مشاهدة النسخة كاملة : حتى نحقق مقولة >صوموا تصحوا: إرشادات غذائية لشهر رمضان



همي رضى ربي
11-09-2007, 10:38
يحمل شهر رمضان المبارك كل عام الكثير من البركات والخيرات، ويحار المسلمون من شرق الأرض الى غربها في التعبير عن فرحتهم بمقدم هذا الشهر الكريم، فيبدؤون بالإعداد له شهرا كاملاً كل حسب عاداته وتقاليده، ليبدو رمضان شهرا مميزا بين كل شهور السنة· ويتميز العرب بأنهم يولون الطعام جزءاً كبيراً من وقتهم في الظروف العادية من السنة، فما بالك برمضان·· شهر الاحتفال الكبير، الذي تنصب له الموائد مساء كل يوم· فكيف نحافظ على صحتنا في هذا الشهر، وكيف نتجنب الوقوع في فخ التخمة؟

الصيام·· صحة
ينقسم الناس إزاء الصوم الى نوعين، كما يشرح ذلك الدكتور حسان شمسي باشا، استشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، بقوله: >النوع الأول منهم لا يرى فيه إلا جوعاً لا تتحمله أعصاب معدته، وعطش لا تقوى عليه مجاري عروقه، ومنهم من يرى في رمضان موسما سنويا للموائد الزاخرة بألوان الطعام والشراب، وفرصة جميلة للسهر واللهو الممتد إلى بزوغ الفجر والنوم العميق في النهار حتى غروب الشمس، فإذا كان ذا معاملة ساءت معاملته، وإن كان موظفا ثقل عليه أداء واجبه >أماالنوع الثاني من الناس - برأي د· حسان< فهم من يرون في رمضان شهرا غير هذا كله·· يرون فيه دورة تدريبية لتجديد معان في نفوس الناس من الخلق النبيل، والإيثار الجميل، والصبر الكريم، حيث يحمل شهر الصيام الراحة الصحية لكثير من المرضى، وإن كان يتسبب بشكوى مرضية عند من لم يحسن الاستفادة منه<·
> الصوم وجهاز الهضم
يستفيد العديد من المصابين بالالتهابات الهضمية المزمنة في الصيام، إذ إن الطعام يزيد من الالتهابات في شتى الحالات، والصوم يحمل إلى هذه الشكوى راحة تمتد طيلة أيام الشهر، فتكون ذات أثر كبير في شفاء الالتهابات، كما أن التهاب الأمعاء المزمن والتهاب القولون المزمن يستفيدان من الصوم كثيرا، فإبعاد الغشاء المخاطي للأمعاء عن الطعام مدة طويلة يرمم الخلايا الملتهبة، ويقلل من إفرازاتها المرضية الكثيرة، ويخفف سوائلها المخاطية ويقدم معونة أساسية في شفاء هذه الإصابات المعوية المزمنة·
وإذا كان الصوم يفيد في حالات الالتهابات فإنه قد يزيد في آلام المصابين بالقرحة المعدية أو الاثني عشرية، إذ إن بقاء المعدة فارغة لدى المصاب بالقرحة لساعات طويلة، يجعل الإفراز المعدي الحامض يتراكم في جوف المعدة الفارغة، والإفراز الحامضي يحتاج الى معدل يبدد فعله وأذاه وقد اعتاد المريض أن يستخدم الأطعمة في فترات متعددة من اليوم لتعديل الحموضة الزائدة لمعدته·
وللأسف فإن جهاز الهضم عند كثير من الصائمين معرض لنوع من التعب الخاص، حيث يختص الطعام الشرقي بصعوبة الهضم، لثقله وكثرة الدسم فيه، وتعقد أصول طبخه، وتعدد أجزائه المخلوطة وثقل هذا الطعام يحمل الجهاز الهضمي عبئاً شديدا خلال فترة مديدة من السنة، حتى يأتي شهر رمضان فيقدم راحة ضرورية لجهاز متعب·
ولاشك أن الإكثار من خلط الطعام، وتعدد أنواعه المتنافرة من حامضة وحلوه، ومن الطعام الدسم والمقالي وأشباهها، ومن التوابل والبهارات ثم بما يتبع ذلك من الحلويات·· كل هذا يجعل المعدة في وضع صعب جدا لا تقوى عليه، فتجد نفسها تصرخ بالجشاء أو تطبل البطن بالغازات!
ولاشيء يمكن أن يرجع النشاط لجهاز هضمي متعب، ولأمعاء منهكة، وغدد مرهقة مثل الصوم الصحي، فالصوم يعتبربمثابة راحة استشفائية، والراحة لا تشفي من كسر في العظم، ولا تبرأ من جرح ما، ولكنها تهيئ جميع الظروف اللازمة للشفاء· والمعدة العليلة أو الضعيفة تستفيد من فترة الراحة التي يتيحها لها الصوم، فتحسن من مستوى وظيفتها، وترفع من نشاط الغدد في جدارها، وتعود بعد الصوم إلى العمل بحيوية أكثر·
وإن كان الجهاز الهضمي هو أول المتضررين من الإكثار من تناول الطعام في رمضان، فهو أول الطريق، حيث أن باقي أجهزة الجسم تابعة له ومهددة بذات الخطر، وتشرح الدكتورة هبة ياسين عبدالرازق، أخصائية التغذية، خطر الإفراط في تناول الطعام في رمضان بقولها: >يتحول كل ذلك الطعام العربي الدسم الى دهن، وزيادة وزن، وزيادة عبء على القلب، خاصةعند المريض أو من عنده استعداد للمرض، كما تتحول هذه الأطعمة إلى دهون تترسب في جدران الشرايين، وتتضاعف درجات الذبحة الصدرية، وتعجل بحدوث الجلطة، أما الأملاح فترفع ضغط الدم، وتساعد على هبوط قلب المريض، وتورم الرجلين، كما يؤدي إلى انتفاخ المعدة، وحدوث >تلبك< معدي ومعوي، وعسر في الهضم، يظهر على شكل انتفاخ وألم تحت الضلوع، وغازات في البطن، وتراخ في الحركة، هذا إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس، حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم، على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم، وأهمها المخ!<·

> ماذا نأكل في رمضان؟
كي نتعرف على الطريقة المثلى للاستفادة صحيا وطبيا من الصوم سألنا الدكتور سعيد شلبي استشاري الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة، عن برنامج غذائى صحي ليوم رمضاني، فقال: >نبدأ بالإفطار، حيث لابد من التلطف بالمعدة والتدرج معها في الطعام والشراب، لذا فإن أفضل ما يبدأ المرء الإفطار به هو التمر أو العصير الحلو أو قليل من الماء الذي يجب ألا يكون مثلجا، وقد يفضل كوب الشوربة الخفيفة الدافئة لتنشيط الخلايا ولتعويض سريع للماء المفقود، لذا نجد رسول الله [ يقول: >إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة فإن لم يجد تمراً فالماء، فإنه طهور<· وقد اختار رسول الله [ هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجميلة، وليس فقط لتوفرها في بيئته الصحراوية فالصائم يكون بحاجة إلى مصدر سكري سريع الهضم، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء· وأسرع المواد الغذائية امتصاصا المواد التي تحتوي على سكريات أحادية أو ثنائية ولن تجد أفضل مما جاءت به السنة المطهرة حينما يفتح الصائم طعامه بالرطب والماء، ويستحسن أن يؤدي الشخص الصائم صلاة المغرب ثم يتناول بعدها وجبة الإفطار فهذه الدقائق القليلة وسيلة للتنبية ولامتصاص الماء والسكريات<·
وهنا له أن ينتقي من الأغذية المذكورة تحت بند الغذاء ماشاء، على ألا يكون الطعام شديد التوابل أو كثير الدهون، كما ينبغي أن يشتمل الإفطار على جميع العناصر الغذائىة بأن يحتوي على الكربوهيدرات والدهون والبروتينات وكذلك الفيتامينات والأملاح المعدنية ويستحسن أن تكون اللحوم او الطيور أو الأسماك مشوية أو مسلوقة، فالتحمير يعقد الأمور أمام المعدة الخاوية، وكل هذا لتجنب المواد الدهنية الكثيرة التي تعوق الهضم، بالإضافة إلى ما تؤدي إليه من زيادة في الوزن وكذلك ما تسببه من تصلب الشرايين·
ويجب أن تحتوي وجبة الإفطار على طبق السلطة، وخاصة التبولة أو الفتوش، لأنها تحتوي على فيتامينات وأملاح معدنية، كما أنها مريحة للأمعاء، وتساعد في حالة الإمساك· ولا ينصح بالإكثار من المواد النشوية أو زيادة السمن في الأرز أو المعكرونة، حتى لا يزداد الوزن· وكوب الشاي بملعقة سكر يؤدي المطلوب في كثير من الأحيان، ويجب الا يغلي الشاي حتى لا يظهر حامض التانيك به الذي يؤدي إلى حدوث الإمساك، وكذلك فنجان من القهوة بدلا من الشاي إذا فضله الصائم على ذلك·
وعن شرب الماء يقول الدكتور سعيد شلبي: >لا تسمح لنفسك بالإكثار من شرب الماء عند تناول الطعام، بل عليك أن تتجنب ذلك ما أمكنك مكتفيا بكوب واحد، وبعد ساعتين أو ثلاث لك أن تشرب ما تشاء من الماء، كذلك تجنب الماء المثلج، ولكن يمكن شرب الماء نصف المثلج، فالماء الشديد البرودة يؤدي الى انقباض الشعيرات الدموية بالمعدة، ويؤدي أيضاً إلى ضعف الهضم<·

> وصايا ونصائح صحية
ينصح خبراء التغذية بمضغ الطعام في وجبتي الفطور والسحور مدة كافية، فهي الطريقة الوحيدة التي يتمكن من الاستمتاع الحقيقي بالأكل وتذوق لذته، عملا بالنصيحة المشهورة: >أمضغ اللقمة الواحدة ثلاثين مرة أفضل من أن تبتلع ثلاثين لقمة<، ويوصى خبراء التغذية بأن يكون الطعام غنيا بالأغذية بطيئة الهضم، وأن تتجنب الأغذية سريعة الاحتراق، والأغذية المفيدة التي تهضم ببطئ هي تلك التي تحتوي علي الحبوب مثل القمح والشوفان والفول والعدس والطحين الأسمر والأرز الأسمر، وهذه الأغذية يطلق عليها اسم >الكربوهيدرات المعقدة<، كذلك الأغذية الغنية بالألياف مثل الحبوب بقشورها، والبقول، والخضراوات، كالبازلاء والفول والفاصولياء والسبانخ، والفواكه مثل التين والمشمش والبطيخ والشمام وغيرها·
وينبغي الحرص على تناول غذاء متوازن يحتوي على الخضراوات واللحوم >خاصة الدجاج والسمك< أما الأغذية المقلية فهي غير صحية، وينبغي تجنبها ما أمكن، فقد تسبب عسر الهضم والحرقة وحموضة المعدة وازدياد الوزن· ويقدم خبراء التغذية بعض النصائح السريعة:
- تجنب الأطعمة المقلية والدهنية والأطعمة الحاوية على الكثير من السكر·
- احذر الإفراط في الطعام، وخاصة في وجبة الإفطار·
- لا تفرط في شرب القهوة والشاي في وقت السهرة، لأنهما يجعلانك تطرح كمية أكبر من البول مع الأملاح التي يحتاجها الجسم خلال وقت النهار·
- حاول التوقف عن التدخين، فإذا كنت لاتستطيع التوقف عن ذلك، فخفف مه تدريجيا·
- تناول الكربوهيدرات المعقدة التي ذكرناها سابقا·
- حافظ على تناول بضع تمرات·· ما لم تكن مصابا بالسكر - فالتمر مصدر عظيم للألياف والسكريات والبوتاسيوم والماغنيزيوم·
- اشرب عصائر الفواكه أو اللبن الرائب وخاصة عند السحور·

منقول من مجلة الوعي الاسلامي

abdelkader
11-09-2007, 11:06
جزاك الله كل خير أختي الفاضلة جعله الله تعالى في الميزان

المقبول إن شاء الله تعالى

مزيدا من التالق

خادمة الحبيب
12-09-2007, 19:00
جزاك الله كل خير أختي الفاضلة جعله الله تعالى في الميزان المقبول