وتجهل ما الذي سوف يأتي بعدها.

وفي الختام نقول لكم: الرضاعة الطبيعية هدف نسعى إليه فساعدونا على ذلك..

منقووول:p

خادمة الحبيب
17-02-2007, 12:35
جزاك الله خيرا اختي آية على منقولك جعله الله لك في الميزان المقبول

abdelkader
20-03-2007, 09:50
جزاك الله كل خير اختي والله المعين