مشاهدة النسخة كاملة : بارتيز اللاعب الدولي الارمني الاصل، عقد مؤتمرا صحافيا في باريس الليلة قبل الماضية لشر



iaaza
28-03-2005, 23:54
علي مدي ستة عشر عاما من صدور صحيفة القدس العربي لم يتم التطرق الي الرياضة وفرسانها في افتتاحية الصحيفة، الا مرة واحدة عندما ابلت المنتخبات العربية، والسعودي منها علي وجه الخصوص في تصفيات كأس العالم النهائية، فالمواضيع السياسية كانت دائما محور الكلمة الافتتاحية للصحيفة.
اليوم نجد انفسنا مضطرين لكسر هذا التقليد، والتوقف باعجاب عند موقف حارس المنتخب الكروي الفرنسي فابيان بارتيز، الذي رفض مرافقة منتخب بلاده للعب مباراة دولية في الدولة العبرية يوم الاربعاء المقبل، وذلك احتجاجا علي سياساتها الدموية ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
وقال فيه عندما اري كل هذه المعاناة في العالم، لا افهم لماذا يريدون اللعب في اسرائيل في اشارة الي السياسة الاسرائيلية ضد ابناء الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة.
انه موقف شجاع بكل المقاييس، ولفتة احتجاجية تتسم بقدر كبير من الانسانية والتعاطف مع المظلومين والمقهورين، فبارتيز هذا قال انه لا يتحدث كلاعب كرة قدم، وانما كأب لديه اطفال.
لا بد انه شاهد علي شاشات التلفزة الدبابات الاسرائيلية وهي تقتل الاطفال في فلسطين، ومن المؤكد انه شاهد ايضا بعض هؤلاء الاطفال وهم يبحثون بين انقاض منازلهم التي دمرتها البلدوزرات الاسرائيلية عن كتبهم المدرسية، وملابسهم القديمة الرثة، فلم يستطع الا ان يتألم لالم هـــــؤلاء ويتعاطف مع معاناتهم، وهو المولود لابويـــن ارمنيين عاشا التشرد، وهاجرا الي فرنسا للنجاة بحياتهم من المجازر التي تعرض لها الارمن علــــي ايدي محتلين اخرين.
كان باستطاعة حارس مرمي فرنسا الدولي ان يركب الطائرة مع زملائه، ويلعب في تل ابيب، ويتقاضي مبالغ مالية محترمة، متذرعا بالنغمة الدارجة التي تقول بفصل الرياضة عن السياسة، ولكنه لم يفعل لانه انتصر لضميره الانساني الحي، وقرر التخلف عن الفريق، والاكثر من ذلك الدعوة الي مؤتمر صحافي للتعبير عن قناعاته، وقدم بذلك خدمة كبيرة لقضايا الحق والعدالة، لانه يتمتع بشعبية واسعة في اوساط الشباب الفرنسي، وكلمته غالبا ما تسمع وتؤثر.
اهمية هذا الموقف الاحتجاجي المتميز لفابيان بارتيز انه جاء بعد يوم واحد من اختتام القمة العربية التي قررت تفعيل مبادرة التطبيع، وانتقدت الاحتلال الاسرائيلي وممارساته علي استحياء شديد، ولم تتطرق بكلمة واحدة الي الانتفاضة او المقاومة.
الحكومات العربية تهرول من اجل التطبيع المجاني مع الدولة العبرية، وتعيد سفراءها دون شروط، وفي وقت تواصل فيه الحكومة الاسرائيلية بناء الجدار العنصري العازل البغيض وتعلن عن خطط لتوسيع المستوطنات وبناء آلاف المنازل الجديدة لاستيعاب مستوطنين جدد علي حساب الارض والكرامة العربية.
الشعب الفلسطيني، بل ومختلف القوي العربية والعالمية المحبة للسلام الحقيقي العادل، والمناهضة للعدوان وقهر الشعوب، ستقدر لحارس فرنسا الدولي هذا الموقف الشجاع، وستكتبه في قلوبها باحرف من نور. فالرجال مواقف، ولا شك ان بارتيز اثبت انه رجل وانسان يملك ضميرا حيا في زمن ماتت فيه الكثير من الضمائر، بما في ذلك ضمائر حكام عرب للأسف الشديد.

anass
29-03-2005, 14:44
مشكور أخي الكريم

hassan_1677
03-04-2005, 20:13
مشكور أخي الكريم