مشاهدة النسخة كاملة : رشيد غلام.. فنان محاصر في وطنه



nossra
03-04-2007, 16:29
رشيد غلام.. فنان محاصر في وطنه

عادل اقليعي – المغرب – للتواصل معنا hajjaj1984@hotmail.com


ماذا ترى يكون رد فعلك لو تم التشهير بأخلاقك ظلما وبهتانا؟ ماذا ترى يكون رد فعلك لو تم تلفيق التهم المشينة إليك في رمشة العين؟؟ ماذا يكون رد فعلك لو أصبحت فاسدا خائنا لزوجه بجرة قلم؟؟ كم يمكنك أن تصبر عندما ترى تألقك ورمزيتك يتم "مرمطتها" في التراب؟؟

هذه الاسئلة وغيرها يعيش اليوم لظاها رشيد غلام، هذا الفنان المغربي الموهوب المتألق في السماع والمديح بخير البرية، والذي صارت بذكره الركبان، مَثُل يوم الأربعاء 28-03-2007 في حالة اعتقال –ثلاثة أيام في الحراسة النظرية- أمام المحكمة الابتدائية بمدينة الجديدة بتهمة "الخيانة الزوجية والتحريض على الفساد"، وفي الوقت الذي كانت هيئة دفاع المنشد غلام، التي ضمت أزيد من عشرين محاميا قدموا من عدة مناطق بالمغرب، تتقدم بدفوعات شكلية في الملف وخاصة المطالبة بتمتيعه بالسراح المؤقت وإجراء الخبرة المضادة للتحقق من آثار التعذيب الذي تعرض له غلام أثناء عملية اختطافه، كان بخارج المحكمة مئات النشطاء بجماعة العدل والإحسان وأنصارها يرددون شعارات تنديدية باختطاف المنشد الديني غلام والتعذيب الذي تعرض له..

"غلام" أصبح الحدث الرئيسي في واجهات عدد من الصحف والمواقع الوطنية والدولية التي منها من بعد كل البعد عن الموضوعية المهنية، التي تقتضي التحري عن "الرأي والرأي الآخر"، لكن لمن تحكي زابورك يا داوود ؟؟؟

ففي أول خرق لقانون المسطرة الجنائية المغربي وقانون الصحافة قامت وكالة المغرب العربي للانباء –وهي وكالة رسمية- يوم الإثنين 26-03-2007 بنشر قصاصة خبرية تتحدث عن اعتقال الفنان رشيد غلام المعروف بـ"الموتشو" والمنتمي لجماعة العدل والإحسان، بتهمة الخيانة الزوجية في مدينة الجديدة التي تبعد عن الدار البيضاء بحوالي 80 كيلو جنوبا. ويعتبر هذا النشر لهذه القصاصة قبل نطق القضاء بالحكم في الواقعة خرقا سافرا، وهذا يجعلنا نتساءل عن سبب هذا "السبق الصحفي"؟؟ حتى وإن تجاوزنا هذا الخرق فكان حري بهذه الوكالة الإعلامية التي تدعي المهنية وتحاكم صحفيين بتهم عدم احترام الأخلاق المهنية –الصحافي علي المرابط نموذجا الذي قاضته الوكالة نفسها مؤخرا في محاكم إسباينا بسبب التشهير بصحفييها بتلك الدولة- أن تورد في قصاصتها العجيبة صوت الظنين والجهة التي ينتمي إليها "العدل والإحسان" التي كانت المقصود بالخبر..

فحسب عدد من المراقبين أن إثارة هذه القضية في هذا الوقت بالذات -أي بعد مرور سنة من الحملة التي شنتها الدولة على جماعة العدل والإحسان وما صاحبها من اعتقالات بالجملة ومصادرة ممتلكات بيوت وتشميع 6 منها بالشمع الأحمر وطرد اصحابها للشارع ..- هو لمزيد من الضغط على الجماعة لتقديم تنازلات للسلطة في إطار ما يسمى بـ"هندسة المشهد السياسي" بالمغرب.. وتضيف هذه المصادر أن اختيار النظام لشخصية "رشيد غلام" ليس اعتباطيا لما يتمتع به من شعبية كبيرة ورمزية داخل وخارج المغرب، هذا بالإضافة إلى أن الدولة كانت تراهن في هذا الملف على احتمال عدم خوض الجماعة فيه لتعلقه بالمسالة الأخلاقية التي عرف عن الجماعة عدم التساهل فيها مع أعضائها.

فهكذا يكافؤ المادحون للجناب النبوي الشريف ببلادنا !! نعم هكذا يتم تكريم الفنانين الملتزمين بقضايا وطنهم ودينهم !! رشيد غلام، هذا الصوت المتغني بالحب الإلهي، الذي حمل لواء الفن الرسالي، منذ سنوات وهو محاصر في المغرب، فايما نشاط او حفلة او برنامج تلفزيوني يكون غلام ضيفا فيه يكون مصيره المنع والمصادرة، ليحرم بذلك جمهور عريض من محبي هذا الفنان المتالق من خلال إصداراته المميزة التي تجاوزت أصداؤها الحدود الموصدة..

ولم يكتفي محاصريه بمنعه داخل وطنه بل اعترضوا سبيله في كل ترحاله خارج البلاد، فقد تعرض لعملية تفتيش وضيعة اثناء عودته من رحلته الأخيرة من مصر.. لكن رغم كل تلك القيود استطاع غلام وبشهادة عدة منابر أجنبية ان يفجر قنبلة بالقاهرة –عذرا لمن يتتبعون الكلمات التي دونت لهم في قاموس الإرهاب فقنبلة هنا لاتعنيهم بل تعني طاقة خلاقة في الصوت والإنشاد- ، فهذه جريدة "الأهرام" المصرية كانت أوردت خبرا تقول فيه إن مشاركة الفنان المغربي رشيد غلام في مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة الأخير كانت بمثابة قنبلة، وتكريما له على ذلك تم بث حفلته على شاشة ART طرب، وعلى أمواج راديو القاهرة... لكن شاشتنا وراديوهاتنا مسكونة بالرقص والهوس ولغة الجسد التي لم تعد تعير أدنى اهتمام للذوق.

أكثر من ذلك المصريون اقترحوا على رشيد غلام الإقامة في مصر، والاشتغال في الفرقة القومية المصرية التي سبق لكوكب الشرق أم كلثوم أن اشتغلت معها.كما تم اختياره عضوا شرفيا في أكاديمية الفنون المصرية...

لكن المغاربة هنا، بل لنقل جلادي المغاربة –حتى لا نظلم محبي هذا الفن الكثيرون- اقترحوا على غلام أن يضع التزامه جانبا ورسالته خلف ظهره وحينها سيبنون له قصرا بالشاشات التي يدفع المغاربة من عرق جبينهم ضرائب كثيرة لمشاهدتها .. ولما رفض وتمسك بدينه، أعطيت الإشارة الخضراء لمبدعي سيناريوهات المربع الذهبي، وهكذا وجد رشيد غلام وجماعة العدل والإحسان التي ينتمي إليها أنفسهم مرة أخرى في مواجهة جبانة، لكن حسبهم أنه مهما وُضعت العصافير داخل القضبان فإنها تظل تغرد، ولكن الحمير مهما أطلق لها اللجام ويسرت لها المسارح فإنها ستبقى تنهق فقط.

رشيد غلام الذي تعرض لتعذيب مهين إثر اختطافه من خلال صعقه بالكهرباء في مناطق حساسة من جسده خاصة بجهازه التناسلي، امتنع عن الكلام وأعلن إضرابا عن الطعام ورفض التوقيع على محضر البوليس، والسيدة التي اتهم بالخيانة الزوجية معها نفت معرفتها المسبقة بغلام معترفة في ذات الوقت أنها تمتهن فعلا الدعارة وأنها تلقت الدعوة من وسيطة تدعى خديجة، والغريب أن هذه الأخيرة لم يتم استدعاؤها ولا الاستماع إليها ولا التنقيب عن هويتها..

فماذا وقع بالضبط لرشيد غلام؟؟ ولماذا وقع ذلك؟؟ وخلفياته؟؟ كل هذا نستمع إليه في كلمة خاصة بـ"عيون المشاهد" للاستاذ حسن بناجح الكاتب العام لشبيبة العدل والإحسان.