مشاهدة النسخة كاملة : الرفق والأناة والحلم ورحمة الخلق



abdelkader
27-01-2008, 23:40
بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


روى الشيخان عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله". سواء أمرنا الخاص والأمر العام للمسلمين.
وفي رواية لمسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه. ولا ينزع من شيء إلا شانه". وفي رواية أخرى له: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف". وفي الحديث الأخير تقابل بين الرفق والعنف.
أمرنا في الدين بالتيسير والتبشير، فهذا رفق يقابله عنف فقيه يكفر المسلمين، وداع لا يفتح أبواب التوبة، ومشتاق لحكم الإسلام يتصوره ويصوره وجها حانقا، وسيفا مصلتا، وقلوبا لا ترحم.
يكون من صلب التربية والتعليم النظر في أمثلة حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأناته، وصبره، وتحمله، وشفقته على الخلق، ليكون ذلك لنا نموذجا يحتذى. فإننا لن نسع الناس، ولن ينفتح لنا الناس، إن تقدمنا إليهم بالوجه العابس والتشديد والتعسير. وفي السيرة المطهرة أمثلة رفيعة لرفق رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليم الناس دينهم، وتدرجه بهم، وحلمه على ذوي الطباع الخشنة وقليلي الفقه. إن حلمه صلى الله عليه وسلم ورفقه حتى بالمنافقين يعطينا نموذج السلوك في فترة الانتقال حين يتعين علينا أن نحبب الإسلام لأقوام ألفوا التحرر من كل ضابط خلقي.
نزلت الشريعة الإسلامية بتدرج، وخرج المسلمون من جاهلية لإسلام بتدرج، وتميزوا عن المجتمع الجاهلي بتدرج، وبعد الهجرة أقاموا مجتمعا ودولة إسلاميين بتدرج، وحتى قطع حبال الجاهلية حصل بتدرج. انظر كيف احتفظ المسلمون، ومنهم عمر، بأزواجهم المشركات حتى صلح الحديبية حين نزل قول الله تعالى: "ولا تمسكوا بعصم الكوافر".
رفق، حلم، أناة.
شريعة الله نزلت، ديننا كمل، نعمة الله علينا تمت والحمد لله، فلا نقول، مثل ما يقوله بعض أدعياء الإسلام من أننا في المرحلة المكية لا يجب علينا صلاة ولا صيام. لا ولسنا والحمد لله ممن يترخص في فرض ولا سنة ولا فضيلة من فضائل الإسلام وفرائضه وسننه. إنما نقصد أن سيادة السلوك الإيماني على المجتمع في كل مستوياته لن يتم ضربة لازب. ليس التحويل الإسلامي مسرحا يرفع معه ديكور ليوضع ديكور، ويخرج المجرمون ليدخل الأتقياء البررة.
كان محمد صلى الله عليه وسلم رسولا مؤيدا معصوما، وكانت مزايلة الجاهلية وهي ظلام بين، والخروج إلى الإسلام وهو نور ساطع، بنزول الوحي وحضور المصطفى القائم بالقسط، أمرا فاصلا له حدود واضحة. أما التجديد من فتنة وهي غبش معتم غامض، إلى إسلام يختلف الناس في فهمه، ويتفاوتون في إدراك ما يعنيه بالنسبة للفرد والمجتمع والسياسة والاقتصاد والحياة اليومية، فأمر شاق يطلب رفقا وتدرجا، إن آثرنا البناء على الكسر والسير الثابت على القفز لا سيما وقد انقطع الوحي، وانتفت العصمة، وعظم الخطب من كل جانب.
على أن جند الله ينبغي أن يمثلوا الكتاب والسنة، إن لم يكن سلوكا مكتملا فتطلعا. ينبغي أن يذكروا الأمة بحياة الصحابة، إن لم يكن كليا فمحاذاة.

من كتاب المنهاج النبوي

حنين الروح
28-01-2008, 17:28
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يعطيك العافيه موضوع اكثر من رااائع

رفع الله قدرك وانار دربك ورزقك اعلى الدرجات

zahrat-islam
28-01-2008, 19:13
بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الفاضل وجعله الله في ميزان حسناتك

krit01
30-01-2008, 14:34
بارك الله فيك أخي الفاضل وجعله الله في ميزان حسناتك

ikrra_10
25-12-2008, 22:20
شكرل جزيلا على الموضوع الحلو

abdelkader
25-12-2008, 22:23
بسم الله الرحمن الرحيم

مشكورين إخوتي على المرور الطيب