مشاهدة النسخة كاملة : الحرب الامرصهيونية على الإسلام إلى متى ؟



abou ossama
11-05-2005, 16:53
السلام عليكم ورحمة الله.
لا يخفى على أحد ما تواجهه الامة الإسلامية من تنكيل وتدمير وتقتيل وتشريد و سرقة لخيراتها الاقصادية وكذلك لتغير هوتها الاسلامية، من أفغانستان و العراق وفلسطين وأ خيرا أرض الشام وليس بأخيرا لان هناك من هم في الطريق طبعا ما دام المسلمون في نوم عميق.
فالحرب كانت ولا زالت على الاسلام والمسلمين،لا كنها ازدادت شراسة حين أعلن عنها كبيرهم ونعتها بالحرب الصليبية وحدد لها وقتا بعشرة سنين، وما كانت أحداث 11 سبتنبر إلا النقطة اللتي أفاظت الكأس،فالحرب الاستعمارية كانت مقرر ة من قبل كما هو معروف، ندعوا الاخوة الى تفعيل هذا ا لموضوع وجعله ملفا يضم تحليلا تكم لمسقبل هده الحرب وجديد الاخبار فيها.

abou ossama
12-05-2005, 12:59
د. عصام نعمان
تشنّ أمريكا، منذ أحداث 2001/9/11، حرباً علي الإرهاب. الإرهاب في مفهوم جورج بوش له معانٍ عدّة. فهو، حينا، العنف وأصحابه، وحينا آخر المقاومة وأنصارها، وقد يعني في الغالب الإسلام والمسلمين أعداء السياسة الأمريكية وممارساتها الظالمة إزاء الفلسطينيين والعراقيين وشعوب أخري في الشرق الأوسط الكبير .
ثمة نوعان من الحرب علي الإرهاب: واحدة ساخنة وأخري ناعمة. الحرب الساخنة أداتها النار والدمار حتي حدود السحق والإبادة. الحرب الناعمة أداتها الحوار وتبادل الأفكار وديبلوماسية الكواليس.
يؤمّل جنرالات الحرب الأمريكية في العراق بأن تنحسر المقاومة قبل آخر السنة الجارية. غير أن وقائع الحرب تشير إلي العكس. فقد فجّر المقاومون، بحسب صحيفة نيويورك تايمز ، 135 سيارة مفخخة في خلال الشهر الماضي، أي أكثر من 69 سيارة من العدد الذي جري تفجيره في شهر آذار (مارس) الماضي. اللافت أن أكثر من 50 في المئة من السيارات المتفجرة تمت بشكل عمليات انتحارية.
ما دلالة هذه الظاهرة ؟
دلالتها ان عدوي العمليات الإنتحارية قد إنتقلت إلي العراقيين. ما عادت المقاومة بحاجة إلي إستيراد استشهاديين من الخارج. أصبح بإمكانها أن تعتمد علي السوق المحلية. معني ذلك انه سيكون في مقدورها إدامة القتال إلي أمد بعيد. هذا ما استنتجه الجنرال ستيفن جونسون، قائد قوات المارينز في العراق: ما لم ينخرط المتمردون في العملية السياسية فإننا سنواصل رؤية هذه المشاهد .
قبله كان الجنرال جون مايرز، رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية، قد شكا من إتساع الإلتزامات العسكرية لأمريكا علي مستوي العالم كله وصعوبة تأمين الاعداد اللازمة من الجنود للوفاء بهذه الإلتزامات. هذا الكلام فسره دارسو الحرب علي الإرهاب بأنه دعوة ضمنية الي سلوك طريق السياسة والديبلوماسية مع المقاومة العراقية بغية التوصل إلي تسوية.
إدارة بوش لم تنتظر الجنرالين مايرز وجونسون لتسلك طريق السياسة مع المقاومة. لقد باشرت ذلك منذ أشهر من دون أن تحقق نتائج محسوسة. فالمقاومة ردّت علي عمليات الحرب الناعمة، عبر رابطة علماء المسلمين ، بدعوة إدارة بوش إلي وضع جدول زمني للإنسحاب قبل آخر العام الحالي.
الحقيقة أن لجوء واشنطن إلي خيار الحرب الناعمة لا يقتصر علي العراق. لقد بات سياسة معتمدة في التعامل مع المقاومين والإسلاميين في غير مكان. لعله الآن جوهر إستراتيجيا إعادة تشكيل دول المنطقة التي اعتمدتها إدارة بوش بعد أحداث 9/11.
إنها سياسة احتواء القوي الإسلامية بدلا من مواجهتها، ومحاورتها لتسهيل وصولها إلي السلطة، ومراعاتها تمهيداً لرعايتها علي غرار ما حدث في تركيا مع حزب رجب طيب اردوغان الإسلامي المعتدل.
غير أن مراعاة الإسلاميين ورعايتهم كحاكمين، في مفهوم بوش، لا تعني قبول المس بجوهر الأنظمة الحاكمة. بالعكس، يقتضي أن تبقي الأنظمة علي حالها في توجهاتها وتحالفاتها وعلاقاتها الحميمة مع أمريكا وربما مع إسرائيل أيضا. ما يهدف إليه الأمريكيون هو تحقيق انقلاب ابيض ، أي تبديل في واجهات الأنظمة وليس في مضمونها. انه أشبه ما يكون بتبديل الأفعي جلدها، علي ما ذكره احد السفراء العرب في واشنطن!
سياسة مساعدة الأفعي علي تبديل جلدها بدأ تنفيذها منذ مدة في فلسطين ومصر وسورية. انها تتبدي أكثر ما يكون في دعوة الأنظمة الحاكمة إلي احترام الحدّ الأدني من شرعة حقوق الإنسان، خصوصا حرية التعبير، ومحاورة المعارضة، وتشجيعها علي خوض الإنتخابات، وتسهيل مراقبتها من قبل مراقبين دوليين ومنظمات غير حكومية.
الحوار بين أمريكا والإسلاميين لا يتمّ مباشرة، بل عبر منظمات أهلية أمريكية لها علاقات وتجارب ومودات مع جمعيات وفعاليات في المنطقة منذ أمد بعيد. هكذا جرت الإتصالات قبل أن تظهر اتفاقات اوسلو ـ إلي العلن، وهكذا تجري الآن.
بعض المنظمات الإسلامية ينكر الانخراط في حوارات مع واشنطن بل ينفيها بشدة، شأن الاخوان المسلمين في مصر و حماس في فلسطين والمقاومة في العراق وحزب الله في لبنان. الحقيقة انها جميعا صادقة في الإنكار والنفي لأن الحوارات تتمّ مع منظمات غير حكومية وليس مع الإدارة الأمريكية.
حكومات مصر وفلسطين والعراق ولبنان أقل حساسية من المنظمات الإسلامية في الإقرار بوجود اتصالات وحوارات بين المنظمات الاسلامية والأمريكيين. ربما لأن بعضها يرحب بهذه الحوارات، شأن السلطة الفلسطينية والحكومة العراقية، اللتين تريدان لها ان تتوصل إلي نتائج ايجابية. لكن البعض الآخر، شأن الحكومة المصرية، لا يبدو سعيدا لاستمرارها مخافة أن تنتهي إلي نتائج ستكون علي حساب الحزب الحاكم. وقد تردد في واشنطن أن أوساطا قريبة من الحكومة المصرية تحرص علي إيهام المسؤولين الأمريكيين بأن الاخوان المسلمين هم وراء عمليات التفجير التي جرت مؤخرا في منطقة الأزهر ثم في ميدان التحرير في القاهرة.
الأهم من معرفة ما إذا كان الحوار بين الأمريكيين والإسلاميين واقعة أو شائعة هو دلالاتها السياسية والاستراتيجية، وأبرزها ثلاث:
الأولي، ان الحرب علي الإرهاب أتعبت أمريكا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وان إدارة بوش باتت مقتنعة بأن الحل الأمني ليس ممكنا، وانه يقتضي إيجاد مخرج سياسي للصراع حقنا للدماء وتجنبا لمزيد من الخسائر المالية والمادية.
الثانية، ان بعض المنظمات الإسلامية، شأن الاخوان المسلمين ، لا تري غضاضة في التواصل مع الأمريكيين اذا كان من شأن ذلك تسهيل وصولهم إلي السلطة علي شروطهم أو علي معظمها.
الثالثة، ان منظمات المقاومة في فلسطين والعراق (وربما في لبنان أيضا) تجد نفسها علي مفترق طرق. فهي مطالبةَ بإتخاذ قرار إما بالإنخراط في معمعة الإتصالات والحوارات بحثا عن مخرج من الحرب، أو بالاستمرار في الصمود والقتال لإكراه الأمريكيين علي الخروج من الصراع مهزومين، كما حدث لهم في فيتنام. القرار، في هذا الإطار، صعب ومعقد ويتوقف علي جملة اعتبارات ليس اقلها قدرة أمريكا علي الاحتمال نفسيا وسياسيا والزمن المقدّر لإنكسار تصميمها علي مواصلة الحرب. ثم ان منظمات المقاومة في فلسطين والعراق مطالبة أيضا بتقدير قدرتها هي علي الصمود والإحتمال في وجه آلة الحرب الصهيونية والأمريكية، لا سيما انها لا تحظي بأي دعم من قوي خارجية بل تعتمد علي مواردها الذاتية ودعم شعبها الفقير بالدرجة الأولي.
غير انه تقتضي الإشارة إلي حقيقة تكشّفت عنها حروب التحرير الشعبية في القرن الماضي. انها غلبة موازين الارادات علي موازين القوي في هذه الحروب. فصلابة الإرادة والتصميم علي القتال أقوي من المدافع والدبابات والطائرات. لولا غلبة الدم علي السيف لما قيض لثورة فيتنام وثورة الجزائر وثورة إيران والمقاومة في لبنان أن تنفجر وتنتصر.

younes2006
12-05-2005, 13:33
كنا أدلة فأعزنا الله بالإسلام فمتى ابتغينا العزة في غيره أدلنا الله
جزاك الله أخي على حمل هم الأمة و التألم لحالها # إن تكونوا تالمون فإنهم يالمون كما تالمون وترجون من الله مالا يرجون# قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار

hassan_1677
12-05-2005, 16:11
الحرب بدأت مند زمان وقد أوشكت على نهايها بحلول الخلافة الثانية على منهاج النبوة بانتصار الاسلام

abou ossama
12-05-2005, 18:03
بارك الله فيكما أخوي يونس وحسن.
نعم أخي الحرب أوشكت على نهايتها وذالك بإقا مت الخلافة الإسلامية ،وهدا يعرفه العدو أكثر من من هم ينتسبون إلى الإسلام. ولاكن أخي ألا تتفق معي أن مازالت هناك سنين ستمر صعبة على المسلمين كلما مرت عليهم سنة كانت القادمة أصعب منها حتى يأتي نصر الله ،فالامة تمر بمخاض صعب وسيزداد صعوبة ،ولكن بعده سيولد فجر جديد فجر الخلافة الاسلامية. نسأل الله أن نكون من من يساهمو ن في إقامتها، وأن نلقى الله وهو راض عنا هدا هو المهم لان الخلافة قائمة لامحالة هذا وعد الله ورسوله، لكن السؤال اللذي أطرحه علي نفسي و الإخوة هو، ما حضنا نحن من رضاء الله عز وجل على أحبابه؟ ماذا قدمنا ليوم لقاءه ؟

anass
12-05-2005, 22:07
الخلافة أتية لا ريب و لكن الأهم هو حالنا مع المولى القدير

abou ossama
13-05-2005, 20:34
إعادة تشكيل المشرق العربي


بقلم : د. ثائر دوري

كنت أحدث منير العكش عن حكايات الهنود التي ترجمها ونشرتها مجلة الكرمل تحت عنوان (( عشيات الكوخ )). فذكر لي أنها ستصدر ككتاب عن دار رياض نجيب الريس مع دراسة طويلة بمثابة مقدمة وهو يعتبرها هامة جداً . وتابع أن هذه القصص تخص قبيلة (( سو )) وشرح لي باختصار ما سبق وقرأته بنفسي ، وهو أن الغزاة الأوربيين أطلقوا على هذه القبائل والشعوب الناطقة بلغة أوجيبوا ojibwa في سهول الشمال الأمريكي بين نهر المسيسبي والجرود rocky mountain . أطلقوا عليها اسم (( سو ))، وهو اسم مشتق من لغة الهنود أنفسهم من كلمة تعني الأفاعي المخاتلة (( فقد استعاروا الكلمة nadouessioux من لغة الضحايا ثم اختصروها إلى ((سو )) Sioux لتتناسب مع أنظمتهم اللغوية ....)) و لفرط ما تعرضت له هذه الشعوب من مسح ذاكرة تاريخية وثقافية تبنت هي الاسم الذي أطلقه عليها جلادوها. فهنود هذه القبائل يسمون اليوم أنفسهم ((سو))، أي الأفاعي المخاتلة، و يلقنون ذلك لأبنائهم و أحفادهم. لقد نسوا اسمهم الأصلي ! أي أن الضحايا تبنوا بشكل مطلق الصورة التي رسمها لهم الغزاة القتلة. و هذه أعلى درجات الاستلاب.


سوري – لبناني – عراقي – فلسطيني – سعودي

كلما سمعت عربياً ، خاصة من الذين يعيشون شرق قناة السويس يصف نفسه بهذه الصفات (سوري – عراقي – سعودي ...الخ ) ويبدأ بالتنظير للجزء الذي وضعته معاهدة سايكس بيكو به. تذكرت هذا الهندي الأحمر. الذي من فرط ما مسحت ذاكرته لم يعد يجد اسماً يطلقه على نفسه سوى ما أطلقه عليه القتلة (( الأفاعي لمخاتلة )).

عودة إلى بداية القرن
عندما أوشك الصراع بين الضواري الرأسمالية في أوربا ، والذي أطلقوا عليه الحرب العالمية الأولى، على نهايته و بدا النصر أقرب للفرنسيين والإنكليز جهزوا سكاكينهم وبدؤوا بشحذها كي يقطعوا المنطقة الواقعة شرق قناة السويس، والتي كانت تشكل فضاءً واحداً من الأستانة إلى اليمن، هو ما تبقى من الفضاء الكبير الذي كانت تشكله الدولة العثمانية وقبلها العباسية و قبلها الأموية. بعد أن أعمل الغربيون تقطيعاً بأوصال هذا الفضاء المترامي الذي كان متواصلاً على مدار أكثر من ألف عام من بغداد إلى الأندلس. فقضموا أطرافه على مدار قرون. وأقاموا الحواجز ومنعوا التواصل بين أطرافه حتى صارت الدولة العثمانية تكنى بالرجل المريض. رجل مريض على فراش المرض و يحيط بالفراش قتلة ادعوا أحقيتهم بوراثته تحت دعاوي نشر الحضارة

والحداثة...الخ، ويستعدون لتقاسم ممتلكاته. بل و لقتله إن تأخرت وفاته. وقد فعلوا ذلك.

و لم تنفع تدخلات الشريف حسين التي تذكر ببيت المتنبي الشهير:

و من يجعل الضرغام بازاً لصيده تصيده الضرغام فيمن تصيدا

فرحلة امرأ القيس إلى بيزنطة طلباً للثأر من أبناء عمومته أدت لمقتله على يد الروم. فكان أن تفكك هذا الفضاء العربي شرق السويس بعد انفكاكه عن القاطرة العثمانية التي كانت تجره كله، تفكك إلى وحدات صغيرة.

وأعملت سكاكين الغربيين تقطيعاً في هذا الفضاء الممتد من طوروس شمالاً إلى اليمن جنوباً، كما ذكرنا. وعندما اكتشف العرب سايكس بيكو بفضل الثورة البلشفية التي نشرت وثائقها كان قد فات الأوان وسبق السيف العذل .

نص الاتفاقية

اتفاقية سايكس - بيكو

9 أيار (مايو) 1916

المادة الأولى: إن فرنسا وبريطانيا العظمى مستعدتان أن تعترفا وتحميا دولة عربية برئاسة رئيس عربي في المنطقتين "آ" (داخلية سوريا) و"ب" (داخلية العراق) المبينة في الخريطة الملحقة بهذا الاتفاق. يكون لفرنسا في منطقة (آ) ولإنكلترا في منطقة (ب) حق الأولوية في المشروعات والقروض المحلية، وتنفرد فرنسا في منطقة (آ) وإنكلترا في منطقة (ب) بتقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية.

المادة الثانية: يباح لفرنسا في المنطقة الزرقاء (سوريا الساحلية) ولإنكلترا في المنطقة الحمراء (منطقة البصرة) إنشاء ما ترغبان به من شكل الحكم مباشرة أو بالواسطة أو من المراقبة، بعد الاتفاق مع الحكومة أو حلف الحكومات العربية.

المادة الثالثة: تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين)، يعين شكلها بعد استشارة روسيا وبالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة.

المادة الرابعة: تنال إنكلترا ما يلي:

1- ميناءي حيفا وعكا.

2- يضمن مقدار محدود من مياه دجلة والفرات في المنطقة (آ) للمنطقة (ب)، وتتعهد حكومة جلالة الملك من جهتها بألا تتخلى في أي مفاوضات ما مع دولة أخرى للتنازل عن جزيرة قبرص إلا بعد موافقة الحكومة الفرنسية مقدماً.

المادة الخامسة: تكون اسكندرونة ميناء حراً لتجارة الإمبراطورية البريطانية، ولا تنشأ معاملات مختلفة في رسوم الميناء، ولا تفرض تسهيلات خاصة للملاحة والبضائع البريطانية. وتباح حرية النقل للبضائع الإنكليزية عن طريق اسكندرونة وسكة الحديد في المنطقة الزرقاء، سواء كانت واردة إلى المنطقة الحمراء أو إلى المنطقتين (آ) و(ب) أو صادرة منهما. ولا تنشأ معاملات مختلفة مباشرة أو غير مباشرة على أي من سكك الحديد أو في أي ميناء من موانئ المناطق المذكورة تمس البضائع والبواخر البريطانية.

تكون حيفا ميناء حراً لتجارة فرنسا ومستعمراتها والبلاد الواقعة تحت حمايتها، ولا يقع اختلاف في المعاملات ولا يرفض إعطاء تسهيلات للملاحة والبضائع الفرنسية، ويكون نقل البضائع حراً بطريق حيفا وعلى سكة الحديد الإنكليزية في المنطقة السمراء (فلسطين)، سواء كانت البضائع صادرة من المنطقة الزرقاء أو الحمراء، أو من المنطقتين (آ) و(ب) أو واردة إليها. ولا يجري أدنى اختلاف في المعاملة بطريق مباشر أو غير مباشر يمس البضائع أو البواخر الفرنسية في أي سكة من سكك الحديد ولا في ميناء من الموانئ المذكورة.

المادة السادسة: لا تمد سكة حديد بغداد في المنطقة (آ) إلى ما بعد الموصل جنوباً، ولا إلى المنطقة (ب) إلى ما بعد سامراء شمالاً، إلى أن يتم إنشاء خط حديدي يصل بغداد بحلب ماراً بوادي الفرات، ويكون ذلك بمساعدة الحكومتين.

المادة السابعة: يحق لبريطانيا العظمى أن تنشئ وتدير وتكون المالكة الوحيد لخط حديدي يصل حيفا بالمنطقة (ب)، ويكون لها ما عدا ذلك حق دائم بنقل الجنود في أي وقت كان على طول هذا الخط. ويجب أن يكون معلوماً لدى الحكومتين أن هذا الخط يجب أن يسهل اتصال حيفا ببغداد، وأنه إذا حالت دون إنشاء خط الاتصال في المنطقة السمراء مصاعب فنية أو نفقات وافرة لإدارته تجعل إنشاءه متعذراً، فإن الحكومة الفرنسية تسمح بمروره في طريق بربورة- أم قيس- ملقا- إيدار- غسطا- مغاير إلى أن يصل إلى المنطقة (ب).

المادة الثامنة: تبقى تعريفة الجمارك التركية نافذة عشرين سنة في جميع جهات المنطقتين الزرقاء والحمراء في المنطقتين (آ) و(ب)، فلا تضاف أية علاوة على الرسوم، ولا تبدل قاعدة التثمين في الرسوم بقاعدة أخذ العين، إلا أن يكون باتفاق بين الحكومتين. ولا تنشأ جمارك داخلية بين أي منطقة وأخرى في المناطق المذكورة أعلاه، وما يفرض من رسوم جمركية على البضائع المرسلة يدفع في الميناء ويعطى لإدارة المنطقة المرسلة إليها البضائع.

المادة التاسعة: من المتفق عليه أن الحكومة الفرنسية لا تجري مفاوضة في أي وقت للتنازل عن حقوقها، ولا تعطي ما لها من الحقوق في المنطقة الزرقاء لدولة أخرى سوى للدولة أو لحلف الدول العربية، بدون أن توافق على ذلك مقدماً حكومة جلالة الملك التي تتعهد بمثل ذلك للحكومة الفرنسية في المنطقة الحمراء.

المادة العاشرة: تتفق الحكومتان الإنكليزية والفرنسية، بصفتهما حاميتين للدولة العربية، على أن لا تمتلكا ولا تسمحا لدولة ثالثة أن تمتلك أقطاراً في شبه جزيرة العرب، أو تنشئ قاعدة بحرية على ساحل البحر المتوسط الشرقي، على أن هذا لا يمنع تصحيحاً في حدود عدن قد يصبح ضرورياً بسبب عداء الترك الأخير.

المادة الحادية عشرة: تستمر المفاوضات مع العرب باسم الحكومتين بالطرق السابقة نفسها لتعيين حدود الدولة أو حلف الدول العربية.

المادة الثانية عشرة: من المتفق عليه ما عدا ذكره أن تنظر الحكومتان في الوسائل اللازمة لمراقبة جلب السلاح إلى البلاد العربية.

في مؤتمر سان ريمو اقتضت المفاوضات والتنازلات واسترضاء بعض الأطراف مزيداً من التعديلات فضُمت مناطق إلى مناطق، و اقتُطعت مناطق من مناطق، كحال الموصل التي رُحلت من المنطقة ( أ سوريا ) إلى المنطقة ( ب العراق ) بموافقة كليمنصو الفرنسي، الذي كان مستعداً للاستجابة لكل مطالب البريطانيين في شرق السويس مقابل أن يساندوه في مسعاه لاستعادة الألزاس

واللورين من ألمانيا والحصول على تعويضات حرب منها.

كان لهذا التقطيع والتوصيل وظيفة وحيدة هي تحقيق مصالح الغربيين بغض النظر عن مصالح العرب سكان المنطقة. فلو اقتضت مصلحة الغربيين بقاء الموصل في المنطقة (أ) لكان سكانها يسمون أنفسهم سوريون. وكذلك الحال مع سكان دير الزور ولكن بشكل معكوس (( عدنا على قصة الأفاعي المخاتلة )).

مقطع تاريخي

((سحب كولبنكان من جيبه قلماً أحمر وراح يعلن أنه بصفته ارمنياً، أعلم الحاضرين بحدود الدولة العثمانية، وهكذا راح، ومن ثم ، يرسم خطاً أحمر على الخريطة. وضم هذا الخط الأحمر تركيا في الشمال وقبرص وسائر الجزيرة العربية في الجنوب. واستثنى الخط المملكة المصرية

وبلاد فارس وإمارة الكويت. واتسم استثناء الكويت بشيء من الغرابة، ذلك لأن الكويت كانت في السابق جزءً من الدولة العثمانية، إلا أنها غدت منذ عام1899 مركزا تجارياً مهماً يقع تحت الهيمنة البريطانية و يتمتع بحكم ذاتي واسع نسبياً. و كان الخط الأحمر الذي رسمه كولبنكان قد عرف حدود الكويت على نحو دقيق جداً، إلا أنه، خلافاً لذلك، لم يكن على تلك الدقة في رسمه الحدود بين العراق

والعربية السعودية، فقد كان الخط الفاصل بين البلدين يقع في مكان ما في صحراء مقفرة لا تحظى بأي اهتمام. وهكذا تقاسمت القوى الغربية المنطقة برمتها من خلال خط احمر رسمته بمنأى عن طموحات ورغبات سكان المنطقة )) (نهاية عصر البترول ـ سلسلة عالم المعرفة ـ سبتمبر 2004).



هذه هي باختصار خلفية ما جرى في المشرق العربي في بداية القرن العشرين بعد نهاية الحرب. ونحن اليوم ما زلنا نعيش ضمن هذه الترتيبات، التي أطلق الغربيون عليها اسم دول وزرعوا في قلبها الكيان الصهيوني ليسهر على إدامة هذه الترتيبات التي لا تستجيب لمصالحنا الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية. إلا أن الحدث المستجد الآن هو أن الغرب نفسه قد بدأ يدمر اتفاقية سايكس بيكو التي صنعها بنفسه بداية القرن الماضي، كما ذكرنا. و ذلك رغبة منه بإعادة تقطيع وتوصيل المنطقة بالطريقة التي تتناسب مع مصالحه الجديدة ومع متغيرات العصر التي تتطلب بناء امبرطورية أمريكية. لقد بدأ الأمريكان بتهديم هذه الاتفاقية من العراق.



في هذه اللحظة التاريخية التي تشبه من بعض الجوانب لحظة نهاية الحرب العالمية الأولى. علينا أن نقف لنسأل أنفسنا مجموعة من الأسئلة. أولها ما العمل للرد على التحدي الأمريكي؟



هل نرد على التحدي الأمريكي بالدفاع عن دولنا الموروثة من سايكس بيكو؟ هل نقف متفرجين على الأمريكان وهم يشكلون المنطقة من جديد بعد أن شكلها أسلافهم قبل مائة عام ؟



أمامك احد خيارين:



ـ إما أن تقبل ما يفعله الأمريكان أو ترفضه. فإذا قبلته فعليك أن تستعد لتعيش تجربة جديدة تشابه تلك التي عاشها العرب في الدول السجون التي نتجت عن سايكس بيكو. وربما بشكل أقبح . وتخيل ما وسعك أن تتخيل أي فساد وأي قمع واستغلال وتبعية ستنتجها الأنظمة التي سينصبها الأمريكان على هذه الدول السجون، التي لن تقدر لا على التحديث ولا على التصنيع ولا على بناء فضاء ديمقراطي، لأنها ستكون سجناً تابعاً للأمريكان تم تعهيده لحكام محليين ليديروه بمعرفتهم لأن الإمبراطورية ليس لديها الوقت الكافي كي تنخرط في تفاصيل الحياة اليومية فما يهمها طاعة الرعية وخراج الدول.

ـ أما الاحتمال الثاني، وهو أن ترفض المشروع الأمريكي وتقرر الرد على التحدي. في هذه الحالة أمامك أيضاً خيارين، أيضاً، فإما أن تقبل سايكس ـ بيكو الأصلية وتعتبرها نقطة انطلاق، وتبدأ بإعداد مشاريعك الدفاعية عنها في وجه الأمريكي الذي جاء ليهدمها ويبني حدوداً ودويلات جديدة. في هذه الحال على العراقي أن يتمترس بعراقيته، والسوري بسوريته...الخ ويدافع عن الجزء الذي خصه الغرب به وينسى الكل. وعندها يكون قد تبنى الشكل الذي خلقه الغرب في بداية القرن وصار مصيره مصير هنود التسو (( الأفاعي المخاتلة )). ولا داعي للتذكير أن تجارب النهوض والتقدم ومحاولة خلق حياة إنسانية في هذه الأجزاء منيت بالفشل خلال قرن كامل لأن هذه الأجزاء صغيرة مخترقة بحيث يستحيل الدفاع عنها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.



أو، وهو الحل الذي أراه أكثر منطقية، أن نستغل فرصة تهديم الأمريكي لسايكس ـ بيكو كي نعيد تشكيل المنطقة وفق مصالحنا كأمة واحدة كانت الحدود تخنقها وتمنع تواصلها الحضاري والروحي والاقتصادي وحتى الإنساني .



إن المشرق العربي هو قلب الأمتين العربية والإسلامية فإذا نهض كتلة واحدة موحدة شكل كيانا صلباً يسيطرعلى أكبر خطوط إنتاج وإمداد الطاقة في العالم، وله قاعدة بشرية ضخمة متنوعة متعلمة قادرة على ولوج باب التصنيع و التطور الحضاري، ويمتلك إمكانيات التحول إلى قطب جاذب لباقي أقطار الأمة العربية، وحتى للقوميات المجاورة التي تعتنق الإسلام وهو أمر كفيل بتغيير ميزان القوى في العالم لصالح الشعوب المحرومة من العرب والمسلمين وبقية شعوب العالم الثالث. و هنا تكمن أهمية المحور السوري - العراقي. الذي يمكن أن يعيد تشكيل العالم برمته ولنتذكر أن استرداد العرب والمسلمين لبيت المقدس وتحصين المنطقة في وجه الفرنجة قد بدأ جهده الأول



والأساسي على هذا المحور، فمن الموصل انطلق آل الزنكي ليستولوا على حلب ثم دمشق وبعدها يكمل صلاح الدين مسيرتهم فيوحد سوريا ومصر تحت قيادته وهذا الأمر كان كفيلاً بخنق ممالك الفرنجة على الساحل السوري مما أدى لاحتضار تدريجي لها انتهى بزوالها.



دائماً هناك طريقتان لحل المعضلات الكبيرة في تاريخ البشرية سواء كانت علمية أو ثقافية أو اجتماعية.



ـ الطريقة الأولى تقوم على التفكير بحل من داخل البنية السائدة.



ـ والطريقة الثانية تقوم بإيجاد حل خارج البنية السائدة وهذا ما اتفقت البشرية على تسميته بالحلول الإبداعية وهذه الطريقة من التفكير هي التي غيرت تاريخ البشرية. فلو أن إينشتاين ظل يفكر بحلول للمشاكل التي جابهته داخل فيزياء نيوتن لما وصل إلى نتيجة. لكن ما إن خرق فيزياء نيوتن حتى وصل إلى حلوله الإبداعية التي أطلق عليها النظرية النسبية والتي غيرت تاريخ العلوم بل وطريقة الحياة على الكرة الأرضية.



واليوم نحن نقف أمام معضلة متشابكة مطلوب منا أن نقدم حلولاً إبداعية. لكن بعضنا يفكر داخل البنية التي وضعتنا بها سايكس ـ بيكو فيحاول أن يجمل هنا وأن يصلح هناك لكنه يبقى أسيراً لهذه البنية، التي لم تصمم أصلاً لتستوعب احتياجاتنا و إمكانيات نمونا و تطورنا الروحي والمادي. بل صممت كي تخدم مصالح الغربيين فقط. وللأسف إن هذا النمط من التفكير هو السائد حتى عند كثير من الطيبين، وهو نوع من الدوران في حلقة مفرغة في أحسن الأحوال يمكن أن يؤدي إلى نشوء أبنية جميلة لكنها هشة يمكن أن تنهار عند أول عاصفة.



أما الحل الآخر وهو التفكير من خارج البنية فيقوم على أن نتوقف عن التفكير بكوننا سوريين أو عراقيين أو لبنانيين ونعيد الأمور إلى المربع الأول إلى عام 1917 لنبدأ من مسلمة أولى أننا كتلة واحدة يجب أن نجد الحلول لها ضمن بنية واحدة .



الطريق صعب وطويل ومليء بالمخاطر لكنه أملنا الوحيد. قد يحتج البعض أن سايكس ـ بيكو صارت لها ترتيبات على الأرض وهذا يخلق تعقيدات لا نهاية لها. أنا لا أتجاهل ذلك لهذا علينا البحث عن حلول إبداعية من نمط أن نتصرف من أقطارنا كأنها باقية إلى الأبد وفي نفس الوقت أن نعمل و كأن الوحدة قادمة غداً.

المعادلة صعبة، لكن لا شيء يمنع من محاولة تطبيقها من قال إن لحلول السهلة هي الأفضل !!