مشاهدة النسخة كاملة : الزفاف آدابه ومنكراته



محبة الجماعة
25-09-2007, 14:05
الحمد لله القائل في كتابه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم:21] والصلاة والسلام على نبينا القائل: { تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة }، ويعد:

فإن لمن تزوج وأراد بأهله أموراً منها:


أولاً الآداب:


1 - وضع اليد اليمنى على مقدمة رأس الزوجة والدعاء لها:

يقول : { إذا تزوج أحدكم إمرأة أو إشترى خادماً فليأخذ بناصيتها وليسم الله عز وجل وليدع بالبركة وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه } [رواه البخاري].


2 - يستحب لهما أن يصليا ركعتين معاً:

لما روي عن ابن مسعود أن النبي قال: { إذا دخلت المرأة على زوجها يقوم الرجل فتقوم من خلفه فيصليان ركعتين ويقول: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لأهلي فيّ اللهم إرزقهم مني وإرزقني منهم، اللهم إجمع بيننا ما جمعت في خير وفرق بيننا إذا فرقت في خير } [أخرجه الطبراني وصححه الألباني].


3 - ما يقول حين يأتي أهله:

ينبغي أن يقول حين يأتي أهله: { بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا }. قال : { فإن قضى الله بينهما ولداً لم يضره الشيطان أبداً } [رواه البخاري].


4 - إجتناب الأوقات والمواضع المنهي عنها:

لقوله : { من أتى حائضاً أو إمرأةً في دبرها أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد } [رواه أصحاب السنن الأربعة والنسائي وصححه الألباني].


5 - الوضوء أو الغسل قبل النوم والغسل أفضل:

لقوله : { ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوف والجنب إلا أن يتوضأ } [أخرجه أبو داود وحسنه الألباني].


6 - ما يحل له من الحائض:

يحل له أن يتمتع بما دون الفرج لقوله : { واصنعوا كل شيء إلا النكاح } [رواه مسلم]. فإذا طهرت جاز له وطؤها بعد أن تغتسل.


7 - النية في النكاح:

ينبغي لهما أن ينويا بنكاحهما إعفاف نفسيهما عن الحرام فإنه يكتب لهما صدقة لقوله : { وفي بضع أحدكم صدقة } قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ } قالوا: بلى، قال: { فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر } [رواه مسلم].


8 - تحريم نشر أسرار الإستمتاع:

لقوله : { إن أشر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها } [رواه مسلم].


9 - وجوب الوليمة:

لقوله لعبدالرحمن بن عوف: { أولم ولم بشاة } [متفق عليه].


10 - وجوب إجابة الدعوة:

لقوله : { إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها عرساً كان أو نحوه، ومن لم يُجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله } [رواه البخاري].


11 - إستحباب الدعاء لهما:

فعن أبي هريرة أن النبي كان إذا تزوج الإنسان قال: { بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير } وفي رواية: { في خير } [قال الحاكم صحيح على شرط مسلم]. ولا يجوز التهنئة بقوله: ( بالرخاء والبنين ) لأنها من تهنئة الجاهلية وقد نهى الرسول عنها.


12 - الغناء والضرب بالدف:

ويجوز له أن يسمح للنساء في العرس بإعلان النكاح بالضرب على الدف فقط والغناء المباح الذي ليس فيه وصف الجمال وذكر الفجور، لقوله : { فصل ما بين الحلال والحرام الصوت بالدف } [أخرجه النسائي والترمذي وقال الحاكم صحيح الإسناد]. أي أنه يجوز للنساء فقط بشرط الضرب بالدف فقط ولا يكون على ألحان الأغاني الماجنة ولا كلماتها.


ثانياً: المنكرات:


1 - دبلة الخطوبة:

قال الشيخ الألباني في كتاب آداب الزفاف: ( إن فيه تقليداً للكفار لأن هذه عادة قديمة عند النصارى ).


2 - الإسراف والبطر:

كم يثقل الرجل كاهله بالديون في سبيل المباهاة والتفاخر وله صور متعددة منها:

أ - بطاقات الدعوة والإسراف فيها.

ب - قصور الأفراح والفنادق والسفر لها من مدينة إلى أخرى.

ج - طرحة العروس التي يدفع فيها أموال طائلة للبسة واحدة رياءً وسمعة ولن تلبس بعدها.

د - التبذير في المأكولات ورمي الأطعمة وليس المقصود من ذلك إكرام الضيف وإنما البطر والمباهاة.

هـ - رمي الأموال تحت أقدام المغنيات فيما يسمى بالتنقيط في حين أن كثيراً من المسلمين يموت جوعاً.

و - الإسراف في الملابس النسائية وما ينفق فيها من مبالغ باهظة ثم تستنكف المرأة لبسها مرة أخرى لرؤية الناس لها، لكل هؤلاء نقول قفوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإن الرسول يقول: { لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس } ثم ذكر { عن ماله من أين إكتسبه وفيما أنفقه } [رواه الترمذي وصححه الألباني].


3 - الغناء:

وهو حرام للأدلة التالية:

أ - من الكتاب، قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [ لقمان:7،6].

قال ابن مسعود في هذه الآية: ( الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات ) وكذا قال ابن عباس وجابر وعكرمة.

ب - من السنة، ما أخرجه البخاري من حديث أبي عامر الأشعري أنه سمع النبي يقول: { ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم ـ أي جبل ـ يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون إرجع إلينا غداً فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة }.

ويستحلون أي أنها محرمة، والمعازف هي الدفوف وغيرها مما يطرب كما في ( القاموس ). وقال : { إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام } [أخرجه أبو داود وصححه الألباني]. والكوبة: الطبل.

ج - من أقوال الصحابة، قال ابن عباس رضي الله عنه: ( الدف حرام والمعازف حرام، والكوبة حرام والمزمار حرام ) [أخرجه البيهقي وصححه الألباني].

د - من أقوال السلف، قال الحسن البصري: ( ليس الدفوف من أمر المسلمين في شيء وأصحاب عبدالله ـ يعني ابن مسعود ـ كانوا يشققونها ).

وذكر الشيخ الألباني في كتابه تحريم آلات الطرب إتفاق الأئمة الأربعة على تحريم آلات الطرب.
وفي الختام
فإن من إفتتح حياته بإتباع السنة وتجنب المنكرات فإنه يرجى له أن يختم له بالسعادة ويكون من عباد الله الذين وصفهم الله أن من قولهم: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [الفرقان:74] وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________

عابرة سبيل
27-09-2007, 16:06
جزاك الله خيرا على المجهود الطيب

abdelkader
27-09-2007, 16:13
جزاك الله كل خير أختي الكريم

موضوع يستحق التدبر والتمعن

بارك الله فيك

MALIKA B
28-09-2007, 14:25
جزاك الله كل خير أختي الكريم

قابض على الجمر
29-09-2007, 14:32
جزاك الله خيرا

محبة الجماعة
21-01-2009, 09:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم اخوتي على الردود الطيبة

ابو آدم الأفغاني
24-01-2009, 19:31
جزاكي الله كل خير
موضوع مميز
وانشاء الله في ميزان حسناتك
يا محبة الجماعه

محبة الجماعة
29-01-2009, 10:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

امين ياربي اخي الفاضل وانتم من اهل الجزاء والاحسان

بارك الله فيك على الرد الطيب