مشاهدة النسخة كاملة : كيف نكون مع كتاب الله؟



hasnaa
21-10-2007, 12:48
زكية بلمودن



يقول الله عز وجل يصف لنا رسوله المصطفى وأصحابه الكرام: "محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم"سورة الفتح آية 29.

بمعيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أشداء أقوياء في مواجهة طاغوت الكفر، رحماء بينهم للتعاون على ابتغاء فضل الله بالركوع و السجود و الخضوع لله، صحبة يجتمعون بها حول النبي الكريم يقتبسون من قلبه الإيمان، ثم يجتمعون على ذكر الله و تلاوة القرآن، لتكتمل الصحبة السنية بصحبة كتاب الله. يقول سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:"أوتينا الإيمان قبل القرآن، وأنتم أوتيتم القرآن قبل الإيمان، فأنتم تنثرونه نثر الدقل-رديء التمر-"رواه الحاكم، أوتي الصحابة الإيمان من معيتهم لرسول الله وصحبته، قلوب اكتسبت من القلب الطاهر الكريم، ثم اجتمعت على ذكر الله وتلاوة كتاب الله،لتكتمل الصحبة السنية.

يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:يقال لصاحب القرآن "اقرأ و ارق، و رتل كما كنت ترتل في الدنيا،فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها"رواه الترمذي وابن ماجة. و صاحب القرآن صاحبه و حبيبه، الصحبة محبة و ملازمة و تعهد، هي عقد بين القرآن و صاحبه، خطت بنوده آيات من وحي الرحيم، و كلمات من هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:


أ – بنود العقد بين القرآن و صاحبه
1 - "الذين يومنون بما أنزل إليك"

الإيمان بالقرآن أول بند من العهد، يقر في الجنان، فينطقه اللسان و تتحرك به الأركان، نؤمن أنه كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و نؤمن بأفضليته و شرفه على سائر الكلام، و شرف أهله و أفضليتهم على سائر الناس.


2 - " و أمرت أن أكون من المسلمين و أن أتلو القرآن"

تلاوته واجبة بأمر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه و سلم و من اتبعه. نتلوه امتثالا للأمر و طمعا في الثواب، "اقرؤوا القرآن، فإنه يجيء يوم القيامة شفيعا لصاحبه" رواه مسلم. إن صاحب القرآن لابد له من تلاوته، لا يغنيه الإيمان القلبي.


3 - "…يعرفونه كما يعرفون أبناءهم"

تلاوته بند من البنود، و حفظه و تعاهده أمر نبوي لا نصم عنه الآذان "تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها" رواه الشيخان عن أبي موسى الأشعري.

القرآن يتفلت من الصدور تفلت الإبل من عقالها، و نحن نربطه ونشد عليه بالحفظ حتى نعرف آياته كما نعرف أسماء أبنائنا و صفاتهم، و ما يحبون وما يبغضون حتى نحرص على ألا يروا منا إلا ما يرضيهم، و تعهد القرآن ملازمته و تمثل آياته بعد حفظها حتى لا يرى منا ما لا يحب.



4 - "أفلا يتدبرون القرآن"

و التدبر أدب رفيع مع القرآن، و مفتاح يسير لزيادة الإيمان، والتأمل في الأكوان، هو تحذيق ناظر القلب إلى معانيه، و جمع الفكر على تدبره و تعقله. يقول سعيد النورسي رحمه الله:" القرآن الكريم هو الترجمة الأزلية لهذه الكائنات، و الترجمان الأبدي لألسنتها التاليات للآيات التكوينية و مفسر كتاب العالم…وإن القرآن الكريم، ببياناته القوية النافذة، إنما يمزق غطاء الألفة وستار العادة الملقى على الموجودات، والتي لا تذكر غلا أنها عادية مألوفة مع أنها خوارق…"


5 - "خيركم من تعلم القرآن و علمه"

تعليم القرآن خيرية عظمى بعد تعلمه، تعلمه و تعليمه تلاوة و حفظا و تعهدا و تدبرا وإيمانا.




6 - أعطوا القرآن خزائمكم

عن أبي الدرداء أن رجلا قال له: "إن إخوانك من أهل الكوفة يقرؤون عليك السلام" قال: "وأنت فأقرئهم السلام، و قل لهم فليعطوا القرآن بخزائمهم، فإنه سيحملهم على القصد و السهولة، ويجنبهم الجور و الحزونة".

و الخزائم جمع خزام وهي حلقة من شعر تجعل في أنف البعير يشد فيها الزمام، أي اجعلوا القرآن مثل الخزام في أنف أحدكم فاتبعوه و اعملوا به، فسيدلكم على أبواب الخير كلها، وإنما أنزل القرآن ليعمل به.



ب- ماذا يعطينا القرآن

و يقول قائل و تقول قائلة: بعد تحقيق البنود، قد وفينا العهد، فأين الثمن؟

هلم بنا نهز معا بجذع نخلة القرآن، تساقط علينا رطبا جنيا ثمرات طيبات:



1 - جلاء الهم

روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ماقال عبد قط إذا أصابه هم وحزن:"اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك،ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه، وأبدله مكان حزنه فرحا".

القرآن ربيع القلوب و نور الصدور و جلاء الهموم، لا نتخذه تعويذة من التعاويذ لشفاء أسقام الجسد، بل هو شفاء للقلب من درن المعصية و غبار الغفلة و كدر الهم و العجز.

لا يتحقق ذلك لمن يقرأ الدعاء و يهجر القرآن.



2 - خشوع القلب

أثر قلبي آخر هو ثمرة لتلاوة القرآن و استظهاره و تعظيمه. يقول الله تعالى واصفا موكب الأنبياء عليهم السلام" إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجّدا و بكيّا" سورة مريم:58، و يصف حال المؤمنين إذا تلي عليهم من كتاب الله بالرهبة و الخشوع،و زيادة الإيمان.


3 - حفظ الله

في وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم لسيدنا عبد الله بن عباس و هو غلام يافع، يستحثه على الإقبال و يحثنا و لازلنا يافعين في طريق الإقبال على الله تعالى، "احفظ الله يحفظك".

عهد على الله أن يحفظ من يحفظه، من يحفظ كتابه تلاوة و تعهدا وتعليما و امتثالا، ومن يحفظه الله فليس يضره شيء في الأرض و لا في السماء و هو خير حفظا.



4 - دخول الجنة و درجة الشفاعة

احفظ القرآن و اعمل به تدخل الجنة، بل و تنال الدرجة الرفيعة التي لا تليق إلا بحافظ: الشفاعة. و يقول الشاك المتردد: أوليس الأنبياء وحدهم من يملكون الشفاعة؟. هاك الحديث أخي و هاك البشرى:

عن الإمام علي كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "من قرأ القرآن فاستظهره، فأحل حلاله و حرم حرامه أدخله الله الجنة و شفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار" رواه الترمذي.

وصية تفهمنا أن الأصل، لا الاستثناء، أن يحفظ المسلمون و المسلمات كتاب ربهم.



5 - أيرضيك أن تكون من أهل الله؟

هل هناك جزاء أوفى، و شرف أعظم لحامل القرآن من دخول الجنة و درجة الشفاعة؟

نعم أن يكون من أهل الله أوفى و أن يكون من خاصة أهله أوفى و أعظم. عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "أهل القرآن أهل الله و خاصته" رواه أحمد وابن ماجة و الحاكم، وأهل الله عباد من المؤمنين و المؤمنات، الأخيار و أخيار الأخيار المستمسكين بالعروة الوثقى، المرتلين القائمين، التالين العاملين بما في القرآن.

اللهم يا رب اجعلنا من أهل القرآن.

http://www.mouminate.net

abdelkader
21-10-2007, 13:11
جزاك الله خيرا أختي على منقولك الممتاز

نسال الله تعالى أن يكون في الميزان المقبول إن شاء الله

وأن نكون من أهل القران وخاصته

saidsh
21-10-2007, 13:53
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أكرمكي الله أختي

اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا و جلاء همومنا و ذهاب أحزاننا

http://www4.0zz0.com/2007/10/21/12/53071581.gif

hasnaa
21-10-2007, 13:58
آمين يارب جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم

mouslima
01-11-2007, 14:08
بارك الله فيكي ياأختي حسناء

وفقكي الله وجعلها الله في ميزان حسناتك

موضو رائع وفي غاية الآهمية

توفيق
29-01-2008, 01:47
لا نتخذه تعويذة من التعاويذ لشفاء أسقام الجسد...إذا كان المقصود بالتعويذة التميمة أو الحرز...يعلق في عنق الإنسان مخافة الإصابة بداء...
ويسمى التّعْويذُ حِرْزاً كما جاء في لسان العرب...
لكن نتعوذ به لرقية...كما جاء ذلك في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم..
والتَّعْوِيذُ: الرُّقية يُرْقى بها الإِنسان (لسان العرب)
والفاتحة رقية كما روى ذلك الإمام البخاري في حديثه...

بارك الله فيك أختي على الموضوع...

اللهم يا رب اجعلنا من أهل القرآن،أمين.

hasnaa
02-02-2008, 12:30
اللهم آمين يا رب العالمين

شكرا على مروركم الكريم

قلب مسلمة
02-02-2008, 19:12
بسم الله الرحمن الرحيم
http://img209.imageshack.us/img209/7845/8259doaa0vr.gif

hasnaa
04-02-2008, 16:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واياك اختي شكرا على مرورك الكريم