مشاهدة النسخة كاملة : يا طلاب الأمة اتحدوا



faou_ihssan
16-03-2008, 21:08
يا طلاب الأمة اتحدوا

بقلم: محمد بن مسعود / كاتب عام الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

http://www.aljamaa.net/uploads/images/benmasoud.jpg



تفاعلت الجماهير الطلابية في الوطن العربي والإسلامي بشكل قوي وتلقائي مع الجرائم الفظيعة التي اقترفتها مؤخرا آلة الحرب الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني الأبي في غزة الصمود، والتي لم تفرق بين كبير ورضيع ولا بين رجل وامرأة، وهدمت وأفسدت وفتكت وسفكت...
نظمت على مدى أيام المحرقة الرهيبة عشرات التظاهرات والفعاليات الطلابية في مختلف الجامعات الموزعة على أقطار وطننا الكبير، بشعار واحد وروح واحدة وهدف موحد وموحد متمثل في:
1- مساندة المقاومة الفلسطينية في معركتها التحريرية، ودعم الشعب الفلسطيني في محنته؛ وذلك استجابة لنداء الواجب أولا، ثم لنداء رموز وقادة المقاومة الذين دعوا الشعوب إلى الخروج بكثافة لتكسير الخذلان العربي الرسمي والتعبير عن المواقف الشعبية الحقيقية الرافضة للعدوان من جهة وللتطبيع والخنوع من جهة أخرى.
2- المساهمة في تشكيل الضغط الشعبي اللازم على صناع القرار العالمي من أجل إيقاف المجزرة، وهم الحريصون- أشد ما يكون الحرص- على حفظ الاستقرار السياسي والاجتماعي في بلداننا - ما حافظ هذا الاستقرار- على مصالحهم البترودولارية.

لا شك أن هذه التحركات الطلابية أثارت انتباه المراقبين والمهتمين بالشأن الطلابي والشبابي في الداخل والخارج إلى أن الحركة الطلابية في الوطن العربي ما تزال حية وقادرة على أن تقول كلمتها في العديد من القضايا المصيرية، مكذبة ما تروج له الأقلام المأجورة من عناوين الأزمة والتراجع والاندحار... كما أثارت الانتباه إلى أن ضمير الطلاب لازال ينبض بالحياة، وأن فطرتهم لا زالت منافحة عن أصلها الذي فطرها الله عليه رغم كل مخططات التخريب والتغريب والتطبيع التي تنفق عليها ملايير الدولارات، ومؤامرات تشويه الفطرة وطمس الهوية وقتل الغيرة والأخلاق التي انبرى لها بنو صهيون وعملاءهم مستخدمين فيها كل الآليات والوسائل والتقنيات المتطورة، ومستفيدين بل داعمين لآلات القمع الحكومية المحلية التي تكلفت بمحاصرة الحركة الطلابية الصامدة والمقاومة والتضييق عليها...
إن إيجابية هذه الرسائل المطمئنة الباعثة على الفرح، ينبغي أن لا تحجب رؤية المسؤولين الطلابيين عن النصف الآخر من الكأس، ليتمكنوا؛ إن توفرت الإرادة الصادقة؛ من تدارك الخلل وملء الفراغ وإكمال النقص وتصحيح المسار، في إطار مهمة استكمال بناء صرح حركة طلابية عربية و إسلامية متينة ومنيعة وراشدة.
في هذا الإطار، ومساهمة في فتح نقاش طلابي وشبابي حول "أفاق العمل الطلابي في الوطن العربي والإسلامي وتحديات المرحلة المقبلة على ضوء مستجدات الوضع الراهن"، أكتب هذه المقالة راجيا أن تجد من إخواني وأصدقائي الأعزاء الذين اقتسم معهم جزء من مسؤوليتهم الطلابية في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، التفاعل الإيجابي.

تكالب قوى الاستكبار العالمي

تمر أمتنا من مرحلة دقيقة وصعبة عنوانها الكبير: تكالب قوى الاستكبار العالمي التي تستهدف في هجومها وحربها المعلنة كل مقومات الأمة: دينها وعقيدتها وثقافتها وأرضها ومواردها وحريتها وكرامة أبناءها وعرض بناتها... وانطبق علينا صريح الحديث النبوي الشريف، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها". قال قائل: من قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل". أخرجه أبو داود وأحمد بإسناد قوي من حديث ثوبان رضي الله عنه.
إن هذه الوضعية الغثائية تقتضي من كل أبناء الأمة وبناتها المساهمة -كل من موقعه- في رفع الحيف والظلم المسلط على الأمة وفرض العدل وانتزاع الحرية وحماية الكرامة وإعادة الاعتبار... في زمن موازين القوى فيه مختلة لفائدة أعداء الأمة. نحن رقم ديموغرافي لا وزن ولا ثقل له في العالم، وأرخص الدماء دمائنا، وأكثر الأموال سلبا التي تملأ خزائنهم و تعد جيوشهم بالأسلحة الفتاكة أموال نفطنا العربي، وأجزاء كبرى من أرضنا تحت نير الاحتلال الغاصب في فلسطين السليبة والعراق الجريح وجنوب لبنان الصامد و جولان سورية وضفة الأردن وسبتة ومليلية المغرب الأقصى، ناهيك عن الحصار والتهديد الذين تتعرض لهما لبنان وإيران وسورية، والتدخل الأجنبي الفاضح في دارفور السودان، وناهيك عن الإملاءات الاقتصادية والاجتماعية التي تفرض من جانب الاستكبار الاقتصادي العالمي على أنظمتنا الحاكمة لحفظ اللاتوازن القائم على حاله، لنظل أمة تابعة خانعة خاضعة، ويبقى الغرب المتقدم والمصنع والمسلح هو الأقوى والسيد...
يعلم العدو الغاصب جازما أن معركته لم تنتهي بعد، وأن ثمة مستقبل ينتظره، وبأن الانتصار فيه رهين بقدرته على استلاب شبابنا وتشويه فطرتهم، ونخر مقومات شخصيتهم الإسلامية، لأنهم قادة المستقبل ورجاله، لدى نجده وحلفائه يسارعون إلى فرض نماذج تعليم فاشلة تكرس الهزيمة والتبعية، وإلى غرس مدارس التغريب الثقافي وصلت حد سلخ التلاميذ والطلاب في بعض المناطق من هويتهم الدينية، ويعمدون إلى استقطاب الأدمغة واستمالتها للهجرة، وتفريخ قنوات العهر والفساد التي تفرغ سمها القاتل عبر المقعرات الهوائية والشبكة العنكبوتية، وتشجيع شبكات بيع المخدرات... وفي المقابل تتم محاصرة كل القوى المجتمعية الصادقة والمقاومة لمشاريع التطبيع والتعايش الإجباري مع المحتل الغاصب ومخططاته، متهمين إياهم بالإرهاب والعنف وعداء السلام وحقوق الإنسان، تحت شعار: إن لم تكن معي فأنت مع الإرهاب!!

أي دور للحركة الطلابية في التدافع القائم؟
إزاء هذا الوضع، ثمة أسئلة تطرح نفسها بإلحاح، من قبيل: ما هو الدور الذي تقوم به الحركة الطلابية في الوقت الراهن؟ وما الذي ينبغي أن تقدمه؟ وما هي العقبات التي تعترض مسيرتها؟ وما سبل اقتحامها وتجاوزها؟ وما هو الثمن؟ ومع هذا وقبله، أسئلة الإرادة والباعث والغاية تطرح نفسها بإلحاح أكبر.
إن مقاربة هذه الأسئلة تطلب من المنظمات الطلابية والشبابية أن تتداعى إلى الحوار والتداول وتبادل وجهات النظر، في أفق وضع حد لحالة التشتت والتبعثر الاضطراري الذي توجد عليه، لن تكفينا المقالات على قلتها، ولا مهرجانات الخطب الحماسية، ولا رسائل المجاملات على أهميتها التواصلية، نحن مطالبون بأن ننخرط في مشروع موحد، يستوعب في إطاره كل واحد منا واجباته بدقة والتزاماته بوضوح، ويعرف كلا في قطره واتحاده ومنظمته وجامعته أن ثمة رسالة يتوجب على كل طالب وطالبة من أمتنا أن يحملها أمانة على عاتقه أمام ربه، وتجاه أمته ومستقبلها.
حتى لا نكون حالمين، أعلم جيدا أنه دوننا وتحقيق هذه الوحدة أشواط ومراحل، وعقبات وحواجز، ومخططات إفشال ومؤامرات، ولكننا مطالبون بالقيام بالخطوة الأولى، ومسيرة الألف ميل تبتدئ بالخطوة الأولى. بالمقابل نجد العديد من المشجعات والمحفزات التي تدفعنا إلى الأمام دفعا، ولا تترك لنا مجالا للتراجع:

1- وحدة القضية والهم والمصير؛ وهي نقطة ارتكاز متينة لتدور رحى حركتنا في توازن قاصد.
2- وحدة الخيار: خيار المقاومة والنضال، رغم الاختلاف الحاصل على مستوى المرجعيات الإيديولوجية.
3- قابلية الجماهير الطلابية للاندماج في أي مبادرة لتوحيد الصف وتجميع الجهود.
4- وجود الإطارات التنظيمية القانونية، التي ينبغي أن تفعل وينهض بها من أزمتها؛ وعلى رأسها الاتحاد العام للطلبة العرب، والإفسو...
5- وجود تجربة توحيدية مهمة خطت خطوات جبارة في هذا المسار، وهي منظمة مؤتمر الأحزاب العربية، والمؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي... ولقد انبثقت عنها مخيمات وملتقيات شبابية هي فرص مهمة ينبغي استثمارها للدفع في اتجاه تشييد المشروع وتطويره واحتضانه سياسيا ومجتمعيا.
6- التطور الإعلامي والتقني: أتاح الفرص النفيسة لتطوير مجالات الاشتغال والتأثير، وكذا مجالات التعاون وإنتاج العمل المشترك بدون كثير من التكاليف المالية المعيقة، مما سيساهم في الرفع من مردودية الأداء وفاعليته وقوة تأثيره.
7- العديد من مسؤولي المنظمات الطلابية في وطننا الكبير تحدوهم الرغبة الجامحة في تحقيق هذا المشروع الموحد، وتشرئب أعناقهم إليه.
8- التحركات الموحدة والمندمجة ستعيد للحركة الطلابية مكانتها في المنتظم الطلابي والشبابي والسياسي والحقوقي الدولي من خلال العديد من المنظمات والهيئات الدولية الرسمية والأهلية.
9- العمل المشترك سيساهم في فك الحصار عن العديد من المنظمات الطلابية في بلدان وطننا الكبير.

يبدو بعد استحضار كل هذه الحوافز أن توحيد الصف وإعادة اللحمة بين مكونات الحركة الطلابية، ومد الجسور بينها أمسى مطلبا ملحا إن على المستوى الجماهيري أو السياسي أو النضالي الحركي؛ لاسيما في ظل تطورات الوضع في العديد من بقاع أراضينا المحتلة. ولم يعد مسموحا للحركة أن تكتفي بدور إعلامي محتشم لا يعكس بأي حال من الأحوال غليان القواعد وطموحاتهم، ولا يستجيب لاستحقاقات المرحلة ومتطلباتها، بعدما كانت الحركة الطلابية قد لعبت دورا طليعيا في مواجهة الاستعمار وفي المشاركة في الكفاح الوطني تماما كما هو الحال عليه في فلسطين الصامدة.
المعول عليه بعد توفيق الله سبحانه وتعالى صدق الإرادة، ثم الاستعداد لبذل الجهد والتشمير على ساعد الجد، ثم اتساع أفق النظر ورحابة الصدر لتحمل تبعات العمل المشترك وما يتطلبه من مرونة، وهي دون ما يقدمه يوميا أطفال غزة من أرواح تحت وابل الغارات الصهيونية الغاصبة. إذا كنا نعيب على حكامنا أن مبلغ اتفاقهم هو عدم الاتفاق، فلنربأ بأنفسنا أن ينطبق علينا بيت الشاعر:
أتنهى عن الخلق الذميم وتأتي *** مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

فلنبادر إلى رفع بنيان حركة طلابية قوية وراشدة تضطلع بالأدوار التاريخية المنوطة بها في هذه المرحلة الصعبة التي تمر منها أمتنا.

إخواني أخواتي طلاب الأمة اتحدوا!!

قلب مسلمة
17-03-2008, 15:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكرمك الله على المقال و جزاك الله خيرا

krit01
17-03-2008, 15:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي الكريمة

faou_ihssan
17-03-2008, 21:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و أنتم من أهل الجزاء مشكورين على المرور الطيب