assebane
03-04-2005, 00:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قبل طرح هذا المقال المنقول عن (موقع عشرينات) (http://www.20at.com/article.php?sid=515) عندي طلب إذا تكرمتم :
لقد بحثت عن الكتاب موضوع المقال في المكتبات في مدينة تطوان حيث أقطن فلم أجده فالمرجو من وجد الكتاب في أي مكتبة فليدلنا عليها ولكم جزيل الشكر ؟؟؟
المقال
قد يختلف الكثيرون حول شخصية حسن البنا السياسية والدعوية.. ولكن لا يستطيع احد ان يختلف حول شخصه الإنساني..ومن هذه الزاوية نعرض علاقة الإمام الشهيد بأبيه.. التي تسجلها رسائله في مناسبات عديدة قام بجمعها من بعده أخيه "جمال البنا" في كتاب"خطابات حسن البنا إلى أبيه"وحاول أن يلتزم الموضوعية في سرد الأحداث والتعليق عليها.
الابن الأكبر
المدهش انك تستشعر غيرة الأخ الأصغر "آخر العنقود" وهو جمال من حظ الأكبر - حسن- ومن حب والديه له أكثر من أي ابن آخر.. وربما يكون إطلاعك على نصوص الرسائل يفسر لك إحساسهما المتميز تجاه الإمام الشهيد حسن البنا.
وأهمية الرسائل لا تعود فقط لكونها تشبع فضول مريدي حسن البنا في معرفة تفاصيل خاصة بحياته الزاخرة بالأحداث حيث تمثل شبه مذكرات له في مراحل مختلفة.. وإنما تكشف النقاب عن علاقة خاصة جدا بين ابن بار بأبيه قد فرقت بينهما الدنيا لظروف الشيخ في العمل التي جعلته يتنقل من مكان لآخر.
فهناك رسائل من العطف والإسماعيلية وأخرى من قنا حيث نقله محمد حسين هيكل عندما كان وزيرا للمعارف بناء على ضغط الإنجليز على الحكومة المصرية والذين ادعوا عمالته لصالح إيطاليا.
فنقل البنا إلى قنا مدرسا للغة العربية.. وهذا الفراق لم يجعله أبدا باردا في مشاعره تجاه والديه.. إنما زادت توهجا وعطاء.
ابن مؤدب
الممتع في الرسائل الأدب الجم والذوق الرفيع وكأنهما حبر البنا في رسائله.. فلا يخاطبه إلا بـ "سيدي الوالد الجليل" كما أن هناك الكثير من الرسائل التي لا يدور بها أمور هامة ولكن نوع من الحكي الذي يتسامر به المحبون.. وهو ما يجعلك تتساءل هل هذه الخطابات كتبها البنا لمجرد صلة الرحم أم لرغبة حقيقية في الاستئناس والمشاركة والفضفضة عن الضيق والألم؟
فيقول البنا في أحد رسائله: "تعب كلها الحياة يا سيدي الوالد؛ فعلينا أن نتمسك بعروة الصبر ونمت إلى الرضا عن الله " .
وحتى الأحلام الخيالية كان البنا يشارك أبيه فيها - وهو ما نفتقده الآن بشدة في علاقتنا بآبائنا- فيذكر البنا: "وقد عزمت بحول الله وقدرته على أداء فريضة الحج هذا العام معتقدا أنه إذا صدق العزم وضح السبيل وقد يبدو لكم هذا العزم فكرة خيالية لعدم توفر النقود ولكن وقتها يأتي الله بالفرج إن شاء الله..." .
علاقة خاصة جداً
كان يستشيره في أموره.. فذات مرة واتته الفرصة للتقدم بطلب للتوظيف في المعهد السعودي بمكة على شريطة الاحتفاظ بحقه في العلاوة والمدة والوظيفة بوزارة المعارف المصرية فقص له الأمر في كتاب..
متسائلا: "فهل يروقكم ذهابي إلى الحجاز مع حفظ حقي بمصر بمعنى أن أكون موظفا بوزارة المعارف المصرية منتدبا للعمل بالحكومة الحجازية أم ماذا ترون؟
سوف لا اكتب شيئا من الطلبات الآن حتى يوافيني ردكم ورد "فضلى أفندى" والله يختار لنا الخير حيث كان اعملوا الاستخارة الشرعية وتقبلوا خالص إجلالي وتحياتي"
"حسن"
وعندما يتأخر والده عليه يعاتبه البنا ويعتذر له إذا ما تأخر عليه أكثر بقوله: "خطر لي ان أزوركم كل شهر مرة لا لشيء إلا لأراكم واشرف بتقبيل يديكم ويدي والدتي وأحظى بدعوة صالحة من دعواتكم لي وعسى ان يكون هذا مرضيا لوالدتي بعض الرضا" .
أنت ومالك لأبيك
الأكثر إثارة للدهشة هو مناقشته لأموره المادية بشفافية مطلقة ليس مضطرا إليها مع والده إلى درجة تقديم كشف حساب شهري عن توزيع راتب كل شهر بالمليم.. ففي إحدى الرسائل يكتب تقرير عن نفقات شهر أكتوبر؛ نذكر منها: "30 قرش – لمبة 10؛ 50 قرش- للحلاق والمكوجى؛ 15 قرش - أجرة بوستة لإرسال نقود وخطابات؛ 25 قرش- كليمين (الكليم سجادة من الصوف)؛ 700 قرش - حوالة أرسلت إليكم..." .
وحتى الديون لم يخفيها عليه.. فيقول البنا: "أما حالتنا المنزلية فنحن سعداء مسرورون هانئون وادعون نشعر جميعنا بذلك..وقد صنعت للكتب دولابا جميلا تكلف جنيها لا يزال دينا فضعوه مع الديون وصنعنا كذلك ترابيزة مطبخ تكلفت ثلاثين قرشا دين أيضا فضموها إلى الدولاب حتى تكون الإحصائية وافية................" .
ترى من يفعل منا هذا اليوم؟ ..وأي ابن هذا؟
قبل طرح هذا المقال المنقول عن (موقع عشرينات) (http://www.20at.com/article.php?sid=515) عندي طلب إذا تكرمتم :
لقد بحثت عن الكتاب موضوع المقال في المكتبات في مدينة تطوان حيث أقطن فلم أجده فالمرجو من وجد الكتاب في أي مكتبة فليدلنا عليها ولكم جزيل الشكر ؟؟؟
المقال
قد يختلف الكثيرون حول شخصية حسن البنا السياسية والدعوية.. ولكن لا يستطيع احد ان يختلف حول شخصه الإنساني..ومن هذه الزاوية نعرض علاقة الإمام الشهيد بأبيه.. التي تسجلها رسائله في مناسبات عديدة قام بجمعها من بعده أخيه "جمال البنا" في كتاب"خطابات حسن البنا إلى أبيه"وحاول أن يلتزم الموضوعية في سرد الأحداث والتعليق عليها.
الابن الأكبر
المدهش انك تستشعر غيرة الأخ الأصغر "آخر العنقود" وهو جمال من حظ الأكبر - حسن- ومن حب والديه له أكثر من أي ابن آخر.. وربما يكون إطلاعك على نصوص الرسائل يفسر لك إحساسهما المتميز تجاه الإمام الشهيد حسن البنا.
وأهمية الرسائل لا تعود فقط لكونها تشبع فضول مريدي حسن البنا في معرفة تفاصيل خاصة بحياته الزاخرة بالأحداث حيث تمثل شبه مذكرات له في مراحل مختلفة.. وإنما تكشف النقاب عن علاقة خاصة جدا بين ابن بار بأبيه قد فرقت بينهما الدنيا لظروف الشيخ في العمل التي جعلته يتنقل من مكان لآخر.
فهناك رسائل من العطف والإسماعيلية وأخرى من قنا حيث نقله محمد حسين هيكل عندما كان وزيرا للمعارف بناء على ضغط الإنجليز على الحكومة المصرية والذين ادعوا عمالته لصالح إيطاليا.
فنقل البنا إلى قنا مدرسا للغة العربية.. وهذا الفراق لم يجعله أبدا باردا في مشاعره تجاه والديه.. إنما زادت توهجا وعطاء.
ابن مؤدب
الممتع في الرسائل الأدب الجم والذوق الرفيع وكأنهما حبر البنا في رسائله.. فلا يخاطبه إلا بـ "سيدي الوالد الجليل" كما أن هناك الكثير من الرسائل التي لا يدور بها أمور هامة ولكن نوع من الحكي الذي يتسامر به المحبون.. وهو ما يجعلك تتساءل هل هذه الخطابات كتبها البنا لمجرد صلة الرحم أم لرغبة حقيقية في الاستئناس والمشاركة والفضفضة عن الضيق والألم؟
فيقول البنا في أحد رسائله: "تعب كلها الحياة يا سيدي الوالد؛ فعلينا أن نتمسك بعروة الصبر ونمت إلى الرضا عن الله " .
وحتى الأحلام الخيالية كان البنا يشارك أبيه فيها - وهو ما نفتقده الآن بشدة في علاقتنا بآبائنا- فيذكر البنا: "وقد عزمت بحول الله وقدرته على أداء فريضة الحج هذا العام معتقدا أنه إذا صدق العزم وضح السبيل وقد يبدو لكم هذا العزم فكرة خيالية لعدم توفر النقود ولكن وقتها يأتي الله بالفرج إن شاء الله..." .
علاقة خاصة جداً
كان يستشيره في أموره.. فذات مرة واتته الفرصة للتقدم بطلب للتوظيف في المعهد السعودي بمكة على شريطة الاحتفاظ بحقه في العلاوة والمدة والوظيفة بوزارة المعارف المصرية فقص له الأمر في كتاب..
متسائلا: "فهل يروقكم ذهابي إلى الحجاز مع حفظ حقي بمصر بمعنى أن أكون موظفا بوزارة المعارف المصرية منتدبا للعمل بالحكومة الحجازية أم ماذا ترون؟
سوف لا اكتب شيئا من الطلبات الآن حتى يوافيني ردكم ورد "فضلى أفندى" والله يختار لنا الخير حيث كان اعملوا الاستخارة الشرعية وتقبلوا خالص إجلالي وتحياتي"
"حسن"
وعندما يتأخر والده عليه يعاتبه البنا ويعتذر له إذا ما تأخر عليه أكثر بقوله: "خطر لي ان أزوركم كل شهر مرة لا لشيء إلا لأراكم واشرف بتقبيل يديكم ويدي والدتي وأحظى بدعوة صالحة من دعواتكم لي وعسى ان يكون هذا مرضيا لوالدتي بعض الرضا" .
أنت ومالك لأبيك
الأكثر إثارة للدهشة هو مناقشته لأموره المادية بشفافية مطلقة ليس مضطرا إليها مع والده إلى درجة تقديم كشف حساب شهري عن توزيع راتب كل شهر بالمليم.. ففي إحدى الرسائل يكتب تقرير عن نفقات شهر أكتوبر؛ نذكر منها: "30 قرش – لمبة 10؛ 50 قرش- للحلاق والمكوجى؛ 15 قرش - أجرة بوستة لإرسال نقود وخطابات؛ 25 قرش- كليمين (الكليم سجادة من الصوف)؛ 700 قرش - حوالة أرسلت إليكم..." .
وحتى الديون لم يخفيها عليه.. فيقول البنا: "أما حالتنا المنزلية فنحن سعداء مسرورون هانئون وادعون نشعر جميعنا بذلك..وقد صنعت للكتب دولابا جميلا تكلف جنيها لا يزال دينا فضعوه مع الديون وصنعنا كذلك ترابيزة مطبخ تكلفت ثلاثين قرشا دين أيضا فضموها إلى الدولاب حتى تكون الإحصائية وافية................" .
ترى من يفعل منا هذا اليوم؟ ..وأي ابن هذا؟