مشاهدة النسخة كاملة : الـعـائـدون مـن الـحـرب... مـتـاعـب عـديـدة ومـحـاولات للـمـسـاعـدة



abdelkader
21-11-2007, 21:33
http://21za.com/pic/salam_kalam005_files/46.gif

http://www.islammemo.cc/media//جندي-يبكي.jpgدراسة: زيادة مطردة في مشاكل الصحة العقلية بين الجنود العائدين



مــفــكــرة الإســلام :


لا تزال قضية رعاية الجنود الأمريكيين العائدين من الحرب في العراق وأفغانستان تمثّل حرجًا بالنسبة للإدارة الأمريكية؛ وخاصة منذ كشف اللثام عن فضيحة مركز "والتر ريد" العسكري بواشنطن، والتي كانت قد أطاحت بوزير الجيش "فرانسيس هارفي" مطلع العام الجاري. وقد أولت المؤسسات الحكومية بالولايات المتحدة مؤخرًا اهتمامًا حثيثًا، سواء على مستوى الرعاية البدنية للجنود المصابين والمبتورين أو الرعاية النفسية للجنود الذين يعانون من مشكلات بالصحة العقلية؛ وذلك في محاولة منها لتهدئة الانتقادات التي تتهمها بالتقصير، وتتهم إدارة الرئيس "جورج دبليو بوش" بعدم الكفاءة.

حول دراسة حديثة أفادت بتضاعف أعداد الجنود الذين يواجهون مشاكل في الاندماج والعلاقات بعد عودتهم إلى الوطن بنسبة أربعة أضعاف، ومساعي وزارة الدفاع لتطوير عملية الفحص النفسي للجنود؛ نشر موقع صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية في 14 نوفمبر مقالاً للصحافي "جوردون لابولد" جاء فيه:

بعد مرور ما يقرب من نحو خمسة أعوام على الحرب في العراق، فإن الجيش الأمريكي قد بدأ في اتخاذ خطوات تهدف إلى تحسين العملية التي يتم من خلالها توقيع الفحص الصحي على الجنود العائدين من ميدان الحرب.

ويواجه الكثيرون متاعب في الانتقال من مخاطر العمليات القتالية إلى الروتين العادي في وطنهم، غير أنه في بعض الأحيان يكون مجرد تحديد المشكلة هو القضية الأساسية.

وقد طوّر الجيش عملية الفحص بإضافته لتقييم ثانٍ للصحة العقلية، يُجرى بعد نحو 3- 6 أشهر بعد الفحص المبدئي، الذي يتم بمجرد عودة الجنود من الحرب. وقد خوّل هذا الفحص الثاني للجيش إمكانية الكشف عن أنواع الاضطراب بين جنوده: حيث وجد زيادة في مشاكل العلاقات تقدّر بأربعة أضعاف، مقارنة بتلك التي كانت قد وردت في التقييم الأول، وكذلك تصاعد في حالات الاكتئاب الرئيس بين الكثيرين، إلى جانب زيادة في تعاطي الكحول.

وقال العقيد "تشارلز ميليكن"، وهو طبيب نفسي بالجيش، خلال اجتماع إعلامي للجيش مع الصحافيين أُجري مؤخرًا: "إن الفكرة في مجملها (هي) أننا نحاول الوقوف على تلك المشكلات في وقت مبكر، قبل تحوّلها إلى حالة تشخيصية؛ على أمل التدخل ومنعها من أن تصبح كذلك".

وأوضح د. ميليكن واثنان آخران من المسئولين الطبيين بالجيش في مقال نشرته جريدة الرابطة الطبية الأمريكية يوم الأربعاء أنه، على سبيل المثال، هناك نحو 3.5% من الجنود النظاميين أورد الفحص الأول لهم معاناتهم من مشاكل في العلاقات. وخلال إعادة التقييم لنفس المجموعة، والذي أُجري بعد ستة أشهر، قفزت تلك النسبة إلى 14%.

وبالمثل وجد المسئولون الطبيون بالنسبة للجنود النظاميين ممن أورد فحصهم معاناة من مشاكل اضطرابات ما بعد الصدمة. فخلال التقييم المبدئي سجّل 11.8% معاناتهم من مشاكل تتعلق بالاضطراب؛ بينما تصاعدت تلك النسبة إلى 16.7% خلال التقييم الثاني. وكذلك الجنود الذين سجلوا مشاكل تتعلق بالاكتئاب ارتفعت نسبتهم من 4.7% إلى 10.3%. وفي الفحص الثاني، قال ما يقدر بنحو 12% إنهم يتعاطون الكحول. أما في المجمل، فإن الجنود الذين يُعتقد أنهم يواجهون خطر الوقوع بمشاكل الصحة العقلية قد قفزت نسبتهم من 17% إلى 27%.

وقد تزايدت تقارير المشكلات النفسية ربما بصورة أكثر دراماتيكية بين جنود الاحتياط، إلا أن مسئولي الجيش يرون أن جزءًا كبيرًا من تلك الزيادة يعود إلى إدراكهم ـ جنود الاحتياط ـ أن مدى تغطية الرعاية الصحية الخاصة بهم سينفذ بصورة أسرع من ذلك الخاص بالجنود النظاميين. ويتوقّع مسئولو الجيش أنه بالرغم من أن التغطية الطبية لجنود الاحتياط تستمر بعد عودتهم، فإنهم الأكثر احتمالاً لتسجيل مشكلات نفسية أثناء التقييم الثاني. وقد اعتمدت الدراسة على ردود ما يقرب من أكثر من 88.000 جندي.

إن الانتقال من وسط القتال إلى الحياة في الوطن دائمًا ما يكون أمرًا صعبًا. كما أن الطول غير المتوقع لمدة الحرب في العراق قد أثار تحديات إضافية أمام وزارة الدفاع، التي لم تكن برامجها لإعادة التقييم مُعدة في البداية لمثل عمق تلك المشكلات وعددها.

وتعتمد العديد من البرامج داخل الوحدة العسكرية على المرشدين الدينيين التابعين للجيش، والذين يقومون بإعداد الجنود للانتقال إلى الوطن بينما لا يزالون قيد الانتشار. ونموذج لذلك جندي عاد للوطن بعد عام من الانتشار، وحاول من أجل فرض سلطته.

وكتب اللواء "كريج وايتسايد"، المسئول التنفيذي عن إحدى كتائب الجيش، في رسالة بريد إلكتروني مع قرب انتهاء فترة انتشار استمرت 15 شهرًا بمنطقة جنوبي بغداد: "وقد أدى ذلك إلى خلافات مباشرة مع عائلته، التي كانت تتدبر أمورها بصورة جيدة دون الجندي، ولا تتقبل واقع أنه يُقحم نفسه في شئونهم". وأضاف وايتسايد: "بالتأكيد علمت بذلك منذ فترة طويلة وأعرف جيدًا، لكن مرشدنا الديني بذل مجهودًا طيبًا في توضيحه".

ويقول المسئولون العسكريون إن أنواع المشاكل التي يواجهها الجنود عادة لا تظهر إلا بعد هدوء نشوة العودة إلى الوطن، واستقرار المجند أو المجندة في إطار روتين حياتهم اليومية.

وسوف تتيح المبادرات الجديدة لوزارة الدفاع ربما فحوصات صحية أكثر لجميع الجنود كل عام. إلا أنه يتوجب على الجيش التعامل بتوازن وحرص عندما يتعلق الأمر بمسألة فحص الجنود؛ نظرًا لأن هناك ما يمكن تسميته بـ"الفحص الزائد"، بحسب مسئولين عسكريين.

وقال العميد العسكري "ستيفن جونز"، مساعد كبير الأطباء بإدارة "نشر القوات" بالقيادة الطبية في الجيش الأمريكي، خلال اللقاء نفسه مع الصحفيين، والذي عُقد الأسبوع الماضي قبل إعلان نتائج الدراسة: "لو أننا وجهنا لهم سؤال "هل تعانون من أعراض مرضية؟" أكثر مما ينبغي، فإننا ربما نحثهم على ذلك".

وبينما تتلاشى أية دلائل على نهاية سريعة للحرب في العراق، فإن مسئولين بوزارة الدفاع وخارجها قد بدءوا في الإعراب عن قلقهم بشأن منحى الجيش فيما يتعلق بالصحة العقلية لمرحلة ما بعد القتال. وكان الجيش في عام 2005 قد بدأ برنامجًا تجريبيًا لبرنامجه الخاص بالفحص الثاني، وقام بتطبيقه في جميع قطاعاته عام 2006. وأصدر الكونجرس العام الماضي أمرًا بتشكيل مجموعة عمل سُميت فيما بعد بـ"فريق العمل المعني بالصحة العقلية التابع لوزارة الدفاع"، والذي قام بعمل ما يقرب من 100 توصية من أجل تصحيح أو تحسين نظام البنتاجون.

غير أن مسألة تعديل الثقافة تمثل إحدى أبرز العقبات أمام مسئولي الجيش. فالجنود، وعناصر المارينز، وغيرهم من القوات متشبعون منذ زمن باعتياد قاسٍ؛ في إطار ثقافة تشجع الجنود على الالتزام بها بدلاً من التماس المشورة.

أما الآن، فإن وزارة الدفاع تسعى لوضع سلامة الصحة العقلية على قدم المساواة مع الصحة البدنية، وتقليص ثقافة الازدراء حيال التماس المساعدة.

ويبدأ برنامج "باتل مايند" أو "معركة عقل"، على سبيل المثال، بعد شهور من عودة المجند من أرض المعركة. ويسعى التدريب للتعرف على السلوك الشائع بين الجنود العائدين الذي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات أكبر في المستقبل، حتى عندما لا يُعرب هؤلاء الجنود عن معاناتهم مع الضغوط المتعلقة بالحرب.

وصرح العميد جونز بأن حقيقة أن الجنود كانوا متحمسين للإفصاح عن مشكلاتهم بالقدر الذي فعلوه في التقييم الثاني يشير إلى أن الجيش قد حقق تقدمًا، وقال: "أعتقد أن الدراسة أوضحت أننا قد قمنا بعمل طيب جدًا بشأن تقليل ثقافة الازدراء".

ولم تحاول الدراسة تقييم تأثير طول فترات الانتشار، خاصة تأثيرها على الجنود في ثالث أو رابع انتشار لهم في العراق.

وقد كتب اللواء وايتسايد في رسالته بالبريد الإلكتروني: "بلا شك، فإن أحدًا من هؤلاء الأشخاص لن يعود إلى الوطن نفس الشخص الذي ذهب للمشاركة"، مضيفًا أن: "بعضًا من ذلك يصب في الصالح، وبعضًا منه ليس جيدًا جدًا".

krit01
21-11-2007, 22:42
جزاك الله خيرا اخي الكريم

abdelkader
21-11-2007, 23:04
أنتم من أهل الجزاء والاحسان

مشكور أخي الكريم على مرورك الطيب