المراكشي
24-06-2007, 18:10
أحمد حموش
عن إسلام أون لاين
"صارت منطقة أمريكية خضراء شبيهة بالمنطقة شديدة التحصين في العاصمة العراقية بغداد".. بهذه الكلمات وصف سكان بمدينة الدار البيضاء المغربية حال شارع مولاي يوسف -أحد أشهر شوارع المدينة- بعدما استولت القنصلية الأمريكية على ثلثي مساحته، وأحاطته بحواجز إسمنتية وحديدية لـ"دواع أمنية".
والتزمت السفارة الأمريكية الصمت حيال الانتقادات التي وجهتها إليها وسائل الإعلام المحلية بشأن إجراءاتها في الشارع الذي شهد تفجير شخصين نفسيهما يوم 14-4-2007.
ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت": إن سكان المدينة أبدوا غضبهم الشديد تجاه "الاستيلاء" على معظم مساحة الشارع، والإجراءات الأمنية المشددة التي أقدمت عليها القنصلية، مؤكدين أن الشارع تحول من ممر حيوي إلى منفذ ضيق يعاني فيه المواطنون العديد من العقبات خلال قضاء مصالحهم اليومية.
فقد أحاط مسئولو القنصلية المقر بحزام عازل من الأعمدة الحديدية والحواجز الإسمنتية لمنع السكان من المرور بالقرب منها لـ"ضمان أمنها".
وبهذه الخطوة أصبح الشارع الكبير شبه مغلق في وجه الراجلين وأصحاب السيارات؛ مما يعرقل مصالح المواطنين.
وبات مفروضا -من الآن فصاعدا- على من يرغب في الحصول على تأشيرة من القنصلية الحضور قبل الموعد المحدد بربع ساعة على الأقل، وتجنب أية حقائب محمولة على الظهر أو في اليد، وكذا التخلص من أجهزة الهواتف النقالة، لاجتياز هذه المنطقة.
وعقب تفجيري إبريل أغلقت السلطات الأمريكية أبواب القنصلية، ونقلت أعمالها مؤقتا إلى الجزائر.
ولنحو الشهرين كان يتوجب على المغاربة اللجوء إلى جارتهم الشرقية للحصول على تأشيرات السفر للولايات المتحدة، قبل أن تعيد واشنطن فتح أبواب القنصلية في 4-6-2007 بعد اتخاذ الإجراءات الجديدة المثيرة للجدل.
دواع أمنية
وتعذر الاتصال بمحمد ساجد عمدة الدار البيضاء وهو المسئول الذي أجرى مفاوضات مع السفير الأمريكي توماس رايلي والتي نتج عنها اقتطاع القنصلية لجزء كبير من الشارع.
وكان رايلي اشترط إغلاق الشارع نهائيا لإعادة فتح القنصلية، غير أن الطرفين توصلا في النهاية لحل وسط يجسده الوضع الحالي في الشارع.
ويبرر البعض موقف القنصلية بأن الاحتياطات الأمنية صارت ضرورية بعد تفجيري إبريل. لكن آخرين يرون أن المخاوف الأمريكية مبالغ فيها، وأن السلطات المغربية خضعت لواشنطن بموافقتها على اقتطاع جزء كبير من الشارع.
وقال عبد الرحيم أريري، مدير تحرير صحيفة "الوطن الآن": إن ما يحدث في شارع مولاي يوسف "هو ببساطة احتلال حقيقي لأرض مغربية بدعاوى أمنية لا أساس لها".
وشدد أريري في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" على أن ما أقدمت عليه القنصلية الأمريكية يشكل "أكبر إهانة لي أنا كمغربي أرى أحد أجمل شوارع بلادي يتحول بين عشية وضحاها إلى منطقة خضراء محاصرة شبيهة بتلك الموجودة في بغداد".
وتتسم المنطقة البغدادية بشدة التحصين، حيث تحتضن مقار حكومية وسفارات غربية -بينها السفارة الأمريكية- إلا أنه لا يكاد يمر يوم دون استهدافها من قبل المسلحين.
وأردف أريري يقول: إنه "شارع حيوي وأي عرقلة به تعطل مصالح مئات المواطنين، بجانب كونه أحد أجمل شوارع المدينة والمغرب عموما"، مشيرا إلى أنه أنشئ في بدايات القرن الماضي بتصميم المهندس الفرنسي نيكولاي فوريستيي
عن إسلام أون لاين
"صارت منطقة أمريكية خضراء شبيهة بالمنطقة شديدة التحصين في العاصمة العراقية بغداد".. بهذه الكلمات وصف سكان بمدينة الدار البيضاء المغربية حال شارع مولاي يوسف -أحد أشهر شوارع المدينة- بعدما استولت القنصلية الأمريكية على ثلثي مساحته، وأحاطته بحواجز إسمنتية وحديدية لـ"دواع أمنية".
والتزمت السفارة الأمريكية الصمت حيال الانتقادات التي وجهتها إليها وسائل الإعلام المحلية بشأن إجراءاتها في الشارع الذي شهد تفجير شخصين نفسيهما يوم 14-4-2007.
ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت": إن سكان المدينة أبدوا غضبهم الشديد تجاه "الاستيلاء" على معظم مساحة الشارع، والإجراءات الأمنية المشددة التي أقدمت عليها القنصلية، مؤكدين أن الشارع تحول من ممر حيوي إلى منفذ ضيق يعاني فيه المواطنون العديد من العقبات خلال قضاء مصالحهم اليومية.
فقد أحاط مسئولو القنصلية المقر بحزام عازل من الأعمدة الحديدية والحواجز الإسمنتية لمنع السكان من المرور بالقرب منها لـ"ضمان أمنها".
وبهذه الخطوة أصبح الشارع الكبير شبه مغلق في وجه الراجلين وأصحاب السيارات؛ مما يعرقل مصالح المواطنين.
وبات مفروضا -من الآن فصاعدا- على من يرغب في الحصول على تأشيرة من القنصلية الحضور قبل الموعد المحدد بربع ساعة على الأقل، وتجنب أية حقائب محمولة على الظهر أو في اليد، وكذا التخلص من أجهزة الهواتف النقالة، لاجتياز هذه المنطقة.
وعقب تفجيري إبريل أغلقت السلطات الأمريكية أبواب القنصلية، ونقلت أعمالها مؤقتا إلى الجزائر.
ولنحو الشهرين كان يتوجب على المغاربة اللجوء إلى جارتهم الشرقية للحصول على تأشيرات السفر للولايات المتحدة، قبل أن تعيد واشنطن فتح أبواب القنصلية في 4-6-2007 بعد اتخاذ الإجراءات الجديدة المثيرة للجدل.
دواع أمنية
وتعذر الاتصال بمحمد ساجد عمدة الدار البيضاء وهو المسئول الذي أجرى مفاوضات مع السفير الأمريكي توماس رايلي والتي نتج عنها اقتطاع القنصلية لجزء كبير من الشارع.
وكان رايلي اشترط إغلاق الشارع نهائيا لإعادة فتح القنصلية، غير أن الطرفين توصلا في النهاية لحل وسط يجسده الوضع الحالي في الشارع.
ويبرر البعض موقف القنصلية بأن الاحتياطات الأمنية صارت ضرورية بعد تفجيري إبريل. لكن آخرين يرون أن المخاوف الأمريكية مبالغ فيها، وأن السلطات المغربية خضعت لواشنطن بموافقتها على اقتطاع جزء كبير من الشارع.
وقال عبد الرحيم أريري، مدير تحرير صحيفة "الوطن الآن": إن ما يحدث في شارع مولاي يوسف "هو ببساطة احتلال حقيقي لأرض مغربية بدعاوى أمنية لا أساس لها".
وشدد أريري في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" على أن ما أقدمت عليه القنصلية الأمريكية يشكل "أكبر إهانة لي أنا كمغربي أرى أحد أجمل شوارع بلادي يتحول بين عشية وضحاها إلى منطقة خضراء محاصرة شبيهة بتلك الموجودة في بغداد".
وتتسم المنطقة البغدادية بشدة التحصين، حيث تحتضن مقار حكومية وسفارات غربية -بينها السفارة الأمريكية- إلا أنه لا يكاد يمر يوم دون استهدافها من قبل المسلحين.
وأردف أريري يقول: إنه "شارع حيوي وأي عرقلة به تعطل مصالح مئات المواطنين، بجانب كونه أحد أجمل شوارع المدينة والمغرب عموما"، مشيرا إلى أنه أنشئ في بدايات القرن الماضي بتصميم المهندس الفرنسي نيكولاي فوريستيي