مشاهدة النسخة كاملة : الكاظمين الغيظ



hasnaa
30-01-2008, 12:21
قال تعالى :{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين }
وعن ‏ ‏سهل بن معاذ بن أنس الجهني ‏عن ‏أبيه :‏ عن النبي ‏- صلى الله عليه وسلم -‏ ‏قال ‏: ( ‏من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيّره في أي الحور شاء ) ‏.
من كظم غيظاً ‏:‏أي اجترع غضباً كامناً فيه .
قال في النهاية كظم الغيظ : تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه .
قال ابن كثير : "أي لا يُعمِلون غضبهم في الناس ، بل يكفون عنهم شرهم و يحتسبون ذلك عند الله عز وجل " .
( وهو يستطيع أن ينفذه ) ‏: ‏بتشديد الفاء أي يمضيه .
( دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق ) ‏:‏أي شهره بين الناس وأثنى عليه وتباهى به ويقال في حقه هذا الذي صدرت منه هذه الخصلة العظيمة .
‏( حتى يخيره ) :‏أي يجعله مخيراً .
‏( في أي الحور شاء ) ‏: ‏أي في أخذ أيهن شاء , وهو كناية عن إدخاله الجنة المنيعة , وإيصاله الدرجة الرفيعة .
قال الطيبي : وإنما حمد الكظم لأنه قهر للنفس الأمارة بالسوء , ولذلك مدحهم الله تعالى بقوله : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } ومن نهى النفس عن هواه فإن الجنة مأواه والحور العين جزاه. قال القاري : وهذا الثناء الجميل والجزاء الجزيل إذا ترتب على مجرد كظم الغيظ فكيف إذا انضم العفو إليه أو زاد بالإحسان عليه .
وقال الشاعر :
وإذا غضـبت فكن وقوراً كـاظماً *** للغيظ تبصر ما تقول وتسمع
فكفى به شرفاً تبصر ســاعة *** يرضى بها عنك الإله وترفـع
وقال عروة بن الزبير في العفو:
لن يبلغ المجد أقوام وإن شرفوا *** حتى يذلوا أو إن عزوا لأقـوام
ويشمتوا فترى الألوان مشرقـة *** لا عفو ذل ولكن عـفـو إكرام
ومن القصص :
روي عن ميمون بن مهران أن جاريته جـاءت ذات يوم بصحـفة فيها مرقة حارة, وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه, فأراد ميمون أن يضربها
فقالت الجارية: يا مولاي, استعمل قوله تعالى: { والكاظمين الغيظ } قال لها: قد فعلت.
فقالت: أعمل بما بعده { والعافين عن الناس } . فقال: قد عفوت عنك.
فقالت الجارية: { والله يحب المحسنين } .
قال ميمون: قد أحسنت إليك, فأنت حرة لوجـه الله تعالى.
ومدح الله تعالى الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم فقال: { وإذا ما غضبوا هم يغفرون } (5).
وأثنى على الكاظمين الغيظ بقوله: { والعافين عن الناس } , وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك.
وأيضاً من ثواب من كظم غيظاً :
1- يملأ الله عز وجل جوفه إيماناً : كما في الحديث :
عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... و ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظمها عبد الله إلا ملأ جوفه إيماناً ) . (6)
2- يملأ الله عز وجل جوفه أمناً إيماناً : كما في الحديث
عن سويد بن وهب عن رجل من أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كظم غيظاً و هو قادر على أن ينفذه ملأ الله جوفه أمناً و إيماناً ... ) (7)
3- أفضل أجراً :كما في الحديث
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تجرع عبد جرعة أفضل أجراً من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله ) رواه ابن جرير ،و كذا رواه ابن ماجه عن بشر بن عمر عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد .

krit01
30-01-2008, 15:15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اختي الكريمة على الموضوع القيم

قلب مسلمة
31-01-2008, 12:16
بسم الله الرحمن الرحيم

عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.m5zn.com/uploads/a08a76f580.gifالسلام

hasnaa
31-01-2008, 12:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنتما من أهل الجزاء والاحسان شكرا على مروركما الكريم

zahrat-islam
31-01-2008, 13:07
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جزاك الله كل خير أختي





hasnaa على
الموضوع القيم

abdelkader
31-01-2008, 19:43
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله كل خير على الموضوع الطيب

قابض على الجمر
31-01-2008, 20:23
أكرمك الله أختي الكريمة

hasnaa
02-02-2008, 12:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنتم من أهل الكرم شكرا على مروركم الكريم