مشاهدة النسخة كاملة : ذم الهوى



amal
03-04-2005, 23:44
للحافظ ابن الجوزي رحمه الله

اعلم أن الهوى يسري بصاحبه في فنون، ويخرجه من دار العقل إلى دائرة الجنون. وقد يكون الهوى في العلم فيخرج بصاحبه إلى ضد ما يأمر به العلم، وقد يكون في الزهد فيخرج إلى الرياء.

قد مدح الله عز وجل مخالفة الهوى فقال: "ونهى النفس عن الهوى" قال المفسرون: هو نهي النفس عما حرم الله عليها. قال مقاتل: هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها. وقال عز وجل: "واتبع هواه، فمثله كمثل الكلب". وقال "واتبع هواه فكان أمره فرطا". وقال: "افرأيت من اتخذ إلهه هواه". وقال: "بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم، فمن يهدي من أضل الله" وقال: "واتبعوا أهواءهم". وقال: "فاعلم أنما يتبعون أهواءهم، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله". وقال: "ليضلون بأهوائهم بغير علم" وقال: "أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه و كان أمره فرطا". وقال: "ولئن اتبعت أهواءهم". وقال: "فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا". وقال: "ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله".

حدثنا الحسن في هذه الآية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه". قال: هو المنافق لا يهوى شيئا إلا ركبه.

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات". انفرد بإخراجه مسلم من هذه الطريق، وقد اتفقا على إخراجه من حديث أبي هريرة، إلا أن في لفظ حديث البخاري "حجبت" مكان "حفت".

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما خلق الله عز وجل الجنة والنار أرسل جبريل -يعني إلى الجنة- فقال: "انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها!" فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله عز وجل لأهلها فيها فرجع إليه فقال: "وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها". فأمر بها فحفت بالمكاره، وقال: "ارجع إليها فانظر إليها!" فرجع فإذا هي قد حجبت بالمكاره، فقال: "لقد خشيت ألا يدخلها أحد". قال: "فانظر إلى النار وإلى ما أعددت لأهلها فيها!" فجاءها فنظر إليها وإلى ما أعد لأهلها فيها، فإذا هي يركب بعضها بعضا. فرجع إليه فقال: "وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها". فأمر بها فحفت بالشهوات، وقال له: "ارجع إليها فانظر إليها". فإذا هي قد حفت بالشهوات، فرجع إليه فقال: "وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها". قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".

عن أبي بردة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى".

عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخاف على أمتي حكم جائر، وزلة عالم، وهوى متبع".

عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تحت ظل السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع".

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه".

abolamin
04-04-2005, 00:16
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتك

المختار
04-04-2005, 13:59
بوركت يمينك اختي الفاضلة موضوع قيم

جعله الله في الميزان المقبول امين

amal
04-04-2005, 17:21
بارك الله فيكم اخوتي على المتابعة جزاكم الله خيرا

أشرف
04-04-2005, 21:29
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع القيم

anass
04-04-2005, 21:56
جزاك الله أختي الكريمة على هذا الموضوع القيم و جعله في ميزان حسناتك