faou_ihssan
05-11-2007, 22:53
وَفَاءٌ وذِكرى..
ضَرَبْتَ على عَيْنَيَّ نورًا وقُلْتَ لي *** تَمَهَّـلْ، فـما أضْنَاكَ غيرُ تَعَجُّلِ
وَأَرْشَدْتَنِي خيرَ الرجالِ إلى الضِّيا *** وَعَلَّمْتَني كُـنْـهَ السَّبـيل المُذَلَّلِ
فَإنِّـي وَفِـيٌّ يَا فُـؤَادِيَ مُخْلِصٌ *** لِعَـهْدِكَ مَـشْـدُودٌ إلَـيْكَ بأَكْمَلِي
إلى روحِ من أَحْيَى النُّهَى فِيَّ إنَّنِي *** جَعَلْتُ دُعَائي بالهَـنَاء لَكُمْ ولِـي
وأَصْبَحْـتُ لا أََحْنـُو لغَيرِ مَحَبَّةٍ *** جَعـَلْـتُ بها دارَ المَحَبَّـةِ مَنْزِلِي
أُقِيمُ به جَذْلاَنَ ما عِشْـتُ مُغْـرَمًا *** بِخَيـرِ النَّبِيئِيـنَ الأَغَرِّ المُحَجَّـلِ
لأَنْتَ شِفَاءُ النَّفْسِ يا خَيْـرَ مُرْشِدٍ *** وأنتَ ضِيَاءُ الرُّوحِ يا خيرَ مُرْسَلِ
تَمَلَّـكْـتَ قلـبي فارْتَدَاكَ فصُنْتَهُ *** وعَـقْـلِيَ فاسْــتََشْفَى ولم يَتَعَلَّلِ
وأَحْيَيْـتَ بالحُـبِّ الجَنَانَ فَضُمَّنِي *** إليكَ وخُـذْ قلبي! فما عَادَ بَعْدُ لي
وما لي سِـوَاكُمْ أفْتَـدِيـهِ بمُهجَتِي *** فإنْ شِئْتَ رَوِّ القلبَ أو شِئْتَ أَجْمِلِ
ويَشْكُو النَّوَى قلبي وأنـتَ نَِـزيلُـهُ *** فَـوَا عَجَبًا كيف السُّـلُوُّ بمَحْفِل!
طُوبَى لِلْغُرَبَاء!
غـَريـبٌ أنا بـين البـَرِيَّةِ مُـبْعَدٌ ***وإن كنتُ بين الأهل بالبُعْدِ أَصْطَلِي
غَـرِيبٌ على أرضِ الأَحِبَّـةِ مُفْرَدٌ *** تَرَى شَكْلَهُـمْ عَيني وقلبي بمَعْزِلِ
كأَنـِّيَ والدُّنـيـا فَـلاَةٌ فـلا تُرَى *** حَيَـاةٌ، ولا أدري بها أين مَوْئِلِي؟
تَبَدَّلَ فيـها كـلُّ شيءٍ فأَصْبَحـَتْ *** مَوَاتًا، وأرضُ النـفسِ لم تَتَـبَـدَّلِ
غَرِيـبٌ وإن ضَجَّ الزمانُ بأهلــهِ *** وإن كنتُ أمشي بينهــم لم أُبـَدِّلِ
غريـبٌ أنـا والناسُ بيـنَ مُعَـذِّبٍ *** حِـجَاهُ بأوهـامٍ وبينَ مُـضَلَّـلِ
تَنَاسَوْا هُدَى نُورِ الهُـدَى فتَحَمَّـلُـوا *** خُطُوبًـا تَوَالَتْ بالعَذَابِ المُعَجَّـلِ
ولو أَقْبَلُوا طَوْعًـا عليـه لأَدْرَكُـوا *** مُنَــاهُمْ وأَحْيَى قَلْبَـهُ كُـلُّ مُقْبلِ
فيا قـَوْمِ آهٍ لـو عَـرَفْـتُمْ مَـقَـامَهُ *** لَسَــارَعْتُـمُ تَرْجُونَهُ بِتَـوَسُّـلِ
فمِنْـهُ وذي العرشِ النَّجَـاةُ فأسرِعُوا *** إليه! ومِنْهُ الغَيْــثُ إنْ يُؤْتَ يَهْطِلِ
مَبْعَثُ النُّور
تَلألأ نُـورًا مِنْ "أَلـَسْتُ بِـرَبِّـكُمْ" *** ومِنْ "فَاشْهَدُوا" كالشَّمْسِ تَسْطَعُ مِنْ عَل
كـأنَّ البَـهَـا مـن حُسنِهِ وجَمَالـِه ِ*** كـأَنَّ الضِّـيا من وَجْهِـهِ المُتَهَـلِّـلِ
تَـرَقَّـبـَتِ الدُّنـيـا سَـنَاهُ وإِذْ بَدَا *** وحَـلَّ زَهَـتْ من بَهْجَـةٍ وتَهَـلُّـلِ
فما عَهِدَتْ من قبـلُ حُسْـنًا كحُسْنِـهِ *** ولـولاهُ لـم تُـشْـرِقْ ولم تَتَجَمَّـلِ
سَرَتْ في المَدَى بُشْرَاهُ فاسْتَبْشَرَتْ بِهَا *** قُـلُوبٌ لَـكـَمْ تَاقَتْ لِفَجْرٍ مُفَضَّـلِ
وصَـدَّقَــهُ مِـن آدمٍ مَـن تَعَـرَّفُوا *** عَلَيْهِ مِنَ البُشْرَى، لِعِيـسَى المُبَجَّـلِ
فكيف بِنـَا نَرجُـو سِـوَاهُ ؟ أَغَرّنَـا *** رَخَاءٌ؟ أمِ اشْـتَـقْـنَا لعِـزٍّ مُذَلَّـلِ!
ومـا عـَـزَّ إلاَّ مَــنْ أَتاهُ بـقَلـْبهِ *** وذَلَّ مـنِ اسْتـَعْلَى ولـم يَتـَذَلـَّلِ
ولَــيْـسَ مَـنَـالُ العِزِّ سهلاً وإنما *** يُـنَـالُ بِصَـبْرٍ دَائِـمٍ وَتَـحَـمُّـلِ
وما كُلُّ ما يَرجـو الفـؤاد مُيـَسـَّرٌ *** وَمَا كُـلُّ مَا رَامَ الْفُـؤَادُ بِأَمْـثَــلِ
لاَ تَحْزَن!
فُؤادِيَ لا تَحْزَنْ على غَابِرٍ مَضَـى *** ولا تَحـْسِبَـنْ آتِـيكَ خَيْرَ مُـؤَمَّـلِ
فَقَدْ يَحْمِلُ الآتي الشًَّدَائـِدَ أو يُـرَى *** كَمَا الأَمْسُ أو يَـأْتِي بِمَجْدٍ مُـؤَثَّـلِ
فإنْ كُنْتَ في خَيِرٍ فَصُـنْـهُ ولا تُشِرْ *** إلَيْـهِ ولا تـَعْجَـلْ بِهِ وتَمَـهَّــلِ
ولا تَـتَـرَدَّدْ فـي الأُمُــورِ فَتَنْسَهَا *** وقُـلْ يَـا فُؤادي إِنْ عَزَمْتَ تَوَكَّـلِ
وكُنْ مُطـْمَئِـنًّا في حِـمَـاهُ فإنَّـما *** يُـنَالُ الْهُـدَى بالقلـبِ دونَ تَحَـوُّلِ
ورُشْدُكَ إن تُهْمِـلْ فُؤَادَكَ لَمْ يَـبِـن *** وخَيْرُكَ إنْ تُهْمِـلْ فُـؤَادَكَ يَأْفُــلِ
فمَا زَالَ يَرجُو البـِرَّ مَنْ صَانَ قلبَـهُ *** فَعـَاشَ سعيـدًا لم يـَـذِلَّ لِمُشْكِـلِ
شعر: محمد ياسين العشاب
تاريخ النشر : 05/11/2007
www.aljamaa.net
ضَرَبْتَ على عَيْنَيَّ نورًا وقُلْتَ لي *** تَمَهَّـلْ، فـما أضْنَاكَ غيرُ تَعَجُّلِ
وَأَرْشَدْتَنِي خيرَ الرجالِ إلى الضِّيا *** وَعَلَّمْتَني كُـنْـهَ السَّبـيل المُذَلَّلِ
فَإنِّـي وَفِـيٌّ يَا فُـؤَادِيَ مُخْلِصٌ *** لِعَـهْدِكَ مَـشْـدُودٌ إلَـيْكَ بأَكْمَلِي
إلى روحِ من أَحْيَى النُّهَى فِيَّ إنَّنِي *** جَعَلْتُ دُعَائي بالهَـنَاء لَكُمْ ولِـي
وأَصْبَحْـتُ لا أََحْنـُو لغَيرِ مَحَبَّةٍ *** جَعـَلْـتُ بها دارَ المَحَبَّـةِ مَنْزِلِي
أُقِيمُ به جَذْلاَنَ ما عِشْـتُ مُغْـرَمًا *** بِخَيـرِ النَّبِيئِيـنَ الأَغَرِّ المُحَجَّـلِ
لأَنْتَ شِفَاءُ النَّفْسِ يا خَيْـرَ مُرْشِدٍ *** وأنتَ ضِيَاءُ الرُّوحِ يا خيرَ مُرْسَلِ
تَمَلَّـكْـتَ قلـبي فارْتَدَاكَ فصُنْتَهُ *** وعَـقْـلِيَ فاسْــتََشْفَى ولم يَتَعَلَّلِ
وأَحْيَيْـتَ بالحُـبِّ الجَنَانَ فَضُمَّنِي *** إليكَ وخُـذْ قلبي! فما عَادَ بَعْدُ لي
وما لي سِـوَاكُمْ أفْتَـدِيـهِ بمُهجَتِي *** فإنْ شِئْتَ رَوِّ القلبَ أو شِئْتَ أَجْمِلِ
ويَشْكُو النَّوَى قلبي وأنـتَ نَِـزيلُـهُ *** فَـوَا عَجَبًا كيف السُّـلُوُّ بمَحْفِل!
طُوبَى لِلْغُرَبَاء!
غـَريـبٌ أنا بـين البـَرِيَّةِ مُـبْعَدٌ ***وإن كنتُ بين الأهل بالبُعْدِ أَصْطَلِي
غَـرِيبٌ على أرضِ الأَحِبَّـةِ مُفْرَدٌ *** تَرَى شَكْلَهُـمْ عَيني وقلبي بمَعْزِلِ
كأَنـِّيَ والدُّنـيـا فَـلاَةٌ فـلا تُرَى *** حَيَـاةٌ، ولا أدري بها أين مَوْئِلِي؟
تَبَدَّلَ فيـها كـلُّ شيءٍ فأَصْبَحـَتْ *** مَوَاتًا، وأرضُ النـفسِ لم تَتَـبَـدَّلِ
غَرِيـبٌ وإن ضَجَّ الزمانُ بأهلــهِ *** وإن كنتُ أمشي بينهــم لم أُبـَدِّلِ
غريـبٌ أنـا والناسُ بيـنَ مُعَـذِّبٍ *** حِـجَاهُ بأوهـامٍ وبينَ مُـضَلَّـلِ
تَنَاسَوْا هُدَى نُورِ الهُـدَى فتَحَمَّـلُـوا *** خُطُوبًـا تَوَالَتْ بالعَذَابِ المُعَجَّـلِ
ولو أَقْبَلُوا طَوْعًـا عليـه لأَدْرَكُـوا *** مُنَــاهُمْ وأَحْيَى قَلْبَـهُ كُـلُّ مُقْبلِ
فيا قـَوْمِ آهٍ لـو عَـرَفْـتُمْ مَـقَـامَهُ *** لَسَــارَعْتُـمُ تَرْجُونَهُ بِتَـوَسُّـلِ
فمِنْـهُ وذي العرشِ النَّجَـاةُ فأسرِعُوا *** إليه! ومِنْهُ الغَيْــثُ إنْ يُؤْتَ يَهْطِلِ
مَبْعَثُ النُّور
تَلألأ نُـورًا مِنْ "أَلـَسْتُ بِـرَبِّـكُمْ" *** ومِنْ "فَاشْهَدُوا" كالشَّمْسِ تَسْطَعُ مِنْ عَل
كـأنَّ البَـهَـا مـن حُسنِهِ وجَمَالـِه ِ*** كـأَنَّ الضِّـيا من وَجْهِـهِ المُتَهَـلِّـلِ
تَـرَقَّـبـَتِ الدُّنـيـا سَـنَاهُ وإِذْ بَدَا *** وحَـلَّ زَهَـتْ من بَهْجَـةٍ وتَهَـلُّـلِ
فما عَهِدَتْ من قبـلُ حُسْـنًا كحُسْنِـهِ *** ولـولاهُ لـم تُـشْـرِقْ ولم تَتَجَمَّـلِ
سَرَتْ في المَدَى بُشْرَاهُ فاسْتَبْشَرَتْ بِهَا *** قُـلُوبٌ لَـكـَمْ تَاقَتْ لِفَجْرٍ مُفَضَّـلِ
وصَـدَّقَــهُ مِـن آدمٍ مَـن تَعَـرَّفُوا *** عَلَيْهِ مِنَ البُشْرَى، لِعِيـسَى المُبَجَّـلِ
فكيف بِنـَا نَرجُـو سِـوَاهُ ؟ أَغَرّنَـا *** رَخَاءٌ؟ أمِ اشْـتَـقْـنَا لعِـزٍّ مُذَلَّـلِ!
ومـا عـَـزَّ إلاَّ مَــنْ أَتاهُ بـقَلـْبهِ *** وذَلَّ مـنِ اسْتـَعْلَى ولـم يَتـَذَلـَّلِ
ولَــيْـسَ مَـنَـالُ العِزِّ سهلاً وإنما *** يُـنَـالُ بِصَـبْرٍ دَائِـمٍ وَتَـحَـمُّـلِ
وما كُلُّ ما يَرجـو الفـؤاد مُيـَسـَّرٌ *** وَمَا كُـلُّ مَا رَامَ الْفُـؤَادُ بِأَمْـثَــلِ
لاَ تَحْزَن!
فُؤادِيَ لا تَحْزَنْ على غَابِرٍ مَضَـى *** ولا تَحـْسِبَـنْ آتِـيكَ خَيْرَ مُـؤَمَّـلِ
فَقَدْ يَحْمِلُ الآتي الشًَّدَائـِدَ أو يُـرَى *** كَمَا الأَمْسُ أو يَـأْتِي بِمَجْدٍ مُـؤَثَّـلِ
فإنْ كُنْتَ في خَيِرٍ فَصُـنْـهُ ولا تُشِرْ *** إلَيْـهِ ولا تـَعْجَـلْ بِهِ وتَمَـهَّــلِ
ولا تَـتَـرَدَّدْ فـي الأُمُــورِ فَتَنْسَهَا *** وقُـلْ يَـا فُؤادي إِنْ عَزَمْتَ تَوَكَّـلِ
وكُنْ مُطـْمَئِـنًّا في حِـمَـاهُ فإنَّـما *** يُـنَالُ الْهُـدَى بالقلـبِ دونَ تَحَـوُّلِ
ورُشْدُكَ إن تُهْمِـلْ فُؤَادَكَ لَمْ يَـبِـن *** وخَيْرُكَ إنْ تُهْمِـلْ فُـؤَادَكَ يَأْفُــلِ
فمَا زَالَ يَرجُو البـِرَّ مَنْ صَانَ قلبَـهُ *** فَعـَاشَ سعيـدًا لم يـَـذِلَّ لِمُشْكِـلِ
شعر: محمد ياسين العشاب
تاريخ النشر : 05/11/2007
www.aljamaa.net