مشاهدة النسخة كاملة : العلاقات الخاطئة في حياة ملتزمين



amal
12-04-2005, 12:15
للمجتمع الجديد أصداؤه، ولا نغالي إذا قلنا إن المجتمع بصورته المعاصرة التي نحياها - مجتمع جديد سريع التغير، تتلاحق فيه الأحداث وتتنوع بسرعة رهيبة.. مجتمع ضاقت فيه مساحة الخصوصية حتى كادت تختفي فيه الحدود؛ فتداخلت الأمور واهتزت كثير من القيم.

إن المجتمع العالمي يعيش اليوم حالة إعصار مادي جارف يجتاح كل شيء، فعلى الرغم من تحقق الإشباع المادي، فإن جوعة القلب والروح زادت واشتدت وطأتها، واهتزت القيم النبيلة، فتباعدت المسافات بين القلوب، وأصبح لكل قيمة خلقية ثمن، وكل هذا ترك أصداءه على إنسان العصر.

وعلى الرغم من أن الملتزمين يحاولون الثبات والصمود والتمسك بالقيم الأصيلة، والمحافظة على الثوابت الدينية، فإنهم لم يسلموا من الإعصار المادي الذي يعولم كل شيء ويكتسح في طريقه كل شيء، حتى المشاعر فأصابهم منه شظايا.

ولعلّ أقوى أسباب التغير والتحول الذي أصاب المجتمع الإنساني في عصرنا هذا – مستحدثات التكنولوجيا، وبخاصة وسائل الاتصالات المختلفة من المحمول والكمبيوتر والفضائيات وشبكات المعلومات... إلخ، ذلك النسيج العنكبوتي الذي أحال العالم إلى قرية صغيرة، واختزل المسافات، وأوجد بعدًا جديدًا لتلاقي المشاعر والأفكار.. وما أدراك ما رسائل المحمول والحوارات المفتوحة في "غرف الدردشة"!.‍‍‍‍

الغواية القديمة

في الماضي كانت وسائل الغواية والانحراف بسيطة ومباشرة وبطيئة، وكانت خطوات إبليس في إغواء بني آدم بطيئة تأتي على مراحل وتأخذ في استدراج الإنسان إلى شراك الغواية خطوة خطوة، كما تروي لنا كتب التفسير والحديث في سبب نزول قوله تعالى:

"كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (الحشر: 16).

وتقول الروايات: إن رجلين خرجا للجهاد وكانت لهما أخت ليس له من يرعاها سواهما، فلم يجدا من يُؤمَن على أختهما سوى راهب يتعبد في صومعته، فتركا أختهما عنده.. وكان الراهب يضع لها الطعام بجوار الباب ثم يعود إلى صومعته، فأتاه الشيطان ووسوس له أن صنيعه هذا من فعل المتكبرين، فلماذا لا يقدم إليها الطعام بنفسه؟!

وفعل الراهب، ثم أتاه إبليس فوسوس إليه أن يعلِّم هذه المرأة قواعد الدين، وهذا أمر لا غبار عليه.. واستطاع إبليس بهذه الحيلة أن يستدرجه إلى طول المجالسة والخلوة، وما يتبع ذلك من نظرات وهمسات، تطورت بعد ذلك إلى الوقوع في الفاحشة، وحملت المرأة منه، فلمَّا جاءها المخاض أمر إبليس الراهب أن يقتل الطفل كي يستر فضيحته عن الناس، ففعل!.

ولما عاد الأخوان ذهب الشيطان إلى أحدهما في المنام وأخبره بشأن أخته مع الراهب، ودلَّه على مكان دفن الطفل.. ثم ذهب الرجلان إلى القاضي ليحكم في قضية أختهما مع ذلك الراهب الفاسق.. ولم يترك إبليس الفرصة تفر من يده، فها هي الضحية بين أصابعه يعبث بها كيف يشاء، ذهب إبليس إلى الراهب وأوهمه أن بإمكانه أن يخلصه من محنته في مقابل أن يسجد له سجدة واحدة.. ومرة أخرى قَبِلَ الراهب إغواء إبليس ودعوته للكفر، فسجد للشيطان، وعندها قال له الشيطان: "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"!

هكذا كانت طرق الغواية بسيطة لا تعقيد فيها، ومرحلية تتدرج خطوة فخطوة حتى يتحقق لإبليس غرضه الأكبر، وهو دعوة الإنسان إلى الكفر والعياذ بالله.

وسائل عصرية

ومع التقنيات الحديثة نجد أن الأمر اختلف، حيث اختصرت المسافات أمام إبليس ومهدت له سبل الغواية، ويسرت له مهمته كي يؤديها في أسرع وقت وعلى أكفأ درجة في الأداء!، فإبليس -في إطار تقنيات العصر- يستطيع أن يستدرج ضحاياه إلى السقوط في حبائله بطرقٍ متعددة ومعقدة وغير مباشرة وبسرعة خاطفة، وهو ما نراه واضحًا في كثير من الحالات بين شبابنا وفتياتنا التي تبدأ بأمور عادية ليس فيها شائنة ثم تنتهي بالوقوع في الفخ الشيطاني، فهذا شاب ملتزم بدينه مطيع لربه، توقظه صديقته لصلاة الفجر، برسالة أو رنة من المحمول، ويتعاهدان على ذكر الله وإقام الصلاة! وتبدو هذه خطوة نحو تعميق الإيمان بالله والإخلاص في عبادته.. وشيئًا فشيئًا تضيق مساحة الذكر والطاعة، وتنمو مساحة الخصوصية في العلاقة، وتزداد خطوات إبليس في غوايتهما، وتنتهي المسألة بقصة غرام وعلاقة غير شرعية، ولا يبقى أمام الشابين سوى أحد طريقين:

الأول: السقوط في فاحشة الزنى.

الثاني: أن يلبِّس الشيطان عليهما الأمر، وتنتهي المسألة بزواج عرفي ووثيقة سرية ليس فيها ركن من أركان عقد النكاح الشرعي.

فهذه صورة يعتقد فيها الطرفان أنهما يصنعان ما يشبه عملية غسيل الأموال، فهما يحاولان تبرير علاقتهما غير الشرعية بغطاء وهمي، مع أن الأصل باطل، وما بُنِي على باطل فهو باطل.

استيقاظ الضمير

وكثير من شبابنا قد تصحو ضمائرهم وتفيق من الغواية، فيشعر كلٌّ من الطرفين بالندم والرغبة في الرجوع إلى الله، ولكن قد يأتي الأمر بعد فوات الأوان، حيث يكونان قد أدمنا الأمر فلا يستطيعان الإقلاع عنه، وكلما حاول أحدهما أن ينهض من كبوته، راح إبليس يستدرجه لإسقاطه في شركه.

أيضًا مع كساد سوق الزواج رأينا سعيًا من حواء وراء آدم تلاحقه باقتحام خصوصياته وتقديم خدمات خاصة، أملاً في لفت انتباهه ليتزوجها، وربما انتهت المسألة بعلاقة غير مشروعة يغلق معها باب الزواج حتى إشعار آخر.

كل هذه الصور من اختلال العلاقات والقيم تدعونا إلى التساؤل: أين الخلل؟!، ويدفعنا إلى طرح العديد من الاستفسارات:

- هل الآداب الإسلامية في العلاقة بين الجنسين أصبحت غير واضحة للشباب في إطار التقنية الحديثة؟!

- أهو نقص في الوعي بالقيم الدينية التي تحمي الإنسان من السقوط في مهاوي الرذيلة وحبائل الغواية؟

- أم هو الفراغ؟

- أم هو عسر الحال وضيق ذات اليد؟!

- أم أن الخلل كامن في صميم هذه الحضارة الماديَّة التي لا يهمها سوى إشباع النزوات والشهوات دون أن تلقي بالاً لحاجات الإنسان الروحية؟!

والإجابة عن كل هذه التساؤلات تكمن في كلمة واحدة: الله، كما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:

"قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ" (الأنعام: 91).

فلننتبه إلى خطورة الأمر؛ لأنه يتعلق بمصير الإنسان، ولتسأل نفسك أيها الشاب ولتسأل كل فتاة نفسها قبل أن يسقطا في حبائل الغواية والانحراف عن طريق العلاقة المشتركة مجموعة من الأسئلة أهمها:

- ما موضوع الحوار بينكما؟ هل هو نقاش علمي، أم هو نقاش حول قضية اجتماعية؟

- وما حظ العقل فيه؟! وما حجم العواطف والمشاعر فيه؟!

- هل هناك فارق بين الكلام وجهًا لوجه، والكلام عبر الهاتف أو النت؟!

- هل اختفت حدود الوقت المناسب هنا وأصبحت بلا حدود في الليل والنهار؟!

- هل هو مفتوح أم محدود كما أن الزيارات لها مواعيد، أم أن لها مواعيد مثل اللقاءات الجسدية؟

- هل استكملت عُدَّتك لتحقيق حياة مستقرة لا يشوبها قلق ولا إحساس بالإثم، كي لا تنقلب اللذة العاجلة إلى عذاب في الدنيا والآخرة؟!

- هل تشغل وقتك وتملأ حياتك بأعمال نافعة لك ولغيرك؟ لأن من لم يشغله عملُه شغله الشيطان!.

- هل تدرك الفجوة القائمة بين القديم والجديد؟ وهل تحاول تحقيق معادلة التوفيق بين مطالب الدين والدنيا؛ فلا تفقد آخرتك ودنياك، ولا تحرم رضا الله -عز وجل- وتوفيقه؟

نصيحة واجبة

فعلى كل فتاة وشاب أن يسأل نفسه هذه الأسئلة، وأقول لكل واحد منهما:

لا تخدع نفسك، ولا تدع لشياطين الغواية عليك سبيلاً، وتأكد أن الشيطان يجرك إلى الغواية خطوة خطوة، فانتبه واحذر فإن الشيطان يأتي الملتزم من باب الطاعة، والإنسان ضعيف حين يترك لهواه وشهواته ونزواته وشيطانه، قال الله عز وجل: "وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً" (النساء: 28). ولا حول ولا قوة إلا بالله، فبحول الله وقوته يعود الضعف قوة، وينقلب العجز عزيمة وإرادة إذا ما تحلى الإنسان بالإيمان واستجاب لهدى ربه وتأتت له الأوصاف الإيمانية، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (الأنفال: 24).

ويجب أن تعلم كل فتاة، ويعلم كل شاب أن التقنيات الحديثة سلاح ذو حدين، يمكن استعمالها في الخير، كما يمكن أن تكون وسائل للشر وحبائل للشيطان.

والله تعالى أرشدنا إلى الخير، قال عز من قائل:

"وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة: 148).

فليتخير كل إنسان لنفسه ما يحب أن يراه الله تعالى عليه، وآخر قولي: "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (البقرة: 281).
:)

anass
12-04-2005, 12:24
جزاك اله خيرا أختي الكريمة

abolamin
12-04-2005, 13:36
جزاك الله خيرا
وجعل مشاركتك في ميزان حسناتك

بنت الشام
12-01-2006, 07:40
اختي الكريمه

موضوعك يعالج قضيه حساسه ومهمه في حياه شبابنا وفتياتنا

حيث اصبحت وسائل التكنولوجيا الحديثه وسيله سهله ومرنه في تحميل المعاصي والذنوب دون ادراك او المام بالواقع الاليم الذي يحيط بنا ودون اي مراعاه للاحكام والتعاليم الدينيه

نسأل الله ان يحفظ شباب وبنات الامه من كل سوء ومن كيد الاعداء والمتربصين

بارك الله فيكي وسلمتي لنا

amoula
29-01-2006, 17:17
جزاك الله خيرا
وجعل مشاركتك في ميزان حسناتك

المختار
29-01-2006, 21:29
بوركت يمينك اختي الفاضلة


موضوع قيم جزاك اله خيرا


ووفقنا لما يحبه ويرضاه

faou_ihssan
29-01-2006, 23:39
رساله الى من يهمه الامر
الى كل شاب وفتاة تحب الله ورسوله ... الى كل من عاهد الله ان يسير على خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

الى كل قلب مملؤ بحب رسول الله والشوق اليه ... الى كل من يغار على دينه ومقدساته .

ابعث برسالتى هذه......فمنذ فترة قصيرة حوالى 3 اشهر نشرت جريدة دانمركية ذائعة الصيت وذات مصداقية كبيرة لدى الشعب الدانمركى

نشرت هذه الصحيفه مسابقة لرسم احسن كاريكتير للرسول محمد عليه الصلاة والسلام و بالفعل ارسل القراء اكثر من 100 صورة تم نشر حوالى 12كاريكتير منها تصور رسول الله وهو يلبس عمامه مليئة بالقنابل والصواريخ وتصوره وهو يصلى فى اوضاع مهينه للغايه ولقد تم نشر هذه الصور علنا وعلى مدار عدة اسابيع وبمعرفة وموافقة بل وتاييد من الحكومه وتفاعل الراى العام الدانمركى معها ولقد حاولت الجاليةالاسلامية هناك الدفاع عن الاسلام ومقدساته وذلك بوقف نشر هذه الصور رفض رئيس التجرير مجرد مقابلتهم وتضامنت كل الهيئات الحكومية مع الجريده ورفضت كل محاولات الجاليه الاسلاميه ......فقاموا بعمل بعثه اسلاميه لعمل جوله فى العالم العربى للتضامن معهم عن طريق فرض حصاراقتصادى بمقاطعة كل المنتجات الدانمركيه ومنع استيرادها .....وكل مارجوه من كل من يقرا هذه الرساله ان يقاطع كل المنتجات الدانمركيه من البان مجففه نيدو, انكور وغيرهااو زبدة لورباك او اى جبن دانمركى او غيرها.

وارجو من كل تاجر ان يوقف استيراد هذه البضائع ارجوكم يا جماعه فالامر جدا خطير فلقد تجاوزت هذه الدوله كل الحدود ولا تنسوا انكم سوف تلقون رسول الله يوم القيامة على نهر الكوثر فماذا ستقولون له وقد علمتم
ماعلمتم ؟ ارجوكم ياشباب لاتجعلوا الامر يمر عليكم مرور الكرام وتخيلوا لو ان احدهم سب امك اواختك فماذا سيكون رد فعلك؟ وهل اهلك وذويك احب اليك من رسول الله ؟

طب اعمل ايه؟؟؟..... ارسل هذه الرساله الى كل من تعرف ... او ارسلها على هيئة رسائل قصيرة ...بلغ اصحابك جيرانك اطبع ورق ووزعه ا افعل كل ماهو ممكن ومتاح فكر ولن تعجزك الوسيله ولتكن قدوتك فى هذ الامر اصحاب رسول الله اللذين دافعوا عنه باموالهم ودمائهم وانفسهم واجعل شعار ك قول وقدوتك ابا طلحه حين قال وهو يدافع عن رسول الله يوم بدر "نحرى دون نحرك يارسول الله"
وصدق حسان ابن ثابت حين قال فان ابي ووالدتى وعرضى لعرض محمد منكم فداء .

ملحوظه: هذا الخبر موثوق منه وتمت مناقشته فى برنامج العاشرة مساء على قناة دريم2 يوم8\12\2005 وكذلك برنامج البيت بيتك وتم التاكد من صحة هذه المعلومات من قبل السفارة المصريه اللتى اتصلت بالسفارة الدانمركيه فاكدوا لها الخبر وتم نشر الصور الكاريكترية على التلفزيون المصرى

انشرها على كل من تعرف
منقول

سهيل
10-02-2006, 16:34
بارك الله فيكم

البشارة
12-02-2006, 17:16
jakaki allaho khayran okhti wa o7ayiki 3ala rayratiki rala 7abibina mohamedin amin wa lakin yajibo an narlama ana nousrata l7abibi lmoustafa la takono bil mou9atara bi 9adri ma hiya itiba3on li hadyihi a charif wa itibari sounatihi wa katrati assalati ralayhi salla allaho 3alayhi wa sallam ,kama yajiba an narlama ana laysa sababo alihanati howa mousaba9a fi rasmi les caricatures bal howa yahdifo assasan fi lisaati lrassoulina alkarim ;lida fala yajibo ralayna tardid ma taktouboho assahafa aw ma ycha3 bal yajibo an takouna la 9irarton siyasiya abrada min dalik ta9abala allaho minki wa jaralki dokhran li hada addin.amiiiiin.

safae
20-02-2006, 17:04
السلام عليكم
جزاك الله اختي على هذا الموضوع القيم

عابرة سبيل
18-12-2006, 12:43
جزاكم الله الف خير

abdelkader
05-03-2007, 00:00
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا

سمير
07-03-2007, 15:15
بارك الله فيكى اختى