مشاهدة النسخة كاملة : من هم عباد الرحمن فى القران



krit01
16-11-2007, 15:10
احبتى فى الله
بحبكم لازم لازم لازم تحبوني

{وعباد الرجمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاماً}

يعطينا الحق-تبارك و تعالى- صورة للعبودية الحقة , ونموذجاً للذين اتبعوا المنهج , كأنه – سبحانه و تعالى – يقول لنا : دعكم من الذين أعرضوا عن منهج الله و كذبوا رسوله ,

وانظروا إلى أوصاف عبادى الذين آمنوا بى , ونفذوا أحكامى , وصدقوا رسولى.

نقول : عباد و عبيد. و التحقيق أن (عبيد) جمع لعبد.
.وأن (عباد) جمع لعابد
مثل : رجال جمع راجل : { واذن فى الناس باحج يأتوك رجالاً..}

إذن : عبيد غير عباد .

وسبق أن تحدثنا عن الفرق بين العبيد و العباد ,
فكلنا عبيد لله تعالى : المؤمن و الكافر , والطائع و العاصى ,
فما دام يطرأ عليه فى حياته ما لا يستطيع أن يدفعه مع أنه يكرهه فهو مقهور
,
فالعبد الكافر الذى تمرد على الإيمان بالله , وتمرد على تصديق الرسول , وتمرد على أحكام الله فلم يعمل بها . فهل بعد أن ألف التمرد يستطيع أن يتمرد على المرض إن أصابه ؟

أو يستطيع التمرد على الموت إن حل بساحته ؟
إذن : فأنت عبد رغماً عنك ,

وكلنا عبيد فيما نحن مقهورون عليه , ثم لنا بعد ذلك مساحة من الأختيار .

أما المؤمن فقد خرج عن اختياره الذى منحه الله فى أن يؤمن أو يكفر , و تنازل عنه لمراد ربه , فاستحق أن يكون من عباد الله {وعباد الرحمن.. (63)} <الفرقان>

فنحن وإن كنا عبيداً فنحن سادة لأننا عبيد الرحمن لذلك كانت حيثية تكريم الله لرسوله (صلى الله و عليه وسلم) فى الإسراء هى عبوديته لله تعالى , حيث قال : {سبحان الذى أسرى بعبده..(1)}<الإسراء>

فالعبودية هى علة الارتقاء.
فلما أخلص رسول الله العبودية لله نال هذا القرب الذى لم يسبقه إليه بشر .

لذلك وصف الملائكة بأنهم {عباد مكرمون}

وباستقراء الآيات لم نجد سوى آية واحدة تخالف فى ظاهر الأمر هذا المعنى الذى قلناه فى معنى العباد , وهى قوله تعالى فى الكلام عن الآخرة : { أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء} فقال للضالين (عبادى) وهى لا تقال إلا للطائعين , لماذا ؟

قالوا : لأن فى القيامة لا اختتيار لأحد ,
فالجميع فى القيامة عباد , حيث انتفى الاختيار الذى يميزهم .

و العلماء يقولون : إن العباد تؤخذ منها العبادية , وأن العبيد تؤخذ منها العبودية :

العباديةفى العباد أن يطيع العابد أمر الله , وينتهى عن نواهيه طمعاً فى ثوابه فى الآخرة , وخوفاً من عقابه فيها ,
إذن : جاءت العبادية لأخذ ثواب الآخرة وتجنب عقابها .

أما العبودية فلا تنظر إلى الآخرة , إنما إلى أن الله تعالى تقدم بإحسانه على عبيده إيجاداً من عدم , وإمداداً من عدم , وتربية وتسخيراً للكون ,
فالله يستحق بما قدم من إحسان أن يطاع بصرف النظر عن الجزاء فى الآخرة ثواباً أو عقاباً .

أما العبودية فهى : ألأ ينظر العبد إلى ما قدم من إحسان , ولا ما آخر من ثواب وعقاب , وإنما ينظر إلى أن جلال الله يستحق أن يطاع , وإن لم يسبق له الإحسان , وإن لم يأت بعد ذلك ثواب وعقاب .

وإن كانت العبودية مكروهة فى البشر كما قال أحد الساسة : متى استعبدتم الناس , وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟
ذلك لأن العبودية للبشر يأخذ السيد خير عبده ,

أما العبودية لله تالى فعز وشرف , حيث يأخذ العبد خير سيده , فهى عبودية سيادة , لا عبودية قهر .

فحين تؤمن بالله يعطيك الله الزمام :
يقول لك : إن أرت أن أذكرك فاذكرنى ,
وفى الحديث القدسى : (( من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى , ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم )) وإن كان – سبحانه وتعالى – يستدعيك إلى خمس صلوات فى اليوم و الليلة , فما ذلك إلا لتأنس بربك , لكن أنت حر تأتيه فى أى وقت تشاء من غير موعد , وأنت تستطيع أن تحدد بدء المقابلة ونهايتها وموضوعها .. إلخ , فزمام الأمر فى يدك .

وقد تعلم سيدنا رسول الله خلق الله , فكان إذا وضع يده فى يد أح الصحابة ييسلم عليه لا ينزع يده منه حتى يكون هو الذى ينزع يده من يد رسول الله , وهذا أدب من أدب الحق – تبارك وتعالى –

إذن : فالعبودية لله تعالى عبودية للرحمن , لا عبودية لجبار .

وأول ما نلحظ فى هذه الآية أنه تعالى أضاف العباد إلى الرحمن , حتى لا يظن أن العبودية لله ذلة , وأن القرآن كلام رب وضع بميزان ,
ثم يذكر – سبحانه وتعالى – صفات هؤلاء العباد ,
صفاتهم فى ذواتهم ,
وصفاتهم مع مجتمعهم ,
وصفاتهم مع ربهم ,
وصفاتهم فى الاررتقاء بالمجتمع إلى الطهر و النقاء

abdelkader
19-11-2007, 16:08
مشكور أخي الفاضل على الموضوع القيم

نسال الله تعالى أن يكون في الميزان المقبول إن شاء الله

krit01
19-11-2007, 19:42
أمين يا رب و انت من أهل الجزاء و الاحسان

waled-sied
19-11-2007, 23:00
بارك الله فيك وفي كل خير وجزاك عنا خير الجزاء

krit01
21-11-2007, 15:01
أمين يا رب و انتم من اهل الجزاء و الاحسان