مشاهدة النسخة كاملة : البذل



hasnaa
07-02-2008, 17:34
لابد من البذل لهذا الدين وتقديم التضحيات بالمال والنفس والنفيس وكل غال ورخيص قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وانفسكم ذلكم خيرا لكم إن كنتم تعلمون) (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ومن دلائل الإيمان أن يدخل المرء تحت قوله تعالى (الذين ينفقون في السراء والضراء) فالبذل والعطاء ضرب من العبادة ولون من الإحسان
و كان الرسول صلي الله عليه و سلم المثل الأعلى للبذل و العطاء و هذا مثال و احد فقط نذكره ففي السيرة النبوية في أحداث الهجرة أن أبا بكر اشترى راحلتين بماله ليستعد عليهما في الهجرة ولكن الرسول - مع مرونته - أصر أن يدفع ثمن راحلته ورفض أن يتطوع أبو بكر به لان البذل في هذه المواضع من أسمى العلاقات بين العبد وربه وامر ينبغي الحرص عليه وتستبعد النيابة فيه.
وحيى الله الأنصار والمهاجرين معا المهاجرون ضحوا بأموالهم ودورهم وممتلكاتهم وقدموا أرواحهم رخيصة لدينهم وقابلهم الأنصار بمشاعر راقية واخوة حانية وناصفوهم أموالهم وبيوتهم لكن المهاجرين كانوا اعفاء النفس نبل الأفئدة لم يستغلوا الفرصة وينتهبوا الموقف بل دعوا لهم بالبركة والخير ثم نزلوا إلي الأسواق فباعوا واشتروا وربحوا حتى صاروا أغنى أغنياء المدينة ولما امتلكوا الأموال زهدوا فيها واخرجوها في شكل زكوات او صدقات أو خدمات للدين إيثارا منهم على إخوانهم وطمعا في أن يجعل لهم الرحمن يوم القيامة ودا وان ينالوا هذا الشرف (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)
و لذلك يجب علي كل مسلم صادق مع إيمانه ألا يبخل بنفس أو مال أو وقت أو جهد في سبيل رضا الرب سبحانه و تعالي

abdelkader
07-02-2008, 18:02
بسم الله الرحمان الرحيم



- كلمة بذل وردت في الحديث النبوي معناها لغة إعطاء الشيء والجود به استهانة به في مقابل الفضل المرجو.
- حين تجتمع الدعوة والدولة في يد جند الله تكون أموال الأمة مالا لله ينفق في وجوهه لكن البذل يبقى البرهان الأول لصدق الصادقين.
- المال والجهد عصب الدعوة، وبذلهما التزاما بعهده، وتطوعا بالخيرات هو المصدر الأول والوسيلة الأولى لتربية العصبة الخيرة. والمال والجهد مستقبل الدولة أيضا.
- شمل العمل التطوعي، حسب الإمكانات والمرحلة، تنظيم تعاونيات فلاحية وتجارية وخيرية، وتنظيم تعاونيات إنتاجية واستهلاكية، وتنظيم أعمال لاستصلاح الأرض وسقيها وفلاحتها، وتنظيم وحدات صناعية، وتدريب الشباب على الأمن الداخلي والخارجي. إلى آخر مهمات التنمية. ويوم تقوم دولة الإسلام نجد أنفسنا هيأنا الأطر الصالحة لتسيير دواليبها، وهيأنا القيادات الشعبية القادرة على إخراج ما عند الشعب من قدرة على البذل، بذل المال والجهد.
- يشعر المؤمن حين نضعه عند وفوده في مشروع تطوعي أنه عضو منتج صالح، فهذا يقوي عزمه لما يرى من نتائج جهده. وهذا هو الجانب العملي الضروري في التربية بعد الجانب الآخر جانب التربية الروحية الإيمانية التعليمية التأليفية. يجب ألا يترك المؤمنون يركدون في صحبتهم، منكمشين على أنفسهم. بل يدفعون إلى الميدان دفعا من أول خطوة، على أن لا يصرفهم الجهد الميداني عن المهمة الشاملة، مهمة تكوين شخصيتهم الإيمانية. العمل التطوعي الميداني جزء لا يتجزأ من التربية، لكنه الجزء لا الكل.
- التطوع الميداني يهيء فرصة للمؤمن ليعرف مشاكل أمته، ويلتصق بواقعها ويعاني آلامها، ويتهيأ لحمل أعبائها.
ندفع المؤمنين لميدان التطوع، يعطون الشعب من أموالهم، ووقتهم، وجهدهم. فينتقلون بذلك من الموقف التابع إلى الموقف المسؤول، ومن ذهنية الذي يبحث عمن يحل مشاكله، إلى عقلية القوي الأمين، يتعلم القوة والأمانة في الميدان لا في الأحلام، يحل هو مشاكل الناس، لا يكون عالة على الناس.
- مشاريع التطوع ينبغي أن تنظم، فيدرب المؤمنون قبل أن يقذفوا للميدان، ويكون على نشاطهم إشراف مسؤول، ويكون لعمل كل مؤمن تقويم وتشجيع يدفعانه لمزيد من الجهد.
- يستعمل الناس كلمة "تضحية" ونستبدلها نحن بكلمة بذل النبوية. الذي يعبر عن عمله بكلمة تضحية ينظر إلى عمله يستكثره، ويمن به، ويعظمه، لينال رضى الناس. والتطوع في الخير الذي نعبر عنه بكلمة بذل فتوة ترى فضل الله على أهلها أن أهلهم لخدمة دينه والموت في سبيله.


يتبع

abdelkader
07-02-2008, 23:21
بسم الله الرحمن الرحيم



- لا معنى لعبارة الحل الإسلامي إلا ببذل شامل. تبذل العصبة المؤمنة مالها ووقتها وجهدها وعرقها ونفوسها في سبيل الله، ثم يسري البذل في المجتمع ليذيب الفروق الطبقية، والظلم الاجتماعي، ويحول البطالة عملا، والكسل نشاطا، والتواكل همة، والتبعية استقلالا.
- مهمات كالجبال، تحتاج لرجال سامقي الهمم، متوفري الخبرة، قادرين على العطاء بلا حساب. بذل.
دعاة فعلة، متواضعون، على مستوى المهمات اليومية، بالصبر الدؤوب. وعلى مستوى المهمات المصيرية، بنفس الهمة، والفعل الخبير، والدقة والتواضع.
- الزكاة حق الله، وبذل الفضول عزيمة نبوية في ظروف خاصة. فهما نصيب الطاعة في إقامة العدل الاجتماعي.
وبعد الحق المفروض، والعزمة اللاحقة بالفرض، يأتي التطوع من صدقة يحب الله مؤتيها ويثيب عليها، ومن كرم يتحلى به المؤمن.
الصدقة التطوعية والإنفاق والكرم الفاضلين تكملة فقط لواجب الزكاة وبذل الفضول. فالمجتمع الإسلامي صلبه العدل المفروض، ولحمته التطوع بالخيرات. قاعدة العدل الواجب عليها يقوم الهيكل الاجتماعي، ثم يكسى هذا الهيكل، ويجمل، وينتعش، وتدب فيه الحياة الأخوية، بالعطاء المحب.
- لا يحب الله المتكبر المستعلي على المسلمين، الشحيح بماله، إنما يحب من ينفق ليسد الخلة، ويلبي الحاجة، ويأسو الجرح، ويكفل اليتيم، ويرحم المسكين، ويحمل الكل، ويعين على نوائب الحق.
- الخصلة الرابعة في تصنيفنا هي "البذل". مدلول الخصلة التربوي هو تطهير جند الله من عاهة الشح، وهو الخطوة الأولى في طريق الفلاح. قال الله تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (سورة الحشر، الآية: 9).
أما مدلولها الجماعي التنظيمي فهو توفير المال اللازم لكل أنواع الجهاد.
- غريزتا حب المال والحرص على جمعه وحب الجاه والرئاسة جماع الشرور الاجتماعية.
- إذا كان تهذيب النفس وترويضها على الزهد في الدنيا أصلا من أصول التربية الإيمانية الإحسانية وشرطا من شروطها في خاصة الفرد المومن الذي نفض يده من كل شيء ليتفرغ لطلب الله في رفقة محدودة بعيدا عن المجتمع، فإن مشروطيَّتها آكدُ، وتحقيقها أبعد منالا، في حق المومنين العاملين جماعة، القائمين جماعة، لإحقاق الحق وإظهار دين الله. إن لم يُبطل القائمون الباطل في نفوسهم فلن يستطيعوا إبطاله في غيرهم. وإنَّ بناء النفس وتحصين النفس وتزكية النفس بإخراج حب الدنيا جملة وتفصيلا من القلب لهو البناء. وما يزكيها إلا الله، وما يُفلح في استئصال الجرثومة الذئبية إلا من ذكر الله.
- من قواعد امتلاك النفس وقهر الغرائز والعزوف القلبي عن الدنيا ينطلق طالب الحق وسط جند الله وحزبه من الجهاد الإيجابي لامتلاك وسائل الدنيا، ووسائل القوة في الدنيا، ووسائل الكفاية في الدنيا، والعزة، والمَنَعة، والثروة، والسلاح، والاقتصاد المزدهر، والتكنولوجيا الصناعية، والزراعة المغذية، والسبق في المنافسة لدى الأسواق العالمية.
لم يكن زهد الصحابة عمادُ الدعوة النبوية والخلافة الأولى زهدَ دروشة وهروب. كان زُهدُهم عملا فعالا، كان جهادا متواصلا يبذلون النفس والنفيس في سبيل الله.
- ليس الكرم الأصيل، كرم ذوي المروءات، كالتكرم. وليس البذل المنبعث عن الإيمان والإحسان كعطاء الشحيح النفس الحديث النعمة. ترقى المومن المحسن في خدمة مولاه فحرَّرَهُ سيدهُ من رقِّ الدنيا ووعده هوادج الكرامة فهو لا يستميله الغنى والجاه. علم أن المنعم سبحانه رزاق في الدنيا والآخرة، وعلم أن الدنيا لا تساوي عند الكريم العلي الحكيم سبحانه جناح بعوضة، فهو لا يقيم لها وزنا إلا من حيث كون العمل فيها، والكسب، والبذل، والزكاة، والصدقة، والجهد والجهاد، والعبادة جَميعا واسطةٌ لنيل خير الآخرة ودرجات الوجوه الناضرة الناظرة.


يتبع

abdelkader
07-02-2008, 23:23
بسم الله الرحمان الريحم


- المومنون المحسنون الشاكرون قليل من العباد. والعاملون الباذلون شكرا قليل. قال تعالى: (اعملوا آل داود شكرا. وقليل من عبادي الشكور).(سورة سبأ، الآية: 13).
- من النبْع القلبي، نَبع البر العميق الشامل الجيَّاش، لا من ضوابط القانون، يُملي إيمان المومن على المومن وإحسان المحسن على المحسن فريضة العطاء في سبيل الله، من زكاة محدودة وصدقة سمحاء. وعلى أركان البر، لا على بنود القانون يتأسس التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي الأخوي، وفي تعامل المسلمين مع الناس أجمعين، إذ لا حدود للبر تحبِسهُ عن الوفاء بحق الضعيف والمحتاج من إنسان وطير ودابة.
- الانبعاث الإسلامي والحمد لله في مراحل اليقظة، والاكتمال الإيماني والإحساني الذي يؤسس البر مشروع تربوي ترعاه عناية الله على يد الربانيين من الدعاة. وشؤون الأمة في قضايا العدل والبر، مثل شؤونها السياسية، يجب أن تتعهدها الدعوة منذ هذه المراحل الأولى بالتنظير والتطبيق وتهييء النماذج المتعددة حتى إذا تمكنت الدعوة من الدولة، ومكن الله للأبرارِ في الأرض، تركبت العلاقات في دولة القرآن على تركيبة لا تستوعب فيها الدولة الدعوة، ولا يستأثر فيها وازع السلطان بالأمر والنهي في جليل الأمر وحقيره.
- الترف هو "التوسع في النعمة" كما قال الراغب الأصفهاني رحمه الله. وأضيف بأنه التوسع في النعمة المُفضي إلى الفسق والفساد والإفساد. المترفون فِئَةٌ مغضوب عليها في القرآن. قال الله عز وجل: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا(.(سورة الإسراء، الآية: 16) أمرناها بالأمر القدَري لا بالأمر الشرعي، لأن الترف المُدَمِّر فحشاء، والله لا يامر بالفحشاء.
- كلمة "تقلل" أستعملها لتقابل كلمة "ترف" القرآنية كما يقابل الإسلام الكفر، وكما يقابل العدل الظلم، والإحسان الطغيان والشورى الملأ (...)التقلل تحكّم إرادي في الاقتصاد ومصارف الأموال وموارد الدولة. التقلل انضباط لا تخضع له إلا مقهورةً أغلبيةُ النفوس البشرية النهمة بِنَهَم البطن ونهم الفرج ونهم الفَخفخة ونهم التكاثر في زينة الحياة الدنيا.
التقلل زينة الله والطيبات من الرزق نتناولها من يد المنة الإلهية بالشكر والورع في حدود الحلال والحرام والمباح والمكروه.
التقلل غير القلة. إذ القلة فقدٌ يلهي عن الله. القلة فقر هو أخو الكفر. وقد تعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من القلة فقال: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلَّة والذلَّة. وأعوذ بك من أن أظلم أو أُظلم". رواه أبو داود والنسائي وابن حبان عن أبي هريرة بإسناد حسن.
التقلل سنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا". أخرجه الشيخان عن أبي هريرة. والقوت ما يكفي دون زيادة.
التقلل إمساك على زمام النفس لكيلا تجتلبها المغريات. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد هذه المنزلة، أوصى بالتقلل حتى يكتفي المومن في خاصة نفسه بمثل زاد الراكب، فكان صحابته مثالا للزهد والتعفف والبَذَاذَةِ التي هي من الإيمان كما جاء في الحديث. البذاذة عكس الترفه في الزينة.
التقلل تضييق إرادي على النفس في الكماليات لا في الضروريات، ليوفر العبد من ماله ومن نفقته، ما به يصل الرحم ويحمل الكَلَّ ويعين على نوائب الحق ويصطنع عند الله عوائدَ البِر.
وإن التوفير والاقتصاد في النفقة لواجب جهادي على كل مومن ومومنة في ظل دولة القرآن لجمع رأس المال الضخم الذي تحتاجه الأمة للتصنيع.
التقلل غير الشح، هو خلق محمود، وتعبير عن الهمة العالية، همة العابرين لمنازل الدنيا يحدوهم الشوق إلى ما عند الله. التقلل عدل وبر واعتدال وعطاء من النفس بواسطة العطاء من النفقة. هو اقتصاد قوله تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) (سورة الإسراء، الآية: 29) هو نظام قوله تعالى: (كلوا واشربوا ولا تسرفوا. إنه لا يحب المسرفين) (سورة الأعراف، الآية: 29) ويدمِّر سبحانه وتعالى الفاسقين المترفين.
التقلل إيثار للمحتاج بالفضل مما عندك، فإن لم يكن لك فضل فاعمل واتعب واكسب لتعود ببرك وإيثارك على من لا قدرة له على الكسب. حبُّ المساكين كان دعوةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حب لا معنى له إن كان حبا عذريّا، لا معنى له إلا بالبذل من الفضل، لا معنى له إلا بالبر والمواساة.

krit01
09-02-2008, 10:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخي الكريم عبد القدر و أختي الكريمة حسناء
أحاديث في البذل



روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: "بينما نحن في سفر إذا جاء رجل على راحلة له. فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان معه فضل ظهر (أي دابة زائدة على حاجته) فليعد به (أي فليعطه) على من لا ظهر له. ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له" فذكر من أصناف المال ما ذكره. حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل".

قال طبيب القلوب وحبيب علام الغيوب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أُرسِلا في زريبةِ غَنَمٍ بأفسد لها من الحرص على المال والحسب في دين المسلم". رواه عن كعب بن مالك رضي الله عنه الإمام أحمد والترمذي وصححه وابن حبان في صحيحه.

قال صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجلٍ آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق". أخرجه الشيخان عن عبد الله بن مسعود. وأخرجا من حديث عبد الله بن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا حسد إلا في اثنتين. رجلٍ آتاه الله القرآن فقام به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وأطراف النهار".

krit01
09-02-2008, 10:04
من كلام الإمام القشيري رحمه الله عن الجود والسخاء



قال الله عزّ وجلّ: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".
أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا الحسن بن العباس قال: حدثنا سهل قال: حدثنا سعيد بن مسلم، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة، رضي الله عنهما، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السخي قريب من الله تعالى، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد عن النار.
والبخيل: بعيد من الله تعالى، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار.
والجاهل السخيّ أحب إلى الله تعالى من العابد البخيل".

قال الأستاذ: ولا فرق -على لسان القوم- بين الجود والسخاء، ولا يوصف الحق، سبحانه، بالسخاء والسماحة؛ لعدم التوقيف. وحقية الجود: أن لا يصعب عليه البذل.

وعند القوم، السخاء: هو الرتبة الأولى، ثم الجود بعده، ثم الإيثار؛ فمن أعطى البعض وأبقى البعض فهو صاحب سخاء، ومن بذل الأكثر، وأبقى لنفسه شيئاً، فهو صاحب إيثار، كذلك سمعت الأستاذ أبا عليّ الدقاق، رحمه الله، يقول: أسماء بن خارجة: ما أحبّ أن أرد أحداً عن حاجة طلبهامني؛ لأنه إن كان كريماً أصون عرضه، وإن كان لئيما أصون عنه عرضي.

وقيل: كان مورّق العجلي يتلطف في إدخال الرفق على إخوانه؛ يضع عندهم ألف درهم، فيقول: أمسكوها عندكم حتى أعود إليكم. ثم يرسل إليهم: أنتم منها في حلّ.

وقيل: لقي رجل من أهل منبج رجلا من أهل المدينة، فقال: ممن الرجل؟ فقال: من أهل المدينة، فقال له: لقد أتانا رجل منكم يقال له الحكم بن عبد المطلب فأغنانا. فقال له المدني: وكيف؟ وما أتاكم إلا في جبة صوف! فقال: ما أغنانا بمال، ولكنه علمنا الكرم. فعاد بعضنا على بعض حتى استغنينا.

سمعت الأستاذ أبا عليّ الدقاق يقول: لما سعى غلام الخليل بالصوفية إلى الخليغة أمر بضرب أعناقهم؛ فأما الجنيد فإنه تستر بالفقر، وكان بفتى علي مذهب أبي ثور، وأما الشحام، والرقام، والنوري، وجماعة، فقبض عليهم؛ فبسط النِّطع لضرب أعناقهم.. فتقدم النوري فقال له السّياف: تدري إلى ماذا تبادر؟. فقال: نعم فقال وما يعجلك؟ فقال أوثر عليِّ أصحابي بحياة ساعة. فتحير السيَّاف، وأنهى الخبر إلى الخليفة، فردهم إلى القاضي؛ ليتعرف حالهم؛ فألقى القاضي على أبي الحسين النوري مسائل فقهية، فأجابه الكل، ثم أخذ يقول: وبعد؛ فإنه لله عباداً قاموا بالله، وإذا نطقوا نطقوا بالله، وسرد ألفاظاً أبكى بها القاضي فأرسل القاضي إلى الخليفة، وقال: إن كان هؤلاء زنادقة: فما على وجه الأرض مسلم.

وقيل: كان عليّ بن الفضيل يشتري من باعة المحلة؛ فقيل له: لو دخلت السوق فاسترخصت.
فقال: هؤلاء نزلوا بقربنا رجاء منفعتنا.

وقيل: بعث رجل إلى جبلة يجارية، وكان بين أصحابه، فقال: قبيح أن اتخذها لنفسي وأنتم حضور؛ وأكره أن أخص بها واحداً، وكلكم له حق وحرمة. وهذه لا تحتمل القسمة، وكانوا ثمانين؛ فأمر لكل واحد بجارية أو وصيف.

وقيل: عطش عبيد الله بن أبي بكرة يوماً في طريقه، فاستسقى من منزل امرأة، فأخرجت له كوزاً، وقامت خلف الباب، وقالت: تنحوا عن الباب، وليأخذه بعض غلمانكم، فإني امرأة من العرب: مات خادمي منذ أيام، فشرب عبيد الله تسخر بي؟. فقال: احمل إليها عشرين ألف درهم. فقالت: اسأل الله تعالى العافية. فقال: يا غلام أحمل إليها ثلاثين ألف درهم، فردّت الباب وقالت: أف لك. فحمل إليها ثلاثين ألف درهم، فأخذتها فما أمست حتى كثر خطابها

قلب مسلمة
09-02-2008, 18:22
بسم الله الرحمن الرحيم
http://asas123.jeeran.com/جزاك-الله-يااختي.gif
فقد جعل الله الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين ، فقال عنهم : { إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } ( الذاريات 16-19) وضاعف العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة في الدنيا والآخرة فقال سبحانه : { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة } ( البقرة 245) .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله : أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك )
رواه البخاري و مسلم .

هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تحث على الصدقة والبذل والإنفاق في سبيل الله ، وأنها من أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته ، وإخلاف الله على العبد ما أنفقه في سبيله .