مشاهدة النسخة كاملة : من اسرار الذكر



قابض على الجمر
12-05-2007, 22:59
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

إخواني أخواتي الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سنستنير بالحديث الشريف ( ليكن لسانك رطب بذكر الله )

لاشك بان فوائد هذا الحديث لا تُعد ولا تُحصى ولكننا في هذه العجالة سوف نتحدث عن جانب واحد فقط وهو برمجة العقل الباطن والذكر
كلكم تعلمون بأن العقل البشري لا يتوقف عن التفكير أبدا وإذا دعَونا إلى مسابقة تحدي في من سيوقف تفكيره ولو للحظات فسنكون الفائزين فيها لا محالة إذ لا يمكن أن تجد احد يستطيع أن يوقف تفكيره ولو للحظات .
أذا العقل لا يتوقف , العقل يشتغل باستمرار وأثناء عمله يرسم صور و يصدر أصوات بحوار داخلي في النفس أو قد يخرج هذا الحوار فيسمعه الآخرين وكذلك تنتاب الإنسان مشاعر تصاحب هذا الحوار قد تكون مشاعر ايجابية أو سلبية بحسب الموضوع وقد لا تكون هناك مشاعر . أحيانا يكون الحوار ايجابي كالبحث عن حل لمسالة أو نحو ذلك أو أمنية يمكن تحقيقها وأحيانا يكون ذلك الحوار سلبي كعتاب النفس وجلد الذات أو حث على الانتقام أو تمنِّي ماهو محرم فيتيه الإنسان في خيالات وحوارات تؤثر في نفسه ومشاعره والأخطر من ذلك أنها تُبرمج عقله الباطن و تقنعه بما يمكن ومالا يمكن ولا ننسى أن للشيطان أخزاه الله دور كبير في حديث النفس وبعض التخيلات و تصور الشهوات أو تصوير الانتقام و الظلم والقهر أو جلد الذات حتى يفقدك الثقة بنفسك لان
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) وتحت وطأة هذه البرمجة السلبية والتي نريد الخلاص منها جاء المعلم الأول عليه الصلاة والسلام بالحلول الجذرية والأدوية الناجعة
قال عليه الصلاة والسلام لأحد الصحابة وقد طلب منه النصيحة . وما قاله نبينا فهو قاعدة لنا جميعا من بعده صلى الله عليه وسلم قال ( ليكن لسانك رطب بذكر الله )يا ترى ماهي فوائد الذكر ومؤثراته على العقل الباطن و على الوعي واللاوعي جميعا ,وأعيد القول بأننا نأخذ مايستفاد من الحديث في هذا الجانب فقط وحسب ما علمنا فماكان حقا فمن الله وما كان خطأ فمن نفسي والشيطان غير انه اجتهاد مبني على دراسة لمادة علمية متخصصة في هذا الأمر وهذا الجانب فقط
أولا : لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توقف حوارك الداخلي ولكن يمكنك أن تغير مساره وتتخلص من الحوار السلبي , لذلك فإن ذكر الله عزوجل يبعدك عن مسار الحوار السلبي ويعينك على تركه ولا يترك مجال لحديث النفس إلا فيما ينفعك
ثانيا : كما ذكرنا من قبل أن الإنسان أثناء الحوار الداخلي يتخيل أمور مصاحبة لما يقوله لنفسه والتفكير دائما يكون ملازم للصور فبعد أن تتخلص من توجيه الحوار السلبي وتحويل المسار إلى ذكر الله فأنت بالتأكيد تتخلص من تلك الصور السلبية المؤثرة والأصوات المزعجة والمشاعر المؤلمة
ثالثا : التكرار له دور كبير جدا في برمجة العقل وأنت في هذه الحالة تكرر برمجة نفسك على ذكر الله وطاعته وتكرر الشعور الرباني الجميل وتكرر الخيال بنعيم الجنة وجحيم النار والعياذ بالله فتزداد شوق إلى رضوان الله وبعدا عن عذابه وسخطه وأنت في هذه الحالة تقود نفسك وتربيها وتريحها في نفس الوقت من ضغوط الحياة والتفكير السلبي الضار
رابعا : الجانب الأيمن يتحرك و ينشط بالخيال الذي نعيشه مع الذكر الايجابي فنبني خيال واسع ايجابي أما الخيال السلبي فانه يُدمِّر الخيال الإبداعي لدى الإنسان فيصبح الإنسان ضيق الأفق في التصور والخيال والإبداع فلا يرى الإنسان المستقبل ولا صورة النجاح ولا صور طرق الوصول إليه
خامسا : التقيد بالأعداد أثناء الذكر ينشِّط جانب الدماغ الأيسر وهو المعني بالأرقام و الحساب لان الجانب الأيمن نشيط بالخيال والجانب الأيسر المعني بالأعداد والرياضيات له الذكر العددي المقيد فعند الذكر والتركيز على العدد نحرك جانبي الدماغ فننشئ دائرة متكاملة من التفكير السليم والعقل الإبداعي الرائع
سادسا : الطمأنينة
( قال تعالى الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) فقد ثبت علميا بان للعقل البشري دورة كهربائية لها عدة مستويات
1- ألبيتا -2- الالفا 3- الثيتا – 4- الدلتا
وأريحها للدماغ عند الوعي مستوى الالفا وأشدها قوة و إرهاق مستوى ألبيتا
وسبحان الله عند الذكر يتحول الدماغ من مستوى ألبيتا المرهق الذي ينشأ عند التفكير المؤلم خاصة و السلبي عامة إلى مستوى الالفا المريح وكذلك عند سماع القرآن الكريم ولا نريد الإطالة في هذا الموضوع فقد قامت الأبحاث بمعرف علماء مسلمين أجلاء في ذلك الأمر وفي مختبرات عالمية للدماغ
سابعا : تمتلك مهارة التدرج في الطاعة بالذكر ورابط قوي يذكرك بالطاعات والخير العميم و سلاح ضد الشياطين من شياطين الإنس والجن فلا وقت لديك لان تفكر فيما يُغضب الله ولا ترتاح لشيء من تلك الافكار أبدا

فما رأيك هل تريد النجاة من برمجة السوء والشر إلى برمجة الخير والسلامة ؟

ليكن لسانك رطب بذكر الله

abdelkader
17-05-2007, 23:33
جزاك الله كل خير اخي على الموضوع الجميل