مشاهدة النسخة كاملة : كيف يتعامل الابناء مع الاباء



هدا الحبيب يا محب
02-12-2007, 22:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه واخوانه وحزبه ’ وبعد .
ان العلاقة الصحيحة التي يجب ان تسود الاسرة هي علاقة الحب المتبادل بين افرادها , لان الاسرة هي الملاذ النفسي والشعوري لكل فرد .
لذا نجد الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يوضِّح أنّ حقيقة الاسلام هي الحبّ ، جاء ذلك في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « ... وهل الدِّين إلاّ الحبّ» .
وانطلاقاً من هذا الأساس ، حثّ الآباء على حبِّ الأبناء ، والعناية بهم .. وحثّ الأبناء على حبِّ الآباء ، والبرِّ بهم ، والإحسان إليهم ..
والقرآن يؤكِّد على كرامة الانسان ، وحقِّه في احترام شخصيّته بقوله :
(وَلَقَد كَرَّمْنا بَني آدَمَ وحَمَلْناهُم في البَرِّ والبَحْرِ وَفَضَّلناهُم عَلَى كثير مِمَّن خَلَقْنا تَفْضِيلاً ). ( الإسراء / 70 )
ويدعو الأبناء إلى حبِّ الآباء واحترامهم بقوله :
(ولا تَقُل لَهُما اُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُما ). ( الإسراء / 23 )
(وقُلْ رَبِّ ارحَمْهُما كَما رَبَّياني صَغِيراً ). ( الإسراء / 24 )
(وصاحِبْهُما في الدُّنْيا مَعْرُوفاً ). ( لقمان / 15 )
وجاء في حديث آخر الحث على حبِّ الأبناء لآبائهم ، واعتبار هذا الحبّ عبادة. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «نظر الولد إلى والديه حبّاً لهما عبادة»(1).
وجاء في بيان الرّسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : «إنّ الله ليرحم العبد لشدّة حُبِّه لولده»(2).
إنّ الأبناء يستطيعون أن يتعاملوا بشكل سليم مع آبائهم إذا فهموا فضل الأبوين في التنشئة والتربية ، ومنح الحبّ والإخلاص ..
إنّ القرآن الكريم يشرح هذه الحقيقة للإنسان عندما يؤسِّس العلاقة على أساس الاعتراف بالفضل .. يوضِّح ذلك بقوله تعالى :
(... أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالدَيكَ إلَيَّ المَصِير ). ( لقمان / 14 )
وشكر الُمحسِن ، والاعتراف بفضله ، وردّ الجميل إليه .. صفة أخلاقيّة رفيعة .. يثبِّتها القرآن بقوله :
(هَلْ جَزاءُ الإحْسانِ إلاّ الإحْسانُ ). ( الرّحمن / 60 )
وعندما تتحرّك مشاعر الإبن ووجدانه على أساس من هذه القاعدة الأخلاقية ـ مقابلة الإحسان بالإحسان ـ يشعر الأبناء بأ نّهم مدينون للآباء ، حتّى فيما يتضايقون منه من نصائح وإرشادات ومحاسبة ، أو انفعال وغضب لأجل الأبناء .. فإنّ مبعث ذلك في نفس الأبوين هو الحبّ والحرص .. وليس المقصود منه عدم احترام شخصيّة الإبن ، أو مصادرة حرِّيّته أو المنِّ عليه .. فإنّ الأب يؤدِّي واجبه مسروراً تجاه أبنائه ..
وإذاً فعلى الأبناء أن يؤدّوا الواجب مسرورين تجاه آبائهم ..
وكما تقوم العلاقة بين الأبناء والآباء على اُسس الحبّ والإحترام ، تقوم أيضاً على اُسس مادِّية .. فالأبناء يعتمدون على آبائهم في حياتهم المادِّيّة حتّى إكمال دراساتهم ، أو دخولهم ميدان العلم ، بعد القدرة على ممارسة الأعمال .. وخلال الفترة هذه يشعر الأبناء بالإرتباط النفسي والمادِّي بالآباء ..
وكثيراً ما يحدث توتّر في العلاقات بسبب المشاكل المادِّيّة .. بسبب الشُّح والمنّ الّذي يصدر عن بعض الآباء ، أو بسبب التبذير ، وعدم تقدير ظروف الآباء المادِّيّة من قِبَل الأبناء ، أو بسبب الاتِّكاليّة واستمرار الاعتماد على الآباء مادِّيّاً ، حتّى مع القدرة على العمل ..
ومسؤوليّة حلّ مثل هذه المشاكل تقع على الطرفين .. فالإبن مسؤول عن تقدير ظروف والديه المادِّيّة ، والأبوان مسؤولان عن التعامل المادِّي والأدبي مع الأبناء بالإحسان والمعروف ، والتوجيه البنّاء ، والإبتعاد عن عبارات الإساءة ، وجرح المشاعر .
إنّ الإحساس باستقلال شخصيّة الإبن عن أبويه حقّ طبيعي للأبناء .. فالإنسان تكتمل شخصيّته ، وتنضج في سنّ البلوغ ، فيصبح مكلّفاً شرعاً .. وبالتكليف تستقلّ شخصيّته عن والديه ، ولكن تبقى بحاجة إلى الإرشاد والتجربة والنصح والتوجيه ، حتّى تكتمل معلوماته وخبراته الذاتية . كما يبقى في كثير من الأحيان بحاجة إلى الرعاية المادِّيّة والاجتماعية التي يقدِّمها له أبواه حتّى يستقلّ بتوفير حاجته المادِّيّة ..
إنّ حُسن التصرّف المادِّيّ من الأبناء يدلّ على نضج الشخصية ، وسلامة الشعور ، واحترام جهود الأبوين ..
والأب ليس مسؤولاً من الناحية الشرعية عن النفقة المادِّيّة على الأبناء بعد سنّ البلوغ ، ولكن يبقى الارتباط العاطفي والوجداني ، وإحسان الأبوين وحبّهما للأبناء ، وحرصهما على سعادتهما ..
والعلاقة مع الأبوين علاقة وجدانية وأخلاقية وعبادية ، ومسؤولية أمام الله والوجدان والمجتمع .
ولكلّ من الأبناء حقوق على آبائهم ، كما على الآباء حقوق على أبنائهم . ويزداد حقّ الأبوين أهميّة عندما يكبرا ، أو يعجزا عن العمل ، والقيام بشؤونهما الشخصية .. وفي هذه الحالة تزداد أهميّة البرّ والإحسان بالأبوين ..
إنّ الصّوت الهادئ ، وكلمة الاحترام ، والإبتسامة الوديعة ، عند الحديث مع الأبوين .. إنّ كلّ تلك المواقف تجعل منك شخصية تستحق الاحترام ، ومرضاة الله سبحانه .. وليس من خُلق الإنسان الّذي يحترم نفسه ، ويتّصف بالخُلق الرّفيع أن يرفع صوته بوجه والديه ، أو يطلق عبارات الانفعال والغضب عليهما ، أو يسيء أدب الحوار والتفاهم معهما .. (ولا تَقُل لَهُما اُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما ) ، (وقُل لَهُما قولاً كريماً ) ..
ولنطمئن أنّ الأبناء مهما وهبوا آباءهم من مشاعر الحبّ والاحترام فانّ قلب الأبوين أوسع حبّاً ، وأكثر حناناً .
ونخلص الى بعض النصائح العملية التي تقربنا من الله سبحانه وتعالى ..
* الدعاء لهم بظاهر الغيب
*الهدية المادية والمعنوية خاصة مع عدم اخبارهم - مثلا بانك اهديت لهم بعضا من كتاب الله تعالى -
*التادب معهم في حضرتهم وفي غيبتهم .
*الاهتمام بابائهم ان كانوا على قيد الحياة وذكرهم بما يحبون .
*حفظ عهدهم بعد وفاتهم
*وصال احبابهم واصدقائهم بعد وفاتهم .
وفي الاخير يكون لنا يقين اننا لن نوفيهم حقهم وخاصة الامهات -ولو بطلقة كما اخبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .-
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولا تبخلوا عنا باضافاتكم في هذا الباب مشكورين مسبقا والله والموفق.

abdelkader
03-12-2007, 11:18
جزاك الله كل خير أخي الكريم

على الموضوع القيم

نسال الله تعالى أن يكون في ميزان حسناتك

إن شاء الله تعالى

عابرة سبيل
04-12-2007, 10:46
موضوع جد قيم
بارك الله فيك اخي الفاضل

salima
09-12-2007, 09:23
جزاك الله كل خير أخي الكريم على الموضوع القيم