مشاهدة النسخة كاملة : انتفاضة سكان العرائش ضد ارتفاع الأسعار



الأسد الجريح
26-09-2007, 12:35
انتفاضة سكان العرائش ضد ارتفاع الأسعار



خرج سكان مدينة العرائش، ليلة الخميس الماضي، إلى شوارع المدينة احتجاجا على ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية في الآونة الأخيرة.

ولم تمنع الأمطار المواطنين، من نساء وشباب وعجزة وأطفال، من التجمهر بالمئات في ساحة التحرير (ما يعرف بالمقلة)، وسط المدينة، رافعين شعارات التنديد بما آلت إليه أوضاع السكان الذين يعيشون على ما يجود به البحر من أسماك، والتي تقل نسبتها في فصلي الخريف والشتاء، مما يزيد من أعداد العاطلين.

وتفاقمت أزمة السكان، حسب مصادر من المشاركين في الوقفة، بعد الزيادات الأخيرة خاصة في المواد الأساسية كالزيت والدقيق الذي وصل الكيس منه (خنشة 25 كيلو) إلى 150 درهما بدل 125 درهما أي بزيادة 20 درهما، ناهيك عن قرص الخبز الذي وصل إلى درهم و50 سنتيما مباشرة مع مطلع شهر رمضان، مما أثار ردود فعل قوية لدى السكان، قبل أن يعود إلى ثمنه.

ونظمت جمعيات مدنية، مهتمة بمجالات مختلفة، هذه الوقفة التي انطلقت من 8 والنصف بعد الإفطار واستمرت إلى غاية 10 والنصف ليلا.

وحرص المنظمون، ومنهم جمعية قوارب الموت وجمعية البيئة، والاتحاد النسوي، وفرع جمعية حقوق الإنسان بالعرائش، على توفير الظروف الملائمة لإنجاح هذه الوقفة التي مرت في أجواء عمتها روح المسؤولية.

وحمل المتظاهرون »لافتات« كتبت عليها شعارات ضد الغلاء وتجاهل الفائزين من المترشحين في الانتخابات الذين سبقوا أن وعدوا الناخبين، في حملاتهم الانتخابية في مطلع الشهر الجاري، بالعمل على حل مشكل أسعار المواد الغذائية المتزايدة، مما أثار استياء عددا من المواطنين الذين عبروا بأصواتهم التي لم تتوقف، طيلة ساعتين من زمن الوقفة الاحتجاجية، عن المطالبة بإلغاء الزيادات والحد من الضغط على المواطن الذي ضاق ذرعا من سياسة الإقصاء والتهميش.

وفي تصريح لـ "المغربية"، عبر عبد الإلاه البغدادي، عضو جمعية حقوق الإنسان، فرع العرائش، عن امتعاضه لتجاهل الحكومة لمعاناة المواطن وخاصة مع الدخول المدرسي الذي تزامن هذه السنة، مع حلول شهر رمضان وما يعنيه ذلك من مصاريف أثقلت كاهل الأسر.

وطالب البغدادي الجهات المسؤولة بالإسراع في إيجاد الحلول المناسبة، وأكد أن ترك الأزمة تتفاقم سيؤدي إلى استفحال ظاهرة الجريمة في المدينة، التي شهدت تناميا في الآونة الأخيرة.

وفي اتصال هاتفي، أفاد أحد المشاركين في الوقفة، يدعى عبد الرحيم (55 سنة)، أن دخله الشهري لا يتعدى ألف درهم وله 4 أبناء عاطلين عن العمل، إضافة إلى أطفال ابنته المطلقة، الذي تخلى عنهم والدهم المهاجر إلى الديار الإسبانية، مبرزا أنه يتحمل وحده نفقات أكلهم وشربهم وملبسهم، إضافة إلى مصاريف الدخول المدرسي، مما يجعل دخله الزهيد لا يوفر له جميع احتياجات الأسرة، خاصة مع الزيادات الأخيرة.

وبصوت مبحوح، قال محمد (70 سنة) "لا إلاه إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، كيف سنعيش نحن المساكين في ظل هذه الأوضاع، حتى الخبز الذي يشكل زاد الفقير ولقمة عيشه رفعوا من ثمنه، هذا منكر، وللأسف الجميع مستسلم، وكأن الأمر قدر يجب التسليم به".

وفي المنحى نفسه، أعربت السوعدية (ربة بيت وأم لثلاثة أطفال) عن أسفها لحال بعض المواطنين الذين تحجم لسانهم واكتفوا بالرفض في صمت.

ونعتت المرشحين الفائزين في دائرة العرائش، في انتخابات 7 شتنبر، بـ »القمارة«، السارقين باللهجة المحلية.

وبمعية نساء أخريات رددت "في الانتخابات عرفتونا وفي الأسعار نسيتونا" .

جدير بالذكر أنه جرى إلغاء الزيادة في سعر الخبز، بعد القرار الأخير للنقابة الوطنية الموحدة لأرباب المخابز العصرية والحلويات.

وجرى التراجع عن الزيادة، بعد الاجتماع الذي جمع الوزير الأول، إدريس جطو، بممثلي النقابة، والذي انعقد في اليوم نفسه لتنظيم الوقفة الاحتجاجية بمدينة العرائش.

وأكدت مصادر "المغربية" أن السكان تلقوا الخبر بكثير من الارتياح، وأعربوا عن أملهم في حذف باقي الزيادات التي مست بعض المواد الغذائية .

خادمة الحبيب
26-09-2007, 12:45
جزاك الله خيرا أخي الكريم

الأسد الجريح
03-10-2007, 00:03
و أنت من أهل الجزاء

مشكور أخي الكريم على المرور الطيب