مشاهدة النسخة كاملة : الــرزق مــن اللــه.. ولــيــس مــن رام اللــه



abdelkader
19-11-2007, 16:31
http://21za.com/pic/salam_kalam005_files/46.gif

http://www.islammemo.cc/media/Palestine/وفي%20السماء%20رزقكم.jpg


غــزة - مــفــكــرة الإســلام :



قبل شهرين وفي أواسط شهر يوليو حيث تصل درجات الحرارة إلى أعلى معدل لها في قطاع غزة أراد المواطن أبو عبد الله الذهاب لصلاة الظهر, ونظرًا لأن الحر شديد لبس قبعة على رأسه.. ولكن هذه القبعة كانت قبعة خضراء تحمل عليها كلمة التوحيد أو بالأحرى قبعة حمساوية خضراء كما هو متعارف عليه في الشارع الفلسطيني.. صلى أبو عبد الله وعاد إلى بيته, ومرت الأيام وحال أبي عبد الله كحال بقية الموظفين ينتظر الأخبار يومًا بيوم ويترقب نزول الرواتب للصراف.. فهذا غالب حديث الموظفين الذين يعانون الأمرين بسبب الحصار وقطع الرواتب, وما أن سمع نزول الرواتب حتى هرع أبو عبد الله للصراف أملاً في شراء حاجيات البيت في بداية شهر رمضان المبارك.. وعندها كانت الطامة الكبرى.. الراتب لم ينزل.. فراتب أبي عبد الله ضمن قائمة الرواتب التي تم قطعها من قبل حكومة رام الله, الأمر الذي أصابه بصدمة نفسية كبيرة.. فأبو عبد الله بلغ العقد الرابع من عمره ولديه من الأبناء سبعة ولم يكن في يوم من الأيام منتميًا لأي تنظيم على الساحة الفلسطينية.. فهو لم يكمل دراسته وإنما يعمل آذن في إحدى المؤسسات الحكومية..
حاول أبو عبد الله جاهدًا أن يعرف الأسباب التي أدت إلى قطع راتبه ولماذا يقطع راتبه, فعناصر حركة المقاومة الإسلامية والقوة التنفيذية التي تعمل على حفظ الأمن تم قطع رواتبهم من قبل حكومة فياض برام الله.. ولكن ما ذنبه هو؟! فهو من عوام الناس ولا دخل له في العمل التنظيمي التابع لحماس ولم ينخرط في المقاومة التي أعلنت حكومة فياض الحرب عليها.. وبعد محاولات حثيثة.. ذهب لأحد قيادات فتح في منطقته الذي قام بدوره بالاتصال برام الله في اللجنة العسكرية التي أخذت على عاتقها قطع رواتب المساكين.. فتبين أن السبب هو التقاط صورة لأبي عبد الله وهو يرتدي قبعة تابعة لحركة حماس والصورة موجودة بحوزة الأجهزة التابعة لحكومة رام الله.. إذن السبب تقرير كيدي لا يحمل أية إنسانية بل حتى لا يحمل أية توثيقات أمنية, ولكن هذه هي سياسة معاقبة كل من ينتمي للمقاومة أو لحركة حماس, فالأموال التي تم رفع القيود عنها محرمة على حماس وأنصارها وعلى ما يبدو من يرفع قبعتها أيضًا!!!
من يزور مقر القوة التنفيذية يقطع راتبه:
حادثة أخرى كشفها إسلام شهوان الناطق باسم القوة التنفيذية لمفكرة الإسلام لرجل قدم لزيارته شخصيًا في مقر السرايا الكائن وسط مدينة غزة, وبعدها بأيام فوجئ ذلك الرجل بقطع راتبه وبعد التحقق لمعرفة أسباب قطع لراتب تبين أن تلك الزيارة كانت وراء قطع راتب ذلك المسكين.
وهكذا سياسة حكومة فياض في محاربة الناس في لقمة عيشهم وفي أرزاقهم مع ما تحمل هذه الحرب من تنازلات عن أدنى مقومات الإنسانية والأخلاق, فضلاً عن المخالفة الشرعية والمغضبة لرب العالمين سبحانه وتعالى.

حــكــومــة فــيــاض : مــن قــصــّر كــافــأنــاه ومــن جــدّ عــاقــبــنــاه !!

فقد دأبت حكومة فياض على زرع عملاء لها وسط المجتمع الفلسطيني بداخل غزة ومراقبة كل من هو مخلص لدينه ويقوم بعمله على أتم وجه, ومن ثم يتم قطع راتبه, فمن قصر في واجبه ومن ترك المرضى في المستشفيات ومن خان الله ورسوله في الأمانة التي أوكلت إليه تقوم حكومة فياض بمكافأته, ومن صمد وثبت وأدى الأمانة الموكلة إليه ولم يقبل الابتزاز فإنه لا محالة سيتعرض راتبه للقطع؛ لأن هذه الأموال التي حررتها تل أبيب وواشنطن إنما حررت لبث الفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني, وعملاً بالآية التي قال الله فيها: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله}.
حوادث يندى لها الجبين.. فحكومة حماس محاصرة وبالكاد تعمل على دفع رواتب عناصر القوة التنفيذية وبعض الذين قطعت رواتبهم وهم الذين يعملون على حفظ الأمن وتقديم الخدمات لأبناء غزة المحاصرة.. قبل نحو ثلاثة أسابيع كان الوضع الصحي في المستشفيات ينذر بكارثة إنسانية, فقد دعت حكومة فياض الأطباء إلى لزوم بيوتهم وعدم تقديم خدماتهم, ومن يخالف سيتم قطع راتبه, فالتقارير يوميًا يتم إرسالها إلى رام الله, والعملاء يجب أن يثبتوا لحكومة فياض أنهم يقومون بالواجب على أتم وجه في خطوة تثبت مدى انحطاط الهيئة الحاكمة في رام الله.. وزاد الطين بلّة عندما وقع اجتياح لمنطقة "أبو هجرس" شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قبل نحو ثلاثة أسابيع ووقع العديد من الجرحى.. وعند نقلهم للمستشفيات.. لم يكن هناك عدد كاف من الأطباء والممرضين لتقديم الخدمات العلاجية للجرحى الذين كانوا يدافعون عن ثرى فلسطين الجريحة..
الأمر ليس غريبًا, فالسلطة الفلسطينية بقيادة عباس وفياض ودحلان, وكما عوّدتنا خلال فترة حكمها لغزة فهي تبذل الغالي والنفيس من أجل التجسس على رجال المقاومة, ولعل أطنان الوثائق التي عثر عليها في المقرات الأمنية التي سيطرت عليها حركة حماس لهي أكبر دليل على ذلك.

الــتــقــاريــر الــكــيــديــة أصــابــت عــنــاصــر فــتــح !!

لكن الغريب في الأمر هو أن تطال هذه التقارير أنصار وعناصر حركة فتح, فقد كشف منتسبو الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لحكومة فياض في غزة حقيقةَ التقارير التي يرسلها عملاء الحكومة والتي كانت سببًا في قطع رواتبهم على الرغم من أنهم من أنصار الحكومة.
وقال منتسبو الأجهزة الأمنية في بيان لهم: إن ما نسبته 60% من التقارير المرسلة كانت كيدية, ولذلك فإننا نطالبهم بإرجاع الحقوق لأصحابها فورًا وإعادة النظر في الآلية التي يقومون على أساسها بالفصل.
وطالب منتسبو الأجهزة الأمنية، اللجنة العسكرية التابعة لحكومة فياض بتوخي الدقة فيمن تقوم بفصلهم من عملهم, وذلك بواسطة التقارير الكيدية المُرسلة إليها.
ويبدو من ذلك أن رواتب الكثيرين من منتسبي الأجهزة الأمنية قد قُطعت بناءً على تقارير مكذوبة وكيدية وتصفية حسابات داخلية, الأمر الذي أثار حفيظة أنصار حركة فتح ومنتسبي الأجهزة الأمنية وجعله السبب الرئيس وراء الاستقالة الجماعية لقيادة حركة فتح بغزة بعد عجزها عن دفع رواتب أنصارها الذين ينفذون أوامر فتحاوية, ومن ثم تقطع رواتبهم في صورة تعكس حالة الترهل التي تعيشها حركة فتح من الداخل.

مــرســلــو الــتــقــاريــر.. مــجــمــوعــة مــارقــة :

رئيس نقابة الموظفين في القطاع العام المهندس علاء الدين البطة اعتبر أن المجموعة المسئولة عن إرسال التقارير الكيدية إلى رام الله مجموعة مارقة, ويجب أن يعاملوا معاملة العملاء.
وأضاف البطة في تصريحات خاصة لمفكرة الإسلام بأن الوزارة لديها بعض الأسماء والتي لابد من فضحهم ونشرهم في قوائم في المحافل وعلى أبواب المساجد وفي كل مكان على حد قوله.
وقال المهندس البطة: من يرتضي أن يكون جاسوسًا لحكومة فياض من السهل جدًا أن يكون عميلاً للاحتلال الصهيوني؛ لأن هذه النفوس المريضة هي من يبحث عنها الاحتلال الصهيوني لتجنيدها لمصلحته على حد قوله.
وأكد المهندس البطة أن ذلك يشكل قطع الرواتب يشكل عبئًا كبيرًا على الحكومة خاصة أن موارد الحكومة مقلصة ومحاصرة من قبل أطراف عدة, هذا إضافة إلى قرار إيقاف جباية الضرائب والذي قامت حكومة فياض بإصداره لزيادة الخناق على الحكومة.
وحول فحوى الرسالة التي أرسلتها نقابة الموظفين إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية وإلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لشرح قضية منع الرواتب من قبل حكومة فياض أجاب المهندس البطة بأن الرسالة تضمنت كشف حقيقة فريق حكومة فياض الذي يستخدم الأموال التي تصله من الدول العربية لأغراض تتفق مع توجهات فريق عباس الضيقة والمتمثلة في الإنفاق على الحملات الدعائية التابعة لحركة فتح, وشراء الشقق والبذخ هنا وهناك, لافتًا إلى ضرورة رعاية الأموال التي ترسل من أجل صمود الشعب الفلسطيني أمام العدوان الصهيوني لا من أجل ابتزازه وتركيعه.
وأشار المهندس البطة إلى أنه ينبغي وضع حل سريع لقضية قطع الرواتب والتعاطي مع المسألة بكل شفافية, محذرًا من خطورة هذا الأمر قائلاً: نحن أمام نكبة جديدة إذا لم يتم حل سريع لهذه القضية.

أبــنــاء الــحــركــة الإســلامــيــة لا يــهــابــون الــتــقــاريــر الــكــيــديــة :

أكد المهندس البطة أن التقارير الكيدية التي يرسلها عملاء رام الله لا تؤثر كثيرًا في الموظفين الذين يحملون توجهات إسلامية ويجاهدون من أجل إنجاح المشروع الإسلامي, لافتًا إلى أن البعض من الموظفين الملتزمين دينيًا ومن حملة الفكر الإسلامي السليم لا يتقاضون رواتبهم, بل ومع ذلك يأتون إلى أماكن عملهم على نفقتهم الخاصة, في حين أن الكثير ممن يحسبون على التيار الفتحاوي يتقاضى أكثر من ألف دولار من حكومة فياض ويجلس في بيته ولا يخدم أمته.
وأشار المهندس البطة أن هؤلاء المتمسكين بدينهم وثوابتهم يعتبرون التزامهم بخدمة إخوانهم المسلمين صورة من صور الجهاد في سبيل الله, لافتًا إلى أن أبناء الحركة الإسلامية لا يأبهون كثيرًا بالتقارير المرسلة إلى رام الله لأن رسالتهم أسمى وأعلى من ذلك.

رئـيـس نـقـابـة الـمـوظـفـيـن ضـحـى بـراتـبـه لـنـجـاح الـمـشـروع الإسـلامـي :

وتحدث المهندس البطة عن نفسه قائلاً: كنت قبل نجاح حماس في الانتخابات أتقاضى راتبًا يزيد على 1400 دولار وكنت أعمل ما بين 6 إلى 7 ساعات, ولكنني اليوم أعمل في حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية وأتقاضى ما يقارب 750 دولارًا وأعمل أكثر من 14 ساعة يوميًا, مشيرًا إلى أنه لم يتقاضَ 50% من مستحقاته منذ توليه منصبه, معتبرًا ذلك جهادًا في سبيل الله وسعيًا من أجل إنجاح المشروع الإسلامي.
ومما يؤكد ذلك أن مفكرة الإسلام حاولت ولمدة ثلاثة أيام الوصول للمهندس علاء الدين البطة رئيس نقابة الموظفين في القطاع العام للحصول على التوضيحات السابقة ولم نتمكن من ذلك إلا خلال طريق عودته من عمله الساعة التاسعة والنصف ليلاً بسبب انشغاله في العديد من قضايا الموظفين.

رابــطــة عــلــمــاء فــلــســطــيــن : مــرســل الــتــقــاريــر الــكــيــديــة آثــم :

اعتبر الدكتور نسيم ياسين أمين سر رابطة علماء فلسطين أن إرسال "التقارير الكيدية" يندرج تحت إطار التجسس وتتبع عورات المسلمين, مستشهدًا بقوله تعالى: {ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا} وأشار أيضًا إلى أن هذا الأمر وهو إرسال التقارير الكيدية يندرج تحت الآية التي تقول: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وأن هذا الأمر من الأمور التي فيها إساءة وإفساد في المجتمع ومن يرسلها فهو آثم.
واعتبر الدكتور ياسين في تصريحات خاصة لمفكرة الإسلام أيضًا أن إرسال التقارير إلى رام الله بهدف قطع الراتب جريمة نكراء, مشددًا على فظاعة الجريمة خاصة أنها بحق أناس يقومون بواجبهم, في إشارة إلى التقارير الكيدية التي طالت من يلتزم بمهامه وأدائه لوظيفته وخدمته لأبناء المسلمين.
وعدّ ياسين من يقومون بإرسال التقارير أو "الوشاة" على حد قوله بأنهم أصحاب فتن, مشيرًا إلى أن عقابهم ينبغي أن يكون شديدًا, على حد قوله.
وطالب ياسين بتقديم هؤلاء الوشاة إلى محاكمة عادلة قائلاً: من حق الإمام أن يحاسب هؤلاء وأن يقدموا للمحاكمة خاصة أنهم يكتبون التقارير على المحسنين من أبناء شعبنا الفلسطيني.
وحول أثر هذه التقارير على لحمة وتلاحم الشعب الفلسطيني أجاب الدكتور ياسين بأن هؤلاء الوشاة يعملون على شرخ الصف الفلسطيني, فنجد هؤلاء يقسمون الشعب الفلسطيني إلى فريقين.. فريق يتجسس وفريق يحقد على الفريق الآخر, وكلها تؤدي إلى التباغض والحسد ونشر الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع الفلسطيني الواحد.

الــرزق مــن اللــه, ولــيــس مــن رام اللــه :

وقدم ياسين مواساته لمن قطع راتبه قائلاً: نقول لمثل هؤلاء: إن الله يبتليهم ويمتحنهم في الدنيا ويدخر لهم أجر صبرهم في الآخرة, وأن الرزق من الله لا من عبد الله ولا من رام الله, وإن البشر مهما تكالبت على الإنسان, فلن يصيبه إلا ما كتب الله له لا ما كتبه سلام فياض ولا غيره.
وأضاف: يجب أن يطمئن الإنسان المسلم, وأن هذا الابتلاء ليرى الله أيصبر هذا المؤمن أم لا.

قــطــع الــراتــب.. وقــود لــتــغــذيــة الإيــمــان :

وهكذا هي الحرب على رجال المقاومة حتى في لقمة عيشهم وعلى كل من يحارب بني صهيون لابد أن يدفع الثمن غاليًا, وفي أبسط الأمور التي تتعلق بالحياة, ولكن من المؤكد أن من يحمل عقيدة صحيحة في نفسه لن يساوم ولن يبيع دينه وقدسه من أجل دريهمات معدودة.. فالنبي صلى الله عليه وسلم حوصر في شعب أبي طالب لكنه خرج من الحصار أقوى مما كان عليه قبله.. ولن تكون محاصرة المجاهدين ومحاربتهم في لقم عيشهم إلا سببًا في زيادة قوتهم الإيمانية وإن أخلصوا واحتسبوا حصارهم من أجل الله سبحانه وتعالى سيكون قطع الراتب بمنزلة الوقود الذي يغذي إيمان وقوة يقين المجاهدين في سبيل الله, حيث إن من صبر على قطع الراتب لابد أن يفتح الله له بابًا آخر, فالمولود عندما يخرج من بطن أمه ويقطع حبله السري يفتح له الله بابين للرزق من ثديي أمه حتى إذا ما فطم يفتح له أربع أبواب وهي الماء واللبن واللحم والنبات, حتى إذا ما مات وكان مؤمنًا حقًا فتح الله له أبواب الجنة الثمانية.

الأسد الجريح
19-11-2007, 17:22
مشكور أخي الكريم على الموضوع و لكن للأسف الكثير من الناس يتوهمون أن الرزق من أمريكا و إسرائيل...

abdelkader
19-11-2007, 19:34
جزاك الله كل خير أخي الكريم على مرورك الطيب