مشاهدة النسخة كاملة : نساء عابدات زاهدات2



hammadi
07-06-2005, 23:21
آمنة الرملية
عابدة زاهدة من عابدات القرن الثالث للهجرة كان يزورها العباد والزهاد في زمانها، دخل عليها بعض العابدين يسألونها الدعاء، فقالت لهم: لو أن الخاطبين خرسوا، ما تكلمت عجوزكم من البكم ولكن الدعاء سنة.. ثم قالت: جعل الله قراكم من الجنة " وجعل ذكر الموت بيني وبينكم على بال، وحفظ علينا الإيمان وهو أرحم الراحمين..
إعتل بشر بن الحارث، فعادته آمنة من الرملة.. وبينما هي عنده إذ دخل الإمام أحمد بن حنبل يعوده.. فلما عرف الإمام بوجود آمنة عنده طلب من بشر بن الحارث أن يسألها الدعاء.. فقالت آمنة: اللهم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيرانك من النار فأجرهما.

شعوانة
عابدة زاهدة بكاءه.. كانت تبكي في الليل والنهار فخافوا عليهـا العمى من كثرة بكائها، وكلموها في ذلك، فقالت: أعمى والله في الدنيا من البكاء، أحب إلي من أن أعمى فى الأخرة من النار..
سألها الفضيل بن عياض أن تدعو الله له: فقالت له: يا فضيل أما بينك وبين الله تعالى سريرة ما أن دعوته استجاب لك.. فشهق الفضيل شهقة وخر مغشيا عليه.:سمعت شعوانة شخصا يقول وكانت عند مالك بن دينار: لايبلغ حقيقة التقوى، حتى لا يكون شيء أحب إليه من القدوم على الله..
فخرت مغشيا عليها...
وكانت تقول: من استطاع منكم أن يبكى فليبك، وإلا فليرحم الباكي يبكى لمعرفته بما أتى إلى نفسه

(رابعة القيسية)
عابدة زاهدة متقشفة.. ذات فصاحة وبيان وكانت رفيقة لرابعة العدوية..
قيل لها: هل عملت عملا قط ترين أنه يقبل منك؟ قالت: إن كان شيء فمخافتي من أن يرد علي.
وقيل لها: لو أذنت لنا، ليجمع قومك ثمن خادم حتى يكفيك المؤونة وتتفرغي للعبادة ، فقالت: والله إني لأستحي أن أسأل الدنيا ممن يملك الدنيا فكيف أسأل الدنيا ممن لا يملكها.

(حسنة العابدة).

عابدة من عابدات البصرة.. تركت وراء ها نعيم الدنيا وأنكبت على العبادة تصوم النهار وتقوم الليل. وليس في بيتها شيء..
قالت لها امرأة: تزوجي، فقالت: هات رجلا زاهدا لا يكلفني من الدنيا شيئا، وما أظنك تقدرين على ذلك، فوالله ما في نفسي أن أعبد الدنيا ولا أنعم من رجال الدنيا.. فان وجدت رجلا يبكى ويبكينى ويصوم ويأمرني ويتصدق.، نعمت.. وإلا فعلى الرجال السلام.

ميمونة أخت إبراهيم بن أحمد الخواص
عابدة زاهدة، سلكت مسلك أخيها في الورع والتوكل، والزهد والتقشف.. دخل عليها أخيها ذات يوم فقال لها: إني اليوم ضيق الصدر، فقالت: " من ضاق قلبه ضاقت عليه الدنيا بما فيها، ألا ترى قول الله عز وجل(( حتى إذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم )) سورة التوبة _ آية 118
لقد كان لهم في الأرض متسع، ولكن لما ضاقت عليهم أنفسهم ضاقت عليهم بما فيها الأرض ".
دن طارق بيت أخيها يطلبه، ولم يكن موجودا فسألها متى يعود، فقالت له: من روحه بيد غيره من يعلم متى يرجع..

أم هارون الخرسانية
عابدة، زاهدة، متقشفة.. ذات صلاح وتقوى تتلمذ لها كثيرون منهم، الزاهد الكبير أبو سليمان الدراني .. سألها سليمان يوما: ما تقولين الرجل يحب لقاء الله؟ قالت: ويحك.. ذاك رجل ثقلت عليه الطاعة وأحب الراحة منها.. فقال لها: فإنه إذا أحب البقاء في الدنيا، قالت: بخ بخ.. ذاك رجل أحب الطاعة، وأحب أن يبقى لها وتبقى له..
وقال أبو سليمان لأم هارون: أتحبين الموت... قالت: لا، قال: ولم تكرهين لقاء الله تعالى؟ فبكت ثم قالت: يا أبا سليمان : لو عصيت آدميا ما حببت لقاءه، فكيف أحب لقاء الله وقد عصيته.. فوقع أبو سليمان مغشيا عليه.
وكانت أم هارون تأكل الخبز وحده، وقالت: إني لأغتنم بالنهار حتى يجيء الليل، فإذا جاء الليل قمت في أوله، فإذا جاء السحر دنا الروح من قلبي ..
وكانت أم هارون تأتي بيت المقدس من دمشق كل شهر مرة على رجليها.

مضغة أخت بشر بن الحارث الحافي
عابدة تقية ورعة، أكبر أخوات بشر، وأكبر منه، و ماتت قبله، فحزن عليها حزنا شديدا وبكى بكاء كثيرا، فلما سئل فى ذلك، قال: قرأت في بعض الكتب أن العبد إذا قصر فى خدمة ربه سلبه أنيسه، وهذه أختي مضغة كانت أنيسي في الدنيا..

خنساء بنت رخدم
عابدة من عابدات اليمن.. كانت تصوم كثيرا..
وصامت أربعين يوما حتى لصق جلدها بعظمها.. وبكت حتى ذهبت عيناها، وقامت من الليل حتى اقعدت من رجليها.. وكانت إذا جن الليل، وهدأت العيون تنادى بصوت لها حزين: يا حبيب المطيعين إلى كم تحبس جذوع المطيعين في التراب، ابعثهم حتى يتخيروا موعد الصادق.. وكان طاووس بن وهب بن منبه المتوفى سنة 110 هـ يعظم قدرها.