مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات من كلام المرشد الحبيب حفظه الله تعالى



هدا الحبيب يا محب
03-12-2007, 22:31
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه
*كيف نجمع بين رهبان في الليل فرسان بالنهار؟ ينبغي أن نتعلم ذلك.
 *هذا الاعتكاف يكون مرحلة نتخذ عند الله عهدا لنواظب على أذكارنا، هي بسيطة ولكن المعول على المواظبة، والأعمال القلبية تزن عند الله الجبال إذا قورنت بأعمال الجسم: الخشوع والتبؤس.
 *سبحان الله للإنسان آلات للطاعة في الظاهر كاليد والرجل وغيرها...ومن طاعاتها الوضوء والطهارة وإتقانها أولا، وفي الباطن أعمال قلبية، لكن لها أثر على الظاهر، فالجسم الذي يتحرق إشارة إلى ما في القلب كالثكلى إذا فقدت وليدها فكيف يكون حالها؟ كذاك يكون من في قلبه حرقة.
 *إن لكم جولات ليست مثل 10 دجنبر و 8 ماي وبناياتها. ما ينتظركم كثير، وهذا هو البداية؛ هذا الاعتكاف نرجو أن يسري منكم إلى الآخرين لا بالظاهر لكن من قلب لقلب بأحاسيس باطنية.
 *حافظوا على ورد الرابطة، واعرفوا ما تطلبون. لا تطلبوا الكرامات ولا الرؤى ولا المشاهدات ولا حتى المقامات، كونوا عباد الله، إذا جردتم العبودية لله ما يأتي من كرم بعد ذلك ففرح نفرح به. اكلفوا من الأعمال ما تطيقون.
 *ورد الصمت - سامحنا الله - نتكلم بلا معنى: ماذا فعل هؤلاء و أولئك؟ ذيل من الكلام يجر ذيلا حتى نصل إلى الكلام الفارغ اللاغط.
 *أثناء الذكر لما يكون الإنسان وحده عليه بالتبؤس، يجثو تارة وتارة ينتصب، لكن مع الجماعة لا يفعل.
 *الاضطجاع بعد رغيبة الفجر سنة نبوية، كان صلى الله عليه وسلم يضطجع في بيته.
 *عند الذكر تأتي الهواجس، فكيف نركز على الذكر؟ المخيلة البصرية نركزها على الإسم المفرد (الله)، هذا عند ذكر الكلمة الطيبة، أما أثناء الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نركز على شخصه صلى الله عليه وسلم مع الصحبة، فلما يهرب التركيز نستحضر الأسماء الحسنى كلها، عزته وجبروته.
 *تعظيم حرمات المؤمنين: أنتم مكلفون غدا ليكون مجال نشاطكم أوسع، لا تحتقروا مسلما، فأحرى من معكم في الجماعة. كن ﴿ لنت لهم ﴾ وهناك مواقف الصرامة الأخوية /الرحمة النبوية التي لا بد منها.
 *من أراد منكم أن يخطو خطوة للأمام ويتحول تحولا فليشترك في رباط. وإذا جاء الرباط فليصبر وليتحمل، وليفتح قلبه لكي يتحول إلى زمان يصبح فيه ذاكرا بعدما كان غافلا، ويصبح شجاعا بعدما كان
جبانا. سهر، قيام، صيام، ليصوغ من ذاته ذاتا جديدة.
 *يقول الله تعالى: ﴿ إنه على رجعه لقادر ﴾ خرجت للدنيا وهو قادر على ردك للآخرة. أقسم بالسماء و الطارق والنجم الثاقب إنه على رجعه لقادر، بعد غفوتكم وبعد سبحتكم في اعتكافكم هل ترجعون بنية؟ بهمة تستأنف عملا و حياة جديدين في طلب الله عز وجل لتخطوا خطوات للقرب من الله تعالى؟
 *نعتبر الرباط قبرا قضينا فيه أربعين يوما ثم بعثنا الله لنستعد للموتة الحقيقية، أصرف قوتي في بناء آخرتي، ونشر دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قيام الليل، في الصوم، التقرب بالفرد والنفل، رحمة الناس، وأن لا أكون طاغية على إخواني وأخواتي.
 *خرجنا من هذا القبر الاختياري الذي هو بعث جديد للاستعداد للبعث الآخر وأول ما نتسلح به هو حسن الخلق: الحياء من الله ومن الخلق.
 *لا يغرنكم أنكم من جماعة العدل والإحسان، وأنكم ترون المبشرات، وأن منكم من حضر الرباطات. خافوا من الله تعالى، وتمسكوا بأذيال الشريعة.
 *ما زلتم بخير ما دام الواحد منكم يقول نحن لا أنا، فإذا قال أنا حرم فضل الآخرين وهدم ما بنى، فحذار أن يغرف أحدكم بيده اليمنى و يستقل عن إخوته ويقول أنا، يكون أخذ بعض الفضل وحرم فضل الآخرين.
 *تكون مغبونا يوم القيامة إن أتى الناس بالأعمال الصالحة وأتيت أنت بسجل من الرؤى والمشاهدات.
 *الذين لا يصدقون يرثى لحالهم؛ تصديق الرؤيا ليس أن نقول هذا حق، ولكن أن نعمل بمقتضاها.
 *ما يميزنا عن الغافلين أنا ذاكرون - إن كنا ذاكرين - وما يميزنا أن أذكارنا سنية، وفي هذا السلامة، ونذكر هذه الأذكار بنية الاتباع، وهمة الصحبة، وفي ذلك الغنيمة.
 *يقول مثل صيني: "أنت صورة ما تأكل" فإذا كنت تأكل البطاطس والطماطم فستكون "مرْخِي"، ستكون كذلك حتى على المستوى القلبي الروحي، فإذا كنت تهضم الجرائد والمجلات والتلفاز فأنت صورة ما تهضم، صورة ما تهضم، فصورتك هي صورة الكذب والنفاق، وإذا كنت تهضم القرآن فصورتك هي صورة الصدق والرحمة والشفاء.
 *وما جماعة العدل والإحسان إلا مدرسة للتكوين الأعلى، ليس تكوينا في الجامعة، ولكن تكوينكم هو مجالس النصيحة، ودعاء الرابطة، وإتقان الصلاة، وذكر الله، خوف الله، الرجاء في عطاء الله. إذا لم تكن هذه المعاني تسيطر علينا، ونتخلق بأخلاق المؤمنين الصادقين،فستتوقف الدعوة.
﴿ فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ﴾