مشاهدة النسخة كاملة : الكمال الخلقي



hasnaa
18-11-2007, 19:57
...بالخلق الكريم أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وأحبابه. قال عالم الصحابة معاذ بن جبل رضي الله عنه: "كان آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت رِجلي في الغرز أنْ قال: "يا معاذ! أحسن خُلُقكَ للناس". رواه الإمام مالك في الموطإ. وقال صلى الله عليه وسلم: "بُعثت لأتمم حسن الأخلاق". حديث صحيح في الموطإ عن مالك بن أنس رضي الله عنه. وروت أمنا عائشة رضي الله عنها عنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن المومن لَيدرك بحسن خلقه درجةَ الصائم القائم". رواه أبو داود بسند صحيح. وروى الترمذي عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أكمل المومنين إيمانا أحسنُهم خلُقا وألطفُهم بأهله".

وبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكاملين والكاملات في الأخلاق فقال: "إن من أحَبكم إليَّ وأقرَبكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسِنكم أخلاقا. وإن أبغضكم إلي وأبعدَكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون". قالوا: يا رسول الله! قد علمنا الثرثارون والمتشدقون. فما المتفيقهون؟ قال: "المتكبرون". رواه الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه بسند حسن.


هذه هي الوصايا المباركة. وننزل إلى أرض الابتلاء والاختبار ليعلم الله تعالى مدَى صِدْق ما ندّعيه لأنفسنا من جهاد. قال تعالى: "ولنبلوكم حتى نعلمَ المجاهدين منكم والصابرين ونبْلُوَ أخباركم". محمد، الآية32. هو سبحانه يعلم، لكن قدَره يظهر على أيدينا في أرض الواقع. إما أن نصبر ونواظب ونتحمل الناس وأذاهم فيكون جهادنا حقا، وإما أن يخوننا الصبر وتُعوِزَنا الأخلاق والمخالقة فتكون دعوانا اسما على غير مُسمى. من الآية نأخذ أن الصبر والجهاد متلازمان. ومن معنى الصبر نأخذ أنه امتلاك النفس. وامتلاك النفس وحملها على مكاره الشهوة والهوى، ومحاب الله ورسوله، رأس الأخلاق. وكمال الأخلاق كمال في الدين.

سنة الله تعالى أن يمتحن المومنين والمومنات، قال جل وعلا: "لتُبلوُنَّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعُن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيرا. وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور". آل عمران، الآية186.


ونقرأ من الآية التاسعة من سورة إبراهيم كيف آذى الأقوام رسلهم، وكيف قالت لهم رسلهم: "ولنصبرَنّ على ما آذيتمونا. وعلى الله فليتوكل المتوكلون".إبراهيم، الآية15.


ونقرأ كيف يربط الله على قلب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بضرب الأمثال وقص تاريخ الرسل عليهم السلام. ويقول له: "ولقد كذبتْ رسل من قبلك فصبروا على ما كُذِّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا. ولا مبدِّلَ لكلمات الله. ولقد جاءك من نبإ المرسلين". الأنعام، الآية35.


أذى وصبر نقرأهما في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وتَوكّل على الله لا بد منه، ونصر من عنده سبحانه يأتي مع التوكل والتوكل…


* تنوير المؤمنات للأستاذ المرشد عبد السلام ياسين حفظه الله، الجزء الثاني : ص 53/54.

abdelkader
19-11-2007, 22:32
جزاك الله كل خير أختي الكريمة

على الموضوع القيم

krit01
19-11-2007, 22:44
جزاك الله كل خير أختي الكريمة

salomy
21-12-2007, 16:10
السلام عليكم ورحمة الله سلمت يداك اختي

hassan_1677
22-12-2007, 17:00
جزاك الله كل خير أختي الكريمة

على الموضوع القيم

saidsh
30-12-2007, 02:14
جزاكي الله خيرا على الموضوع القيم


جعله الله في الميزان المقبول

توفيق
11-06-2008, 13:01
بوركتي أختي على الموضوع..
اللهم ارزقنا صبراً وحسن التوكل عليك..أمين.

واقترن الصبر بالتوكل على الله في مواضع منها : (الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) 42 النحل..
فالصبر بداية وأول طريق السلوك إلى الله تعالى والتوكل هو آخر الطريق ومنتهاه.. والله أعلم...