مشاهدة النسخة كاملة : كان يقود سيارته و هو في غاية السعادة



imene
19-04-2005, 21:11
كان يقود سيارته و هو في غاية السعادة.. كان يغني و يفكر و يتذكر و ينظر لمرآة السيارة من وقت لأخر... كان يريد أن يتأكد من هندامه و شياكة... لم يكن يقلقه سوى هذه الشعيرات البيضاء الخفيفة التي كانت تذحف إلى شعره على إستحياء... و لكنه لم يلقي لها بالا... كان ما يشغله حقا كيف سيلقاها و كيف ستلقاه؟؟.... ماذا سيقول لها و ماذا سترد عليه؟؟..... كيف سيستمتع بلحظاته معها و كيف سيرحل؟؟.... كيف... و كيف... و كيف... مائة كيف كانت تحتل رأسه في تلك اللحظات السعيدة. و لكن لم يكن من ضمنها أهم كيف و التي كان يجب أن تشغله أكثر من الباقي, ألا و هي:.... كيف سيلقي الله يوم القيامة بهذا الفعل؟؟
اللحظات التي سبقت ركوبه السيارة كانت سريعة و كان هو بارع فيها جدا.... دخل حجرته بعد الإستحمام.. بدل ملابسه و تزين على أكمل وجه... صرخ في وجه زوجته و أهانها عندما سألته:إلى أين؟؟... قال لها بكل شدة و غضب": أنا حر أعمل الذي أريده وأنت ليس من حقك أن تسأليني أنا رجل".... عرف كيف يسكتها و يمنعها من السؤال بإهانته و جرحه لكرامتها....
كم تتعب تلك المرأة بدون جدوى؟؟.... هذا ما كان يفكر فيه و هو في السيارة.... "إنها حقا لا تصلح إلا لأن تكون أما فقط, و يكفيها هذا..... هي صحيح تتفانى في خدمتي و تربيتها لأولادنا.. و لكنى هذا حقي عليها ألست بزوجها؟؟..... ألست من يصرف على. المنزل و يلبي جميع طلباته المالية؟؟.... ألست من يرهق نفسه في العمل حتى يجعلهم يعيشون في هذا المستوى الكبير؟؟..... ثم إنني لم أطلب منها الكثير.. كل ما أردته هو أن تهتم بي قليلا كما تفعل جميع الزوجات... هي التي تتحجج حتى لا ترضيني.. دائما لا تنفذ أوامري بحجة إنشاغلها في البيت أو مع الأولاد..... ها... تعتقد إنني ساذج و سأصدق أن الإعتناء بالبيت و الأولاد يأخذ كل وقتها.
و الأدهى من ذلك أنها تطلب مني مشاركتها في رعاية الأبناء.... هل هي عمياء لا ترى كم أنا مشغول في العمل؟؟..... أم أنها معتقده إنني تزوجتها حتى أعتني أنا بالأولاد؟؟.. إذن لماذا تزوجتها؟؟.... عموما هي التي دفعتني لذلك, و عليها ألا تلوم في المستقبل إلا نفسها....... كم طلبت منها أن تغير من مظهرها و هي التي تهملني.... كم مرة عدت من العمل متعبا فوجدتها تنتظرني للتشاجر معي بسبب تأخري الدائم في العمل.... امرأة غبية.. لا تعرف شيء عن مجال الأعمال... تريد مني أن أتزوجها و أجلس في البيت...
اااه....أين أنت الأن يا حبيبتي؟؟.... كم إنتظرتك طويلا حتى تخرجيني من هذا الكابوس الذي أعيش فيه؟؟.... أنت الوحيدة التي إستطعت تحريك قلبي و مشاعري و وجداني برقتك.. بجمالك... و إهتمامك الدائم بنفسك و بي.... دائما متفرغة لي, في أي وقت أطلبها ليلا أو نهارا أجدها منتظره طلباتي لتنفذها فورا.......... هي فعلا مدللة كثيرا و لا تعرف أي شيء عن البيت و الأسرة و تربية الأولاد... و لكن..."





"هى فعلا مدللة كثيرا و لا تعرف أي شيء عن البيت و الأسرة و تربية الأولاد... و لكن ماذا في ذلك؟؟.... هي لا تريد أن تضيع لحظة لا تكون فيها مهتمة بي أو بنفسها من أجلي..... يكفي أنها دعتني اليوم علي العشاء في منزلها مخصوص حتى نحتفل بذكرى أول لقاء لنا معا.... يالها من ماكرة!!.... دائما تلعب معي نفس اللعبة.... تتقرب لي و تعطيني حتى أظن أنها ستوافق هذه المرة, فدتفعني بعيدا و تجرى بسرعة ضاحكة و تغلق غلفها باب المكتب..... و لكني لن أقبل هذا اليوم.... اليوم سوف أعرض عليها الزواج... و لن يكون أمامها حجة لتمنعني... و لن يكون هناك فرصة لتجرى مني.... لن يكون.... ل.."

ما هذا؟؟..... ماذا يحدث؟؟...... توقف... توقااااااااااف......

اه يا رأسي... اه يا ذراعي... أين أنا؟؟..... أنت في المستشفي يا سيدي؟؟.... هكذا قال له الرجل الذي يقف بجواره... فرد مندهشا "في المستشفى؟؟ لماذا؟؟ ماذا حدث؟؟ و من أنت؟؟..... فرد عليه: أنا ضابط الشرطة و هذا هو الطبيب المعالج.. أنت كنت تقود السيارة بسرعة جنونية و بدون تركيز كأنك مخمور.. و هذا ما جعلك تكسر الإشارة و تصطدم بسيارة أخرى كانت تقل رجل و طفله, مما أدى لإصابة الطفل إصابات بالغة. و أنت الأن رهن الإعتقال في المستشفي حتى تشفي و تقدم للمحاكمة.... يا عسكري.. قف هنا لحراسة هذا المتهم و لا تغفل عنه أبدا...

يا الله... كيف حدث كل هذا؟؟.... لقد كنت في طريقي لقضاء أسعد لحظات حياتي.... و في ثانية إنقلب كل شيء رأسا علي عقب و ضاع منى ليست هذه اللحظات فقط و إنما حياتي و مستقبلي كله.... لقد خسرت تجارتي.... و أصبح علي ديون كثيرة... غير أتعاب المحاميين... و هي... لقد إختفت بمجرد سماعها بالحادث.. ذهبت لتسعى وراء غبي أخر..... و أنت زوجتي المسكينة.... أنت من ظللت معي برغم كل ما عانيته معي... برغم كل المتاعب و المصائب التي تحملتها وحدك بشجاعة مائة رجل بسبب وقوعي في هذا الخطأ اللعين.. لم تتركيني ثانية و لم تغفلي عنى.... هكذا كان يقول لزوجته و هو واقف وراء القضبان في المحكمة منتظر سماع الحكم عليه... فترد هي عليه: ليس له داعي هذا الكلام الأن.. المهم سلامتك و براءتك إن شاء الله و ...

يقاطعها: لا.. يجب أن أقول هذا الكلام الأن.... لقد كنت أفكر في خيانتك.. بل في الزواج عليك و تطليقك و تركك بلا مصير وحدك مع الأولاد... و لكن انتقام الله كان أقوى.. أم أقول رحمة الله بي... فلولا ما حدث لكنت الأن ارتكبت إثم عظيم و من الكبائر... إثم لا يغفره الله لي إلا بعد رجمي حتى الموت... لولا ما حدث ما كنت أفقت من غفوتي و جهلي... ما كنت عرفت التمييز بين الذهب الحقيقي و الذهب الزائف... فهي الذهب الزائف.. و أنت؟؟؟ و تنهمر الدموع من عينيه أنهارا و أنت الذهب الحقيقي. ... تبكي هي أيضا لبكائه و تمد يدها من بين القضبان لتمسك بيده..... فيمسكها بقوة و يقبلها و يغسلها بدموعه الطاهرة التائبة...

anass
20-04-2005, 14:07
جزاك اله كل خير أختي الكريمة