مشاهدة النسخة كاملة : لـــــــــــــن تموت غــــــــــــزة لأنها ببساطة غـــــــــزة



قلب مسلمة
04-03-2008, 11:55
يتهدد الخطر الحقيقي قطاعنا الحبيب وأهلنا المرابطين في غزة، سنوات طوال وغزة تتعرض للعدوان الذي طال البشر والحجر والهواء وكل مقومات الحياة الإنسانية، قتلوا وقصفوا وجرحوا ودمروا وجرفوا، وظلت غزة كما عهدناها عصّية عليهم لا تركع ولا تلين، عبر مراحل التاريخ الطويلة كانت غزة عصّيةً على الغزاة، وكانت ولا زالت عصية على الصهاينة مغول العصر وبرابرته، تمكن الصهاينة من احتلال كل سيناء في العام 1967 ولم يتمكنوا من احكام سيطرتهم على غزة، لم يصمدوا فيها ورغبوا بتركها والرحيل عنها فعرضوها على مصر في العام 1978، رفضت مصر ومعها الفلسطينيون هذا المخطط، واستمرت غزة تقاوم المحتل حتى إنطلقت منها شرارة الإنتفاضة الأولى عام 1987، رغب الصهاينة في التخلص منها ومن عبئها ومن مقاومتها حتى قال إسحاق رابين رئيس وزرائهم أنذاك" أتمنى أن اصحو غداً من النوم وأجد غزة قد إبتلعها البحر"

لم يستطع جيش الصهاينة الصمود في غزة فإنسحبوا منها وسلموها لمنظمة التحرير بعد إتفاق أوسلو، وبعد إنطلاقة إنتفاضة الأقصى المباركة قرر الصهاينة الرحيل النهائي عن غزة فإنسحبوا تحت نيران المقاومة وخرجوا منها يجرون أذيال الخيبة والعار، ولأن غزة جزء من هذا الوطن العزيز رفضت السكوت ، والتفرج على جرائم المحتل في باقي مناطق فلسطين، إستمرت مقاومتها حتى هذه اللحظة التي قرر فيها العدو قطع الكهرباء ومنع إدخال الطعام والدواء ومنع أهلها من السفر للخارج بما فيهم المرضي ليموتوا على المعابر أمام مرأي ومسمع من الأشقاء والأعداء في هذا الكون.

لن تموت غزة لأنها ببساطة غزة، وأقول لكم أن غزة لن ترفع الراية البيضاء ولن تدخل بيت الطاعة الصهيوأمريكي ، وليحاصروا كيفما شاؤوا ( طز فيهم وطز في حصارهم) وهل هناك عقوبة أكبر من الموت .. نحن لها ونرحب بها والله إنني كرهت الحياة وكرهت ما فيها وأتمنى الموت الأن قبل الغد .

غزة المحتلة المظلمة محاصرة، تعاني الجوع ويعانق الموت أطفالها وشيوخها ومرضاها، لكنها لن تنحى ولن ترفع الراية البيضاء، نفذوا فيها كل الأساليب التدميرية النازية، فماذا فعل أشقائنا، تركوا أهلها يموتون في الظلمة جوعا وقهرا، وعلى المعابر وتحت الإرهاب الصهيوني، لأنهم اختاروا العيش الحر، ولم يركنوا إلى المهانة والإذلال.

إلى العرب ذوي الوجوه المنتصبة خنوعاً و ذلاً و هوانا من حافة الأطلسي غرباً إلى خليج السيوف المتراقصة في حضرة آلهة البيت الأبيض شرقاً، لن يشفع لكم رقصكم على أرضكم مع بوش، فلسوف يرقصون على جثثكم وعلى عزتكم، ولن تملكوا إلا الإستجداء وصناعة الشجب والكلام والإدانة.

غزة لا تحتاجكم وهي بغنى عنكم، ستنتصر بدونكم ورغمأً عن أنوف المحتل وأعوانه، سيرحل هذا المحتل صاغراً، ظلمة غزة لن تخفي جبن الصهاينة ومعهم العرب، ولن ترفع عنهم عار الغدر والخبث، ولن تغير هذه الظلمة صورة العدو الصهيونازي: دخلاء ومرتزقة هم كذلك وسيبقون هكذا.

لن يُسكتوا صوت الحق والحرية لا في غزة ولا في غيرها، لأننا أمة حرة عصية على البلع، سندافع عن حقوقنا وأراضينا شبرا بشبر وذراعا بذراع، وسنموت دون شرفنا، ولن تطمسوا مشاعر العزة والكرامة فينا.

فالله معك يا غزة، وأما أنتم يا عرب فإبقوا في أمسياتكم الدافئة، نعلم جيداً مدى حاجتكم لهذه الأمسيات بعد يوم دامٍ في سوق الأسهم و البورصات، و نعلم جيداً أن بعض السادة العرب انتهى يومهم بما يفطر الفؤاد بعدما ألمت وعكة صحية بالفرس بارز أو مقداد أو العاصي أو ظافر أو غيرها من خيول أمتنا المجيدة، إبقوا حيث أنتم مع برنامجكم المفضل " هزي يا نواعم" ولا حاجة لكم بأن تلتفتوا إلى أطفال غزة لانهم ليسو بحاجتكم ، ولكن لتعلموا جيداً أن بعض الأشمغة لا تستحق سوى أن تكون أحذية ينتعلها الحفاة الجياع في غزة، و بعض الرؤوس أدنى منزلة من أن تطهرها أحذية هؤلاء الجياع .