مشاهدة النسخة كاملة : رؤية خفية للموت



lahrech
11-04-2007, 18:56
عزيزة تسكن قلب بائس وهي تائهة على مشارف الموت نشفت ريقها وجفت غددها وانهمكت في آثام الحب وذنوبها ذنوب الفراق والرحيل بلا وداع تراخت جوارحها فبدت نعاس نوم أبدي تكحل العيون والمعاصي ألمت الجميع.

أمارة الاحتضار
لحظة فريدة من نوعها تتذوقها المحتضرة لمرة واحدة أثناء رحلة وجودها لتدخل عالما مجهول الهوية بالنسبة لمن لم يدخله بعد .

ففي الموت لذة المساواة يتساوى جميع الناس ومتى ما تحققت نشوة المساواة تجسدت الإنسانية الحقة لتتخلص الروح من كل القيود، وفيه تتجسد الحرية الخالصة والعدالة المطلقة فملاك الموت ما أروعه لا يميز بين جنس وعرق ولون وعمر بين كبير وصغير بين غني وفقير بين عالم وجاهل ولربما تعجز كل المبادئ والمثل التي نادت بالمساواة على تحقيق العدالة والحرية مقارنة مع مملكة الموت أليس من المفارقة وصف هذه المحطة الفريدة

"الموت " محطة الإنسانية التي فيها تتجلى أجمل القيم والمثل ببلاء مذموم !!؟؟ .

قلنا إنها محطة من محطات الوجود متمايزة عن وجودنا الثنائي ففيها يتوقف العمر الزمني وتتجرد الأنا العميقة عن المادة والطاقة لتبدأ المساواة.

فالإنسان ينتقل من عالم المراتبية و الممكنات والحيوية بمختلف أشكالها إلى عالم وقف الإمكان ينتقل من مكان المتعينات إلى اللامتعين من عالم الآهات والحسرات والألم إلى زوال الأنات .لست أدري لم هذا الخوف من الموت والتمسك بالحياة رغم معرفته المحتومة بالفناء وهو محطة الأرواح

ماذا ينتقل مع الروح إلى هذه المحطة وماذا يبقى من آثاره غير اسمه و نتاجاته الفكرية وأعماله الخيرة .

لست بصدد الإجابة على حيرتي التي تزول بمجرد معرفتي لمسار الروح .

ومسار الروح تبدأ من عند الواحد ومنه صدر الوجود الثاني كون الأول موجود منذ الأزل ولا يحتاج لموجد بينما الثاني يحتاج لموجد والوجود الثاني على قسمين الأول روحاني متسامي على المادة والثاني مادي متمايز عن الروحاني والأسبقية الزمنية للأول كما إن الأول جوهر قائم بذاته يحدد هوية الشخص قبل الولادة وعند اجتماعه مع الثاني يبدأ الحياة وهي عبارة عن امتحان وبعدها ينتقل إلى الوجود المتمايز عن وجودنا المادي والروحي والروح تنجذب إلى منبعها لذا ينبغي عليها تطهير الجسد في عالم الممكنات كونها تشتاق الصفاء والخلود.

abdelkader
16-04-2007, 23:44
جزاك الله خير