مشاهدة النسخة كاملة : كيف أنصف الإسلام المرأة؟



imene
19-04-2005, 10:05
كيف أنصف الإسلام المرأة؟

عبر التاريخ.. تعرضت المرأة كثيراً للظلم.. حتى جاء الإسلام وحتى نزلت سورة النساء لترد للمرأة حقوقها وتمنع أن يظلمها أي إنسان.هذا ما يؤكده الداعية عمرو خالد في قراءته الجديدة لسورة النساء كما يقول سورة العدل بين الناس والرحمة للضعفاء.. ويرى أنها سميت بذلك لأنك لو استطعت أن تعدل مع زوجتك في بيتك وترحمها، ستكون عادلاً في كل موقع تتولاه.
في سورة النساء.. وثيقة إلهية للعدل وتقنين العلاقات بين الزوج والزوجة والأبناء وحتى مع الجار والصاحب..وهي تُدين البخل والرياء والظلم..وتدعو للقتال لإعطاء كل ذي حق حقه.

رحمة الإسلام

ما أهداف سورة النساء؟
سورة النساء هي سورة العدل والرحمة، خاصة مع الضعفاء..ولذلك فإن كل آية من هذه السورة إما يذكر فيها العدل أو تذكر فيها الرحمة أو يذكر فيها نوع من الضعفاء..لكن ما علاقتها بسورتي البقرة وآل عمران؟
سورة البقرة يقول لنا الله تعالى من خلالها: أنتم مسئولون عن الأرض.
ويقول لنا في سورة آل عمران: اثبتوا. ثم تأتي سورة النساء فيقول لنا: اعملوا. فإذا كنتم مسئولون عن الأرض، لابد أن يتضح إذا كنتم صالحين لهذا الاستئمان أم لا. فإذا استؤمنت على الضعفاء وكنت رحيماً وعادلاً فأنت تصلح للمسئولية الكبرى. والمسئولون عن الأرض أول صفة يجب أن تُميزهم هي العدل والرحمة. تتكلم الآيات الكريمة عن حقوق الضعفاء في المجتمع. عن اليتامى. عن العبيد. عن الخدم. عن الميراث. وعن النساء تتحدث كثيراً. تتكلم عن الأقليات غير المسلمة حين تعيش في الدولة المسلمة. وتُرشد المستضعفين كيف يتصرفون. وتتكلم عن الوالدين حين يكبرون وكيف نتعامل معهما. هي سورة جميلة تحمل رحمة الإسلام وهو يعدل.
اختبار للقدرة على العدل
ولماذا سميت بالنساء؟
لأنك لو استطعت أن تعدل مع زوجتك في بيتك وترحمها، فإنك ستكون عادلاً في كل موقع تطأه قدماك. والله سبحانه اختار رمزاً من رموز المستضعفين، وهو النساء.. فلو استطاع الرجل أن يكون عادلاً معهن، فسيكون بإمكانه العدل مع جميع البشر في كل أنحاء المجتمع. كأنما المعنى: نحن نستأمنك على الأرض، لكن علينا أن نستأمنك أولاً على بيتك. من يستطيع بعد هذا أن يتهم الإسلام باضطهاد المرأة؟.. يقول الله تعالى "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً". الآية (1) الله سبحانه هنا يقول لنا إن أصلنا واحد، فكيف يظلم بعضنا بعضا؟
نداء العدل.. لكل الأمم

وفي حديث للنبي صلى الله علية وسلم يقول: "إنما النساء شقائق الرجال" سورة النساء إذن بدأت بالنداء: يا أيها الناس.
سورة المائدة بدأت بـ: يا أيها الذين آمنوا. لأن نداء العدل في سورة النساء لكل الأمم. لا يمكن لأمة أن تسود في الأرض وهي ظالمة. العدل أساس الملك. والعدل أساس الاستقرار. العدل أساس الاستخلاف في الأرض. الآية التالية في سورة النساء: "وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً" الآية (2).
الآية تحذرك من الظلم وتأمرك بالعدل والرحمة.
والآية التالية: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعدلوا" الآية 3 ثم الآية الرابعة: "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شىء منه نفسا فكلوه هنيئاً مريئاً"..أي لا بد أن تأخذ الزوجة حقها في المهر، وإياك أن تصادر هذا الحق أو تأخذه منها.
ويقول الله تعالى في الآية (5): "لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا".
والآية 6: "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوا إسرافاً وبدارا أن يكبروا ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيباً".
والآية رقم 9: "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدا".
لو أنك خائف على عيالك من التشرد من بعدك..اعدل وارحم.
حذار من الظلم
ثم تحذر الآية 10 من الظلم جداً: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً".
والآيه 11: "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثاً ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له أخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً فريضة من الله إن الله كان عليماً حكيماً".
الآية توضح أحكام الميراث.. والآية 12 توضح حق الزوج و الزوجة في الميراث: "ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم". السورة تهدر بالعدل والرحمة بالضعفاء. يتامى. ميراث لأناس مات آباؤهم. أب خائف على مصير أولاده بعد موته وهم ضعفاء. السورة كلها تتحدث عن الضعفاء والعدل مع الضعفاء، وحقوق الضعفاء. ثم تأتي آية شديدة.
"عاشروهن بالمعروف"

هل تلك وصايا من الله سبحانه أم أوامر وقوانين؟
يقول الله تبارك وتعالى في الآيتين 13 و 14:
"تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدود يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين". ثم تعود السورة في الآية 19 لتتحدث عن العدل مع النساء: (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً".
حق المرأة

ما معنى عاشروهن بالمعروف؟
ليس معناها فقط ألا تظلم المرأة..العلماء يقولون إن معناها أكبر من ذلك، وهو أن تتحمل الأذى منها.
وتقول الآية (20): "وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً. وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً".
ما الميثاق الغليظ؟
يوم عقد القران حين قلت لوالد زوجتك: قبلت زواجها على كتاب الله وعلى سنة رسول الله. وكلمة "الميثاق الغليظ" تخيف المرء أن يظلم زوجته. حق المرأة. كما أوضحته السورة. هو ألا تستضعف. فالمرأة ظلمت في التاريخ كثيراً، حتى جاء الإسلام، وحتى نزلت سورة النساء لترد للمرأة حقوقها وتمنع أن يظلمها أي إنسان، وتمضي الآيات لتتحدث عن حق آخر، وهو أنك إذا لم تكن قادراً على الزواج بالمحصنات، وتريد الزواج من أَمَةٍ، فعليك أن تستأذن أهلها، وأهلها هنا المقصود به سيدها، لكن القرآن الكريم يكرم المرأة حتى ولو كانت أَمَةً ويتوخى الرحمة بالضعفاء.
الآية الكريمة رقم (25) تقول: "ومن يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات آخذان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم".
ما معنى ولا متخذات أخدان؟
يحذرها الله سبحانه من اتخاذ عشيق أو صاحب. لأن من الرحمة ألا تسير المرأة في هذا الطريق المعوج، حتى لا ينكسر قلبها وتدمر حياتها.
ضوابط استقرار الأسرة
هناك ضوابط نصت عليها سورة النساء لاستقامة العدل داخل الأسرة..ما هي؟
نعم هناك ضوابط ليستقيم العدل وهي موجودة في الآية 34. يقول الله سبحانه: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً".
هناك أسس يضعها الله للعلاقة الزوجية فللمرأة التي تخطيء على الزوج أن يعظها في البداية ثم يهجرها في المضاجع إن استمرت متمسكة بخطئها ثم أخيراً يقول سبحانه: واضربوهن.
وهي تأتي في سياق نشوز المرأة وارتكابها لمعصية شديدة.
الضرب لم يذكر في القران كعقاب مفتوح، لكنه ذكر في مواجهة حالة نادرة وشديدة وقبلها ذكرت عدة ضوابط.
وتعود السورة بعد ذلك إلى التذكير بالعدل في الآية 36: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً".
هذه قيمة العدل وأهميته. ويحذر الله في السورة من معوقات العدل كالبخل وإنكار الرزق والرياء وحب الظهور. ويدعونا إلى القتال لضمان حقوق الضعفاء وإقرار العدل.

anass
19-04-2005, 17:11
جزاك الله كل خير أختي

hassan_1677
20-04-2005, 21:57
الاسلام رحمة واخاء
الاسلام عدل وانصاف
شكرا على هذا الموضوع