مشاهدة النسخة كاملة : نساء عابدات زاهدات3



hammadi
07-06-2005, 23:24
مخة أخت بشر بن الحارث الحافي
من ربات العبادة والورع.. استأذنت على أحمد بن حنبل وقالت له- من وراء حجاب-: يا أبا عبد الله.. أنا إمرأة أغزل بالليل في السراج، فربما طفىء السراج فأغزل في القمر. فهل علي أن أبين غزل القمر من غزل السراج تقصد أنه قد لا تكون القطعة التي غزلتها في ضوء القمر بمثل جودة الغزل فـي ضوء السراج .
ففال لها الامام أحمد: إن كان عندك بينهما فرق فعليك أن تبيني ذلك
ثم سألته قائلة: يا أبا عبد الله: أنين المريض شكوى؟ قال: أرجو ألا يكون ولكنه إشتكاء إلى الله عز وجل.. قال عبد الله: فودعته وخرجت، فقال الإمام: يا بني ما سمعت إنسانا يسأل عن مثل هذا.. من هذه المرأة؟ قال: هي أخت بشر الحافي.
قال الإمام أحمد.. محال أن تكون مثل هذه إلا أخت بشر.

(عائشة بنت عمران بن سليمان المنوبي
من ربات الزهد والتقشف.. نشأت في حجر أبيها فاعتنى بتربيتها وعلمها القرآن، وأتقنت حفظه ثم عكفت على الزهد والصلاح.. وكانت تعمل بيدها فتغزل الصوف وتقتات من مورده..
كانت متصدقة تبر الفقراء والمساكين وتسد عوز المحتاجين، ولا تدخر شيئا من كسبها..
روى عنها أنها كانت تقول، إذا بات بجيبها درهم و لم تتصدق به: الليلة عبادتي ناقصة..

أم غسان الأعرابية
عابدة زاهدة، مكفوفة البصر، تأكل من عمل يدها فكانت تغزل الصوف : الحمد لله على ما قضى وارتضى، رضيت من الله ما رضى لي، وأستعين بالله على بيت ضيق الفناء، قليل الكواء، وأستعين بالله على مايطالع من نواحيه

منيفة بنت أبى طارق

عابدة من عابدات البحرين.. كانت تجد سعادتها وسرورها في صلاة الليل فإذا أقبل الليل قالت: بخ بخ يا نفس قد جاء سرور المؤمنين، فتلبس، وتقوم إلى محرابها، ثم كانت إذا صلت العصر هجعت إلى غروب الشمس، وكان ذلك دأبها.. فلما قيل لها، لو جعلت هذه النومة في الليل كانت أهدأ وأسكن لبدنك قالت: لا والله لا أنام في ظلمة الليل مادمت في الدنيا ومكثت حالها هذه طيلة أربعين سنة..
حدث عامر بن مليك البحراني عن أمه أنها قالت: بت ذات ليلة عند .- إبنة أبي طارق، فما زادت على هذه الآية من أول الليل إلى آخره ترددها وتبكي (( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله، ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم ....))

منفوسة بنت يزيد الفوارس
عابدة ناسكة، كثيرة البكاء من خشية الله، صابرة.. كانت لا تنقطع عن البكاء، فلما قيل لها في ذلك قالت: والله لوددت أن أبكى حتى تنقطع دموعى، ثم أبكى دما حتى لا تبقى جارحة من جسدي فيها دم، وكانت تقول: من لم يستطع البكاء، فليرحم الباكين، فإنما الباكي يبكى لريبة في نفسه، وبما جنى عليها وهو صائر إليه.. وكانت تبكى وتقول: إلهي إنك تعلم أن العطشان من حبك لا يروى أبدا.. وتصاب منفوسة في إبنها.. وحولها النساء معولات، وإذا هو في حجرها وهي تقول: والله لتقدمك أمامي أحب إلي من تأخرك ورائي ولصبري عنك أجدى من جزعي عليك وما حظ مصيبة تحل من التلف محلك، : تورث من العطب مثل مضجعك؟. ولئن كان فراقك حسرة ، إن توقع أجرك لخيرة..
وكان الفضيل بن عياض يأتيها ويتردد إليها ويسألها الدعاء..

عجردة العمية
عابدة من عابدات البصرة.. كانت تقوم من أول الليل حتى السحر وتنادي بصوت لها محزون:
إليك قطع العابدون دجى الليالي بتكبير الدلج.. ولا تزال تبكي، وتدعو في سجودها حتى يطلع الفجر، فكان ذلك ديدنها ثلاثين سنة.
قالت آمنة بنت يعلى بن سهيل: كانت عجردة العمية تغشانا، فتظل عندنا اليوم واليومين، فكانت إذا جاء الليل لبست ثيابها، وتقنعت، ثم قامت إلى المحراب فلا تزال تصلي إلى السحر، ثم تجلس فتدعو حتى يطلع الفجر.

طايفة
عابدة من عابدات بيت المقدس، وكانت تتعبد فيه، فيقول لها وهب بن منبه: يا طايفة: ما أشد العمل عليك، فتقول: ما أجد لي شيئا أشد علي من طول الفكر، قال: وكيف ذلك؟ قالت:إني إذا تفكرت في عظمة الله وأمر الآخرة طاش عقلي وأظلم على بصري واسترخت لذلك مفاصلي فقال لها وهب بن منبه: إذا أنت وجدت ذلك فافزعي إلى قراء ة القرآن في المصحف .

فاطمة النيسابورية
عابدة جليلة، كانت تتكلم في فهم القرآن وكانت ولية من أولياء الله عز وجل..
ومن كلامها: من لم يكن الله عز وجل منه على بال فإنه يتخطى في كل ميدان ويتكلم بكل لسان، ومن كان الله منه على بال أخرسه إلا عن الصدق، وألزمه الحياء منه والإخلاص له..:قالت: الصادق والمقرب في بحر تضطرب عليه أمواج يدعو ربه دعاء الغريق، يسأل ربه الخلاص والنجاة... وقالت من عمل على مشاهدة الله إياه فهو مخلص. وقال لها ذو النون المصري: عظيني وقد اجتمعا في بيت المقدس.. فقالت: إلزم الصدق وجاهد نفسك في أفعالك.. وتوفيت بمكة وهي ذاهبة للعمرة سنة 323 هـ

عائشة بنت عثمان بن سعيد النيسابوري
عابدة زاهدة، كثيرة الزهد عظيمة الورع.. قالت لابنتها: لا تفرحي بفان ولا تجزعي من ذاهب، وافرحي بالله عز وجل..
وقالت لها: إلزمي الأدب ظاهرا وباطنا، فما أساء أحد الأدب في الظاهر إلا عوقب ظاهرا، وما أساء أحد الأدب باطنا إلا عوقب باطنا.. وقالت: من استوحش من وحدته فذاك لقلة أنسه بربه..
وقالت: من تهاون بالعبيد، فهو لقلة معرفته بالسيد، فمن أحب الصانع أحب صنعته