الضحى
29-12-2007, 16:07
سلسلة كلام في الفن
المشاريع تلغي المشاعر
عبد الله المعتوقي maatou9i@gmail.com
يـحق لنا أن نشبه بعض الفنانين الذين يرضون بشروط شركات الإنتاج الفنية بالجواري التي يشتريها القصر، فتصبح مع آثاته تستجيب لرغبات السلطان ، فشركات الإنتاج تشترط في التعاقد مع الفنان أن تحتكر صوته لمدة زمنية ، أما ما يتعلق بمضمون الفن الذي سيقدمه الفنان فهو خبر في محل جر ضمير مستتير تقديره مضمون يستطيع جلب عدد كبير من المتلقين،والغناء والتمثيل في ذلك سواء .
كل هذه الأشياء التي سبق ذكرها تسمى مشاريع تجارية محضة ، الرابح الأكبر فيها هي تلك الشركات التي تخفي أهدافا أخرى أشد وطأ وفتكا تستهدف تماسك الأسرة وقيم المجتمع .
هذه المشاريع التجارية الضخمة هي التي تلغي المشاعر التي كثيرا ما يثغنى ويـمثل عنها الفنان !
نبدأ بذلك الفنان الذي يغني في الفديو كليب مع نساء كاسيات عاريات يخاطب ودَّهن ، وأمام التلفاز يجلس الصغير يشاهد أباه يغني ويطرب بالحب والإخلاص والوفاء ، وكل الصفات الجميلة التي تحبها المحبوبة في زوجها الحبيب ، وبجانب الصغير وقفت أمه تدرف دمعا ليس لرياح شوق هزت أركان قلبها هبت من زوجها الغائب بل للخيانة التي بعث بها في أغانيه إليها .
فهل توجد خيانة عظمى أكبر من أن تشاهد المرأة زوجها بين أحضان سافلة تتاجر في جسدها تسمى بهتانا فنانة كبيرة مقتدرة ومحترمة ؟ ومع ذلك يصر الفنان في غناء أغاني الإخلاص والوفاء مع السافلة طبعا.
فمن يستطيع فك هذه المعادلة التي طرفاها قيم غالية يجمعها الحب كالإخلاص والوفاء والشوق...ومشاهد ترى فيها الحبيب الإفتراضي مع نساء يخجل الخجل منهن ومن وصفهن ، وبين الطرفين يغني الحبيب أغاني نُسِجت خيوطها من تلك القيم الغالية .
يسقط عليه هذا البيت الشعري الذي صدق قائله:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
فعن أي فن يتحدثون ؟ وعن أي إخلاص يغنون ؟ وعن أي حب يبدعون ؟ وبأية مشاعر يحسون ؟ وبأي ضمير يفكرون ؟ وبأي إسم نسميهم ، وبأي وصف نصفهم ؟
كم جميل أن تسمع أغاني تعانق هموم المظلوم ، وتناصر الشعب المكلوم ، وتنصف المحروم .
وكم أجمل منه أن تسمع أغاني تطير بقلبك إلى عوالم الحب ، فتسقيك من الحنان ، وتطعمك من الإخلاص، وتنبث في قلبك الصفاء ، وحب ما في السماء ، ونعيم دار البقاء ، ووصف الجمال والبهاء ، والوفاء لمن تحب من النساء ، فينتشر في قلبك ضياء ينير الزوجة والولد .
فمن ترى يستحق كلمة الفنان يا إنسان ؟
-*---***---*-
منقول من الضحى الالكترونية ddoha.c.la
المشاريع تلغي المشاعر
عبد الله المعتوقي maatou9i@gmail.com
يـحق لنا أن نشبه بعض الفنانين الذين يرضون بشروط شركات الإنتاج الفنية بالجواري التي يشتريها القصر، فتصبح مع آثاته تستجيب لرغبات السلطان ، فشركات الإنتاج تشترط في التعاقد مع الفنان أن تحتكر صوته لمدة زمنية ، أما ما يتعلق بمضمون الفن الذي سيقدمه الفنان فهو خبر في محل جر ضمير مستتير تقديره مضمون يستطيع جلب عدد كبير من المتلقين،والغناء والتمثيل في ذلك سواء .
كل هذه الأشياء التي سبق ذكرها تسمى مشاريع تجارية محضة ، الرابح الأكبر فيها هي تلك الشركات التي تخفي أهدافا أخرى أشد وطأ وفتكا تستهدف تماسك الأسرة وقيم المجتمع .
هذه المشاريع التجارية الضخمة هي التي تلغي المشاعر التي كثيرا ما يثغنى ويـمثل عنها الفنان !
نبدأ بذلك الفنان الذي يغني في الفديو كليب مع نساء كاسيات عاريات يخاطب ودَّهن ، وأمام التلفاز يجلس الصغير يشاهد أباه يغني ويطرب بالحب والإخلاص والوفاء ، وكل الصفات الجميلة التي تحبها المحبوبة في زوجها الحبيب ، وبجانب الصغير وقفت أمه تدرف دمعا ليس لرياح شوق هزت أركان قلبها هبت من زوجها الغائب بل للخيانة التي بعث بها في أغانيه إليها .
فهل توجد خيانة عظمى أكبر من أن تشاهد المرأة زوجها بين أحضان سافلة تتاجر في جسدها تسمى بهتانا فنانة كبيرة مقتدرة ومحترمة ؟ ومع ذلك يصر الفنان في غناء أغاني الإخلاص والوفاء مع السافلة طبعا.
فمن يستطيع فك هذه المعادلة التي طرفاها قيم غالية يجمعها الحب كالإخلاص والوفاء والشوق...ومشاهد ترى فيها الحبيب الإفتراضي مع نساء يخجل الخجل منهن ومن وصفهن ، وبين الطرفين يغني الحبيب أغاني نُسِجت خيوطها من تلك القيم الغالية .
يسقط عليه هذا البيت الشعري الذي صدق قائله:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
فعن أي فن يتحدثون ؟ وعن أي إخلاص يغنون ؟ وعن أي حب يبدعون ؟ وبأية مشاعر يحسون ؟ وبأي ضمير يفكرون ؟ وبأي إسم نسميهم ، وبأي وصف نصفهم ؟
كم جميل أن تسمع أغاني تعانق هموم المظلوم ، وتناصر الشعب المكلوم ، وتنصف المحروم .
وكم أجمل منه أن تسمع أغاني تطير بقلبك إلى عوالم الحب ، فتسقيك من الحنان ، وتطعمك من الإخلاص، وتنبث في قلبك الصفاء ، وحب ما في السماء ، ونعيم دار البقاء ، ووصف الجمال والبهاء ، والوفاء لمن تحب من النساء ، فينتشر في قلبك ضياء ينير الزوجة والولد .
فمن ترى يستحق كلمة الفنان يا إنسان ؟
-*---***---*-
منقول من الضحى الالكترونية ddoha.c.la