مشاهدة النسخة كاملة : الاحــتــرام ســر دوام الــزواج الــنــاجــح



abdelkader
24-11-2007, 12:46
http://21za.com/pic/salam_kalam005_files/46.gif

الزواج علاقة إنسانية رائعة التكوين بين الزوجين أساسها الحب والمسؤولية والتفاهم والتواد وأداء الواجبات والالتزام بالوفاء بالحقوق لكل طرف منهما، ولثمرة تلك العلاقة الكريمة بينهما وهي الأولاد.. والطبيعي أن يكون الزوجان سعيدين معا، متعاونين دائما، يحرصان على بيت الزوجية ويبنيانه بالجهد والبذل والعطاء والتحلي بالصبر والأخلاق والجد والمسؤولية لبنائه... وبذلك يكون جنة لهما...

ولكن متى يكره كل من الزوجين البيت وما فيه ومن فيه، ولماذا تتوتر العلاقات وتنشز الخلافات؟!! هذا ما نحاول معرفته.

الاحــتــرام :

متى يحب الزوجان مؤسستهما الزوجية، ويتمنيان أن لا يفارقهما؟

يكون ذلك إذا توفر الاحترام بينهما، فالإنسان يحب أن يحترم، ويحب من يحترمه، وذلك لأن الاحترام حاجة نفسية للإنسان، فكما يحتاج الإنسان إلى الحب والطعام والشراب، فكذلك هو يحتاج إلى احترام ذاته وعدم إهانته وتحقيره، ونحن قد أصبح إعلامنا وبرامجنا الفكاهية قائمة على استهزاء من أجل الضحك ، وانعكس ذلك على الحياة الزوجية، فأصبح الزوج يستهزئ بزوجته والزوجة لا تحترم زوجها.

لــمــاذا عــدم الاحــتــرام ؟

لعل هناك مفاهيم موجودة لدى الزوج أثرت في علاقته مع زوجته، وقد يكون قد اقتبس هذه السلوكيات والمفاهيم الخاطئة من بيئته أو طريقة تربيته أومن قراءاته، فقد يولد الرجل في بيئة معينة، فيشاهد والده يهين أمه بالألفاظ أو التصرفات، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة فيتأثران تربويا، فإذا تزوج أحدهما بدأ يمارس الدور نفسه الذي شاهده في بيته من عدم احترام الطرف الثاني، أو قد تكون الزوجة تحب أن تفرض سيطرتها على زوجها من خلال عدم احترامه وإهانته أو قد يكون متدينا وقد فهم بعض النصوص الشرعية فهما خاطئا كحديث ((خلقت المرأة من ضلع أعوج))، أو أن يستدل بالأثر ((شاوروهن وخالفوهن))، وهذه كلها تدفع لعدم الاحترام إذا أساء الرجل فهمها وتطبيقها.

أحيانا قد يكون عدم الاحترام ردة فعل من طرف تجاه الآخر لكونه لا يحترمه، وأنني أعرف قصة أخرى طلبت الزوجة فيها الطلاق بسبب عدم احترام زوجها لها، فالاحترام إذن حاجة أساسية لدوام استمرار الحياة الزوجية وزيادة المحبة فيها.

عــلامــات الاحــتــرام :

كيف نعرف ما إذا كان أحد الزوجين يحترم الآخر أم لا يحترمه؟

هناك عدة علامات ظاهرة يستطيع من خلالها أحد الزوجين معرفة مدى احترام الطرف الآخر له منها:

أولا: الــنــظــر والاســتــمــاع :

ونعني بها أن ينظر أحدهما إلى الآخر أثناء حديثه إليه، وأن يحسن الاستماع إليه، فإذا تحقق ذلك تحقق الاحترام لذات الآخر.

ثـانـيـا: الاســتــجــابــة للــمــشــاعــر :

ونعني بها أن يشارك كل طرف الآخر مشاعره في أحزانه وأفراحه، فان هذا من علامات الاحترام، أما لو تركه لوحده في مشاعره، فان الطرف الآخر يستنتج من ذلك عدم اهتمام الآخر به أو بمشاعره وعدم تقديرها أو احترامها.

ثـالـثـا: الــدفــاع :

نعني به دفاع أحد الزوجين عن الآخر أمام أهله أو أصحابه إذا تحدثوا عنه بسوء أو منقصة، فان هذا التصرف الدفاعي يعطي له شعورا باحترام العلاقة الزوجية القائمة بينهما.

رابـعـا: الــتــربــيــة :

ونعني بها تربية الأبناء وتوجيههم نحو احترام الوالدين، فمثلا إذا دخل الابن، يقول له والده: هل قبلت رأس أمك؟ فان مثل هذا التصرف يعطي للأم الشعور بالاحترام، وكذلك تفعل الأم مع أبنائها تجاه والدهم.

خـامـسـا: اللــســان والــيــد :

ونعني بذلك أدب اللسان واليد في التعامل مع الطرف الآخر وعدم الاستهزاء بشكله أو تصرفاته أو لباسه، وعدم ضربه أو تحقيره أو شتمه، فان هذه التصرفات تؤثر في العلاقة الزوجية سلبا وتهدم بنيان الأسرة، وتزيد من الكراهية بين الزوجين، ولذلك أجازت الشريعة الإسلامية للزوجة طلب الطلاق للضرر إذا أهانـها زوجها وتضررت منه فعلا أو قولا، ولعل من أغرب القضايا التي اطلعت عليها أن زوجة طلبت الطلاق من زوجها بسبب سكوته وعدم حديثه معها، وقد أسست طلبها على أن هذا يضر بنفسيتها، وأنه دليل على عدم احترامه لها.

يــودعــها إلــى الــبــاب :

بعض الكتاب يدلل على احترام الغرب للمرأة، ويضرب مثلا بفتح الزوج باب السيارة لزوجته، وإن كان هذا في ظاهره احترام، إلا أن هنالك جوانب كثيرة يكتشف فيها الناضج أنهم يهينون المرأة ولا يحترمونها، ونحن المسلمين ليس لدينا قضية صراع بين الرجل والمرأة، وإنما كل واحد منهما يكمل الآخر، ولهذا فإننا نقول بأن الاحترام واجب من كلا الطرفين ولكل منهما، ونضرب مثلا في ذلك وهو حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، عندما جاءته زوجته السيدة صفية تزوره في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتذهب، فقام النبي عليه الصلاة والسلام معها ليودعها إلى الباب، وفي رواية أخرى أنه قال لها: لا تعجلي حتى أنصرف معك، وكان بيتها في دار أسامة فخرج معها.

(رواه البخاري ومسلم)

ولهذا فإننا نتمنى أن يسود الاحترام بين الزوجين، لأن الاحترام سر دوام المحبة الزوجية واستمرار الاستقرار العائلي.

salima
09-12-2007, 09:25
جزاك الله خيرا أخي الكريم

مشاركة قيمة جعلها الله في الميزان المقبول ان شاء الله

عابرة سبيل
12-12-2007, 16:04
بارك الله فيك اخي وجزاك عنا الف خير

abdelkader
12-12-2007, 16:11
اللهم أمييييييييييييييين

مشكورين أحبتي على المرور الطيب

نسال الله تعالى أن تكون أعمالنا خالصة لله تعالى