krit01
12-07-2007, 02:07
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي أكرم من شاء من عباده الصالحين بكرامات هي من جملة معجزات أنبيائه المرسلين، الدالة على صحة دينه المبين، والقائل:{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}، والصلاة والسلام على أفضل النبيين والمرسلين، وسيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد الصادق الأمين، الذي آتاه الله من المعجزات وحده أكثر مما آتى جميع الأنبياء والمرسلين، وأكرم أولياء أمّته بكرامات أوفر مما أكرم به جميع الأولياء السابقين، والقائل عن ربه عـزّ وجل مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالمُحَارَبَةِ...الحديث القدسي في صجيح البخاري)، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
إلى الإخوة الكرام الباحثين عن الحقيقة بتجرد وإنصاف:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من المصائب التي ابتلينا بها، والحمد لله على كل حال، أن قام البعض، هداهم الله وأصلحهم، بنشر دسائس الحاقدين على الصوفية وانتهكوا حرمات أولياء الله بالكذب والبهتان وبتهم الشرك والإلحاد، حسبنا الله ونعم الوكيل.
فما نشر في هذا المنتدى المبارك من إساءة يندى لها الجبين، للعارف بالله سيدنا عبد القادر الجيلاني، قدّس الله سرّه ونفعنا ببركاته، ما هو إلا استمرار للحملة الظالمة التي يقوم بها أدعياء السلفية على الصوفية، متجاهلين الوعيد الشديد الذي أنزل في حق من يعادي أولياء الله، وفي حق من يكذب وفي حق من يعادي المسلمين وفي حق من يكفر المسلمين وفي حق (وَمَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ يَعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْء» فوزر كل من ذهب إلى الموقع المذكور وقرأ السموم التي ذكرت عن هذا الولي ودخل في قلبه شيء من الشك في حرمة هذا الولي، على من نشر تلك السموم في الموقع وعلى من دلّ الغير على العنوان، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا. فاتقوا الله وتوبوا إليه واستغفروه إنه هو التواب الرحيم.
وليعلم الجميع أني لست منتسبا إلى الطريقة القادرية، ليس تحقيرا من شأنها ولكن لعدم تأهلي لهذ الشرف العظيم، ولكن الغيرة على الإسلام وعلى أولياء الله هو دافعي لكتابة هذا التوضيح اللازم والله من وراء القصد.
فمن المعروف لكل طالب علم، أن كثيرا من الدس قد وقع في الكتب الدينية ومنها كتب الصوفية، وقد جاء الدس على الصوفية وفي كتبهم من عدة جهات:
1-الدخلاء المفترون الذين تظاهروا بالصوفية وهي منهم بريئة، ثم صاروا يؤلفون الكتب المملوءة بالضلال والزندقة والالحاد وينسبونها الى الصوفية كذبا وزورا كقولهم (قاتلهم الله):
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ***** وما الرب إلا راهب في كنيسة
2-اليهود والنصارى الذين ارادوا إفساد الدين الاسلامي وتشويه عقائدهم فأدخلوا في كتب الصوفية الحلول والاتحاد ووحدة الوجود واسقاط التكاليف وغيرها من الترهات والأباطيل، كما وضعوا الأحاديث الكثيرة.
3-المبشرون والمستشرقون أمثال: (نيكلسون الإنجليزي، وجولدزيهر اليهودي، وماسينيون الفرنسي) الذين حاولوا تشويه سمعة الصوفية في كتبهم لإبعاد الناس عنهم، ولتقليل تأثيرهم خاصة بعد أن شاهدوا جهودهم الجبارة في نشر الاسلام في أفريقية وآسيا وغيرها من دول العالم، وشاهدوا بسالتهم في مقاومة الاستعمار في الجزائر وأفغانستان والشيشان وغيرها.
4-الحاسدون الذين ساءهم المقام الكريم الذي يصل اليه الصوفية من محبة الناس واحترامهم، وإفضال الله عليهم بسائر أنواع الكرامات.
وهنا أتسائل إذا كان هؤلاء الدخلاء واليهود والنصارى والمبشرون والمستعمرون والحاسدون يهاجمون الصوفية ويكذبون عليهم ويحاولون إبعاد الناس عتهم لأنهم شوكة في أعين أطماعهم، فما بال "السلفية" ينجرفون وراءهم ويحذون حذوهم ؟ لا يسعني إلا أن أقول اتقوا الله فالسلف الصالح الذين تدّعون الانتساب اليهم بريئون مما تفعلون ومما تقولون.
والمعروف في أقوال السادة الصوفية أن يرجعوا كل أمر صادر منهم إلى الكتاب والسنة فما وافق ذلك فهو حق وإلا فهو مدسوس عليهم. وهناك الكثير من الكرامات وخوارق العادات يجريها الله على أيديهم وهذا حق ورد في الكتاب والسنة المطهرة ولا يجحدها إلا سقيم العقل والإيمان.
وختاما أورد هنا مقتطفات مما ورد في ذكر هذا العارف بالله، من المصادر المعتمدة، مبتدئا بما قاله شيخهم ومرجعهم المقدس الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى، سائلا الله العلي القدير أن يجلي ما قد علق من ران في القلوب عن هذا الولي الصالح، نفعنا الله ببركاته:
1-" فصـــل وأما قول القائل: من قرأ «آية الكرسي» واستقبل جهة الشيخ عبد القادر الجيلاني ـ رضي الله عنه ـ وسلم عليه، وخطا سبع خطوات، يخطو مع كل تسليمة خطوة إلى قبره قضيت حاجته، أو كان في سماع فإنه يطيب ويكثر تواجده. فهذا أمر القربة فيه شرك برب العالمين، ولا ريب أن الشيخ عبد القادر لم يقل هذا، ولا أمر به، ومن يقل مثل ذلك عنه فقد كذب عليه، وإنما يحدث مثل هذه البدع أهل الغلو والشرك: المشبهين للنصارى من أهل البدع الرافضة الغالية في الأئمة، ومن أشبههم من الغلاة في المشائخ." (مؤلفات ابن تيمية ج1 ص310)
2-"والشيخ عبد القادر [الجيلاني رحمه الله تعالى] ونحوه من أعظم مشائخ زمانهم أمرا بالتزام الشرع والأمر والنهي وتقديمه على الذوق والقدر، ومن أعظم المشائخ أمرا بترك الهوى والإرادة النفسية. فإن الخطأ في الإرادة من حيث هي إرادة إنما تقع من هذه الجهة؛ فهو يأمر السالك أن لا تكون له إرادة من جهة هواه أصلاً؛ بل يريد ما يريده الربح عز وجل: إما إرادة شرعية أن تبين له ذلك؛ والأجرى مع الإرادة القدرية، فهو أما مع أمر الرب، وإما مع خلقه، وهو سبحانه له الخلق والأمر. وهذه «طريقة شرعية صحيحة»" (مؤلفات ابن تيمية ج1 ص1072)
3-"ولهذا كان الشيخ عبد القادر [الجيلاني رحمه الله تعالى] ونحوه من المشائخ المستقيمين يوصون في عامة كلامهم بهذين الأصلين: المسارعة إلى فعل المأمور، والتقاعد عن فعل المحظور، والصبر والرضا بالأمر المقدور." (مؤلفات ابن تيمية ج1 ص1072)
4-"فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف مثل الفضيل بن عياض وابراهيم بن أدهم وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والسري السقطي والجنيد بن محمد وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر [الجيلاني] والشيخ حماد والشيخ أبي البيان وغيرهم من المتأخرين، فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يفعل المأمور ويدع المحظور إلى أن يموت، وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف وهذا كثير من كلامهم" (مجموع فتاوي ابن تيمية ج10 ص516)
5-"وكان يحضر مجلسه (الشيخ عبد القادر الجيلاني) نحو من سبعين ألفا، وأسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف من اليهود والنصارى، وتاب على يديه من العيارين والمسالحة أكثر من مائة ألف، وفتح باب البيعة والتوبة على مصراعيه، يدخل فيه المسلمون من كل ناحية من نواحي العالم الاسلامي، يجددون العهد والميثاق مع الله، ويعاهدون على ألا يشركوا ولا يكفروا ولا يفسقوا ولا يبتدعوا ولا يظلموا ولا يستحلوا ما حرم الله ولا يتركوا ما فرض الله ولا يتفانوا في الدنيا ولا يتناسوا الآخرة، وقد دخل في هذا الباب -وقد فتحه الله على يد الشيخ عبد القادر الجيلاني - خلق لا يحصيهم إلا الله، وصلحت أحوالهم، وحسن إسلامهم، وظل الشيخ يربيهم ويحاسبهم، ويشرف عليهم، وعلى تقدمهم، فأصبح هؤلاء التلاميذ الروحيون يشعرون بالمسؤلية بعد البيعة والتوبة وتجديد الإيمان" (رجال الفكر والدعوة في الاسلام لأبو الحسن الندوي ص248).
6-"وكان عبد القادر الجيلاني الموجود في جيلان من فارس متصوفا عطيما زكي النشأة، وله أتباع لا يحصى عددهم، ووصلت طريقته إلى اسبانيا، فلما زالت دولة العرب في غرناطة انتقل مركز الطريقة القادرية إلى فاس، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع من بين البربر، وتمسكوا بالسنة والجماعة، كما أن هذه الطريقة هي التي، في القرن الخامس عشر، اهتدى على يدها زنوج غربي أفريقيا" (حاضر العالم الإسلامي للأمير شكيب أرسلان ج2 ص396).
7-"وقال الشيخ العالم الرباني السيد عبد القادر الجيلاني في كتابه غنية الطالبين: فصل فيما يستحب فعله بيمينه وما يستحب فعله بشماله يستحب له تناول الأشياء بيمينه والأكل والشرب والمصافحة والبداءة بها في الوضوء والانتعال ولبس الثياب الخ." (تحفة الأحوذي للمباركفوري ج7 ص472)
8-"وقد قال القطب الرباني السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني : الاسم الأعظم هو الله لكن بشرط أن تقول الله وليس في قلبك سوى الله . قيل هذا الاسم للعوام اجراؤه على اللسان والذا كر به على الخشية ، والتعظيم ، وللخواص أن يتأملوا معناه ويعلموا أنه لا يطلق إلا على موجود فائض الجود ، جامع للصفات الإلوهية ، ومنعوت بنعوت الربوبية . ولخواص الخواص أن يستغرق قلبهم بالله فلا يلتفت إلى أحد سواه ولا يرجو ويخاف فيما يأتي ويذر إلا إياه" (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج3 ص44)
9-" وقال القطب الحقاني الشيخ عبد القادر الجيلاني : إنما سمو أبدالاً لأنهم فنوا عن إراداتهم فبدلت بإرادة الحق عزَّ وجلَّ ، فيريدون بإرادة الحق أبداً إلى الوفاة فذنوب هؤلاء السادة أن يشركوا إرادة الحق بإراداتهم على وجه السهو والنسيان وغلبة الحال والدهشة فيدركهم الله تعالى برحمته باليقظة والتذكرة فيرجعون عن ذلك ويستغفرون ربهم عزَّ وجلَّ ." (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج5 ص449)
10-" وقد ذكر سيدنا وسندنا مولانا الطب الرباني والغوث الصمداني الشيخ عبد القادر الجيلاني روّح الله روحه ورزقنا فتوحه في كتابه الغنية الذي للمسالكين فيه المنية أنه روى عن عبد الله بن مسعود: مر ذات يومٍ في موضع من نواحي الكوفة، وإذا الفساق قد اجتمعوا في دار رجلٍ منهم، وهم يشربون الخمر ومعهم مغن يقال له زاذان كان يضرب بالعود ويغني بصوت حسن فلما سمع ذلك عبد الله بن مسعود قال ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى كان أحسن وجعل رداءه على رأسه فمضى، فسمع ذلك الصوت زاذان فقال: من هذا قالوا: كان عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله قال: وايش قال: قالوا قال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله كان أحسن فدخلت الهيبة في قلبه فقام وضرب بالعود على الأرض فكسره، ثم أدركه وجعل المنديل على عنق نفسه وجعل يبكي بين يدي عبد الله فأعتنقه عبد الله: وجعل يبكي كل واحدٍ منهما ثم قال عبد الله: كيف لا أحب من أحب الله فتاب من ضربه بالعود وجعل ملازماً عبد الله حتى تعلم القرآن وأخذ الحظ الوافر من العلم حتى صار إماماً في العلم" (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج2 ص1295)
11-" قال مولانا القطب الرباني الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه فتوح الغيب: «لا تقولن يا فقير اليد، يا عريان الجسد، يا ظمآن الكبد، يا مولي عنه الدنيا بأصحابها، يا خامل الذكر بين ملوك الدنيا وأربابها، يا جائع [يا نائع]، يا مشتتاً في كل زاوية من أرض وبقاع خراب، ومردوداً من كل باب، إن الله تعالى أفقرني، وزوي عني الدنيا، وتركني وقلاني، ولم يرفع ذكري بين أخواني، وأسبل على غيري نعمة سابغة يتقلب بها في ليله ونهاره، ويتنعم بها في داره ودياره، وكلانا مسلمان ومؤمنان سواء، وأبونا آدم وأمنا حواء، أما أنت فقد فعل الله ذلك بك لأن طينتك حرة، وندى رحمة الله عليك متقاطرة، وأنواع من الصبر والرضا واليقين والموافقة، وأنوار المعرفة لديك متواترة، فشجرة إيمانك وغرسها وبذرها ثابتة مكينة مورقة مستزيدة متشعبة مظللة متفرعة، فهي كل يوم في نمو وزيادة، فلا حاجة بها إلى علق وسباطة لتمنى وتربي وتزكي؛ وقد فرغ الله تعالى من أمرك على ذلك، وأعطاك في الآخرة في دار البقاء دخولك فيها، وأجزل عطاءك في العقبى مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر». قال تعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [السجدة ــــ 17] أي من أداء الأوامر وترك المناكر والتسليم والتفويض إليه في المقدور، والاعتماد والتوكل عليه في جميع الأمور، وأما الغير الذي أعطاه من الدنيا ونعيمها، وخوله ونعمه فيها فعل به ذلك لأن محل إيمان أرض سبخة، وصخر لا يكاد يثبت فيها الماء، وتنبت فيها الأشجار، وتتربى فيها الزروع والثمار، فصب عليها أنواع سباط وغيرها مما يربى به النبات، وهي الدنيا وحطامها ليستحفظ بذلك ما أنبت فيها من شجرة الإيمان وغرس الأعمال، فلو قطع ذلك عنها لجف النبات والأشجار، وانقطعت الثمار، وخربت الديار، وهو عزَّ وجلّ يريد عمارتها. فشجرة إيمان الغني ضعيفة المنبت خال عما هو مشحون به منبت شجرة إيمانك يا فقير، فقوّتها وبقاؤها بما ترى عنده من الدنيا وأنواع نعيمها، فلو قطعها مع ضعف الشجرة جفت الشجرة، فكان كفراً وجحوداً ولحاقاً بالمنافقين والمرتدين الكفار، اللهم إلا أن يبعث الله عزَّ وجلّ إلى الغني عساكر من الصبر والرضا واليقين والتوفيق والعلم وأنوار المعارف، فيقوي الإيمان بها حينئذ حتى لا يبالي بانقطاع الغنى والنعيم». (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج4 ص556)
12-" هذا وقد قال القطب الرباني والغوث الصمداني السيد عبد القادر الجيلاني قدس سره في فتوحات الغيب : ينبغي لكل مؤمن أن يجعل هذا الحديث (الذي رواه أحمد والترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف رسول الله يوماً فقال : يا غلام احفظ الله يحفظك ،احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) مرآة قلبه وشعاره ودثاره وحديثه فيعمل به في جميع حركاته وسكناته حتى يسلم في الدنيا والآخرة ويجد العزة فيها برحمة الله تعالى" (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج5 ص230)
13-"وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني: من وقع في عرض ولي ابتلاه الله بموت القلب" (مدارج السلوك إلى ملك الملوك لأبو بكر بن محمد الشاذلي ص12)
14-"أخرج الدنيا من قلبك وضعها في يدك أو في جيبك، فإنها لا تضرك" (الفتح الرباني للشيخ عبد القادر الجيلاني)
15-"وقد كان المرشد الكبير سيدي عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى يوجه تلامذته في باديء سيرهم أن يجاهدوا أنفسهم ويروضوها على الاخشيشان والصبر والتقشف، ثم بعدها ينقلهم إلى مراتب الزهد القلبي حين يستوي عندهم الأخذ والعطاء والفقر والغنى وتفرغ قلوبهم من سوى الله تعالى" (حقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى ص357)
16"كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة. طر إلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة، ادخل عليه ويدك في يد الرسول صلى الله عليه وسلم" (الفتح الرباني للشيخ عبد القادر الجيلاني ص29)
والحمد لله رب العالمين.
الميزان العادل
الحمد لله رب العالمين الذي أكرم من شاء من عباده الصالحين بكرامات هي من جملة معجزات أنبيائه المرسلين، الدالة على صحة دينه المبين، والقائل:{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}، والصلاة والسلام على أفضل النبيين والمرسلين، وسيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد الصادق الأمين، الذي آتاه الله من المعجزات وحده أكثر مما آتى جميع الأنبياء والمرسلين، وأكرم أولياء أمّته بكرامات أوفر مما أكرم به جميع الأولياء السابقين، والقائل عن ربه عـزّ وجل مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالمُحَارَبَةِ...الحديث القدسي في صجيح البخاري)، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
إلى الإخوة الكرام الباحثين عن الحقيقة بتجرد وإنصاف:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من المصائب التي ابتلينا بها، والحمد لله على كل حال، أن قام البعض، هداهم الله وأصلحهم، بنشر دسائس الحاقدين على الصوفية وانتهكوا حرمات أولياء الله بالكذب والبهتان وبتهم الشرك والإلحاد، حسبنا الله ونعم الوكيل.
فما نشر في هذا المنتدى المبارك من إساءة يندى لها الجبين، للعارف بالله سيدنا عبد القادر الجيلاني، قدّس الله سرّه ونفعنا ببركاته، ما هو إلا استمرار للحملة الظالمة التي يقوم بها أدعياء السلفية على الصوفية، متجاهلين الوعيد الشديد الذي أنزل في حق من يعادي أولياء الله، وفي حق من يكذب وفي حق من يعادي المسلمين وفي حق من يكفر المسلمين وفي حق (وَمَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ يَعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْء» فوزر كل من ذهب إلى الموقع المذكور وقرأ السموم التي ذكرت عن هذا الولي ودخل في قلبه شيء من الشك في حرمة هذا الولي، على من نشر تلك السموم في الموقع وعلى من دلّ الغير على العنوان، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا. فاتقوا الله وتوبوا إليه واستغفروه إنه هو التواب الرحيم.
وليعلم الجميع أني لست منتسبا إلى الطريقة القادرية، ليس تحقيرا من شأنها ولكن لعدم تأهلي لهذ الشرف العظيم، ولكن الغيرة على الإسلام وعلى أولياء الله هو دافعي لكتابة هذا التوضيح اللازم والله من وراء القصد.
فمن المعروف لكل طالب علم، أن كثيرا من الدس قد وقع في الكتب الدينية ومنها كتب الصوفية، وقد جاء الدس على الصوفية وفي كتبهم من عدة جهات:
1-الدخلاء المفترون الذين تظاهروا بالصوفية وهي منهم بريئة، ثم صاروا يؤلفون الكتب المملوءة بالضلال والزندقة والالحاد وينسبونها الى الصوفية كذبا وزورا كقولهم (قاتلهم الله):
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ***** وما الرب إلا راهب في كنيسة
2-اليهود والنصارى الذين ارادوا إفساد الدين الاسلامي وتشويه عقائدهم فأدخلوا في كتب الصوفية الحلول والاتحاد ووحدة الوجود واسقاط التكاليف وغيرها من الترهات والأباطيل، كما وضعوا الأحاديث الكثيرة.
3-المبشرون والمستشرقون أمثال: (نيكلسون الإنجليزي، وجولدزيهر اليهودي، وماسينيون الفرنسي) الذين حاولوا تشويه سمعة الصوفية في كتبهم لإبعاد الناس عنهم، ولتقليل تأثيرهم خاصة بعد أن شاهدوا جهودهم الجبارة في نشر الاسلام في أفريقية وآسيا وغيرها من دول العالم، وشاهدوا بسالتهم في مقاومة الاستعمار في الجزائر وأفغانستان والشيشان وغيرها.
4-الحاسدون الذين ساءهم المقام الكريم الذي يصل اليه الصوفية من محبة الناس واحترامهم، وإفضال الله عليهم بسائر أنواع الكرامات.
وهنا أتسائل إذا كان هؤلاء الدخلاء واليهود والنصارى والمبشرون والمستعمرون والحاسدون يهاجمون الصوفية ويكذبون عليهم ويحاولون إبعاد الناس عتهم لأنهم شوكة في أعين أطماعهم، فما بال "السلفية" ينجرفون وراءهم ويحذون حذوهم ؟ لا يسعني إلا أن أقول اتقوا الله فالسلف الصالح الذين تدّعون الانتساب اليهم بريئون مما تفعلون ومما تقولون.
والمعروف في أقوال السادة الصوفية أن يرجعوا كل أمر صادر منهم إلى الكتاب والسنة فما وافق ذلك فهو حق وإلا فهو مدسوس عليهم. وهناك الكثير من الكرامات وخوارق العادات يجريها الله على أيديهم وهذا حق ورد في الكتاب والسنة المطهرة ولا يجحدها إلا سقيم العقل والإيمان.
وختاما أورد هنا مقتطفات مما ورد في ذكر هذا العارف بالله، من المصادر المعتمدة، مبتدئا بما قاله شيخهم ومرجعهم المقدس الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى، سائلا الله العلي القدير أن يجلي ما قد علق من ران في القلوب عن هذا الولي الصالح، نفعنا الله ببركاته:
1-" فصـــل وأما قول القائل: من قرأ «آية الكرسي» واستقبل جهة الشيخ عبد القادر الجيلاني ـ رضي الله عنه ـ وسلم عليه، وخطا سبع خطوات، يخطو مع كل تسليمة خطوة إلى قبره قضيت حاجته، أو كان في سماع فإنه يطيب ويكثر تواجده. فهذا أمر القربة فيه شرك برب العالمين، ولا ريب أن الشيخ عبد القادر لم يقل هذا، ولا أمر به، ومن يقل مثل ذلك عنه فقد كذب عليه، وإنما يحدث مثل هذه البدع أهل الغلو والشرك: المشبهين للنصارى من أهل البدع الرافضة الغالية في الأئمة، ومن أشبههم من الغلاة في المشائخ." (مؤلفات ابن تيمية ج1 ص310)
2-"والشيخ عبد القادر [الجيلاني رحمه الله تعالى] ونحوه من أعظم مشائخ زمانهم أمرا بالتزام الشرع والأمر والنهي وتقديمه على الذوق والقدر، ومن أعظم المشائخ أمرا بترك الهوى والإرادة النفسية. فإن الخطأ في الإرادة من حيث هي إرادة إنما تقع من هذه الجهة؛ فهو يأمر السالك أن لا تكون له إرادة من جهة هواه أصلاً؛ بل يريد ما يريده الربح عز وجل: إما إرادة شرعية أن تبين له ذلك؛ والأجرى مع الإرادة القدرية، فهو أما مع أمر الرب، وإما مع خلقه، وهو سبحانه له الخلق والأمر. وهذه «طريقة شرعية صحيحة»" (مؤلفات ابن تيمية ج1 ص1072)
3-"ولهذا كان الشيخ عبد القادر [الجيلاني رحمه الله تعالى] ونحوه من المشائخ المستقيمين يوصون في عامة كلامهم بهذين الأصلين: المسارعة إلى فعل المأمور، والتقاعد عن فعل المحظور، والصبر والرضا بالأمر المقدور." (مؤلفات ابن تيمية ج1 ص1072)
4-"فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف مثل الفضيل بن عياض وابراهيم بن أدهم وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والسري السقطي والجنيد بن محمد وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر [الجيلاني] والشيخ حماد والشيخ أبي البيان وغيرهم من المتأخرين، فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يفعل المأمور ويدع المحظور إلى أن يموت، وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف وهذا كثير من كلامهم" (مجموع فتاوي ابن تيمية ج10 ص516)
5-"وكان يحضر مجلسه (الشيخ عبد القادر الجيلاني) نحو من سبعين ألفا، وأسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف من اليهود والنصارى، وتاب على يديه من العيارين والمسالحة أكثر من مائة ألف، وفتح باب البيعة والتوبة على مصراعيه، يدخل فيه المسلمون من كل ناحية من نواحي العالم الاسلامي، يجددون العهد والميثاق مع الله، ويعاهدون على ألا يشركوا ولا يكفروا ولا يفسقوا ولا يبتدعوا ولا يظلموا ولا يستحلوا ما حرم الله ولا يتركوا ما فرض الله ولا يتفانوا في الدنيا ولا يتناسوا الآخرة، وقد دخل في هذا الباب -وقد فتحه الله على يد الشيخ عبد القادر الجيلاني - خلق لا يحصيهم إلا الله، وصلحت أحوالهم، وحسن إسلامهم، وظل الشيخ يربيهم ويحاسبهم، ويشرف عليهم، وعلى تقدمهم، فأصبح هؤلاء التلاميذ الروحيون يشعرون بالمسؤلية بعد البيعة والتوبة وتجديد الإيمان" (رجال الفكر والدعوة في الاسلام لأبو الحسن الندوي ص248).
6-"وكان عبد القادر الجيلاني الموجود في جيلان من فارس متصوفا عطيما زكي النشأة، وله أتباع لا يحصى عددهم، ووصلت طريقته إلى اسبانيا، فلما زالت دولة العرب في غرناطة انتقل مركز الطريقة القادرية إلى فاس، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع من بين البربر، وتمسكوا بالسنة والجماعة، كما أن هذه الطريقة هي التي، في القرن الخامس عشر، اهتدى على يدها زنوج غربي أفريقيا" (حاضر العالم الإسلامي للأمير شكيب أرسلان ج2 ص396).
7-"وقال الشيخ العالم الرباني السيد عبد القادر الجيلاني في كتابه غنية الطالبين: فصل فيما يستحب فعله بيمينه وما يستحب فعله بشماله يستحب له تناول الأشياء بيمينه والأكل والشرب والمصافحة والبداءة بها في الوضوء والانتعال ولبس الثياب الخ." (تحفة الأحوذي للمباركفوري ج7 ص472)
8-"وقد قال القطب الرباني السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني : الاسم الأعظم هو الله لكن بشرط أن تقول الله وليس في قلبك سوى الله . قيل هذا الاسم للعوام اجراؤه على اللسان والذا كر به على الخشية ، والتعظيم ، وللخواص أن يتأملوا معناه ويعلموا أنه لا يطلق إلا على موجود فائض الجود ، جامع للصفات الإلوهية ، ومنعوت بنعوت الربوبية . ولخواص الخواص أن يستغرق قلبهم بالله فلا يلتفت إلى أحد سواه ولا يرجو ويخاف فيما يأتي ويذر إلا إياه" (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج3 ص44)
9-" وقال القطب الحقاني الشيخ عبد القادر الجيلاني : إنما سمو أبدالاً لأنهم فنوا عن إراداتهم فبدلت بإرادة الحق عزَّ وجلَّ ، فيريدون بإرادة الحق أبداً إلى الوفاة فذنوب هؤلاء السادة أن يشركوا إرادة الحق بإراداتهم على وجه السهو والنسيان وغلبة الحال والدهشة فيدركهم الله تعالى برحمته باليقظة والتذكرة فيرجعون عن ذلك ويستغفرون ربهم عزَّ وجلَّ ." (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج5 ص449)
10-" وقد ذكر سيدنا وسندنا مولانا الطب الرباني والغوث الصمداني الشيخ عبد القادر الجيلاني روّح الله روحه ورزقنا فتوحه في كتابه الغنية الذي للمسالكين فيه المنية أنه روى عن عبد الله بن مسعود: مر ذات يومٍ في موضع من نواحي الكوفة، وإذا الفساق قد اجتمعوا في دار رجلٍ منهم، وهم يشربون الخمر ومعهم مغن يقال له زاذان كان يضرب بالعود ويغني بصوت حسن فلما سمع ذلك عبد الله بن مسعود قال ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى كان أحسن وجعل رداءه على رأسه فمضى، فسمع ذلك الصوت زاذان فقال: من هذا قالوا: كان عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله قال: وايش قال: قالوا قال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله كان أحسن فدخلت الهيبة في قلبه فقام وضرب بالعود على الأرض فكسره، ثم أدركه وجعل المنديل على عنق نفسه وجعل يبكي بين يدي عبد الله فأعتنقه عبد الله: وجعل يبكي كل واحدٍ منهما ثم قال عبد الله: كيف لا أحب من أحب الله فتاب من ضربه بالعود وجعل ملازماً عبد الله حتى تعلم القرآن وأخذ الحظ الوافر من العلم حتى صار إماماً في العلم" (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج2 ص1295)
11-" قال مولانا القطب الرباني الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه فتوح الغيب: «لا تقولن يا فقير اليد، يا عريان الجسد، يا ظمآن الكبد، يا مولي عنه الدنيا بأصحابها، يا خامل الذكر بين ملوك الدنيا وأربابها، يا جائع [يا نائع]، يا مشتتاً في كل زاوية من أرض وبقاع خراب، ومردوداً من كل باب، إن الله تعالى أفقرني، وزوي عني الدنيا، وتركني وقلاني، ولم يرفع ذكري بين أخواني، وأسبل على غيري نعمة سابغة يتقلب بها في ليله ونهاره، ويتنعم بها في داره ودياره، وكلانا مسلمان ومؤمنان سواء، وأبونا آدم وأمنا حواء، أما أنت فقد فعل الله ذلك بك لأن طينتك حرة، وندى رحمة الله عليك متقاطرة، وأنواع من الصبر والرضا واليقين والموافقة، وأنوار المعرفة لديك متواترة، فشجرة إيمانك وغرسها وبذرها ثابتة مكينة مورقة مستزيدة متشعبة مظللة متفرعة، فهي كل يوم في نمو وزيادة، فلا حاجة بها إلى علق وسباطة لتمنى وتربي وتزكي؛ وقد فرغ الله تعالى من أمرك على ذلك، وأعطاك في الآخرة في دار البقاء دخولك فيها، وأجزل عطاءك في العقبى مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر». قال تعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [السجدة ــــ 17] أي من أداء الأوامر وترك المناكر والتسليم والتفويض إليه في المقدور، والاعتماد والتوكل عليه في جميع الأمور، وأما الغير الذي أعطاه من الدنيا ونعيمها، وخوله ونعمه فيها فعل به ذلك لأن محل إيمان أرض سبخة، وصخر لا يكاد يثبت فيها الماء، وتنبت فيها الأشجار، وتتربى فيها الزروع والثمار، فصب عليها أنواع سباط وغيرها مما يربى به النبات، وهي الدنيا وحطامها ليستحفظ بذلك ما أنبت فيها من شجرة الإيمان وغرس الأعمال، فلو قطع ذلك عنها لجف النبات والأشجار، وانقطعت الثمار، وخربت الديار، وهو عزَّ وجلّ يريد عمارتها. فشجرة إيمان الغني ضعيفة المنبت خال عما هو مشحون به منبت شجرة إيمانك يا فقير، فقوّتها وبقاؤها بما ترى عنده من الدنيا وأنواع نعيمها، فلو قطعها مع ضعف الشجرة جفت الشجرة، فكان كفراً وجحوداً ولحاقاً بالمنافقين والمرتدين الكفار، اللهم إلا أن يبعث الله عزَّ وجلّ إلى الغني عساكر من الصبر والرضا واليقين والتوفيق والعلم وأنوار المعارف، فيقوي الإيمان بها حينئذ حتى لا يبالي بانقطاع الغنى والنعيم». (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج4 ص556)
12-" هذا وقد قال القطب الرباني والغوث الصمداني السيد عبد القادر الجيلاني قدس سره في فتوحات الغيب : ينبغي لكل مؤمن أن يجعل هذا الحديث (الذي رواه أحمد والترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف رسول الله يوماً فقال : يا غلام احفظ الله يحفظك ،احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) مرآة قلبه وشعاره ودثاره وحديثه فيعمل به في جميع حركاته وسكناته حتى يسلم في الدنيا والآخرة ويجد العزة فيها برحمة الله تعالى" (مرقاة المفاتيح للملا علي قاري ج5 ص230)
13-"وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني: من وقع في عرض ولي ابتلاه الله بموت القلب" (مدارج السلوك إلى ملك الملوك لأبو بكر بن محمد الشاذلي ص12)
14-"أخرج الدنيا من قلبك وضعها في يدك أو في جيبك، فإنها لا تضرك" (الفتح الرباني للشيخ عبد القادر الجيلاني)
15-"وقد كان المرشد الكبير سيدي عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى يوجه تلامذته في باديء سيرهم أن يجاهدوا أنفسهم ويروضوها على الاخشيشان والصبر والتقشف، ثم بعدها ينقلهم إلى مراتب الزهد القلبي حين يستوي عندهم الأخذ والعطاء والفقر والغنى وتفرغ قلوبهم من سوى الله تعالى" (حقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى ص357)
16"كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة. طر إلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة، ادخل عليه ويدك في يد الرسول صلى الله عليه وسلم" (الفتح الرباني للشيخ عبد القادر الجيلاني ص29)
والحمد لله رب العالمين.
الميزان العادل