مشاهدة النسخة كاملة : غير حمقا ونوضوها تشطح ...هام جدا...



أشرف
21-08-2007, 19:01
شوف تشوف
غير حمقا ونوضوها تشطح
20/08/2007

رشيد نيني.
http://www.almasae.info/media/niny.jpg


يحاول بعض متزعمي جيوب مقاومة التغيير جهد المستطاع عرقلة المسار الذي بدأت تأخذه الصحافة المستقلة كسلطة رابعة في المغرب. وفي كل مرة تنشر الصحافة الغسيل العكر لبعض الفاسدين في أجهزة الأمن والقضاء، يظهر هؤلاء «المقاومون» الذين يناضلون من أجل بقاء المغرب وراء الشمس، ويستعملون قصاصات وكالة الأنباء الرسمية لكي يكذبوا الأخبار التي تنشرها الصحافة المستقلة، أو لكي يروجوا أخبارا متناقضة وكاذبة تسخر من ذكاء المغاربة.
قبل أسبوع عندما فجر المهندس قنينة الغاز قرب حافلة السياح بمكناس، سارع هؤلاء «المقاومون» لنشر قصاصات عبر الوكالة الرسمية للأنباء يتحدثون فيها عن يقظة الأمن بمكناس، وكيف أن نباهة الأجهزة الأمنية جنبت المغرب كارثة إرهابية كبيرة كان سيدفع ثمنها لولا أن الأمن أحبط هذه العملية. وكتب بعض الصحافيين من فصيلة «كاري حنكو» متغزلا في صرامة الإجراءات الأمنية التي دفعت الإرهابيين إلى اليأس من إمكانية اختراقها فبدؤوا يفجرون أنفسهم بهذه الطريقة اليائسة والغبية.
بعد ذلك بيومين قرأنا في الوكالة نفسها خبر تنقيل أمنيين بمكناس على رأسهم والي الأمن، وكان واضحا أن هذا القرار جاء عقابا لهم على التقصير الأمني الذي تعاني منه الأمكنة السياحية بمكناس. ويومان بعد هذا الخبر نشرت الوكالة خبرا آخر تقول فيه أن قرار إعفاء هؤلاء الأمنيين في مكناس كان مكتوبا منذ مدة ولا علاقة له بالحادث الإرهابي الذي عرفته ساحة الهديم. وجاء الخبر مرفقا بخبر آخر ينفي فيه مصدر «أمني مطلع» صدور قرار توقيف والي الأمن بالرباط ومدير موارده البشرية، بسبب تورطهما في فضيحة الدعارة الراقية وترويج الكوكايين الذي ورطت فيه لبنى رؤوسا أمنية كبيرة ستسقط تباعا لا محالة.
وفي الغد صدر خبر آخر يقول أن انتحاري مكناس اعترف بأنه كان عضوا في جماعة العدل والإحسان. وزاد البعض من عنده قائلا بأن هذه الجماعة التي تدعي عدم اللجوء إلى العنف كشفت أخيرا عن مخططاتها السرية. وإذا صدقنا قصاصة وكالة الأنباء الرسمية فيجب حقا أن نضع أيدينا على قلوبنا خوفا، لأن الخبر عندما نتأمله جيدا فإننا نستنتج بأن الوكالة تريد أن تخبرنا بأن هناك في المغرب عشرات الآلاف من الانتحاريين الأعضاء في العدل والإحسان يستعدون في الخفاء لتفجير أنفسهم. ولا أعرف إن كان الذي قرر كتابة هذه القصاصة وتعميمها عبر العالم في كامل وعيه أم لا، لأنه باقترافه لهذه الحماقة الإعلامية سيحول المغرب في نظر المراقبين الأجانب إلى موطن لأكبر جماعة إرهابية في العالم. مع أن الجميع يعرف أن جماعة العدل والإحسان لم تتبن منذ تأسيسها الكفاح المسلح أو التغيير عن طريق العنف، ومواقف قادتها من العمليات الإرهابية وتنظيم القاعدة واضحة. اللهم إذا كان هناك من يبحث في المغرب، عبر ربط ما وقع في مكناس بالعدل والإحسان، عن استصدار قرار أمريكي بوضع جماعة عبد السلام ياسين ضمن لائحة الجماعات الإرهابية. مثلما فعلت أمريكا قبل أسبوع فقط مع الحرس الثوري الإيراني.
هذا نموذج صارخ لترويج وكالة الأنباء الرسمية لخبر من شأنه أن يخدم مصالح بعض الأمنيين الذين يريدون رسم صورة مخيفة للمغرب في الداخل والخارج. صورة بلد يؤوي جماعة إسلامية تخرجت من صفوفها أول دفعة من الانتحاريين برتبة مهندس. خبر يخدم مصالح البعض في سراديب الداخلية، لكنه بالتأكيد يهدد المستقبل السياحي والاستثماري الأجنبي في المغرب.
وعندما نتابع ما تعممه وكالة المغرب العربي للأنباء من أخبار نخرج بخلاصة مفادها أن كل الأخبار التي نشرتها الصحافة المستقلة مؤخرا حول هذه الفضائح والإعفاءات هي مجرد أوهام من نسج خيال الصحافيين. وأن الخبر اليقين هو ما تقوله وكالة المغرب العربي للأنباء، وما دونها الباطل والهراء.
وأكثر ما أثارني شخصيا في قصاصات الوكالة مؤخرا هو اهتمامها الزائد بالمهرجان الفني الذي تستعد الولاية لتنظيمه في ساحة الهديم بمكناس ردا على العملية الإرهابية التي وقعت هناك. وحسب الرؤية الرسمية فإن إقامة مهرجان فني في مكان الحادث الإرهابي هو أحسن «مهدئ» يمكن أن تقدمه السلطات المحلية لقلق المواطنين. وهذا أغبى تفسير يمكن أن تعطيه جهة رسمية لحادث إرهابي خطير كالذي وقع في ساحة الهديم بمكناس. لأن الإرهاب ظاهرة معقدة جدا، خصوصا عندما يشرع في تبنيها مهندسو الدولة خريجو المدارس الكبرى. ليس بالبندير والقعدة سنتصدى لمخططات القاعدة، وليس بزيد دردك عاود دردك سننجح في محاصرة الفكر الذي يستطيع إقناع شاب مهندس لديه دخل جيد ويضع أغلى العطور ويغسل سيارته يوميا، بمعانقة قنينة غاز في يوم عيد ميلاده لكي يفجرها قرب حافلة للسياح.
هناك اليوم فقر في الخيال لدى السلطات الرسمية، بأمنها ووكالة أنبائها، يدفعها إلى اتخاذ قرارات غبية وكتابة أخبار سخيفة في مواجهة أحداث خطيرة وعلى درجة كبيرة من التعقيد.
وهذا طبيعي بالنظر إلى مستوى بعض الأشخاص الذين توكل إليهم مهمة إخبار الناس والحرص على أمنهم. والحل بنظري يبدأ أولا عبر الاعتراف بالفشل في تدبير الأمن، وليس في مكناس وحدها بل في المغرب كله. فقد كشفت حادثة ساحة الهديم عن تقصير وخلل أمنيين كبيرين. فلا يعقل أن أشهر ساحة سياحية في المغرب لا توجد بها كاميرات للمراقبة عن بعد، تترصد كل الخطوات المشبوهة وتتدخل في الوقت المناسب قبل وقوع الكارثة. والحمد لله أن الانتحاري الذي كان ينوي تفجير الحافلة لم يصل إلى خزان الوقود وانفجر بعيدا عنه ببعض الأمتار، و إلا لكان العالم بأسره شاهد «اليقظة الأمنية» المزعومة التي تتحدث عنها الوكالة.
لقد كتبنا في أعدادنا السابقة حول الوضع الأمني في مكناس مقالات كثيرة. ونشرنا شكاوى لمواطنين كثيرين تعرضوا للإرهاب على يد العصابات الإجرامية وقطاع الطرق، ومنهم محامية تعرضت للسرقة أمام باب مكتبها. وأجابنا والي الأمن في جرائد أخرى متحدثا عن الأمن والأمان الذي يعيشه المواطنون في مكناس، معددا إنجازاته الأمنية والنقط السوداء التي قضى عليها.
وبما أن حبل الكذب قصير، فهاهي الأيام تفضح «إنجازات» سعادة الوالي، وتكشف للجميع أنه ليست فقط الأحياء الشعبية هي التي تفتقر إلى الأمن وإنما حتى الأماكن السياحية التي تتوافد عليها العملة الصعبة للمغرب تفتقر إلى الأمن.
والمدهش في الأمر أن السلطات المركزية في الرباط لم تتحرك لتنقيل والي الأمن رفقة عنصرين من رجاله إلا عندما تعلق الأمر بتهديد حياة السياح، أما عندما كان الأمر يتعلق بتهديد المجرمين وقطاع الطرق لأرواح المكناسيين طيلة السنوات الماضية فكل ما كانت تقوم به بعض مراكز الأمن هو حفظ شكايات المواطنين في الأدراج حفاظا على الإتاوات التي كان بعضهم يتلقاها نظير إغلاق عينه عن سرقات وجرائم هؤلاء الإرهابيين المسلحين بالسيوف والخناجر.
لقد سقطت أحياء بكاملها في مكناس تحت رحمة هؤلاء الإرهابيين الذين يهددون أمن وحياة المواطنين بسيوفهم. وأمام ذلك ظل بعض رجال الأمن يتحججون كلما اتصل السكان بهم للتدخل بكون هؤلاء المجرمين مسجلين خطر، وقد ذهبوا أكثر من مرة لاعتقالهم وفشلوا. وقبل أن يغلقوا الخط يقولون للمتصلين :
- سيرو حتى يكون الدم وعيطو لينا...
يقولون لهم ذلك حتى لا يجيبونهم بتلك الحكمة المغربية التي تقول «الشهر اللي مانشد كراه ماعليا بحسابو».
عشرات الطالبات تعرضن للسرقة والاغتصاب في الطريق، مئات الشكايات تم وضعها في ولاية الأمن بلصوص وقطاع طرق ومجرمين تعودوا على «شراء» الطريق ليصنعوا فيها بجيوب عباد الله ووجوههم ما شاؤوا.
لذلك فأحسن شيء يمكن أن تفعله السلطات المحلية في مكناس ليس هو مهرجان فني في ساحة الهديم، وإنما وضع أعمدة النور في بعض الأحياء المظلمة ومضاعفة عدد رجال الأمن في الأماكن العمومية وتجهيز مراكز الشرطة بوسائل الاتصال الحديثة واقتناء المزيد من سيارات الإسعاف والأسرة في أقسام المستعجلات. أما الاكتفاء باستدعاء فرق العيطة والشعبي والراي لتنشيط ليلة أو ليلتين في ساحة الهديم، فيمكن أن يتأجل إلى ما بعد تحقيق هذه الأولويات الأمنية. ديرو الأمن دابا وأجلو «النشاط» حتى لمن بعد.
ديك الساعة ماشي غير شطحو، جدبو نتوما كاع وطيحو بالمسلمين.

قابض على الجمر
21-08-2007, 19:28
أكرمك الله أخي

abdelkader
25-08-2007, 16:55
جزاك الله خيرا أخي الكريم

على الموضوع الجيد

والله المستعان

soumia_islam
25-08-2007, 18:54
جزاك الله خيرا

وبارك الله فيك

خادمة الحبيب
26-08-2007, 20:50
جزاك الله خيرا أخي الكريم على الموضوع جعله الله لك في الميزان المقبول

أشرف
27-08-2007, 11:08
بارك الله فيكم إخوتي أخواتى على التعليق الطيب

عابرة سبيل
27-08-2007, 14:19
barak allaho fik

أشرف
27-08-2007, 17:30
مشكورة أختي ايمان على مرورك

almotawakkil
28-08-2007, 22:35
jazaka llaho khayran

MALIKA B
29-08-2007, 12:10
Baraka Laho Fik Wajazaka Kola Khayr

قلب مسلمة
13-03-2008, 18:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك اخي الكريم و جزاك الله خيرا على الموضوع
جعله الله لك في الميزان المقب

أشرف
28-07-2008, 21:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آمين أختي الكريمة جزك الله كل خير