مشاهدة النسخة كاملة : العـنف الطـلابي: رأي مـن المـغـرب



faou_ihssan
05-12-2007, 21:20
العـنف الطـلابي: رأي مـن المـغـرب
كمال سرسيف

ناشط طلابي مغربي
تعرف الساحة الطلابية المغربية حراكا ثقافيا ونقابيا مهما ساهم في توحيد جهود الطلاب وربطهم بقضاياهم الأساسية، حيث استطاع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بقيادته الإسلامية تأطير عشرات الأنشطة الثقافية في جميع الجامعات المغربية منذ بداية الموسم الجامعي الحالي، كما كان الإضراب الوطني الأخير يوم الخميس 15 نوفمبر 2007 رسالة واضحة على وحدة الصف الطلابي وقوة فعله النقابي.

لكن الأحداث الدامية التي عرفتها بعض المؤسسات الجامعية خلال سنة الماضية وهذه السنة، والتي كان من نتائجها مقتل طالبين السنة الماضية في صراعات بين طلبة يساريين وصحراويين وأمازيغ، تجعلنا نتوقف عند هذه الظاهرة من أجل الوقوف على الأسباب والدوافع الكامنة وراءها، وأطرح بداية مجموعة من الملاحظات حول طبيعة هذه الأحداث والمتسببين فيها:

طبيعة أحداث العنف

- أغلب أحداث العنف التي تشهدها الجامعة مصدرها السلطات الأمنية، حيث لاننسى التدخل القوي ضد الطلبة بالحي الجامعي بوجدة خلال هذا الشهر وإصابة عشرات الطلاب بجروح واقتحام بيوتهم، والعنف الذي واجهت به السلطة طلبة صحراويين بجامعة مراكش خلال السنة الماضية. فعنف الدولة الذي يبقى الأهم من نوعه، يسبب توترا دائما بالساحة الجامعية، ويخلق مناخا يشجع على العنف.

- ظاهرة العنف تبقى ظاهرة محدودة وموسمية، تقف وراءها تيارات معزولة، وتلقى استنكارا واسعا من لدن عموم الطلاب المغاربة.

- أغلب أحداث العنف كان وراء اندلاعها تيار طلابي يساري معروف، طريقة عمله أشبه بالعصابات المسلحة المتنقلة استهدف - البرنامج المرحلي القاعدي - خلال هذه السنة بالأسلحة البيضاء عناصر من القطاع الطلابي للتوحيد والإصلاح مرتين بكلية الحقوق والحي الجامعي بفاس، وطالبين من العدل والإحسان بكلية الآداب بفاس، ونشاطا طلابيا لأوطم بكلية الآداب بمراكش.

- أحداث العنف تبقى ظاهرة موسمية ومرتبطة ببعض المواقع التي تعرف أزمات اجتماعية خانقة مثل الراشدية، فاس، تازة، ومراكش رغم أن هناك نية لدى البعض لتعميم الظاهرة وتوسيع دائرة الصراع.

- تحرك هذه الصراعات الطلابية أهداف سياسية واضحة، تجعلها ترفض باستمرار الاحتكام إلى جموع الطلاب في اتخاد القرارات التي تهم الجامعة، سرعان ماتتحول هذه الصراعات إلى أحداث عنف ونذكر هنا بموجة الصراع الذي احتدم بين طلبة الوحدة والتواصل وطلبة الاتحاد الاشتراكي على خلفية فتوى عبد الباري الزمزمي حول المناضل الاشتراكي بنبركة.

- هذه الأحداث تأتي لملء فراغ في برامج هذه الفصائل، وانسداد الآفاق أمامها، أو أحيانا أخرى نتيجة لاحتدام المنافسة بين بعضها.

- الصراع الفصائلي وغياب ثقافة الحوار عند معظم الفصائل الطلابية، ورفض بعض الأطراف التعايش مع الفصائل الإسلامية، وهنا نسجل أن الحوار الذي دشن سنة 1996، بين طلبة العدل والإحسان الذين يقودون الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وطلبة الوحدة والتواصل، وإن لم يأت بالنتائج المرجوة، لكنه ساهم في تدبير الاختلاف بين الفصائل الإسلامية.

- رفض بعض الإطارات الطلابية التي تتخذها بعض الفصائل غطاء لعملها يدفع بهذه التيارات إلى المواجهة، حيث عرفت الجامعة منذ بداية هذا الموسم مالا يقل عن ثلاث صراعات دموية بين طلبة منظمة التجديد الطلابي والطلبة القاعديين خاصة بجامعة فاس.

خطة عمل لتجاوز الوضع
إن ما تتخبط فيه الجامعة المغربية من مشاكل يحتم تعبئة كل الجهود الطلابية لمواجهته، وهو مايفرض ضرورة تعاون الجميع على تجاوز هذا الوضع، فإما أن تسود ثقافة الحوار وضبط الاختلاف بين جميع الأطراف، أو هو الإقصاء والصراع الذي قد يؤدي إلى العنف..

ولكي يكتب النجاح لأي مبادرة للحد من ظاهرة العنف بالجامعة إلى جانب كونها ينبغي أن تكون مبادرة جماعية وليست خطوة منفردة لأي طرف، لابد أن تركز على النقاط التالية:

- لامناص للفصائل الطلابية من فتح حوار بينها، وتوحيد جهودها في جبهة واحدة تخدم القضايا الطلابية الملحة.
- صياغة ميثاق أخلاقي يؤطر العلاقات الطلابية، والصراعات بين الفصائل، بدل اللجوء للعنف وتبادل التهم.

- الاحتكام إلى الآليات الديمقراطية في تدبير الاختلاف بين الطلاب، والرضوخ لنتائج الانتخابات وإرادة الطلاب.
- إعادة النظر في بعض الإطارات التي لم تقدم جديدا للجماهير الطلابية، وإنما ساهمت في انتشار أجواء الرفض والصراع بين الفصائل.

- الانخراط الإيجابي في مؤسسات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والتي كانت دائما تلعب دورا مهما في ضبط العلاقة بين العمل النقابي والثقافي والسياسي وتخلق التوازن بين مجالات العمل الطلابي دون انجراف وراء الأهداف السياسية.

- توسيع هامش الحرية النقابية بالجامعة المغربية، واحترام حقوق الطلاب، وهي عوامل أساسية ومهمة لخلق أجواء ممارسة ديمقراطية في العلاقة بين الطلاب.

- التخفيف من الضغوط الاجتماعية التي تخنق الطلبة وتغدي أجواء العنف مثل: غياب المنح، وضعف البنيات التحتية للأحياء الجامعية، وغياب المطاعم الجامعية، ومشاكل النقل ..

- دفع السلطات المخزنية إلى رفع يدها عن الجامعة، وتغذيتها للصراعات الفصائلية واختراق بعضها.

منقول من موقع الإيفسو

abdelkader
05-12-2007, 21:46
جزاك الله كل خير أختي الفاضلة

نسال الله تعالى أن يبارك في جميع طلابنا الكرام

نسال الله تعالى أن يحفظهم ويوفقهك

المختار
05-12-2007, 23:34
جزاك الله كل خير أختي الفاضلة

faou_ihssan
06-12-2007, 19:57
و أنتم من أهل الجزاء إخوتي مشكورين على المرور الطيب