مشاهدة النسخة كاملة : إرهاب الطرق



الضحى
29-12-2007, 16:10
إرهاب الطرق
عبدالله المعتوقي
كم يصعب عليك أن تمتطي سيارة أجرة على الساعة الثامنة من كل صباح وأنت من عجلة من أمرك، فثمة مشهد يتكرر كل صباح وفي كل مدينة، يذهب بذهنك إلى عالم فريد من المخلوقات التي كثيرا ما كانت قدوة للإنسان في تدبير معاشه .
فعالم النحل مثلا ، ترى فيه التفاني في العمل واستغلال الوقت أحسن استغلال ، بالإضافة إلى التنظيم الذي يشمل كل نحلة من بين البلايين من الحشرة النافعة ،فلا تكاد تجد ولو نحلة واحدة لا تقوم بدورها الكامل والمتقن ، ولن تجد فيهن نحيلة تريد أن تخالف المتعارف عليه في قانونهن الداخلي الذي ظل الإنسان الرابح الأكبر من جني ثماره ، والغريب في الأمر هو أن ذلك كله يمر في مكان ضيق يشمل العدد الكثير من النحل .لكن ما هو أغرب منه هو ألا تصادف أي حالة من التأخر والاصطدام .
نعود إلى الكائن البشري الذي يتقن فقط أن ينتفع بذلك العسل الذي تنتجه تلك المخلوقات الربانية دون أن ينتفع بذلك التنظيم المحكم الذي لولاه ما ذاق الإنسان طعم العسل ولا نجا من طعن العلل وما أحوج البشرية إليه .
فالإنسان في هذا العصر مع ما وصل إليه من تقدم تكنولوجي وصناعي يشكر عليه ، يشكو من الأعراض الجانبية لذلك، كما هو الحال بالنسبة لبعض الأدوية الكيماوية التي تداويك من مرض وتترك فيك عشرة.
فالمدن الكبيرة من المعمور تعاني الأمرين من حجم حوادث السير الطرقية ، فكم من روح زهقت و لقت حتفها ، وكم من جسم أصبح هشيما ، وكم من طفل أصبح يتيما ، وكم من امرأة باتت أرملة ...،
في المغرب أكدت الإحصائيات الرسمية أن عدد القتلى تجاوز3622 قتيلا و83 الاف و189 جريحا !!!
أرقام لا تدل إلا أن المغرب يواجه حربا مفتوحة مع الطرق ، ولعل اخطر إرهاب يهدد امن المغرب هو هذا الإرهاب الطرقي .
ووعيا منها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها بادرت اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير إلى تنشيط حملات تحسيسية ، ومن جانبها شددت الحكومة في القوانين التي سنتها ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل بعد هذه الجهود المبذولة عرف المغرب انخفاضا في أرقام تلك الحوادث ، الجواب طبعا لا ، لكن لماذا ؟
هل لان المواطن المغربي لا يتقن قانون السير ؟ أم أن ثمة مواطنين لا يبالون بحياتهم فبالأحرى أن يبالوا بحياة الآخرين ؟ أم أن حالات السكر هي السبب في ذلك ؟ أم أن البنى التحتية الهشة عامل أساسي في نشوب هذه الحروب ؟
نترك للقارئ الكريم حرية التعليق في الإجابة عن هذه الأسئلة، التي تعتبر الإجابة عنها كشف اللثام عن الداء ، ومن عرف الداء اهتدى إلى الدواء .
كما نسائل الحكومة عن مدى وفائها بسن وتطبيق الحلول الناجعة للحد من هذه الآفة بعيدا عن ثقافة الشعارات الرنانة .
عن جريدة الضحى الالكترونية ddoha.c.la