مشاهدة النسخة كاملة : يوميات رجل إعلام : بين الرياضة والسياسة



faou_ihssan
09-02-2008, 14:48
http://www.mouminate.net/img/bism.gif
يوميات رجل إعلام : بين الرياضة والسياسة



http://www.mouminate.net/pict/terrain.jpg

بدا لي غريبا هذا القران بين السياسة والرياضة على الرغم من أن للمجالين نقط التقاء ونقط اختلاف ! وفي كثير من التغطيات الإعلامية التي حضرتها، تولدت عندي قناعة أن حبلا سُرِّيا يصل بينهما: إذ لكل منهما فريقا وميدان عراك وخططا وتقنيات وجماهير وحكام..... وصفارة إنذار.
بين الرياضة والسياسة
للسياسة ميدانها الحافل بالمراء والنفوذ المادي والمعنوي الذي تعززه قوى الضغط لتحقيق الامتيازات والحصول على تنازلات الطرف الآخر، وفي المقابل تبدو الرياضة فنا للمداراة والبحث عن فرص إضعاف الخصم وتلقف عثراته بهدف التفوق عليه.
وللسياسة أيضا معتركها ذو الوطيس الحامي وصولاتها وجولاتها مابين كر وفر، مثلما للرياضة من الهجمات والمرتدات لاقتحام معسكر الخصم وإفشال خططه وتحقيق الفوز على حسابه !
وإذا كان انسجام أعضاء الفرق الرياضية شبه حاسم في إنجاح خطة اللعب، فإن نفس المنطق يحكم المؤسسات السياسية حتى تسلم من تبعات البلقنة وتعدد المشارب ومن ثم صعوبة قيادة الفريق.
فوحدة الهدف وإحكام الخطط ، إن سياسيا أم رياضيا، ضامن لتحقيق النتائج المرجوة وكسب رضا الجماهير المتلهفة للحظات الفوز والتتويج خاصة وأن سيل الهزائم والإحباطات لاينفك يطاردها في حياتها اليومية في مختلف الواجهات.
لعبٌ ولعب
صحيح أن النزال الرياضي تقنية وحنكة ومنافسة في إطار لعب نظيف، لكن النزال السياسي، في كثير من الحالات، تعصفه به الأهواء والمصالح الشخصية ويصبح "اللعب القذر" سيد الموقف.
ثم إنه في ميدان السياسة يعتبر الأعوان اليد الطولى في التدبير، وإن كانوا في الظل، فهم أهل الحل والعقد، ذوو سلطة نافذة، يملون ويأمرون، منهم الميمنة ومنهم الميسرة ومنهم أهل الوسط وقليل ما هم !
أما ساسة مجال الرياضة فتحركهم الفرجة وتذهب بعقولهم نشوة الانتصار، لكن تتنازع توجهاتِهم وخططهم في إدارة الفرق الرياضية مشاكل الحسابات المالية وصرف الميزانيات.
فكم من الجامعات والفدراليات والرابطات والكنفدراليات في مختلف الرياضات باتت تشكو سوء التدبيروالقبضة الحديدية لساستها، حتى لا يكاد المتتبع لشؤونها يميز ما يفصلها عن المؤسسات السياسية المحضة.
الحكامة : رياضة المبادئ
إن كان الظفر بالكؤوس والميداليات الذهبية وتحقيق الألقاب المحلية والعالمية ديدن الرياضيين، فإن حيازة الأوسمة والنياشين وتوسيع قاعدة الموالين دأب أهل السياسة.
وكم من نجوم سياسية نحتت أسماءها ومسيراتها على صفحات تاريخ الإنسانية، بل كم من رياضيين فاقوا بعض الساسة في تخليد ألقابهم وإنجازاتهم !
وبين الحاكم والحَكَم خيط جد رفيع : فكلاهما يمسك بحبال إدارة المقابلات، الرياضية والسياسية، وإليهما يرجع أمر رصد التجاوزات وفك الخلافات وإشهار البطاقات الصفر والحمر لزجر السلوكيات العنيفة،
من غير أن تأخذهم في الحق لومة لائم أو تحيز لجانب دون الآخر. واجبهم رعاية حقوق كل جانب وحمايتها من كل شطط أو تطاول.
هم أهل الحكامة : سياستهم رياضة لمبادئهم، ورياضتهم محك لسياستهم، وبين هذا وذاك تبقى صفارة الإنذار بأيديهم شاهدة على حسن أو سوء تدبيرهم !

زينب محب، 06 فبراير 2008
منقول من www.mouminate.net

abdelkader
09-02-2008, 15:45
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير أختي على الموضوع

faou_ihssan
09-02-2008, 17:51
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مشكور أخي الكريم على مرورك الطيب