مشاهدة النسخة كاملة : عن البيضاء ذودوا...



abdelkader
20-09-2007, 11:55
بسم الله الرحمان الرحيم

قصيدة جديدة للأستاذ منير الركراكي يثني فيها على العلماء، ويبين فضلهم، ويتوجه إليهم بالنصح للمزيد من الذود عن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

إلى علمــائنا كنز الأصــول *** إلى وراث هادينــا الرســول
إلى من خصــهم بالذكر مدحا *** يعز على المـنى بله الحصــول
ونـــالوا من وصــايته ثناء *** وحازوا الفضل جيـلا بعد جيـل
إليكم سادتي أهدي قصيـــدي *** وأرجو أن أجــازى عن مقولي
بما يجزي الكريم وما يُــوَفِّي *** وهل لقِرى المهيـمن من مثيــل
وحـظي من علوم الدين صـفر *** ومن آدابــه شمس الأصيــل
وعذري أن بذل النصـح فرض *** على أهــل الدراية والجهــول
وذا عمر المُحَدَّثُ قــال يوما *** لمن نصحــت وجاءت بالدليــل
صدقت ولم يجــادل أو يمانع *** وذي شيم الأفــاضل والعــدول
ألا إن الهــدى قــول وفعل *** وحال من ذوي الخُلْــق الجليـل
تواضعهم وحكمتهـم بيــان *** إذا قبــِلوا النصيحة من عَـذُول1
فكيف إذا أتتهــم مـن حبيب *** يريـد لهم مجــاراة الفحــول
وأن النصح عمدتـه التَّـصافي *** وإلا فَهْوَ من قــالٍ وقِيــــل
وقول الحـق يَهــدي للمعالي *** وبـر الصدق يَنهض بالكَلِيــل2
وما علمــــاؤنا إلا ثقـات *** بهم نَقوى على ضبط الأصــول
فإن هـم خالطوا السلطان ذلوا *** وإن هم داخــلوا دنيا الفضـول
فلا يــرجى عزيز من ذليـل *** وهل يُجدي الدواء من العَليـل؟!
ومن لم يفقه التنزيل حكـــما *** فلا تسـأله عن سبب النــزول
فـإن سكتوا عن الحق استهانوا *** بما ورثــوا العلم من الأصيـل
وإن شهدوا بما علمـوا استقاموا *** ونالوا في الدنيا حُسْن القَبــول
وفي الأخــرى هُمُ السعداء حقا *** من الأهــوال في ظل ظليـل
مع الأسـد الشهيـد وكل فــذ *** شجاع من ذوي القصد النبيــل
ومــا دنيــا الفتى إلا ثـوان *** تـلألأ ثـم تخبــو في أفـول
فلا تجعـل حيــاتك ذات شأن *** فـإن الشأن في العمل الجليــل
فكــم حـي إذا أمعنـت ميت *** وقد تُهـدى الحيـاة إلى القتيـل
ومن صنعـوا حياة الوهن هانوا *** وصنع الموت من أدنى الحلـول
وللتـــاريخ صنــاع بنـاة *** وهــم صنف أقل من القليــل
لهم في العــدل والإحسان أمر *** يعين على ارتيــاد المستحيـل
ويحـيى بالخــلافة حكم رشد *** غــزاه العض بالملك الدخيـل
إلى أن جــاء بالزيـزا ملوك *** أطـاحوا بالفروع وبالأصــول
عن البيضاء ذودوا واسْتَمِـدُّوا *** من الرزاق أسبـاب الوصــول
وجـودوا بالمعـارف لا تضنوا *** فكتم العلـم يـذهب بالنقــول
ولم أر مثـل دعوى العلم جهلا *** بعلـم الله وهــاب العقــول
فمــوسى حين قـال أنا عليم *** أتــاه الِخضْر بالعلم البديــل
ولما جــاء مَدْيَنَ مستجيـرا *** من الأعداء في خوف وَبِيـــل3
وقــال لرَبِّه إنِّي فقيــــر *** أتاه الله بالخيْـــر الجزيــل
وهــذي مريم العذراء فـازت *** وهل في الخَلْق كُمْلَى كالبَتُـول
يجـرِّمها المعــاتب دون ذنب *** ولم تحمل بعيسى من خليــل
فصــامت عن ردود واستعانت *** بحنَّــانٍ ومنَّــانٍ وكيــل
فــأعطى الله عيسى فصل قول *** وما ملك السِّوى غير الذهـول
فصبــرا، إن وعــد الله حق *** ولا تعجل عليهم يـا خليــلي
فإن الصبح موعـده قريـــب *** وليل الجَبْــرِ آذن بالرَّحيـل
ألا صـلوا على الهادي صـلاة *** نَميـز بها الكريم من البخيـل
ألا صـلوا عــلى آل وصحب *** فذكرهم أخي يُشْفِي غليــلي
ويحيي في فــؤادي كل شـوق *** لمكة والمــدينة والخليــل
ألا صـلوا عليهم لا تمـــلوا *** وأبئــس بالمُقِـلِّ وبالمَلُـول
ألا صـلوا على إخوان طــه *** فحبــهمُ يُكَثِّرُ من قليـــلي
هم الأحبــاب لا خوف عليهم *** ولا هم يحزنون لدى المهـول
هم الأخيــار فاصحبهم تجدهم *** دموعا في الدَّيَاجي كالسيـول
وفي سبْح النهــار لهم صهيـل *** وكَرٌّ بعد فـَرٍّ من خيــول
فَعَــنْ مِنْهاجهم لا من بديــل *** وغيْر سبيلهم، لا من سبيـل
ومـن يُنْكِرْ عليهم ما شَهِدْنا *** فهل يخفى الطريق على السَّؤول؟!



--------------------------
- عَذُول : من العذل وهو اللوم.
- الكليل : الضعيف.
- الوبيل : الشديد.


ذ. منير ركراكي
فاس : 22 جمادى الأولى 1428 هـ
الموافق لـ: 08 يونيو 2007 م


تاريخ النشر : 19/09/2007

salam
20-09-2007, 23:12
بارك الله فيك أخي على هذه القصيدة الرائعة

abdelkader
21-09-2007, 12:04
مشكورة أختي على مرورك الطيب

نسال الله تعالى أن يكون العمل خالصا لله تعالى

همي رضى ربي
21-09-2007, 21:43
بارك الله فيك أخي على هذه القصيدة الرائعة

المختار
21-09-2007, 21:50
بارك الله في منقولك اخي الكريم

جعله الله في صحيفتك امين

خادمة الحبيب
21-09-2007, 22:37
بارك الله فيك أخي على هذه القصيدة الرائعة و جزاك الله عنا كل خير

abdelkader
22-09-2007, 11:28
بارك الله فيكم إخوتي جميعا

وجزاكم الله كل خير على مروركم الطيب

أسعدني مروركم وأفرحني تواجدكم