مشاهدة النسخة كاملة : جولات في كتاب تنوير المومنات



hassan_1677
29-08-2007, 23:42
السلام عليكم ورحمة الله
في البداية اود افتتاح هذه الجولة بمقدمة الكتاب سماها المرشد سيدي عبد السلام ياسين بخطبة الكتاب، نقرا جميعا هذه الخطبة وبعد دلك نتدارسها ونستخلص منها فوائد كثيرة بإذن الله. هذا نص خطبة الكتاب.

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه

الحمد لله نور السماوات والأرض لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، خلقنا سبحانه من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء زيادة في الخلق ومددا.

أشهد أنه الله لا إله إلا هو الملك الوهاب، ذو الطول شديد العقاب، أنذر الخلق وبشر وأهاب، حيث قال في محكم الكتاب: ]من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب[.(سورة غافر: الآية: 40)

أحمده حمد عبد بادي العجز والكلال، وأسترحمه واقفا بباب الكرم والنوال، وألجأ إليه مستشفعا بحبيبه محمد سيد ولد آدم في يوم لا بيعٌ فيه ولا خِلال، وأستغفره من رديء الخلق وسيئ الأعمال، وأعبده حزينا على تقصيري والإهمال، وأستعينه ليهدينا صراط الذين أنعم عليهم من المقربين أهل الكمال.

وأصلي وأسلم على نبي الرحمة، الذي جاءنا ببلاغ: ]ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة[.(سورة الروم: الآية: 20)

صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه من الأنصار والمهاجرين، وإخوانه من الأولين والآخِرين، وسلم تسليما.

أما بعد فأقدم كتابي هذا بضاعة مُزجاه، للصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، ثم لكل منيب أواه، ولِلاهية في عبث زينة الدنيا ولاه. عسى يعود ربنا الحليم الكريم علينا بتوبة، ويمن علينا بيقظة وأوبة، ويكشف عنا غُمة الغفلات والحوبة.

إنه سبحانه القدوس السلام. فاتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام.

رجائي فيه سبحانه أن يجعل مكتوبي هذا جِلاءَ غَمام، وتنويرا لعقبات الاقتحام، ودَليلا لمن يطمح إلى ذِرْوة السنام، لا ترضى همته أن ترتع مع السائمة في سفوح الانهزام والاستسلام.

أستعين بالله وأستخيره وأستقدره في بسط قضية المرأة في محنتها، وفتنة أمتها.

طموح هذا الكتاب يمتد إلى واسع الحاضر وفسيح المستقبل معا، مراقبة واستكشافا وتطلعا. لكنه يحرص منذ البداية على جلب الأنظار، وتوجيه الأفكار، وجمع همم البصائر والأبصار، على قضية القضايا، المنسية المكبوتة في الزوايا. ألا وهي قضية مصير العبد إلى ربه.

لا يحب هذا الكتاب ولا يريد أن يصنف في خزانة التوعيات: مجرد توعية بقضية المرأة المسلمة إلى جانب التوعية السياسية، والأخرى الثقافية، والثالثة الفنية الجمالية. وما شئت من حمولات تُفرَغ في أوعية الأدمغة وبواطن النفوس، تتفاعل أو لا تتفاعل، تتوالد ويتغذى بعضها ببعض، والوِعاء زاخر عجاح بهوامّ الأفكار ومَحْشَر الهوس. أفْرَغَت التوعيات الكونية الدماغ المثقف بثقافة العصر، والنفس المائجة مع حركات الدنيا، من هم الآخرة وهم المصير. وأخرست الصوت الفطري السائل عن معنى وجودي وحقيقة حضوري وغاية مروري من هذه الحياة العجيبة الغريبة. لا أعجب من هذه الحياة إلا لغز وجودي، ولا أعجب من الأعجب إلا رُضوخي القطيعيُّ حين سِرْتُ في الدرب الهائم مع ماشية الزاعمين أن الكل عبث في عبث.

سعادة هذا الكتاب أن يوقظ الواسن ويحرك الساكن لتمسك المومنة القارئة، والمومن الباحث، بتلابيب نفسه وهواه، ويحمل فكره على المكروه الذي تهرب منه النفس الراكدة في خبثها. ألا وهو مواجهة الذات بالسؤال المليح الصريح: أي إيمان هو إيماني؟ وما قضيتي مع ربي؟ ضاعت ونُسيت في ضجيج الحركية فهل إلى تلافي الأمر من سبيل؟ أم إن المنطلق الأول كان خطأ حين اندفعت في حماس أزعم أني مهاجر إلى الله ناصر لدين الله مجاهد في سبيل الله بينما قلبي هواء وخواء؟

سعادة هذا الكتاب وطموحه ورجاؤه من المولى الكريم الهادي أن تلتقي صراحته بقلق المومنة والمومن، وتطلع المرتقبة والمرتقب، وشك الغافلة والغافل، فتنقدحَ في قرارة نفسي أنا أمة الله، وأنا عبد الله، وأنا الجاهل بما أنا، ومضة اليقظة، وشعلة الحسرة، وحرقة الشوق. وتسكنَ في سويداء قلبي هموم مصيري الأخروي، ولواعج الأسف على غفلتي، والسؤال الدائم المزعج المنجي: ما ثقتي بربي، ما صدقي معه، ما صدقي في طلب رضاه، أين أنا من الصادقين الذين يعبدونه رَغَبا ورَهَباً، ما حظي من يقين الصادقين، ما رضاي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، ما مسارعتي بين المسارعين إلى نيل الدرجات في الجنة عنده؟

متى انجمع همي وتوحد، ومتى أصبحت قضيتي مع ربي أم القضايا، عندئذ تأتي القضايا الأخرى في مرتبتها حيث تخدم الوسائلُ الغاية، وحيث يلتحق الفرع بالأصل، وحيث لا تغطي الشروط على المشروط.

طموح هذا الكتاب أن تهُبَّ على مناجاته ومناشدته إرادات نعست على فراش خمولها واستقالتها، وأخرى تتمطى على إيقاع حركةٍ مصارِعة لأبناء الدنيا على الدنيا، أو لطواغيت الحكم على الحقوق، أو للنظير والجار على الزعامة والشفوف.

وسعادته أن تُعقب الهَبَّةَ القلبيَّة واليقظَة الإحسانيّةَ محاسبةٌ ومراجعة ومتابعة.

ما حياتي لو صارحت نفسي وكنت الشجاع الآمر لا عبد الهوى إلا لقطات وهزات ونزوات وفرص تضيع وقفزات. بيت غفلتي لو صارحت نفسي وأمسكت بخناقها قلعة أحصنها بخسيس الركام، وبإرضاء أنانية عاتية وسط الزحام.

كمالكِ كمالُكِ يا امرأة! كمالك كمالك يا رجل! وما الكمال؟ وما الوسيلة؟ وما المعنى؟ ومن قال؟ وما قيل؟ وما فعل هؤلاء وأولئك؟ وما أفتى المترخص؟ وما بدَّع المُتشدد؟

هل من رحلة إلى السعادة الكبرى لا يكون في طريقها عقبات ولا امتحان، ولا إرادة ولا اقتحام!

نَم هادئا.

رجاء العبد الكاتب أن يجمع الله بقراءة الكتاب شمل من شاء من إمائه وعباده على نفحات الرحمة تقوده في سلاسل الحاجة إلى الله أو في رفارف العناية السابقة من الله إلى طريق كماله.

تذهب مع رياح الهوى وعاصفات التجاذُب والتعصب نفحات الرحمة وخواطر الهداية التي تخطب وُدَّك. وتشتبك أشواك الشك والتشكيك في ثوب إرادتك الفطرية. وتعترضك عقبات من صنع نفسك وصنع عدوك. وإذا أنت معوق مريض مختلط هائم على وجه الزمن.

نم هادئا! أو اصحب صفحات هذا الكتاب بصبر. واقرأ مقصده من عنوانه. فالنية -صححها الله- أن يتنور عقل المومنات والمومنين بعلم تزكية النفوس، مقترنا مسايرا قائدا لحركة إنصاف المرأة في قضاياها. ولتنسلك الحركة على ضوء علم التزكية في نظام عمل التزكية. تزكية نفسي وتطهير قلبي الذي به ألقى الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

عِقد إيمانكِ أيتها المومنة الحرة من الشرك الجلي والخفي ينْتثر، وجذوة إيمانك تخبو وتندثر، إن لم تنتظم خطرات نفسك وخلجات قلبك، وعبادة جوارحك في سلك نوراني يُنير الحَلَك، ويرفعك من مهاوي الدوابية إلى طهر الملك. ما إيمانكِ إلا شتات لا ينجمع، في صراع مع الهوى والشيطان، تارة يلين لهما وتارة يمتنع. حتى إذا عقدت مع الله عز وجل عقدا أن تكوني له الأمة المطيعة، ولرضاه الطالبة الأبدية، وشمرتِ أذيال إرادتك، وكففت نوازع الروغات بصدق لا يرتاب ولا يرتد، ووجهت وجهك لله، وفرضت على نفسك ما تكرهه من استقامة مستديمة على ما شرع ربك وفرض، وسن رسوله صلى الله عليه وسلم وعرض. عندئذ تعرفين في طريق آخرتك نافِعتَك من ضارّتك.

أم أن أمواج هذا الهم لا تلطم شواطئ قارتك!

إذاً فنامي هادئة!

وإلا فتعالي نتصفح بطائن قلوبنا وظواهر هذا العالم المَوَّار على صفحات كتاب "تنوير المومنات"، لنعلم أي جهاد يُقبل منا، ومن أين يبدأ الجهاد وكيف.

اللهم أنت الخليفة في الأهل والصاحب في السفر. فاجعل سفرنا سفر هداة مهديين. واهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعَمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين. آمين.

hassan_1677
31-08-2007, 13:28
اللهم أنت الخليفة في الأهل والصاحب في السفر. فاجعل سفرنا سفر هداة مهديين. واهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعَمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين. آمين.

hasnaa
01-10-2007, 17:36
اقتحام العقبة

إنما يتقبل الله من المتقين(سورة المائدة، الآية: 29)

هكذا أجاب ابن آدم المحسود أخاه الذي هدده بالقتل غيرة وحسدا لما تقبل الله قربانه ولم يتقبل من أخيه، كما قص الله تعالى علينا قصتهما في سورة المائدة.

ثم قتل أخاه فكان من الخاسرين. خسِر نَفسه كما خسرها أصحاب النار الذين قال الله تعالى فيهم: )قد خسروا أنفسَهُم(.(سورة الأعراف، الآية: 52)

تطغى على أبناء الدنيا وبناتها أنفسهم، يتحكم فيهم الهوى ويمسك بزمام إرادتهم ليقودهم إلى الهلكة الأبدية والخسران المبين. نفسهم أهلكتهم، هواهم/أسقطهم في مهواة. خسروا أنفسهم لما آثروا النزوات واستجابوا للغرائز السافلة الدنيا معرضين عن النداء الأعلى إلى الله و إلى الأخرى.

قال الله تعالى: )فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى(.(سورة النازعات، الآيات: 37-40)

الصنف المفلح الرابح هم الذين ينهون النفس عن الهوى، تقودهم إرادتهم الصامدة في وجه الهوى، يزَعُهم الخوف من مقام ربهم. ولهم الجنة في الآخرة. ولهم بها الوعد والبشرى. وهم المتقون الذين يتقبل الله عملهم. يُقَدِّمهم على غيرهم صالح الإيمان وصالح العمل وثابت العزم لا النزعات الساقطة الخسيسة.

وعد الله المتقين الحسنى وعده الحق سبحانه : )أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها. حسُنت مستقرا ومقاما(.(سورة الفرقان، الآيتان: 75-76) الغرفة الجنة، أعالي الجنة، أعلى مقام في الجنة. من أحلى ما فيها التحية والسلام من ملائكة الله الذين يدخلون عليهم من كل باب. أعلى ما فيها من نعيم النظر إلى وجه الله الملك الوهاب.

لا مكان في تلك المقامات لإماء الهوى وعبيد النفس الهابطة. إنما المستقر والمُقام لعباد الرحمان، وهم المتقون.

صفتهم البارزة التي نالوا بها الجزاء السني والمقام العلي هي الصبر كما قرأنا في الآية الكريمة: )يجزون الغرفة بما صبروا((سورة الفرقان: الآية: 75) وتحية الملائكة لهم كما جاء في آية أخرى: )سلام عليكم بما صبرتم(.(سورة الرعد، الآية: 25)

هذا الصبر الذي هو أبو الفضائل وأمها ما هو؟ قال أئمة اللغة: "الصبر الإمساك. والصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع أو عما يقتضيان حبسها عنه".

الصبر صبران إذاً: صبر على وصبر عَن. "صبر عن" هو الإمساك عن ما يقتضي العقل والشرع الإمساك عنه. و"صبر على" هو حمل النفس وإرغامها وإن كرهت على أفعال وأخلاق وعبادات وأقوال يأمر بها العقل والشرع.

نهي النفس عن الهوى يشبه زجر الدابة ومنعها من علفها. وذاك هو الأصل اللغوي لفعل "صبر". قالت العرب: صبرت ُالدابة أي حبستها عن العلف.

هكذا نرى أن معالجة النفس وزجرها عن اتباع الهوى وعن زلقات الغريزة وخُطْوات الشيطان وحملها على الطاعات لله عبودية له وخوفا منه وتصديقا بوعده هي الخصلة التي تدور عليها سعادة المرء وشقاؤه، خسرانه أو فوزه.

جاء وعد الله عز وجل للمتقين الذين صبروا بالغرفة والتحية والسلام في أواخر سورة الفرقان، بعد سرد صفات عباد الرحمان )والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما(.(سورة الفرقان، الآية: 74)

انظري يا أخت الإيمان في مصحفك من الآية 63 من سورة الفرقان، وادرسي وابحثي في التفاسير وناقشي مع المومنات صفات عباد الرحمان، وتعلَّمي أن كتاب الله تعالى جاءنا بلسان عربي مبين، والعرب تخبر بصيغة المذكر عن الجمع من نساء ورجال. تغليب لغوي فقط. وعباد الرحمان هم النساء و الرجال الذين اكتملت فيهم الصفات الخلقية الصبرية الواردة في الآيات الكريمة. تحكّم الرجل والمرأة في الهوى هو المعيار لا الجنس.

والسعادة الأخروية لا يحتكرها من يدعيها من المترهبين. هاهم أولاء عباد الرحمان مستقرين أزواجا في أسرتهم مع ذرياتهم. من فضائلهم الحميدة وأخلاقهم المجيدة وعباداتهم الرشيدة أنهم يدعون ربهم هنا في الدنيا )يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما(.(سورة الفرقان، الآية: 74) يقوله الزوج الرجل وتقولها الزوج المرأة. والذرية الصالحة والوُد بين الزوجين سعادة تبدأ من هنا في الدنيا قرةَ عين. قرة العين غاية السرور. والذي يفرح له المومن وتفرح المومنة فوق كل شيء الاطمئنان إلى أنهما وذريتهما سائران في طريق السعادة الأخروية.

كيف اكتساب الفضائل الإرادية القوية الممانعة للهوى المتحكمة في النفس وفي وجهة السير. بعبارة أخرى كيف السبيل إلى السعادة؟ وهل الصبر يُسعد خارج الإيمان؟ هل هو فضيلة بشرية في الفِطر كلها أو هو والإيمان كسب وتربية؟ كيف يتجدد الإيمان وكيف يبلى، كيف يزيد وينقص؟ كيف تتدرب الإرادة وتقوى؟ كيف تنهى النفس وتصرف عن الهوى؟

أسئلة جوهرية يأتي البحث فيها إن شاء الله.

ونتأمل هنا طريق السعادة التي يسلكها المتقون عباد الرحمان. إنها طريق شاقة. إنها عقبة. إنها امتحان وابتلاء. إنها بكل المعنى الثقيل ثقلا بليغا لكلمة "صبر". إنها مسؤولية. إنها قوة. إنها إرادة. إنها اقتحام. و كلمة اقتحام تحمل معاني جِساماً. قال أهل اللغة رحمهم الله: "الاقتحام توسُّط شدة مخيفة".

في سورة البلد دعوة ملحة من الله عز وجل للإنسان ليقتحم العقبة. دعوة للإنسان ذكرا وأنثى. وقد تحدثنا في غير هذا المكان عن فهمنا للعقبة واقتحامها. فنعود إلى الدلالة اللغوية لكلمتي "صبر" و"اقتحام"، و لمقتضيات الصبر والاقتحام في عالم يفور ويثور ويمور. والأخت الصالحة مدعوة لكسب الفضائل ومقاومة الرذائل وامتلاك القوة الإيمانية الإرادية لتَرقَى صعُدا في معارج الكمال الروحي والكمال العلمي والكمال الخلقي والكمال الجهادي.

قدمنا في هذه الفقرة الأولى من الفصل الأول الحديث عن القوة الذاتية للمومنة والمومن لأن القوة الذاتية في خوض معركة الإسلام ضد الجاهلية هي العامل الحاسم. لأنها الشرط في تنزل نصر الله. أقصد بالقوة الذاتية قوة الإيمان الفاعلة المعزَّزَة بأخلاق الإيمان وإرادة الإيمان المتوجهة الوجهة المرضية عند الله، الواعية بصعوبة الطريق السعادي ووعورتها وعقباتها، السخية بالمال والنفس تبذلهما ثمنا بخسا لجزاء الغرفة والتحية والسلام والنظر إلى وجه الله الكريم.

وفي عشرات الصفحات التالية. إن شاء الله مجال فسيح لننظر في حاضر الإسلام والمسلمين، وحاضر العالم، وعقبات الواقع، ومغريات الهوى، ومسالك خطوات الشيطان، ومشاكل السياسة، وعويصات الاقتصاد، وتردي وضعية المرأة والرجل، وواجبات النهوض بالمسلمين، وملامح مستقبل تنذر بوادره بمعارك ضارية لابد للمسلمين والمسلمات من خوضها.

نقع في أُحموقة من الجهل بديننا إن نحن وقعنا في بسط مشاكل العالم حاضره ومتوقَّع مستقبله ساكتين عن الجوهر. والجوهر الجوهري هو معرفة إلى أين يسير هذا الذي ينطق بالإسلام، وهذه التي تهتف بحياة الإسلام، وهؤلاء الذين يرفعون الشعارات الإسلامية، ويعنفون أو يتسيسون، ويساومون أو يستعصون، ويقاومون الطاغوت الحاكم في بلاد المسلمين ويصانعون.

تلك وذاك وهؤلاء ما يحركهم؟ ما منتهى علمهم بالله؟ ما حقيقة إيمانهم؟ وما التربية التي تلقوها وأداروها فيما بينهم؟

أحموقة في الدين، وجهل بمعنى الجهاد، وتخل عن السلاح، وخوض في الباطل إن نحن قاومنا الطاغوت الخارجي و فينا، في نفوسنا، طاغوت الهوى يصول ويجول، لا ندري كيف نعالج سطوته، بل لا نعي أيَّ شيء يستبد بنا: أهو الغضب لله والاستجابة لنداء الله، أم هي غريزة الدفاع والمقاومة والتكتل ضد الظلم التي يستوي فيها الناس على صعيد الوطنية والإديولوجية والقومية؟

يهدد وِجهتنا وخلوص إرادتنا التسطح المُعدي مع النظراء والخصماء والأمثال والأضداد. في ميدان الاجتماعيات تتربص بالمومنات والمومنين دواعي القعود. في ميدان المواجهة تتربص بهما منازعة الأعداء والخصوم: تقرع ويقرع، يفعل وترد الفعل. فلا تشعر يوما إلا وقد طرحت فكرك وحدت عن وجهتك وتبنيت أسلوب الآخر واصطبغت بصبغته ولبست لبوسه.

قوم يريدون تغيير حال المسلمين بحمية. نساء فُجعن بفظاعات البوسنة والهرسك. طالبة تحجبت حماسا. أخرى تأثرت بموعظة. واحدة مات قريبها فانزجرت أياما وتخشعت.

مساكين هم، مسكينة هي: زارهم وزارهن طيف توبة لم تتحقق. واحدة ما فتحت المصحف، أخرى سمعت آيات الله تعالى تتلى فما وجِل قلبها ولا ازداد إيمانها. والكل يجري في تباشير الفجر الإسلامي على الأصوات العديدة للصحوة الإسلامية المباركة.

إلى أين و كيف؟ ما إرادتك وما قدرتك على الاقتحام؟ هذا أولا. والحمد لله الأول والآخر.

hassan_1677
13-10-2007, 23:54
شكرا اختي الكريمة على مشاركتك معنا في هذه الجولة الممتعة بإذن الله بين صفحات كتاب تنوير المومنات.
واتمنى من الله تعالى ان يلتحق الاخوة والاخوات في هاته الرحلة الايمانية.

hassan_1677
09-02-2010, 23:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ونعود بحمد الله الى سفينة تنوير المومنات لنستكمل جولتنا بعد غياب طويل .
نقف بإذن الله على اهم الافكار والقضايا التي يطرحها كتاب تنوير المومنات .
نتبادل الاراء والافكار .
لنشارك جميعا في رحلتنا الممتعة باذن الله
على بركة الله

محبة العدل والإحسان
14-12-2011, 09:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400099.gif
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/31924/400065.gif