مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز أن أقيم عيد الميلاد لابني ؟



abou ossama
16-05-2005, 12:56
بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:

ينبغي على المسلم أن يستثمر يوم مولده ، بأن يقف مع نفسه وقفة المحاسبة والتقويم ، فيصلح ما أفسد، ويكمل ما نقص ، ويحمد الله أن مد الله له في عمره ، وأعطاه فرصة للتوبة والإصلاح ، وكان من الممكن أن يحرمها كما حرمها غيره ، فإذا كانت هذه مظاهر الاحتفال فلا مانع منها .
أما إذا كان المقصود تقليد الغرب في احتفالاتهم ، ومباشرة المنكرات والمحرمات فهذا لا يجوز فعله للمسلمين .
أما قبول الهدايا فلا مانع منه ، حتى يعتاد الناس طرق الاحتفال الصحيحة .
كما ينبغي أن تستثمر المناسبات العمرية في حياة الطفل ولو بالاحتفال ، فيقام للطفل عند السابعة حفل يسمى عيد التعليم إشارة إلى تعليم الأطفال الصلاة عند هذه السن ، ويقام حفل آخر عند بلوغه عشر سنين ، ويسمى عيد الضرب إشارة إلى تأديبه على ترك الصلاة عند هذه السن كما قال الدكتور يوسف القرضاوي .

يقول الشيخ جعفر أحمد الطلحاوي من علماء الأزهر الشريف :
لا عيد عند المسلمين إلا ما أعقب أداء ركن من أركان الإسلام؛ وعليه: فالعيد الأول (عيد الفطر أو الصغير) يأتي بعد تحقيق ركن الإسلام الصوم(شهر رمضان) ، والعيد الثاني: (عيد الأضحى أو الكبير) يأتي بعد أداء مناسك الحج، وهذا هوالمشروع من الأعياد عند المسلمين الملتزمين.
أما إذا نظرنا إلى العيد بمفهومه اللغوي؛ أي العود مرارا وتكرارا، فالعيد يسمى عيد العودة وتكراره كل عام، والعادة تسمى: عادة، لاعتياد المرء لها، وتكررها في حياته، من هذه الزاوية يصح لغة أن يقال: على مناسبة تاريخ الميلاد عيدا، لغة فقط، لا شرعا.
والذي ننصح به السائلة لمناسبة تاريخ ميلاد ولدها، وكذا لتاريخ ميلادها هي: أن نقف مع هذا التاريخ وقفة محاسبة، ومراجعة وتقييم للنفس، والسلوك ، والتصور والفكر، للنظر كم مضى من العمر ؟ وتوالى من السنين، ماذا أنجزنا؟ وحققنا ما الذي قصرنا فيه من طاعة الله تعالى وتقواه، ماذا نريد أن نعمل في مستقبل أيامنا، وقد أمد الله في العمر ، وأفسح في الأجل ، بينما الغير لم يعط هذه الفرصة؟

ولقد نبهنا المولى عز وجل إلى أن طول العمر وامتداد الأجل وتوالي السنين بعد السنين، عبرة لمن يعتبر، وذكرى لمن يتذكر، حيث قال تعالى : { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر}، على مثل هذه المعاني؛ينبغي أن نحيا ونحي مناسبة تاريخ الميلاد، لأولادنا ولأنفسنا، لا أن نقع في محظور ومحذور شرعا، كأن نتشبه باليهود والنصارى، في احتفالاتهم بأعياد الميلاد، بمباشرة المنكرات ، والوقوع في معاصي الله تعالى ، وفي الحديث الشريف: "من تشبه بقوم فهو منهم" .
وعليه: فلا بأس بقبول الهدايا من الأقارب في مناسبة تاريخ الميلاد، للأبناء وللنفس، منعا للمشكلات في الجو العائلي، وليكن معلوما أن الزمن جزء من العلاج، فعليك أن تكوني حكيمة في الانتقال بالأقارب من المفاهيم الجاهلية، لمناسبة تاريخ الميلاد، إلى المفاهيم الإسلامية، وفي القرآن الكريم حديث لعيسى عليه السلام روح الله وكلمته، وتذكرة ليوم ميلاده، ودعاء إلى الله تعالى ، بالسلام عليه في هذه الأيام الثلاثة"الولادة، الوفاة، البعث" قال تعالى حاكيا عنه عليه السلام: {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا}، ومن مفهوم هذا الدعاء القرآني الوارد عن روح الله وكلمته: لا نرى بأسا بالدعاء بالسلامة والطيب بهذه المناسبة .

ويقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
منشأ هذا السؤال هو التقليد الأعمى، إننا نريد أن نصبح أذناباً لغيرناوقد خلقنا الله رؤوساً، وأن نكون عبيداً للغرب وقد خلقنا الله أحراراً، الغرب يحتفل بأعياد الميلاد للأطفال وللكبار، فنحن نقلد الغربيين ونفعل مثل هذا حتى الإنسان الكبير يعمل لنفسه عيد ميلاد، فقد مرت عليك سنة والمفروض أن تحاسب نفسك على هذه السنة، وتقعد تبكي على نفسك لا أن تشعل الشموع وتحتفل بنفسك، أيضاً بالنسبة للأولاد اتخاذ هذه العادة لهم سنوياً لا يجوز، أنا أقول أنه يمكن أن نحتفل بالأولاد في مناسبات معينة مثل عندما يولد المولود نحتفل به، ونعمل له عقيقة، وعندما يبلغ سبع سنوات نحتفل به ونقول له هذه سن الصلاة، فهذه حفلة الصلاة، وعندما يبلغ 10سنين نعمل حفلة أخرى "حفلة الضرب" نقول له: لقد احتفلنا بك من 3 سنوات سابقة حتى تصلي، الآن كبرت وإذا لم تصل تستحق الضرب، وبعدما يبلغ 15 سنة نعمل له حفلة أنه بلغ سن التكليف، هذه حفلات بمناسبات وليس كلما ازداد سنة نحتفل به، ثم نحتفل بمناسبات أخرى ، وكذلك بالنسبة للفتاة، بالإضافة إلى ما سبق يمكن أن نحتفل بها عندما ترتدي الحجاب، فهذه الحفلات لمناسبات ولا نحتفل بهم كل سنة.
والله أعلم